في أوروبا لم ينجح مشروع مارشال في تنمية البنية الاقتصادية فقط،لا بل نجح أيضاَ في صياغة دساتير وقوانين أفضل مما هو موجود في أمريكا، خاصة تلك التي تراعي الأبعاد الاجتماعية - الاقتصادية
بعد مرور عام على احداث الربيع العربي دار جدل في الاوساط السياسية والاقتصادية الغربية حول فكرة انشاء مشروع اقتصادي عملاق في الاقليم العربي على غرار مشروع مارشال المذكور لاعادة بناء الدول المتضررة واقتصادياتها المنهارة الا ان الدول الغربية لم تضع في الاعتبار تبني واطلاق هكذا مشروع للاسباب التالية
1 لا يزال الموضوع مبكرا لتبني هكذا مشروع لان حلقة العنف في الاقليم العربي ستمتد حسب الجدل الغربي لعقد من الزمن على اقل تقدير
2 سيرافق حلقة العنف هذه مزيدا من الثورات والحروب وعلى الدول القادرة اقتصاديا كدول مجلس التعاون الخليجي وكاولوية تمويل هذه الثورات والحروب بدلا من عملية البناء لان الغرب الان ليس في وضع اقتصادي يسمح له بتمويل هكذا مشاريع حرب وسيواجه بمعارضة غربية داخلية شديدة حال اعلانه ذلك
3 بعد الانتهاه من عقد الحروب المخطط والمبرمج له حسب ما هو مفترض فسيقوم الغرب باعادة البناء من خلال شركاته المتعددة الجنسيات بمساعدة التمويل الخليجي المذكور
4المرحلة الان مرحلة التدمير يعقبها بعد عقد من استكمال الثروات والحروب مرحلة بناء الدول واقتصادياتها ولكن على النمط الغربي
5 الدعوة الى اطلاق هكذا مشروع والطلب من المنتدى الاقتصادي ذلك على سبيل المثال هي دعوة مبكرة جدا وغير مجدية لعدم توافر الارادة السياسية الغربية لذلك
لا شك بأن قراءة هذا المقال يعكس أهمية الدور الأمريكي في إعادة إحياء الدور الأوروبي وإعادة عجلة الإنتاج الإقتصادي وقد تم تنفيذ مشروع مارشال بكل دقة وحقق أهدافه الظاهرية من إعادة القوة إلى أوروبا للنهوض والتخلص من آثار الحرب العالمية الثانية وهو في الواقع كان يهدف إلى إعادة القوة لأوروبا لتكون بمثابة الخط الدفاعي الأول ضد الإتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي بحيث تكون تكون القواعد العسكرية الأمريكية المتواجدة في الساحة الأوروبية قادرة على نقل أي حرب قد تنشأ بين الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي إلى الأراضي الأوروبية الشرقية والغربية على حد سواء وبهذا فهي تحمي الولايات المتحدة من أي صراع أو أي حرب قد تستهدف الأراضي الأمريكية لأن العقيدة العسكرية الأمريكية قائمة على منع وعدم السماح لأي قوة في العالم أن تهاجم أراضي الولايات المتدة وكما تذكرون فقد كان رد الولايات المتحدة على الهجوم الياباني على بيرل هاربر هو استخدام السلاح النووي مرتين ضد اليابان على هيروشيما وناكازاكي وعليه فإن أوروبا وهي تدري قد سمحت للولايات المتحدة بإستخدام الأراضي الأوروبية قواعد عسكرية جوية وبحرية وبرية وتم نصب الصواريخ الأمريكية في معظم دول أوروبا
وهذا يذكرني بمهزلة رئيس الوزراء الأردني وهو يصرح بأن الحكومة الأردنية قد طلبت منصات صواريخ باتريوت لحماية مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وكان الأفضل له أن يقول أن هذه الصواريخ هي من أجل الدفاع عن إسرائيل وإعطاء شبكات الدفاع الجوي ومنظومات الصواريخ الإسرائيلية والقبة الحديدية الوقت الكافي لإعتراض أي صاروخ موجه ضد إسرائيل بحيث يتم تدميره قبل وصوله إلى الأجواء الإسرائيلية وبالطبع في الأجواء الأردنية
