أخي الدكتور حسين يحفظه الله
مجدداً لك التحية والتقدير على جهودك .
لقد ورد في بحثك العديد من التساؤلات مثل :-
1 - وإننا نتساءل ما الذي يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القوة والجرأة كي يتوجه إلى مدينة سوشي للقاء الرئيس الروسي بوتين كي يعلن عن معارضته لقرار روسيا في إرسال منظومة الصواريخ الروسية إس 300 إلى سوريا وهي صواريخ دفاعية ولا تملك أي صفة هجومية وأن يهدد بأنه سيعمل على تدميرها وضربها قبل أن تصل إلى سوريا.
2 - ما الذي يعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي القوة كي يعلن بكل عنجهية أن لا عودة لحدود 1967 وأن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة وأن المستعمرات والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية هي واقع ديمغرافي جديد يفرضه استيطان 350 ألف يهودي وأن حق العودة للفلسطينيين مرفوض وأن الحدود الفلسطينية العربية ستظل تحت إشراف إسرائيل "
والإجابة الوحيدة لأي سؤال يتعلق باسباب تعنت إسرائيل هي التالية :-
(( القوة ))
فمن بيده القوة هو الأقدر على فرض شروطه !! فهذه النظرية قديمة قِدم التاريخ ,, حتى عندما كُنـّا نلعب في حاراتنا أيام الطفولة لعبة "" أبطال وحرامية ""
فمختلف عوامل القوة هي لصالح اسرائيل وربما يشذ عن ذلك " العامل الديموغارفي " ولذلك فإنّ إسرائيل ولإدراكها أهمية ذلك العامل لم تقم باحتلال القاهرة وعمان ودمشق بعد هزيمة الذل والعار عام 67 ,,
وحول هذا الموضوع الهام كُنتُ قد قرأتُ منذ زمن بعيد كُتيّباً لأحد ضباط لجنة الهدنة العربية/الإسرائيلية وهو هندي الجنسية واسمه - حسب الذاكرة - ر. أ . كرانجيا حيث يقول بأن إسرائيل وبسبب العامل السكاني تخطط لأن تقوم بعمل عسكري جديد بعد 8-10 سنوات من العمل السابق .
أمـّا ما ورد في البحث عن قرار التقسيم بقولك :-
" وفي عام 1948 تمكنت الصهيونية العالمية من تحقيق حلمها الأكبر حينما اتخذت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة قرارها المشؤوم بتقسيم فلسطين وقيام الدولة اليهودية على أرض فلسطين "
فان عام 1948 قد شهد إعلان قيام دولة إسرائيل بعد هزيمة العرب الأولى والكبيرة بعد انتهاء حرب عام 48
ولكن قرار التقسيم المقصود هو الذي صدر تحت لرقم ( 181 ( بتاريخ 29/11/1947الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وجرى التصويت عليه في الجمعية إبـّان كان عدد الدول الأعضاء آنذاك 57 دولة شارك في التصويت 56 دولة بسبب عدم مشاركة دولة " سيام وهي تايلند حالياً " وكانت نتيجة التصويت على النحو التالي :-
33 مع 13 ضد 10 إمتناع
ويقول تاريخ ذلك القرار بأنه قد اعتمد في الأساس على تقرير لجنة "بيل " الملكية الذي صدر عام 1937 وكذلك على تقرير وودهد عام 1938 واللذان كانا يهدفان الى قتل الثورة الفلسطينية التي استمرت منذ عام 1933- عام 1939
والقراران في النهاية يهدفان الى تحقيق وعد ارثر جميس بلفور الذي عُرف بوعد بلفور ,
وليس بخاف على أحد من أن تلك اللجان والقرارات كانت تهدف لتقسيم أراضي فلسطين الى ثلاث مناطق :-
منطقة عربية ومنطقة يهودية ومنطقة دولية وهي القدس وما يحيط بها حتى الخليل .
وتحضرني بهذه المناسبة وحول مصادر قوة اسرائيل وغطرستها قول موشي ديان في إجابته حول سؤال يتعلق بقبول إسرائيل لقرار 242 والإنسحاب من الأراضي المحتلة إذ قال :-
إنّ صيغة السؤال غير صحيحة فالمرء لا يحتل اراضيه !!! بل هي اراضينا وكانت محتلة فاستعدناها .!!
