أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رغبة الاستعراء

بقلم : م. ايمن عبابنة
01-06-2013 09:42 AM

في ذكرى أمل دُنقل
وفي واقع لم تتغير حتى الأسماء ...
المشهدُ فيه ..
عارضة الأزياء ترفلُ بالثوب الغربي المُتخم ذي النصف العاري
اللا مبالي بكل أغطية الفقراء
بالخلف فضيحة
أطفال في بطن عراء أفضل خلفية لرغبة في الاستعراء
المهم المقدس بلغة الفن الحديث
بلغة اللغة الحديث ,كلما زاد التباين عجِز البيان
وانحنى المعنى نحو العناء المُؤبد ....
بلغة العبث الحديث , كلما ازددنا فقرا وزاد الجرح بنا نخرا
زاد وضوح الصورة في الفؤاد
وزاد تألُق المغرورة في الملأ الفرعوني الأعلى...

فابتسم يا صاح
أصبح الاستياء فنا راقيا... فاعرف كيف تستاء
أشعل سيجارة .... سطِّر عبارة ثم توفَّى مثلي في الحروف
مرهمي هذي الحروف لناسوري الوطني المزمن
استأجِر شقة مفروشة ومارس خطاب العرش ..هل يُجدي ؟
كلمّني هل من رصيدٍ لبعضك فيه ؟
لم افهم من الخطاب إلا ما أعيش ... ضمةٌ وشِدةٌ وكسرةٌ
ليت في الحركات شكلٌ للحسرة
فاختصرُ الحركات في وجه الخطيب فيسكت
إنَّا كذلك ننتعل الكرامة كي نعيش ونسكت
نمسحُ بها خبثَ الأرض ونخلعُها عند باب المسجد للضرورة
فكرامة متسخة تُبطل حتى صلاة الوافدين لبيت الرسول

ابسط ذراعيك وعانق نفسك
لا ادري إلى الآن ,كيف تراهن على وعد لم يقطع
وتستحي من عورة يفتخر بها سيدك ؟!
دلع لسانك بلغة الغير.... بداعي الحضارة
فكِّك غِيرتك العربية وعلِّم أبنائك التفكيك
حُبَّ الجواري وما بعد بُوذا من صنم
ارفع راية المتعة, انه شرف السواري والعِمم ..
خضراء صفراء حمراء سوداء ...
لا ادري ... البُرقع العربي حضر
كمهرج كبير يُشهر مسدس الماء على المحيط
فتنتعش الطحالب ويندثر الهدير
وتعلقُ الحرية كشلحة من حرير حمراء
بفوهة البندقية .... بقمة نهد عذراء
كيف يشتهيها من فُطم على وتد
أو في الطفولة خاف من رسم الزناد ؟

الجوعى هنا مهددون بالانقراض
عجلوا أيها الحمقى بالصور التذكارية معنا
عجلوا فنحن على حد المعنى إطارٌ للنقمة والنحس
بدوننا لن تحسّوا بترفِكم
وبهمّنا تنشط اهتماماتكم السخيفة
وبنزفنا تنتمون إلى ذواتكم البخيسة
فيا وطني الجليس على ناصية العشاق
ابصقهم وأكرمني بالنعش
اختلس علينا ولو بالعورات مكاننا
لا تستحي فأمانُنا ان نراك أمامنا

تمتموا عنا تفاصيل تعب
وارتكبوا روعة الميل الأول في وطن الأميال الألف
ما زال من العجز صراخ كافٍ لعبث الفن
لعُنف العثّ الكائِن فيكم ائلفُ خليل قبل النوم
فنحن القوم لا نعرف أثواب النوم ,
ما دام العراء رداء ... ما دام القلب دليل
للغم سبيل يجري ومُتاح للعرض بلا تعديل
فمدرسة الفن اليوم ترى الواقع أجزل بالشكل من التخييل
يا وطني الدرس طويل... أطول حتى من معناك
جئني مرة... ولو مرة كما معناك
أمضيت حياتي تلميذا
اسمع عنك...اقرأ عنك وانشد للأوباش بعِيدك عنك
جئني وأعلمني بمجيئك
أو سُقني إليك فالقاك

تمتموا تفاصيل تعب
واذكروا كيف أنقذ الرب أطفالكم
واخترعوا الدمى الملهاة لضميركم المدلل
ما زال في الجعبة نزرٌ , ما زال
لاستيراد ما شئتم من الفساتين الأنيقة والجواهر المنتقاة ...إلا الأنين
فلا أنين مستورد يضاهي أنيني المحلي المُعّلب
في عالم مجرد ...الإنسان مهيأٌ للحياة قابل للموت
وفي عالمي المُخرَّب.... الإنسان قابلٌ للحياة مهيأٌ للموت
فرمموا الخراب حتى لا يموت
ألان ها أدركت ...نعم .. بكل ما هو مقدس بالشرق مررت
ولم أجد قولا بشريا قارب التقديس من شاعر قد نظم :
لا تشك للناس جرحا أنت صاحبه ... لا يؤلم الجرح إلا من به ألم
لا عزاء في الفنون الجميلة إذا ما قدّست القبح
فقط ليبقى كما هو ...كما عليه ..
بل من أين جاء لها نعت الجميلة ؟!
ما الجمال ان لم يكن فعلاً صريحا في الأمل !

أيها المراءون خلف شاشات المجون العربية
فقرة مجانية لسخيف مللكم لا تُلهم بشيء
كم فقرة من ظهركم المسنود علينا قاست حمل وطن ؟
وحده جفن أمي العجوز يعرف معنى المثابرة
وحدها محفظة أبي السوداء تعرف معنى المثابرة
وحدها بطانية العسكر يلتحف بها أخي على الحدود تعرف معنى المثابرة
وحدها المناديل البيضاء التي تُدكّ في جيوب أطفال فقراء
ليوم مدرسة بعيدة تعرف معنى المثابرة
الكل يا وطني يدعي بحوزته البوصلة
حتى المومس النكراء بوجهٍ ذي بثور
تدعي الحيازة بقرار شعبي
وشعبي منصتٌ... لها ولهم
وأنا أفكر بالثورة على الإصغاء

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012