أنا لا أظن أنه قد تم تغيير الأنظمة بتغيير الأسخاص ربما كان فوز الأخوان المسلمين يشكل إنقلابا على النظام السابق ولكن حتى تستقر الأمور فلا نستطيع أن نقول إن النظام قد تغير لا سيما وان النظام الحالي قد أعلن أنه سيحترم كل الإتفاقات والمعاهدات السابقة في إشارة واضحة إلى معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية كما أن البيروقراطية السابقة لازالت مسيطرة في كل مستويات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية لأن تغيير كوادر الدولة بحاجة إلى أجيال. ولو قرأ النظام السابق الرسائل التي كانت موجهة إليه وعمل على تنفيذ نصائح الإدارة الأمريكية وخفف من الفساد ولم يصر على عدم ترشيح إبنه أو التوقف عن ترشيح نفسه لاستمر نظام حسني مبارك إلى الأبد ولكنه ركب رأسه وتجاهل مفهوم الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد ولم يتنبه إلى زخم الربيع العربي في الدولة العربية الأكبر والتي يتغنى شعبها بالحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية
والله يا دكتور حسين ما فيش فايدة لا تغلب حالك وتتعب وتجمع المعلومات وتبحث وتكتب زي ما قال المثل ال... والقاري واحد في هالبلد . أمة نايمة مش عايزة تصحى ولا عايزة تعرف مش عارفة وين رايحة ولا من وين جاية
ومع الأسف الذين يدفعون الثمن هم أبناء الشعب الطيب أما الذين يتاجرون بالأوطان والذين لا يملكون ذرة من الضمير الذين هبطوا علينا بالمظلة من تجار الأوطان ومن أصحاب الأجندات العميلة بكل أسف هؤلاء هم الذين يحتضنهم النظام وهم الذين يتحكمون بالشعب. حتى الشعارات سرعان ما يسأمها الناس وسرعان ما ينساها لأن هناك في كل يوم قضية جديدة ومأساة جديدة وقصة يلتهي فيها الشعب كل ساعة ومن المخجل أن تتصدى الأجهزة الحكومية إلى الدفاع عن هؤلاء الفاسدين لقد هرب أخو....... إلى لندن والسيد الخشمان عضو في البرلمان ويريد تهريب فلوسه و.....الغالي وليد الكردي يعيش في لندن وباسم البهلوان يتحدى أن يمسكوا عليه بشيء وأنا أقول لرئيس ديوان المحاسبة الذي تمت في زمنه كل السرقات ولا أعلم لماذا هو مستمر حتى هذه اللحظة على رأس عمله في ديوان المحاسبة لماذا لا تبحث عن مصير المليار دينار في حزمة الأمان الإجتماعي أين اختفت ومن سرقها لماذا لا تسأل عن صفقة جلوبال ون 3000 خط هاتف التي تم بيعها إلى الحكومة الأردنية في زمن ناصر اللوزي وماذا عن ناصر البهلوان ومن اين حصل على أمواله اسألوا عبد الحميد الدامرجي وعن شركائه باسم عوض الله ومن يتسترون تحت لقب الشرفاء عن تهريب الدخان الى العراق وكانت حصة الدامرجي وأخيه 105 مليون دولار لماذا لا تبحث عن أسماء الذين تم التعاقد معهم بعقود وقيمة هذه العقود في الديوان الملكي كم هو عدد هؤلاء الموظفين في الديوان الملكي ما هي قصة السفرات الغير معلن عنها لشجرة الدر وشراء الجزر والحسابات السرية من هم أصحاب الجامعات والمدارس الخاصة وكيف تم نهب أراضي الدولة وتم استخدام مساعدات الأمير طلال بن عبد العزيز لبنائها ومن هو المسؤول الأول عن الفساد
الدول العربية منقسمة من حيث مدخولها المالي إلى قسمين دول تمثل أعلى الدول في العالم من حيث مستوى الدخل نتيجة بيع النفط والغاز وهي دول الخليج وتعداد سكانها قليل بالنسبة إلى الدول الأخرى ويصل معدل دخل الفرد فيها إلى أعلى الدخول في العالم ولو احتسبنا الأموال المخصصة للعائلات الحاكمة في هذه الدول والرواتب والمزايا التي يحصل عليها أبناء الطبقة الحاكمة والعائلات لوجدنا أن الدخل العام يشكل أعلى النسب في العالم ولو راقبنا طريقة صرف هذا الدخل الهائل من قبل هذه الدول لراقبنا التهافت على بناء أبراج خيالية وشراء سيارات خرافية واقفة على جنبات الشانزيليزيه أو أمام فندق الدورشستر أو في شراء الخيول الأغلى ثمنا في العالم والتي تنتهي بفضائح منشطات ناهيك عن الكازينوهات التي تعيش على أموال المقامرين العرب أو تصرف هذه الأموال الطائلة في شراء أسلحة مفروض عليها شراؤها وبالطبع من الدرجة الثانية لا تغني ولا تسمن من جوع في مجابهة عسكرية ضد إيران أو ضد إسرائيل وتتحول هذه الدول إلى أسواق استهلاك لكل ما هو متقدم في العالم من كومبيوترات وشبكات اتصالات وتلفزيونات ومحطات تلفزيونية وبائعات للهوى وقوارب بل ومسابقات رياضية دولية لا يشارك فيها أي عربي لأن أحدا منهم لم يبلغ مرتبة متقدمة في أي بطولة عالمية.