وها أنت يا سيدي الفاضل وأنت تدرك ذلك تقول :-
" وهو ما تجاوزه اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصريحاته أن لا عودة لحدود 1967 وأن القدس هي عاصمة إسرائيل الموحدة ,,, الى آخر الفقرة "
في حين ينهزم القادة العرب الهزيمة النكراء تلو الأُخرى ونخسر الأرض والعِرض وإذ بطبول المطبلين وابواق المسحجين وحناجر المطربين ومنهم من نال رتبة لواءً تُروّج للإنتصار الساحق الماحق والذي سار على منوالهم بل وبتفوق صاحب نظرية النصر الإلهي !!!
سيدي الفاضل
قبل يومين سمعنا تصريحاً للأسد بانه استلم صواريخ إس300 وعلى النقيض سمعنا تصريحاً من إسرائيل حول عدم استلام سوريا لأي صاروخ !! فمن كانت تصريحاته الأصوب والأدق ؟؟؟
إذا أدركنا الإجابة فسندرك عندها اسباب تفوق وانتصار إسرائيل على العرب ,,, بل وعلى إيران إذا ارادت إسرائيل ذلك
أخي الدكتور الكريم ,,, لك الشكر على جهودك المباركة
الأخ الدكتور حسين المحترم لا شك بأن المقومات التي ذكرتها رغم وضوحها إلا أنه من الصعب على أي كاتب الكتابة فيها وتوضيحها بالطريقة التي تم التطرق إليها من قبلكم ولقد أعجبني وآلمني القسم الخاص بمفهوم القوة الشاملة والمفاضلة بين العدد والنوعية وكيف تمكنت إسرائيل منذ عام 1948 أن تبني جيشا أقل ما يقال فيه أنه جيش لدولة عظمى فهي دولة نووية ورؤوسها النووية قد تعدت الترسانة الموجودة في كل من بريطانيا وفرنسا كما أن أقمارها الصناعية قد تعدت الأقمار الصناعية التي أطلقتها الدول الأوروبية وبلغت نصف عدد الأقمار الصناعية للولايات المتحدة ولقد قرأت مقالا يصف فيه القدرة الفائقة على القيام بإعلان التعبئة العامة وتجييش نصف جندي إسرائيلي خلال فترة لا تتجاوز 48 ساعة
وبكل أسف أعترف متألما بأن إسرائيل قد تفوقت على كل الدول العربية من حيث نوعية السلاح ومن حيث التكنولوجيا المتقدمة والتي هي نتاج القدرة العلمية ونتاج العقول الإسرائيلية إسرائيل لديها صواريخ عابرة للقارات ولديها منظومات صواريخ دفاعية ولديها غواصات وطائرات ودبابات ومنظومات للقيادة والسيطرة ولديها أسلة كيماوية وجرثومية جميعها من صنع وإنتاج إسرائيل وهي في نفس الوقت تحظى بتأييد الولايات المتحدة ومعظم الدول الأوروبية رغم معرفة هذه الدول أن إسرائيل دولة محتلة
ويؤلمني أكثر وأكثر أن أعترف أن 5 ملايين يهودي قد زرعوا في قلب العالم العربي والإسلامي أي في قلب مئات الملايين من العرب لم يأخذوا من إسرائيل حقا ولا باطل والحمد لله أنهم لم ينتصروا في حربهم مع الشعوب العربية لأن الشعوب العربية لا زالت تطالب بإعادة الحق الفلسطيني لأهله الشرعيين وبالرغم من مرور أكثر من 6عقود فإن إسرائيل لن تتمكن من السيطرة عهلى الضفة الغربية وعلى قطاع غزة وشكرا للدكتور حسين على هذا الطرح العميق المتزن والمقارنة المحزنة بين ما هو واقع في عالمنا العربي وبين ما هو واقع في إسرائيل
ماذكرته دكتور حسين في هذا المقال القيّم صحيح ودقيق للغاية , فنحن كشعوب وقيادات عربية أصبحنا اُضحوكة ومهزلة للتاريخ لما اصابنا من ذلّ ومسكنة وخيانة الى يوم يبعثون , فقد أصبح الحفاة العراة الذين يتطاولون في البنيان من قوادي الجزيرة العربية يقررون مصائر الشعوب العربية لترضى عنهم اسيادهم في الدول الغربية, ولكني أختلف مع الاخوة بأن الانتصار للقوي , فكيف نفسر انتصار الشعب الفيتنامي الفقير على اقوى الجيوش العالمية وهي الجيشين الامريكي والفرنسي من قبله , كيف تفسرون هروب الجيش الامريكي من الصومال بعد ان لعقوا جراحهم وتركوا قتلاهم في شوارع مقديشو ليسحلهم البلطجية , هل نسيتم ياسادة قول الشاعر التونسي الشاب أبو القاسم الشابي عندما قال : اذا الشعب يوما" اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
ومن لايحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر فلا الافق يحضن ميت الطيور ولا النحل يلثم ميت الزهر وكما قال الزعيم المصري الخالد بأن مااؤخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة , والسلام ختام .
