أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاسلام العسكري

بقلم : عبدالحليم المجالي
11-06-2013 10:35 AM


مصطلح الاسلام العسكري نادر الاستخدام ولكن الشائع هو الاسلام السياسي والذي يقول فيه الدكتور مصطفى محمود انه يهدف الى خلق راي عام سياسي بصبغة اسلامية يؤثر في الحكام فيمنعهم من التسلط والاستبداد , ويقودهم الى اتباع سياسة تخدم الشعوب وتطلعاتها , بهذا المفهوم يكون اقرب الى مصطلح ' اللوبي ' الذي يستخدمه اليهود في التاثير على الحكام في العالم دون خلعهم ليكونوا في صف فكرهم الصهيوني ووسائل لتحقيق مصالح الكيان الصهيوني . ويقول الدكتور مصطفى محمود ان الحركات الاسلامية اخطأت في مخالفة هذا المفهوم وسعت الى الاطاحة بالحكام بالقوة وكانت النتيجة ايجاد ما يعرف بالارهاب عدو العلم تقريبا . اخطأت تلك الجماعات بحق الشعوب وبحق نفسها وبدلا من ان تصل الى مؤسسات المجتمع المدني مشاركة في الحكم وجدت نفسها في غياهب السجون , وابتليت الشعوب بحروب وصراعات استنزفت قدراتها على الانجاز والبناء.

قياسا على الاسلام السياسي نستطيع تكوين فكرة عن الاسلام العسكري ومضمون هذا المصطلح فنقول انه معني بايجاد فكر عسكري بصبغة اسلامية لا تخلو باي شكل من الاشكال من اخذ الجهاد وفقهه بعين الاعتبار في صياغة هذا الفكر والنظرة المقدسة له . اللجؤ الى الفعاليات العسكرية عادة ياتي بعد استنفاذ كل الوسائل السياسية والدبلوماسية واستنفاذ القوى الناعمة . اتخاذ القرار باعلان الحرب سياسي بامتياز والمؤهل لاتخاذه من يملك المعرفة التامة للعدو والنفس , والمقدرة على تقدير الموقف من كل جوانبه وتوقع النتائج , هنا نتسائل عن المشايخ الذين يعلنون الحرب على غيرهم ويحرضون عليها ومؤهلاتهم في هذا المجال وهل هم اهل لذلك ؟

آخر الجبهات التي تخوض فيها السلفية الجهادية كمكون رئيسي للمقاتلين وبروز دور رجال الدين فيها هي الجبهة السورية التي لا يستطيع احد انكار الدور الرئيس فيها للاخوان المسلمين احد طرفي الصراع في سوريا قديما ولا احد ينكر انه سالت دماء في احداث سابقه ووصل العداء فيها الى مستويات عالية بين الاسلامويين وتحديدا الاخوان المسلمون السوريون من جهة وحزب البعث العربي السوري من جهة اخرى وان طاب للبعض استبدال حزب البعث طائفيا بالعلويين . في هذه الجبهة يظهر الاسلام العسكري فيها بشكل واضح والدليل انخراط المشايخ فيها وبروز الخطاب الديني العسكري في مجرياتها ووضوح المذهبية والطائفية في اطراف الصراع فيها . في هذه الجبهة اظهرت وسائل الاعلام حجم الدمار الهائل الذي احدثته الحرب هناك وتعدد الجنسيات والجهات والدول المشاركة فيها . يبرز هنا سؤال عن شرعية هذه الحرب ومن اركان تلك الشرعية من هو الامام الذي اذن باعلان تلك الحرب على النظام السوري ؟ قد يقول قائل انها ثورة وبدأت سلمية والنظام هو من نحى بها الى القتال والحرب ولكن حجم المقاتلين المعارضين وتعدد جنسياتهم والامكانيات التي بين ايديهم تطرح الكثير من التساؤلات حول ذلك . على كل اذا كانت هذه الحرب من منطلق جهادي فمن هو الامام للمجاهدين ؟ وان كانت من منطلق ثوري فمن هو مفكر تلك الثورة وقائدها ؟ ومن يتحمل مسؤلية فشلها اذا فشلت ومن يجني ثمارها اذا نجحت ؟ واذا كانت من باب الفوضى الخلاقة فمن يقف خلفها ؟