وبالمقابل يعيش شعب مصر الغلبان وهو من أكثر الدول العربية تعدادا تم تدمير مقدراته وتدمير قواته بفرض حرب عليه وجب عليه أن يخوضها ضد إسرائيل منذ عام 1948 وعام 1967 وعام 1973 ففقد البنية التحتية وتسلط عليه بقايا أبطال الثورة الذين تستروا برداء الثورة فاستغلوا الشعب ونهبوا الأخضر واليابس واستلقوا في أحضان الولايات المتحدة وتم تحييد مصر عن دورها العربي وكذلك الحال بالنسبة إلى كل الدول التي ساهمت في حروبها ضد إسرائيل من سوريا والعراق والأردن ولقد تم إرغام الأردن على القبول بمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد وتم فرض معاهدات على الفلسطينيين والأردنيين وتم تدمير النظام العراقي وتفتيته وبدأ تفتيت سوريا وتدميرها من الداخل بعد أن رفضت الوساطة التركية لإجراء مباحثات مباشرة مع إسرائيل واليوم يجري تدمير هذه الدولة حتى تصبح ضعيفة منهكة اقتصاديا ومعنويا وترضى بحل قضية النزاع الأبدي مع إسرائيل. ويتم فرض التطبيع وقضم الضفة الغربية جزءا جزءا وتظل لبنان عرضة لحرب جديدة كل الدول التي اجتاحها السونامي تحت مسمى الربيع قد دفعت ثمنا غاليا بدءا بتونس وليبيا والسودان واليمن
والسؤال الذي نطرحه هنا هل دول الخليج مستعدة لمساعدة الدول العربية الفقيرة وهل قادة الدول العربية الفقيرة لديهم الإستعداد للتوقف عن الفساد وسرقة مقدرات وثروات أوطانهم أم أن هناك مسلسل رهيب جديد تخطط له الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل في خلق عدو جديد للأمة العربية وفي إيقاد حرب جديدة لا ترحم بين إيران زعيمة العالم الشيعي وبين دول الخليج التي تحاول قيادة العالم السني لأن وقوع مثل هذه الحرب سوف تذهب بالبقية الباقية لإنتاج كل من النفط والغاز وإعادة الأمة العربية إلى الوراء
مقال ممتاز في مضمونه ,, ومقال مفيد جداً في توقيته...
ومقال فريد في معلوماته
شكراً لك ايها المبدع دوماً
لكن هل من سيستفيد ؟؟ آمل ذلك مع أنني في شك وحيرة مما اراه حولنا من تسابق محموم على هدر ليس المليارات العربية فقط بل الدمـاء العربية الطاهرة التي تُراق على مذبح أهداف شخصية آخرها الوصول للإصلاح والديموقراطية .