إن بروز مشكلة سد النهضة على النيل الأزرق سوف تتفاقم وتتعاظم وسوف تكون المحك الأول لنظام الأخوان المسلمين في مصر. وإنه لمن المؤلم والمؤسف أنه وبعد مرور أكثر من قرن على التحرر من الحكم الإستعماري البريطاني فلا زالت تبعات هذا الإستعمار تعصف بكل الشرق الأوسط وليس من قبيل الصدفة أن نعلم ان كل الإتفاقات التي تحكم منابع ومصب نهر النيل قد تم التوقيع عليها من قبل كل الدول تحت إشراف بريطانيا في العقد الثالث من بداية القرن العشرين وإن كل مشاكل العالم العربي والإسلامي هو نتيجة السياسة القذرة للإمبراطورية البريطانية أنظروا إلى الحدود العربية المتداخلة بين الدل العربية وبالذات دول الخليج أنظروا إلى الهند كيف تم تقسيمها إلى الهند وباكستان الغربية وباكستان الشرقية والتي أصبحت فيما بعد بإسم بنغلاديش.
أيها الأخوة إذا ثبت فعلا أن إسرائيل هي وراء بناء سد النهضة فإننا سنشهد تطورات خطيرة سوف تشغل مصر العربية والسودان وإثيوبيا لسنوات طويلة قادمة وهو مسلسل آخر من أجل تفتتيت وتقسيم العالم العربي وإبقاء الشعب لا هثا باحثا عن لقمة العيش هذه المرة ليس تهديدا عسكريا من قبل إسرائيل ولكنه تهديد إقتصادي لضرب مصادر الغذاء في أكبر دولة عربية تعدادا في السكان وشكرا للدكتور حسين على إثارة هذه النقطة الهامة
لا شك بأن المتعمق في الأوضاع السورية وبالذات المقدرة القتالية لسلاح الجو السوري يدرك أن 10 طائرات من طراز ميغ 29 لا تقدم ولا تؤخر في شيء بالنسبة إلى التوازن العسكري كما أن ست منظومات من صواريخ إس 300 لا تلبي إحتياجات ومتطلبات الدفاع الجوي السوري لأن سوريا بحاجة إلى الأقل إلى 12 منظومة صواريخ إلى 18 منظومة كي تتمكن من الدفاع عن مجالها الجوي. كما أن هذه المنظومات بحاجة إلى تدريب وحسب الذي أعرفه أن روسيا لن تسمح للسوريين باستخدام هذه الصواريخ وإنما ستكون تحت سيطرة وإمرة الضباط الروس وأظن أن هذه الصواريخ هي لحماية الأسطول الروسي أكثر منها في حماية الأجواء السورية وأنا شخصيا لا أعتقد أن روسيا على استعداد لخوض غمار حرب مع إسرائيل والولايات المتحدة من أجل سوريا
ولي عودة لبحث الدكتور الفاضل حسين توقه ,, ففي بحثه الثري والغني الكثير من النقاط التي تُحفّز الفكر على العمل والبحث والدراسة .
وعليه فعودتي ستكون حول نقطتين وردتا في البحث واراهما متصلتان بطريقة وثيقة تساعد الأُولى الثانية بطريقة علمية وتساعد الثانية الأولى بنفس الأهمية ..