الجهاد وفقهه مرتكز رئيس في الاسلام العسكري وقد كتب الشيخ القرضاوي في فقه الجهاد , وكما قال فقد قضى بضع سنوات في اعداد كتاب في ذلك منطلقا من بيان الفوضى الجهادية والنتائج الكارثية لها , والخطأ من تعدد الجماعات الجهادية وعدم شرعيتها . وجدت صعوبة في استخلاص راي محدد لكثرة الاراء وتباينها وتناقضها احيانا وغزارة المادة وتشعبها . من المفارقات ان الفوضى التي كان ينوي محاربتها وقع فيها وهو يشجع ويحرض مؤخرا على التوجه كمجاهدين الى سوريا والانخراط في القتال الدائر هناك , ومن المفارقات ايضا انه غير رايه في حزب الله وحربه 2006 لصالح الراي السعودي في ذلك . من وجهة نظر الكثيرين ليس من الحكمة ان تتغير نظرة فقيه مثله يحمل لقب كبير علماء المسلمين والانحراف عن المباديء حسب ظروف متغيره ومحيره .

الاسلام السياسي يتعرض اليوم الى اخطر ما يمكن ان يواجهه من تحديات . النموذج التركي والاردوغانية رمزه تئن تحت الاحتجاجات من المعارضة التركية التي امتدت الى اكثر من عشرة ايام لغاية الان . النموذج المصري ليس افضل حالا من النموذج التركي . النموذج التونسي لم يستقر على حال بعد وكذلك الحال في ليبيا التي يواجه نموذجها التحديات الاخطر لوجود فوضى السلاح هناك .ا

الاسلام العسكري تابع للاسلام السياسي ومرتبط به ولغاية الان لم نجد نموذجا من الممكن اعتماده كافضل الموجود يجمع بين الجهاد في معانيه واشكاله وبين الحرفية في القتال وفنونه وعلومه العسكرية الحديثة ومباديء القتال المستخلصة من التجارب البشرية على مر العصور . فشل الجيوش العربية الرسمية في تحقيق امال وتطلعات الشعوب العربية الدفاعية تعطي الاسلام العسكري ومعتنقيه البقاء لفترة اطول قبل ان نجد الصيغة الجامعة للقتال والجهاد , وتستمر المنظمات والجماعات القتالية الجهادية وقد يبرز المزيد منها في مؤشر على المزيد من فوضى السلاح ونتائجها الكاريثية . اود ان اختم بمثال عسكري عربي اسلامي يجمع بين الشرعية القتالية المستمدة من انتخابات مباشرة تنفيذا لا وامر نبوية مطاعة عن طيب خاطر . القائد هو خالد بن الوليد الذي لم يمض على اسلامه شهور ليجد نفسه قائدا عسكريا لمجموعة تظم من هم اقدم منه اسلاما واكثرمنه حفظا للقرآن من صحابة رسول الله وذلك في معركة مؤته بعد استشهاد ثلاثة من القادة المسلمين المعينين من قبل المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم وكانت الاوامر تقضي بانتخاب قائد لسرية مؤية بعد استشهادهم فكان ان حمل الراية خالد واتخذ قرارا من اصعب القرارات العسكرية وهو الانسحاب من معركة خاسرة ونفذ قراره بمهنية عسكرية عالية منحته لقب سيف الله المسلول , فكان قائدا مميزا يتسم بالمسؤلية والحرص على دماء اتباعه... ندعوه سبحانه وتعالى ان يوفقنا لفكر خالد بن الوليد كقائد وروح الجهاد كصحابة رسوله او قريب منهم .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-06-2013 03:26 PM

بارك الله في الاستاذ عبدالحليم على كتاباته المتزنة و العقلانية.