شكراً لك دكتور حسين على هذا المقال وما ذلك بغريب عليك منذ أن بدأت سلسة مقالات جادة وهادفة لتثقيفنا بما مضى من أحداث وبما خفي عنا
من شواهد صارت بذمة التاريخ
وسأعرج في تعليقي على الكم الكبير من اسئلتك الموجهة تحديداً لمنتدى دافوس فأقول :-
لا اتوقع يا سيدي بأنّ منتدى دافوس سيكون بمثابة " مشروع مارشال جديد في القرن 21 "
وعليه سوف لن يكون - أو هكذا اتوقع - أحد مخرجات منتدى دافوس " تمويل برنامج خاص لإغاثة وتأهيل المناطق العربية المنكوبة على غرار ذلك البرنامج الأمريكي لأوروبا ولسبب بسيط هو التالي :-
إنّ كل الدمار والتدمير والقتل والتشريد والذي وضعته في مقالك ضمن الفقرة التالية "" ما هي الخسائر البشرية التي فقدتها الدول العربية في ربيع الثروات وكيف سيتم تعويض عائلاتهم أم أن الذي مات قد مات وماتت بموته كل حقوقه وكل حقوق من خلفهم من بعده
كم عدد الجرحى وكم هي تكلفة علاجهم وإعادة تأهيل من أصيبوا أو فقدوا أطرافهم هل هناك ثمن للعين أو للذراع أو لقطرة الدم التي سُفكت . أو للمرأة التي أغتصبت .)) فكل ما ورد باعلاه هو بفعل أيدي العرب بعد أنْ صدّق السّذج منهم "" بدعة الخريف العربي "", ولذلك فإنني اتوقع وإنْ لن يعلن ذلك على الهواء بأن رأي دافوس بل وغير دافوس سيكون , ليقلع العرب شوكهم بايدهم ""
وعليه أقول بثقة بأنّ آخر اهتمامات دافوس ستكون مسألة تغطية تكاليف الخريف العربي ...
ودافوس سيكون معذوراً لو فعل ذلك !!!
أمـا يكفي العرب تلك التصريحات النارية - البلهاء والجوفاء - لعدد من مسؤولي دول الخليج وتحديداً دولة قطر العظمى !!؟؟
ثُمّ ألم نتابع مؤتمرات عديدة في القاهرة واستنبول وغيرهما ؟؟؟ ألم تُشنّف آذاننا قرقعة تلك المليارات التي سُكِبت على الهواء وكُتبت على الورق وأُلقيت من وراء المايكروفونات ولكن النتيجة الوحيدة كانت ليس إلاّ "" اسمع جعجعة ولا أرى طحينا ""
وحول خاتمة المقال وأقصد الفقرة التالية "" وبالطبع فإن المستفيد الأول والأخير هو الولايات المتحدة سيما وأنها حولت أوروبا إلى منطقة عازلة وخط دفاع استراتيجي أول ضد المعسكر الشرقي والإتحاد السوفياتي كما ساهمت الأموال التي تم إنفاقها في الولايات المتحدة بالبحث عن أسواق جديدة للإستهلاك والتصدير...
هل يمكن القياس على ضؤ إستفادة الولايات المتحدة الأمريكية أولاً وأخيراً مما جرى بأن نقول :-
هل ستكون من أطماع وطموحات دولة قطر أن تُصبح هي المستفيدة مما جرى بحيث تصبح امبراطورية قطر عوضاً عن دولة ؟؟؟ وذلك من خلال ترويجها وتمويلها بملياراتها المهدورة أقوالاً لا أفعالا للخريف العربي ؟؟؟؟
رغم قتامه وسوداويه المنضر الا أن ما يمر به الوطن العربي مرحله تاريخيه لا بد منها للتطور في المستقبل . أن حرائق الغابات هي ضاهرة طبيعيه مفيدة تخرج أشجار الغابه بعدها اكثر قوة ومناعه بعد التخلص من الحشائش الضارة . ولا يمكن تفسير التطًور الأوروبي الذي حدُث دون العودة لجذور الثورة الفرنسيه والصراع الديني ومحاكم التفتيش , فخرجت المجتمعات الأوروبيه من تلك الصراعات بقيًم الحريه والديمقراطيه والمساواة والتطور .
المنظر في مصر رغم قتامته يمثل صراعا عميقا داخل المجتمعات العربيه والأسلاميه بين قيمً المعاصرة والليبراليه ودعاتها وبين قيًم المحافظه والموروث ودعاتها , وهو جدال طبيعي تأخر لأنه قد تمًت التغطيه عليه بشكل ظاهري زائف عن طريق خنق الفكر سياسي خلال القرن الماضي وسوف تتم مأسسه هذا الصراع الى جدًل فكري وسياسي سلمي خلال السنوات القادمه ليأخذ شكل التباين السياسي الطبيعي في تركيا بين العلمانيه والمحافظه .وكان من الممكن تصًور بقاء وضع الستاتيكو السابق وولايه جديدة لمبارك أو ابنه جمال وبعدة ابن جمال . اما الوضع الحالي فالقرار بيد الناخب المصري الصعيدي وأبن القاهرة , فأن لم يعجبه مرسي وأخوانه ومرشدهم فيغيرهم في الأنتخابات القادمه والعتب على البرادعي وعمر وموسى في أن يقدموا بدائل حقيقه مقنعه .