وأقصد هنا الفقرتين التاليتين :-
1 - يعرف الخبراء الإسرائيليون الأمن القومي بأنه ' محصلة الإتصالات المتبادلة بين الدولة وبين بيئتها البعيدة والقريبة وهذه المحصلة لا بد وأن تكون نتاج عدد من المقومات الأساسية تعكس قوة إسرائيل واستعدادها ووسائلها وقدراتها التنفيذية وتطوير قدراتها الإستراتيجية على الدفاع عن مصالحها الحيوية وتحقيق غاياتها وأهدافها القومية "
2 - وفي النهاية إن بناء سد النهضة في إثيوبيا على النيل الأزرق ودعمه وتمويله من قبل إسرائيل سوف يساهم في إشغال النظام المصري الجديد 'بل وكل الدول العربية' بقضية مصيرية جديدة بكل طاقاته وإمكاناته وتلهيه عما يدور في الساحة العربية الإسرائيلية لا سيما وأن تحييد صحراء سيناء واعتبارها منطقة منزوعة السلاح قد أضعف التأثير الإستراتيجي العسكري المصري وساهم في تحييد مصر في أي معركة قد تنشب بين إسرائيل وبين أي دولة عربية "
وسأبدأ بالفقرة الثانية للوصول الى الفقرة الأولى بشكل آلي ,
فمن المعروف بأن نهر النيل يمتد الالاف الكيلومترات إنطلاقاً من دول المنع أو ما يعرف بالدول الثماني المحيطة بالبحيرات والتي من اهمها فكتوريا وتانجنيقا والعديد من الأنهار المُغذية
ومن أجل تنظيم مسألة الإستفادة من مياه النهر جرى توقيع العديد من الإتفاقيات لتنظيم الحقوق والحصص من المياه وكان من أهمها إتفاقية 1929 واتفاقية 1959 ولكن اهمية اتفاقية 29 بالنسبة لمصر ليس لأنها تعطيها 48مليار م3 من المياه - وحالياً تبلغ الكمية نحو 55مليار م3 - بل لأن إحدى بنود تلك الإتفاقية تعطي مصر حق النقض - الفيتو - أي حقها في الإعتراض على إنشاء أية مشاريع على نهر النيل أو على إحدى روافده .
والذي حرك الموضوع سياسياً في هذه الأيام هو عزم أثيوبيا على إقامة " سد النهضة " على النيل الأزرق الذي ينبع في الأساس من أثيوبيا .
وشخصياً أرى بأنّه لا يجب التهويل أو الإستغلال السياسي لذلك السد الأثيوبي لأن النيل الأزرق وإنْ كان يُغذي نهر النيل بنسبة تصل الى 80% إلاّ أنّ تلك التغذية مقتصرة على فصل الصيف بسبب كونها متحصلة بسبب الأمطار الموسمية التي تهطل على الهضبة الأثيوبية في حين تصبح عديمة الجدوى باقي ايام السنة بل تصل المياه فيها الى حدِّ الجفاف . وربما ترى اثيوبيا أنّ من حقها الإستفادة قدر الإمكان من مياه النيل الأزرق
والتاريخ يقول بأنّ خلافات حادة وجذرية وقعت بين دول المنبع ودول المصب أي دول الحوض حينما وقّعت الأخيرة إتفاقية إطارية فيما بينها لتنظيم التعاون المشترك حول مياه النيل فما كان من دول المنبع إلاّ أنْ أصرت على إضافة فقرة تعطيها الحق في إقامة مشاريعها على النيل دون الحاجة الى موافقة دول الحوض والمصب
وهنا سأعود للفقرة الأولى لنرى كيف ترتبط مسألة سد النهضة الأثيوبي ومياه النيل تحديداً بمفهوم استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي الشامل .
فإسرائيل ترى بأن المياه هي المقتل بالنسبة لها وهي وبعد تحقيقها وسائل القوة العسكرية الشاملة تسعى بكل جهودها لتذليل تلك الصعوبات المائية , ومن أجل ذلك كانت قد عبّرت في عام 1949 , أي بعد عام واحدٍ من تأسيسها عن طموحها وطمعها في الحصول على حصة من مياه النيل وهي من أجل ذلك أيضاً قامت بتحويل روافد نهر الأردن , وهي كذلك قد توصّلت مع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات الى إتّفاق على شق ما كان يُعرف بـ " تُرعة السلام " لإيصال المياه الى صحراء النقب العطشى , ولكن المشروع مات بموت السادات ,
وليس هذا فقط بل أن إسرائيل كانت ذات يوم قد تقدمت بمشروع وخلال مؤتمر دولي عقدته الأمم المتحدة لبحث موضوع المياه ينص - المشروع - على ضرورة جعل المياه سلعة تجارية مثل النفط والغاز وغيرهما ولكنّ مشروعها ذلك لم ينجح !! ولكن خطورة المشروع الإسرائيلي كانت تكمن في نقطتين هما :-
أ - تحقيق مفهومها للأمن القومي الشامل من خلال الأمن المائي .