2) تعليق بواسطة :
13-06-2013 12:21 AM

وكانك قادم من مكان بعيد . ثم اتيت الى بلادنا ورايت صراعات وخلافات وجماعات وانظمه ... ثم سالت عن ماذا يجري فاستمعت الى شرح مفصل عن الاوضاع ثم كتبت المقال بناء على الشرح الذي استمعت اليه . كنت خلال مقالك تقف في مكان ما بين كل البينات . لم توضح اين تقف برغم حرصك ان تبدوا حريصا على شئ ما . تقلبت كثيرا بين العلمانيه والاسلام حتى ضاعت هوية المقال . واستخدمت مصطلحات خصوصا اصطلاح الاسلام العسكري ! وفتحت النار على كل جماعات المسلمين وجهادهم السياسي والعسكري وجردتهم من جهدهم وانجازاتهم وخطاْتهم ثم لم نخلص معك الى نتيجه وانتهيت الى ضرب مثل معركة مؤته التي توضح لنا من خلال هذا المثل شيئا يسيرا من قفزاتك الفكريه التي حشوت بها المقال . نحن كمسلمين يا استاذ مع شديد الاحترام لشخصك نعاني من ظلم ذي شعب كثيره ... اليهود والنصارى والمنافقين الممثلين بالانظمه العربيه والاحزاب العلمانيه والافكار التغريبيه والثقافات الاستهلاكيه والعادات الجاهليه والهجمات العسكريه الاحتلاليه والهجمات الفكريه والمؤامرات الداخليه والخارجيه على المسلمين ... وتفتيت المجتمعات الاسلاميه وتجفبف المنابع الدينيه وتدمير الشباب وانتاج جيل جاهل تافه استهلاكي لايعي مسؤلياته ولا الاخطار المحدقه به .. ونشر الفساد والرذيله .. الخ . تركت كل هذا وهاجمت جماعة المسلمين المجاهدين التي تقف يكل بطوله تنافح عن الامه ومعتقدها وارضها وعرضها وشرفها ؟ كل هؤلاء المتامرين سلموا من انتقاداتك ووقعت بنا ؟ . من اجل قتال احترافي ؟ من اين ناتي لك بقتال احترافي ونحن مابين قتيل وسجين ومحارب ومطارد والجميع يعادينا ونعيش في اوطاننا كالغرباء ومضيق علينا وكاننا شياه جرباء ؟ واجهزتهم الاعلاميه تشوه بنا ليل نهار وتنفر الناس منا وتبعدهم عنا ويتهموننا بالعماله والتخلف والتكفير وهم العملاء الحقيقيين المتخلفين دعاة على ابواب جهنم ؟ الم تسمع بهذا ؟ الاتعيش معنا ؟ الم ترى دماء رجالنا ونسائنا واطفالنا وهي تجري كا الانهار ؟ الم ترى بيوتنا المهدمه على رؤوسنا ؟ الم ترى الخراب الذي حل بديارنا ؟ الم ترى املاكنا تنهب واعراضنا تنتهك ؟ الم ترى الذل والقهر والظلم المسلط علينا ليل نهار ؟ استكثرت علينا ان ندافع عن انفسنا ونخطئ ونصيب ؟ الكل يتجاهل الجلاد ويلوم الضحيه ! وتسلقونا بالسنة حداد وكانكم لستم مسلمين ! الم يكن من المفترض ان تمد يد العون الى اخوانك ولو بكلمه بدل النيل منهم واحباطهم وتيئيسهم ؟ اليس من الافضل ان تشعل لاطفالنا شمعه وهم ينامون في الكهوف ؟ اليس من الافضل تشد من عزيمتهم ولو بكلمه ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012