في الأردن كانت العمليه البرلمانيه مخجله , وبعد ال 93 تم رهن مستقبل الشعب الأردني وأدخل في دوامه الصوت الواحد الذي غذى العصبيه والعشائريه وكل ذلك من أجل تمرير معاهدة مع أسرائيل وكان مستقبل الشعب الأردني يرهن لحساب الآخرين .
في مناطق التماس المذهبي والديني والعرقي (مثل سوريا) كان من السهل أختراق التمايزات هذة من اصحاب الأجندات ,وكان ملاحظا عودة تلك المجتمعات الى بناها البدائيه (مذهبيه وعرقيه) وهذا دليل كبير على فشل الأنظمه التي تدعًي العلمانيه في خلق تبايانات في المجتمع على اسس سياسيه وضمن الأختلاف الأقتصادي الأجتماعي الطبيعي
كيف يمكننا تقدير قيمة الخسائر لا سيما وأن قيمة هذه الخسائر لا تقاس بقيمة الدمار المالية لأنها قيمة مضاعفة إذا توفر المال اللازم لإعادة البناء وإن الدمار الذي لا يمكن قياسه يتمثل بالأرواح البريئة التي قتلت دونما ذنب وكيف يمكن قياس قيمة الدمار المعنوي لشخص فقد أحد أطرافه أو فقد عينه. كما أن الخسارة التي أريد أن أتحدث عنها هي خسارة المبادىء والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية حين نرقب هذا النزيف للدم العربي البريء الغالي حين تنصب آلات الجحيم من طائرات وصواريخ ومدافع تجاه صدور أبناء الأمة العربية المسلمة أنا أفهم أن توجه إسرائيل نيرانها تجاه الدول العربية أما أن توجه الأنظمة العربية صواريخها وأسلحتها تجاه أبنائها فهي قمة اللاإنسانية وإنني وأنا أرقب الدمار في القصير أتساءل كم سيكلف سوريا إعادة بناء ما تهدم من المدن السورية وكم من الوقت نحتاج حتى ننسى الضحايا الأبرياء هذا إذا تمكننا من نسيانهم لقد تعدت المرحلة من هو على حق هل النظام على حق أم أن الإئتلاف السوري والميليشيات هم على حق ويؤلمني أن أجيب أن الطرفين على خطأ لأنهم يستخدمون المدنيين والأهداف المدنية في تحقيق أهدافه من أجل الإحتفاظ بالسلطة أو من أجل إنتزاع السلطة
كيف يمكننا أن نعرف قيمة الأموال المسروقة في حسابات سرية للقادة العرب وزوجاتهم على سبيل المثال نحن نقرأ في مجلة فوربس أسماء مثل سليم وجيتس ولا تتجاوز ثروتهم مبلغ 73 مليار بينما علمنا حين توفي الأمير سلطان بن عبد العزيز أن ثروة الكاش كانت 275 مليار دولار. ويقال بأن قيمة أموال القذافي تجاوزت 800 مليار وتماما كما حدث لرؤساء سابقين مثل كارلوس وأحمد سوكارنو الذين قاموا بتخزين آلاف الأطنان من الذهب في بنك يو بي إس السويسري ورفض البنك إعادة هذه الكميات الهائلة من الذهب كذلك الحال هناك حسابات سرية لكثير من القادة العرب وولزوجاتهم كما حدث لزوجة زين العابدين بن علي وهناك أسهم وسندات لشركات كبيرة واستثمارات لا يعرفها أحد فإذا مات الزعيم العربي تم التعتيم عليها ومع التقادم الزمني تصبح من مقتنيات البنوك الغربية وعلى رأسها البنوك السويسرية هناك المئات بل الآلاف من الحسابات السرية وليس هناك أي قانون يجبر هذه البنوك على كشف هذه الحسابات حالة وحيدة فقط تمكنت فيها الولايات المتحدة من إصدار قانون يجبر هذه البنوك على إطلاع الحكومة الأمريكية بحسابات المودعين من حملة الجنسية الأمريكية تحت غطاء ضرورة دفعهم للضرائب المستحقة لخزينة الدولة. وحالة ثانية أجبر اليهود نفس البنك يو بي إس بإعادة الذهب الذي كان قد وضعه اليهود من الدول الأوروبية وإبان الحرب العالمية الثانية وديعة لدى البنك بل وتم دفع فوائد لليهود