ب - ممارسة الضغط الخانق على مصر من خلال شرائها وبكميات كبيرة للمياه من عدد من دول المنع والممر بالإضافة لإقامة المشاريع المشتركة على المساقط المائية ولو أدى ذلك الى تحويل مجرى الروافد كما فعلت بالنسبة لنهر الأردن .
وعلينا أن لا ننس عمق العلاقات الإسرائيلية مع كل أو معظم دول المنع لا سيما مع كينيا والحبشة
إذن فالفقرتين التي أشار اليهما مشكوراً الدكتور حسين مرتبطتان تخدم الواحدة الأُخرى تحقيقاً لمفهوم الأمن القومي الشامل الذي يُشكل هدفاً رئيسياً لا يتجزّأ أبداً
ولكن ومن خلال متابعتي للأخبار المتعلقة بسد النهضة فإنني قد شعرت بالإحباط من طريقة تناول المسؤولين المصريين والإعلاميين لتلك المسألة .!! فهناك من جيّر المشلكة لمصلحته بأنْ حوله الى صراع سياسي داخلي وهناك من شدد وبدون مبرر على خطورة الموضوع وعلى النقيض هناك من خفف وبدون مبرر من خطورة الموضوع بل أنّ عناوين الصحف المصرية والعربية قد تناولت المسألة بأساليب مختلفة والأخطر أنْ يكون لغايات حزبية خاصة بين مختلف الأوساط السياسية المتصارعة في مصر .
ومرة أُخرى شكراً للدكتور الكبير حسين توقه الذي يجعل الواحد منـّا يذهب للبحث والمعلومات والتقصي والإستزادة فبارك الله فيه وبجهوده
أرجو التنويه الى أنّ كلمة " المنع" التي وردت في أكثر من فقرة في تعليقي مقصود بها " المنبع "
فأرجو المعذرة
إلى الأخ محمد المهند الواقع أنني معجب بتعليقك القائل أن القوة في هذه الأيام هي كل شيء ولو عدنا إلى فرسان المائدة المستديرة في القرون الوسطى كان شعارهم ( القوة في سبيل الحق ) واليوم نلحظ تبدل هذه المقولة حيث أصبح الشعار السائد ( القوة هي الحق ) وبكل أسف فإن مفهوم القوة هو المفهوم السائد وأن الأمم القوية هي التي تسود وتسيطر بغض النظر عن الحق وكذلك الحال بالنسبة إلى الكثير من الأنظمة فكم من نظام وصل إلى الحكم لأنه تمكن من القضاء على النظام السابق واكتسب شرعيته بقوة السلاح إن كل ما تقوم بع إسرائيل اليوم من بناء للمستوطنات ومن استمرار في الإحتلال ومن عقاب جماعي ومن قتل وتشريد وقصف لكل من يجرؤ بأن يطالب بالمقاومة وإنهاء الإحتلال والسجون الإسرائيلية المليئة بآلاف من الشعب الفلسطيني كل العالم لا يسمع ولا يرى ما تقوم بع الآلة العسكرية من تحد للقوانين الدولية والإنسانية. إن ما تمر به الدول العربية من تكريس للإستكانة ومن تهالك على كراسي الحكم ومن بيع للمقدرات والثروات وترك الأوطان لتكون تحت الحماية الأجنبية وللسيطرة المطلقة للولايات المتحدة على مقدرات الأوطان وثروات النفط والغاز. والحمد لله أن من الله علينا بثروة النفط والغاز وجعل الدول الصناعية المتقدمة بحاجة إلينا ولولا ثروة النفط والغاز لكنا في عداد الأمم المتخلفة النائمة إن الأنظمة في عالمنا العربي بقدر ما ننفذ للغرب مصالحه ونسهل له عملية استغلال مواردنا وما الجيوش العربية إلا حماة للأنظمة التي ترضى عنها الدول العظمى
إن استمرار القيام ببناء المستوطنات وضم الأراضي بالرغم من الضغوط الأوروبية والأمريكية والأمم المتحدة إلا أننا لم نلحظ أي إحتجاج أو أي إعتراض من قبل السلطة الفلسطينية بل على العكس وجدنا أن جل إهتمام الرئيس عباس وصائب عريقات هو التأكد من تنفيذ وعود الوزير الأمريكي بتخصيص أربعة مليارات لإنفاقها على السلطة الفلسطينية وعلى موظفيها والشعب الفلسطيني هو الذي يتأثر بسياسة التوطين لا سيما القرى التي يتم تفريغها من سكانها ويتم الإستيلاء على أراضيها ويتم طردهم وإلقائهم على قارعة الطريق ويمنعون في وضح النهار من العودة إلى بيوتهم وإلى مساكنهم وهي البيوت التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم جيلا بعد جيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العهظيم
