|
|
وزارة التربية والتعليم فساد ينتشر ولا ينحسر
بقلم : د. معن المقابلة
29-05-2013 09:37 AM
لم يتفق الشعب الأردني بمختلف فئاته وطبقاته وتوجهاته , على أمر مثلما اتفق على أن حالة الفساد التي تعيشها مؤسسات الدولة المختلفة , هي الخطر والمقياس الحقيقي على جدية الدولة وأصحاب القرار فيها , في المضي قدما في الإصلاح . بحيث يصبح الشعب مقتنعا بجدية الدولة في هذه المسألة . وأصبحت هذه الحالة (محاربة الفساد)الفرق أو الحد الفاصل في توجهات الدولة الحقيقية في القضاء على هذه الظاهرة أو الحد منها , ولا أجانب الحقيقة إذا ما قلت أن هذه الآفة التي تنخر بجسم الدولة ’ ولا تكاد تخلو مؤسسة كبيرة أو صغيرة منها قد تكون 'بوعزيزي الأردن' . فمن خلال عملي في وزارة التربية والتعليم – وهذا ينسحب على باقي الوزارات الأخرى-, ألاحظ أن حالات الفساد فيها آخذة في الانتشار لا الانحسار, سواء في كيفية توزيع أموال المساعدات , أو القروض التي تنفق على البرامج المختلفة في الوزارة , أو في كيفية اختيار الموظفين في المواقع القيادية . ففي مسألة المساعدات والقروض المالية , والتي يفترض أنها ستسدد من جيب المواطن الأردني , من خلال رفع الدعم عن السلع الأساسية , ليتسنى لنا الحصول على هذه القروض , كما يشترط علينا الآن صندوق النقد الدولي , في مسألة رفع الدعم عن الكهرباء. ففي وزارة التربية والتعليم تأتي الأموال ثم يبدأ البحث عن سبل إنفاقها وهناك مقولة يرددها معظم موظفي الوزارة وخاصة أؤلئك الذين يخضعون لورش التدريب , إن هذه الورش لخدمة المدربين ماليا – وطبعا المكافئات المالية تبدأ بالوزير وتنتهي بالمدرب – وحصة المتدرب لا تعدو وجبة طعام وفي أحسن الأحوال أجور مواصلات. ويتندر المعلمون عند الإعلان عن ورشة أو دورة معينة بقولهم' هناك أموال مساعدات قادمة ويبحثون عن دورات وورش لأنفاقها' , وأنا متأكد انه إذا ما وزع استبيان تتم صياغته بشكل علمي – أعمل حاليا مع مؤسسة مجتمع مدني على ذلك- لتقييم مثل هذه الورش والتي أخرها ما يعرف بتطوير المديرية والمدرسة ((SDI ستكون نتائج الاستبيان محبطة ومخيبة للآمال . والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق لماذا لا تصر الوزارة على الدول المانحة والُمقرضة,أن تكون أموال المساعدات والقروض لبناء المدارس - هناك أعداد ليست قليلة من المدارس المستأجرة في الوزارة - وليس على بعض الورش والدورات العبثية التي يأتي خبراء هذه الدول لتدريب المدربين وبأجور خيالية , فكأنهم يعطوننا باليمين ويستردونها بالشمال ثم تصبح ديون على الشعب . أما في مسألة التعيينات في المراكز القيادية , فإنني أقف على حالة واحدة تحدث الآن أمامي في مديرية التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية , وهي مخالفة لكل أعراف وقوانين وأنظمة وزارة التربية والتعليم , وقد مرت حالة الفساد هذه على ثلاثة وزراء تربية ولم يحرك أحد منهم ساكنا لأقاف حالة الفساد هذه , وقس على ذلك. فقد تم نقل معلم فيزياء , من إحدى مدارس مديرية التربية والتعليم لقصبة اربد , إلى وظيفة كاتب في مديرية التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية , ونعلم كم تتكلف الوزارة من أموال لإيفاد الطلاب لدراسة تخصص الفيزياء, والمضحك المبكي في الأمر إن المعلم بدأ إجراءات نقله باستدعاء إلى الوزير مباشرة –يطلب نقله بوظيفة رئيس ديوان- متخطيا بذلك قوانين وزارة التربية , التي يجب أن تمر عبر التسلسل الإداري من مديره المباشر إلى الذي أعلى منه . والأكثر أضحاكا من ذلك قبول الوزير للاستدعاء , والبدء بإجراءات نقل المعلم , بعد أن تم مشاورة مدير التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية , والذي كان أكثر ذكاء ممن سبقوه في الوزارة , فكانت موافقته على قبول نقله للمديرية بأن' يقبل بالوظيفة التي تحدد له' فعين كاتبا , ثم تم تكليفه رئيسا للديوان من قبل مدير التربية, لتبدأ مسألة التحضير لتثبيته, لثينفذ مطلب المعلم الذي طلبه من الوزير في استدعاءه الأول بتاريخ13\4\2012 وهو أن ُينقل ' بوظيفة رئيس ديوان حيث يتوفر الشاغر' . وضمن هذا المسلسل أعلن مدير التربية والتعليم للواءي الطيبة والوسطية عن الشاغر لإجراء المقابلات تمهيدا لتثبيته بتاريخ 23/7/2012 إلا انه توقف بعد أن ُفضح الأمر عبر المواقع الإلكترونية , ولا يزال المعلم المذكور رئيسا للديوان بالتكليف منذ تاريخ 12\7\2012, وقد علمت أن هناك لجنة تشكلت لوضع أسس تعيين رؤساء الأقسام , مدير تربية الطيبة والوسطية أحد أعضائها تكون أهم بنودها أن موظفي القسم هم الأولى برئاسة القسم , وبما أن المعلم المذكور مضى عليه أكثر من عام في القسم , ولا يوجد موظف يحمل شهادة جامعية في القسم , فسوف يكون صاحب الحظ الأوفر. كنا نسمع أن هناك مواقع وظيفية ُتفصل تفصيلا لبعض من لديه فيتامين (واو) , ألم يقم الترزيين (الخياطون) في الوزارة بتفصيل هذا الموقع للمعلم المذكور. أضع هذه الأمور أمام وزير التربية والتعليم , وهو ابن الوزارة المخضرم , والذي يفترض أن لا تمر عليه تفصيلات الخياطين- المصيبة أنهم خياطين أغرار- في وزارته العتيدة , والتي كنا نُفاخر الدنيا بانجازاتها. أما مسألة توزيع مغانم مراقبة الثانوية العامة من قبل بعض مدراء التربية والتعليم , والتي لا تخضع لأسس واضحة باستثناء مزاجية بعض مدراء التربية فتلك قصة أخرى سنأتي عليها في حينه.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|