أنا أتفق إتفاقا كليا مع السيد محمد المهند فإن آخر ما يفكر فيه مؤتمر ديفوس هو إيجاد أي حل أو حتى التفكير بمساعدة الدول العربية في التغلب على آثار الخريف العربي لأن ما جرى ويجري هو جزاء لما فعلت الأيادي العربية بنفسها وبشعوبها وإن من مصلحة الدول العظمى وإسرائيل إبقاء الشعوب العربية ملهية بحروبها الداخلية وبتدمير بنيتها التحتية وبتدمير كل الأخلاقيات والمعاني الإنسانية وبكل أسف فإغن مؤتمر دافوس هو إحدى وسائل التطبيع السياسي تحت غطاء مؤتمر إقتصادي فهو يفرض جوا من النقاش والإلتقاء بين ممثلين عن دول عربية مع ضيوف مهمين من الإسرائيليين وعلى رأسهم شمعون بيريز والشركات الإسرائيلية ولا أظن أن الأردن كشعب يستفيد شيئا من مثل هذا المؤتمر وهو حتما لا يستفيد من حكمة وخبرات المشاركين لأن الأردن منذ أن بدأ عقد هذا المؤتمر في أرضه قد أخذ بالتراجع الإقتصادي في كل المناحي بإستثناء بالطبع أحد المخططين لهذا المؤتمر باسم عوض الله ...........
تطل علينا تصريحات متناقضة حول نتائج المؤتمر الإقتصادي في البحر الميت بعضها يشيد بالمؤتمر والبعض الآخر يؤكد أن الهدف الرئيس هو من أجل تفعيل عملية التطبيع مع إسرائيل من أجل تمكين بعض المستثمرين العرب من التعاون مع بعض الشركات الإسرائيلية .
إن المؤتمر قد فشل في مجابهة أهم القضايا التي تعاني منها دول الجوار العربية وعلى رأسها مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق لا سيما وأن كلا من الأردن ومصر يعانيان من ثقل الديون الخارجية ومن ارتفاع فاتورة الطاقة ومن دعم السلع الأساسية بينما تعاني سوريا من حرب لا ترحم لا تبقي ولا تذر شهدت دمارا هائلا للبنية التحتية ونفقات عسكرية باهظة وحالة استنفار دائم لقواتها المسلحة وخسارة كبيرة في الروح والنفس البشرية وإن الحرب الطائفية تلوح بعصا غليظة بين الشيعة والسنة بين النظام المدعوم من قبل إيران روسيا وبين الإئتلاف المدعوم من الولايات المتحدة والغرب . كما أن التصعيد الذي شهدته منطقة القصير واشتراك حزب الله في الصراع في سوريا قد يجر لبنان إلى حرب جديدة ويؤدي إلى إيقاع مجابهة مؤجلة بين حزب الله وبين بقية التيارات اللبنانية المسيحية والسنة أما العراق فهو معرض إلى الطائفية والإنقسامات السياسية الناجمة عن التهديدات الطائفية وإعادة شبح التقسيم إلى شيعة وسنة وأكراد فبالرغم من الغناء والدخل العالي لمردود بيع النفط إلا أن الفساد الحكومي قد أعاد العراق إلى درجات من اللامعقول فمن يصدق أن العراق المصدر للطاقة يفتقر إلى الكهرباء يفتقر إلى الأمن والأمان
نستطيع أن ننظر من خلال المؤتمرات إلى أهداف كبيرة ولكن المستقبل مغلق ولا يبشر بالخير لأن إسرائيل في تقدم دائم عسكري وإقتصادي وسياسي والدول العربية في تراجع وهي تلهث حول تحقيق ولو الجزء اليسير من الأمن والأمان والخروج من مستنقع الربيع العربي وحتى يتحقق هذا الهدف تكون إسرائيل قد ضمت الضفة الغربية ويكون الإقتصاد العربي لدول الجوار قد أدخل في غرف الإنعاش فلا مصر قوية وأردن مديون وفقير ومبيوع ولبنان في إنقسامات داخلية تهدده الفتنة الطائفية وعراق لا يعرف طريقه منهوب مسلوب وسوريا تم تدميرها وبحاجة إلى تريليونات لإعادة إعمارها