ان قضية المياه في الشرق الأوسط هي قضية مصيرية وإن معظم حروب إسرائيل مع الدول العربية هي حرب مياه لا سيما في القرن الماضي وبالرغم من أن إسرائيل لديها محطات للتحلية ولديها القدرة على جلب المياه التركية مثل نهر سيحون وجيحون ولكن قضية النيل تختلف فمصر منذ بداية التاريخ قائمة على النيل وبدون مياه النيل لا حياة في مصر لاسيما وأن الزراعة كلها تعتمد اعتمادا كليا على النيل كما لا يجب أن نغفل نسبة التضخم السكاني وإرتفاع نسبة الزيادة السكانية فالمياه منذ الآن لا تكفي السكان الذين تجاوزوا ال 84 مليون وعدم استخدام التكنولوجيا الجديدة في الزراعة حيث بدأ إنتاج القطن المصري يتراجع وياحبذا لو تمت الإستفادة من مشروع إحاطة القاهرة بمياه النيل شرقا وغربا إن دلتا النيل الحالية لا تحتمل أي نقص في كمية المياه . ولا أظن أن المستقبل القريب يملك حلولا قد تكون مقبولة لمصر لأن سياسة الأمر الواقع التي تفرضها إثويبيا الآن سوف تؤدي إلى نزاع لا يعلم أحد عقباه والحمد لله أنه لا توجد هناك حدود مشتركة بين مصر وإثيوبيا وهذا يدفع المصريين إلى التفكير بوسائل أخرى منها الدبلوماسية السياسية وومحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن وهي تستغرق وقتا طويلا وتصب في مصلحة إثيوبيا التي باشرت ببناء السد ولا أظن أن إثيوبيا قد قامت بتحمل أعباء البناء المالية التي زادت على ال 5 مليار ولا بد أن تكون هناك قوة ما قد ساعدتها في هذا المشروع فإذا كانت إسرائيل هي الداعمة لإثيوبيا فإن مصر حتما ستواجه وضعا صعبا
إن إعلان نتنياهو عزمه على قصف وتدمير صواريخ إس 300 وهي في طريقها إلى سوريا يعزز مكانة رئيس الوزراء الإسرائيلي في إسرائيل كما أن إعلان روسيا بأنها سترسل 10 طائرات ميغ 29 يعزز مكانة روسيا في سوريا علما بأن منظومة الصواريخ إس 300 غير هجومية والكمية غير كافية لأن سوريا بحاجة على الأقل إلى 18 منظومة وليس 6 منظومات لتتمكن من تغطية مجالها الجوي كما أن الكل يعرف أن سلاح الجو السوري منهك ولم يتجدد منذ عقود وأن عملية بنائه يكلف الموازنة السورية مليارات كثيرة لا تطيقها وعليه فإن التحدث عن منظومة الصواريخ وتزويد طائرات ميغ 29 وهذه الضجة الكبيرة هي عبارة عن مسلسلات لإشغال الرأي العالمي والعربي وإلهائه وبكل أسف فإنه لا مجال للمقارنة العسكرية بين إسرائيل وبين سوريا وأظن أن كل هذه المواضيع تصب في مصلحة إسرائيل وتصب في مصلحة روسيا ولا نعلم ما هي الصفقة التي تسعى روسيا لعقدها مع الولايات المتحدة ومتى سيتم تنفيذ هذه الصفقة وإن أي حل لما يدور في سوريا سوف يكون حتما في مصلحة إسرائيل ومصلحة روسيا لا سيما وأن الجيوش العربية المنهكة والمدمرة بفعل الربيع العربي وما عكسه هذا الربيع من كراهية بين الشعب وبين الجيوش التي قامت بقمع أبناء الشعب كما حدث في اليمن والعراق وسوريا وقبلها في ليبيا ودارفور
وبعد التحية ,
أود الإشارة الى نقطتين :-
الأولى :- أن سد النهضة محل النزاع , لم يأتِ فجأة بل تم البدء ببنائه عام 2011 وهذا يعني أنّ التفكير به والتخطيط له ومن ثم تحويله الى واقع قد تم قبل لحظة البدء بسنوات !! فلماذا أثارت مصر هذا الموضوع الآن وبهذه الطريقة ؟؟
سبق أن قُلت في تعليقي السابق أنني أشمُّ رائحة الخلافات السياسية بين منظومة الحكم في مصر ومجموعة المغارضة وكلاهما سيعيان لإلهاء الشغب المصري ولغايات حزبية
أمـّا الأمر الثاني :- فهو ما جاء بتعليقك والتالي نصه :-
"" ولديها القدرة على جلب المياه التركية مثل نهر سيحون وجيحون ولكن قضية النيل تختلف فمصر منذ بداية التاريخ قائمة على النيل ""
فيا أخي الخطيب أود الإشارة من أجل دقة المعلومة الى أنّ نهري ( سيحون وجيحون ) ليسا في تركيا !! بل في أوزباكستان .
