أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ضربة حره غير مباشره

بقلم : خالد العلاونه
18-06-2013 09:26 AM



تعتبر الضربة الحرة غير المباشره في عالم كرة القدم بأنها عقاب يمنحه حكم المباراه للفريق الخصم جراء ارتكاب خطأ من الاخطاء التي يعاقب عليها القانون ، أما طريقة التنفيذ فتشترط أن يلمس الكره لاعبين اثنين على الاقل قبل وصولها الى المرمى وتسجيل الهدف ، ولا يعتبر الهدف صحيحا اذا سجل بضربة مباشرة من لاعب واحد دون ان تلمس لاعب آخر ، ويعرف اللاعب أنه منح ضربة حرة غير مباشرة من خلال رفع الحكم ليده الى الاعلى عند اشارته الى منح الخطأ .

هذا بالضبط ما مارسته حكوماتنا المتعاقبة وتمارسه بكل جنون حكومتنا الحاليه ، حيث انها تمنح نفسها ضربات حرة غير مباشرة الى جيوب المواطنين والفقراء للإنقضاض على ما تبقى من بقايا مواردهم ومدخراتهم البسيطه من خلال قراراتها الظالمة باعطاء نفسها ضربات حرة غير مباشرة وفي كافة المجالات السياسيه والاقتصادية والاجتماعية .
ففي المجال السياسي ... لم يعد التزوير المباشر للآنتخابات المتمثل بزيادة الارقام أو وضع اوراق اضافية في الصندوق أو تغيير الصدنوق والجداول والكشوفات لم يعد قائما ً ، فعمدت الحكومات الى اتباع اسلوب التزوير الحر غير المباشر من خلال قوانين الانتخاب او من خلال آليات واجراءات احتساب الاصوات ونسبها ، ومنها على سبيل المثال قانون الصوت الواحد والذي يعتبر وسيلة غير مباشرة لتزوير ارادة الشعب وحرمانهم من ممارسة حقهم الدستوري كاملاً ، وأيضا قانون دوائر سمير الوهميه والتي جاءت طريقة حرة غير مباشرة لتزوير ارادة الشعب ، وأيضا آلية احتساب الكوتا النسائيه خاصة ما حدث في دائرة محافظة اربد الانتخابيه في انتخابات 2010حيث ابتكروا نسبة ادت الى نجاح ناريمان الروسان التي لم تحصل على اكثر من ألفي صوت بينما أخفقت فاطمه أبو عبطة وهي الحاصله على ما يقارب الخمسة آلاف صوت ، كذلك ما حصل في احتساب نسب القوائم في الانتخابات الاخيره ، حيث منحت قائمة تعدى عدد أصواتها الثمانين ألف صوت مقعدين ومنحت قائمة حصلت على 12 ألف صوت مقعداً ،،، أضف الى ذلك ملحمة عبله وحازم ،،، وكذلك قيام بعض رؤساء اللجان بالتصويت لقوائم واشخاص غير التي يريدها الأمي
أما فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية فحدث ولا حرج .... من سيداو الى غيرها من القوانين والاتفاقيات التي حولت الرجل (الأب والأخ والزوج ) الى مجرد متفرج لا يقوى على توجيه المرأة أيا كانت نحو ما هو صواب .
وفي المجال الاقتصادي وهذا ما نود الحديث عنه فقد كثرت الضربات الحرة غير المباشرة التي تمارسها الحكومه ، بدءا من الغاء وزارة التموين وتعويم الاسعار واطلاق أيدي الحيتان في السوق بحجة مواكبة اقتصاديات السوق الحر مع تأكيد الحكومه على عدم تأثير ذلك على الطبقات الفقيره ،،، مرورا برفع الدعم عن المحروقات التي لا تضر بصغار المستهلكين ولن تؤثر على الفقراء ،،، تعريجا على رفع أسعار الكهرباء التي يقسموا بالله – كاذبين طبعاً- أنه لن تمسح الشرائح الفقيره ... وغداً رفع الدعم عن الطحين وعن الماء ، كل ذلك يؤدي بالحكومة الى نهب ما تبقى لدى المواطن المسكين من خلال ضرباتها الحرة غير المباشرة ،،،، فتضرر المواطن لن يكون مباشراً ،،، لكن رفع الدعم عم المحروقات سيؤدي بأصحاب المصانع والشركات والمخابز وشركات النقل العام الى رفع الاسعار على المواطن الاردني من حبة البسكوت الى بكسة البطاطا الى شوال البصل ،، ورفع الكهرباء على قطاع الصناعة سيؤدي بضربة حرة غير مباشرة لاصابة جيب المواطن من خلال رفع اسعار كافة الخدمات التي تقدمها هذه القطاعات ، سواء أكانت موادا تموينية أو خدمية أو انشائية ، لأن المصانع والبشركات والمستوردين والتجار سيسعون الى تعويض الفرق في الفاتورة على حساب المواطن المسكين ،،، وهكذا سيكون بالنسبة للماء .
أما الخبز فتقول الحكومة بأنها لن ترفع سعره ولكنها تفكر برفع الدعم عن الطحين وهذه تعتبر بمثابة ضربة حرة غير مباشرة خطيرة تنفذ من داخل منطقة الجزاء وقريبا من خط المرمى ،،،، وكأن الطحين لا علاقة له بالخبز .
وأكاد أجزم بأن الحكومة تفكر الان في طريقة لبيع الهواء للمواطن وبسعر غير مدعوم وقد تفكر بتوزيع اسطوانات اكسجين مدفوعة الثمن للمواطنيين لاستخدامها للتنفس مع وضع قانون لتجريم كل من ينزع هذه الاسطوانة عنه ويحاول سرقة هواء الدولة ، كما ان سعر الاسطوانة سيكون تصاعديا حسب كميات الاستهلاك الفردي .

ما نحتاجه الان هو حكم عادل يوقف مسلسل الضربات الحرة الغير مباشرة التي تمارسها الحكومه ويتوجه الى اعطاء الشعب ضربات جزاء ضد المتغوليين واللصوص الذين نهبوا خيرات ومقدرات وأموال الوطن ،، لتكون لعبة الحياة التشاركية بين مكونات المجتمع اكثر عدالة ومساواه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012