إن العراق بحاجة إلى 50 مليار دولار ليتمكن من إنتاج وتصدير الغاز والذي يعود عليه بمدخول يتجاوز ال 500 مليار دولار خلال فترة زمنية لا تتجاوز ال 7 سنوات ولكنه عاجز عن تأمين مبلغ ال 50 مليار لأن كل مردود النفط قد تم إنفاقه أو تمت سرقته من قبل مافيات بشرية معروفة باستثماراتها خارج العراق. سوريا كانت مكتفية ذاتية وليست مديونة للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي لديها إنتاج نفط كان يعادى 380 ألف برميل يوميا ولكنه بعد بدء الحرب الداخلية تراجع إلى 200 ألف برميل والآن يبلغ 70 ألف برميل يوميا علما بأنه تم اكتشاف حقول غاز كبيرة في منطقة قارا بالقرب من الحدود اللبنانية وتم بناء مصفاة للغاز بتاريخ 2007 بالتعاون مع شركة غاز بروم الروسية ولا أحد يعرف بالضبط قيمة إنتاج الغاز بالإضافة إلى إكتشاف حقول الغاز في الشواطىء السورية شرق البحر الأبيض المتوسط . ولا أحد يستطيع أن يقدر قيمة الدمار الذي لحق بالبنية التحتية ولا قيمة الحرب الأهلية الدائرة هناك مصر مديونة ولا تعلم من أين تحصل على قيمة الدعم للسع الرئيسية وعلى رأسها القمح ومخزونها الإستراتيجي لا يتعدى ثلاثة أسابيع
الأردن مديون وغير قادر على نسديد قيمة الدعم للغذاء والطاقة وكما قال الأخوة المعلقون فإن الفساد والخصخصة الغير مدروسة قد أدى إلى بيع ثروات ومقدرات الوطن بأرخص الأسعار كما حدث في قضية الفوسفات والبوتاس وشركة أمنية للإتصالات والأمثلة كثيرة. ولبنان المنقسم على نفسه إلى كانتونات عليه أكثر من 55 مليار دولار من الديون المستحقة والمرشح ليكون المحطة المقبلة للربيع العربي والجو مهيأ لإيقاع الفتنة الأهلية بين حزب الله وبقية الأحزاب والتكتلات
إن كل دول الجوار العربي والتي سبق وأن خاضت حروبها مع إسرائيل غير قادرة الآن على الدفاع عن نفسها أي أن ما يدور في هذه الدول يصب في مصلحة إسرائيل اقتصاديا واستراتيجا وسياسيا أي أن الحكومة الفلسطينية لا تملك أحدا من الدول المجاورة كي يقف بجانبها إن سياسيا أو عسكريا أو إقتصاديا وهذا يعني أن إسرائيل لديها القوة العسكرية والقوة الإقتصادية والقوة السياسية لتفرض أي حل على المنطقة العربية وبالذات على الحكومة الفلسطينية
وشكرا للدكتور حسين على هذا المقال ولا أظن أن هناك أي أمل في أي مشروع عربي عربي أو عربي أممي
مؤتمرات للدعاية والاعلان والبهرجة وتخدير البسطاء الفقراء ومادة دسمة للسحيجة ليتغنوا بها ، خسائر الدول الاخرى لها مايبررها اما نحن فانهيار اقتصادنا يعود للفساد الذي نخر عظامنا ولاوجود لمن يرغب في القضاء عليه او الحد منه .
من المسؤول عن توجيه الدعوات إلى المشاركين في المؤتمر الإقتصادي وكم هي عدد الشركات الإسرائيلية التي شاركت في هذا المؤتمر. وما هو شعور المواطن العربي وهو يرقب شمعون بيريز رئيس إسرائيل وأحد بناة إسرائيل الأوائل عبر تاريخ يمتد أكثر من ستين عاما. ما هي الإستفادة الإقتصادية التي حققها الأردن من إستضافة هذا المؤتمر وأخيرا إذا أعلن وزير الخارجية الأمريكي عن مشروع دعم السلطة الفلسطينية بمبلغ 4 مليارات فلماذا لا يقوم الجهابذة الإقتصاديون في الأردن وهو في وضع مالي أسوا من السلطة الفلسطينية بالحصول على مشاريع دعم .