أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سورية إلى أين...؟

بقلم : نبيل عمرو
01-06-2013 09:33 AM

- حين نتوقف عند لحظة صدق تجاه النكبة السورية وإغتصاب دمشق ، ليس من السهل علينا تفسير ما يجري ، أو تحديد ما نتوخاه من نتائج ، خاصة حين يكون همنا هو سورية الأرض ''دمشق معاوية''، الشعب ، التاريخ والحضارة فحسب ، بمعنى أن نكون خارج معادلة المع أو الضد بين المتصارعين في سورية وعليها ، بعد أن إختلط الحابل بالنابل وأصبحت سورية بين مخالب القوى الدولية والإقليمية ، وأصبح الشعب السوري حيث كان ، إن في الداخل أو في الخارج ، كحال الأيتام على موائد اللئام ، يعاني كل أشكال القهر والموت ، ناهيك عن اللجوء وتبعاته وعنوانه الأبرز الإتجار بحرائر سورية والإغتصاب وما شابه ، من ممارسات يندى لها الجبين ، وتشكل وصمة عار جديدة في تاريخ البشرية.
- لكن ، مهما نحاول سنجد أننا أسرى الواقع السوري ، بشقيه السياسي والعسكري ، كما لا يمكن القفز على الموت والدم ، أو على معاناة الشعب السوري ، الأمر الذي يدفعنا بقوة للبحث عن المعطيات ، إن في الجانب السياسي أو إن في الجانب العسكري ، وما يُحيط بهذين الجانبين من تعقيدات وغموض ، بعد أن أضحى الحال السوري عصي على التفسير ، خارج التوقعات وفي حالة ''اللاأدري'' التي تُسبب المزيد من المعاناة التي يعيشها الشعب السوري ، الذي تُحاصرنا ظروفه اللاإنسانية ، ويُعيد لنا المشهد الفلسطيني ، إذ تعددت النكبات في الوطن العربي عامة ، وفي الديار الشامية خاصة ، تنوعت أدواتها وبقي الموت ، التهجير واللجوء واحد .
- قلنا غير مرة ، وسنبقى على موقفنا أننا ننتمي لأمة ساقطة لا خير فيها ، فقد هزُلت وبانت عِظامها ، نبيع بعضنا البعض بأبخس الأثمان المادية والمعنوية ، لا نمتلك من أمرنا شيئا ، ولست مبالغا إن قلت أننا عبيد بمعنى أننا مُستعبدون ، والعبيد في حالتنا هذه لا يُنجزون ، سلاحنا البكاء ، العويل ، لطم الخدود وشق الصدور ، الشتائم واللعن وفي أحسن الحالات الدعاء لرب السماء.
- خمسة وستون عاما مرت على نكبة فلسطين ، وما نزال نبكي ، عشر سنوات مرت على إحتلال العراق ودماره ، وما نزال نبكي ، إنقسم اليمن السعيد وغرق في الموت وما يزال جرحه ينزف ، وما نزال نبكي ، تبدد السودان وأصبح سودانات ، وما نزال نبكي ، ليبيا مُرشحة للإنقسامات وما نزال نبكي ، لبنان مُرشح لصراعات طائفية وما نزال نبكي ، نبكي الفوضى في مصر ، تونس ، الجزائر وكل أصقاع الوطن العربي حتى جفت دموعنا ، وتوقف بنا زمن العُهر العربي أمام سورية ، فيسيل الدم من مُقلنا ،،،لماذا...؟
- سورية ''دمشق معاوية والياسمين'' ، كشفت عورتنا كأمة ، جميعنا نُقِّدود عليها كعاهرة ونتلذذ بآهاتها ونطرب لأنينها ونشمت بأوجاغها ، وقد غرزت أصابعها في أعيننا ، كما غرزتها القدس من قبل ، لتتأكد عبوديتنا وقد باتت أمتنا بكليتها جارية في سوق النخاسة ، وهنا أراهن أن الأجيال العربية التي ستلينا ، ستندب ندبنا بعد خمسة وستين عاما على ضياع دمشق ، فيما القدس قد أصبحت أورشليم ، نقطة وأول السطر لنقف أمام عاصمة عربوية أخرى...!!!
- في الختام ، أحذر أن يتهمني أحد بجلد الذات العربوية ، ومن أراد هذا فاليسمح لي أن أرافقه للقدس ، وهناك سأعتذر وأطلق رصاصة في دماغي ، إنتقاما للعروبة من خيانتي لها وتسفيهها .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-06-2013 10:29 AM

هذه دمشق يوسف العظم وليس لمعاوية فيها عظام رميمه .

2) تعليق بواسطة :
01-06-2013 10:54 AM

You are right 100 %

3) تعليق بواسطة :
01-06-2013 02:28 PM

هذه دمشق الاسلام -لا عربجيه -لا قومجيه -لا علمانيه --اسلاميه -لا شرقيه لا غربيه -اسلاميه اسلاميه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012