وكان العرب يطلقون على تلك البلاد أو على تلك الناطق " بللاد ما وراء النهر " تمييزاً لها عن بلاد ما بين النهرين - دجلة والفرات .
وحالياً يطلق على النهرين الإسمين التاليين :-
نهر سيحون : نهر سرداريا
نهر جيحون : نهر أموداريا
ولك التحية
كلام الدكتور سليم 100 في المئة لاكن قوة اسرائيل تكمن في ضعف العرب فاالاتحاد قوة كما ان روسيا وامريكا والغرب لايعطي اسلحة هجومية المشكلة ان العرب مثل دول الخليج تعتمد علي الحماية الامركية مقابل البترول كما الدول الاخرمن المغرب الي الاردن تعتمد علي المعونات الاجنبية فاالدول العربية لايوجد عندها زراعة ولاصناعة واذا سالنا الدول المجاورة من الاردن حتي الخليج اين الملاجي لحماية المدنين من الغارات لايوجد اين التحصينات لايوجد اين الشعب الموحد لايوجد فاسرائيل لاتستطيع خوض حرب طويلة الامد ومعظم حروب اسرائيل كما قال احد الاخوة هي حرب علي المياه اسرائيل تعتمد علي الجيش فقط في حالة انكسار اسرائيل في معركة فاصلة يعني نهايتها العرب لايوجد عندهم دفاعات جوية قوية ولا صواريخ ارض ارض ولا اسلحة تعادل الاسلحة النووية الاسرائيل كما تعمل اسرائيل علي دق اسفين بين ايران ودول الخليج وتلعب علي وتر السنة والشيعة وغيرها العرب مشغولان بمشكالهم الداخليةفحزب الله صغير لاكن لهو قوة صارخية كبيرة وافراد الحزب مدربون علي حرب العصابات وقبل وجود حزب الله في لبنان كانت اسرائيل تسرح وتمرح بالاضافة الي الطابور الخامس في الدول العربية من جواسيس وبعض الاحزاب العميلة وعلي راسها حزب الكتائب البناني عندما تتوحد العرب ويصبح هناك جواز سفر واحد وعملة موحدة والمواطن يسافر من المغرب الي اليمن بالهويةوالان ياعزيزي كل دولة عربية له جيش وعلم ونشيد مختلف
ياعزيزي نحن نستورد من ابرة الخياطة الي الدبابة اذا الدولة ليس عندها اكتفاء ذاتي فكيف تريد لها ان تحارب كان الروس يعطون سوريا والعراق ومصر طائرات ميغ21 والي الاردن وغيرها طائرات فانتوم 5 وهذاه الطائرات لاتستطيع البقاء في الجو اكثر من نصف ساعة ومدي الرماية لايتجاوز5 اميال بينما اسرائيل تملك طائرات حديث اف15 واف16 وميراج التي تستطيع التحليق في الجو ساعتين ومدي الرمية لهذاه الطائرات 15 ميل ولك في حرب 82 في لبنان عندما اسقط الجيش الاسرائلي 80 طائرة سورية في حرب 82 في لبنان