|
|
الأردن لن يقبل زجه في الصراع الدائر في سوريا
بقلم : نصوح المجالي
23-06-2013 09:48 AM منذ اندلاع الثورة السورية كان ينقص الموقف الدولي والموقف الاميركي الارادة الحقيقية لنصرة الشعب السوري وثورته, وتزويده بما يحقق التوازن على الارض مما يجبر النظام السوري على قبول الحل السياسي. ولهذا يأتي قرار عقد مؤتمر جنيف اثنين على خلفية خلل واضح نتج عن تباين في مواقف الاطراف الدولية الداعمة لاطراف النزاع في سوريا, فالمساعدات غير القتالية التي قدمت بالقطارة للثورة السورية قابلها مساعدات متتالية ضخمة من ايران وروسيا, ودعم عسكري مباشر من ايران وحزب الله بدت معه السياسات الغربية قاصرة عن احداث تغيير حقيقي في سوريا. وجاءت معركة القصير لتكشف عقم موقف ما سمي باصدقاء سوريا الدوليين, فتدخل ايران وحزب الله بشكل سافر في القصير وفي سوريا ادى الى اندحار الثوار في القصير وفتح الطريق الساحلي لمعركة كبرى في حلب وحمص وريفهما, وبدا النظام السوري وكأنه استعاد المبادرة العسكرية ولهذا صعّد عملياته في محاولة لاستعادة حمص وريفها والساحل وحلب وريفها, اضافة الى احكام السيطرة على ريف درعا وريف دمشق. السياسة التي اتبعتها دول الغرب والمخاوف التي رافقتها بدت وكأنها رهان على وصول سوريا الى حالة الانهاك والدمار للدولة السورية والثورة معاً, وما حدث أن النظام التقط انفاسه بينما خُذلت الثورة ولحق الدمار بممتلكات المواطنين والبنى التحتية في سوريا على أوسع نطاق وبقي النظام عازماً على الحاق مزيد من الدمار والقتل في جميع انحاء سوريا. أخيراً قررت الولايات المتحدة تقديم مساعدة عسكرية مشروطة بأسلحة غير متطورة للجيش الحر على امل موازنة الخلل في موازين القوى, لأن فشل الثورة سيعني فشل مؤتمر جنيف 2, وفشل خيارات السياسة الاميركية في الازمة السورية. ورغم هذا القرار ما زال الموقف الاميركي ضعيفاً ومتردداً رغم ما حدث في القصير, وبدت روسيا مصرة على احتلال المكانة التي كانت للولايات المتحدة في هذا الجزء من الشرق الاوسط نتيجة للرهان الروسي الواضح على تردد وخوف الولايات المتحدة من التورط في حرب جديدة في الشرق الاوسط. فالمنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد العسكري ومزيد من الفرز والصراع المذهبي ومزيد من الصراع الدولي, فليس هناك ما يؤكد رغبة النظام السوري في التفاوض, أو احتمال توافق الاطراف الدولية على انجاح مؤتمر جنيف2, على اسس واضحة. والسؤال المهم ما مدى جدية الغرب والعرب في تقديم مساعدة عسكرية مستمرة وكافية للثورة السورية حتى يحقق الثوار التوازن أو النصر, فالمساعدات العسكرية التي تحيطها تحفظات كثيرة لا يمكن ان تُنقذ الشعب السوري وثورته, خاصة وأن روسيا تهدد بتقديم مزيد من الاسلحة لنظام الاسد, فلا بد من دعم كاف للثورة لتحقق اهدافها ولتقوى القوى المعتدلة وخاصة الجيش الحر على منع قوى التطرف في المستقبل من اختطاف الثورة السورية باتجاه آخر, فتراجع الثورة في القصير والساحل مرده نقص العتاد والسلاح رغم توفر الرجال. اما الحديث عن منطقة حظر جوي في الشمال أو الجنوب فتبدو غير واردة في الحسابات الاميركية حتى الان رغم انها خيار وارد, فالرئيس الاميركي يرى أن فعالية الطيران السوري محدودة, والخسائر البشرية في سوريا معظمها جاء نتيجة القتال على الارض وحظر الطيران سيعني حتماً التعرض الاميركي للصواريخ التي تنطلق من دمشق وبالتالي التعرض للمدنيين, الامر الذي لن تفعله الولايات المتحدة على حد قول الرئيس الاميركي. ما يهمنا في الاردن أن تُبنى سياستنا على عدم التورط أو التدخل العسكري في الحرب الدائرة في سوريا تحت أي ظرف, وأن تُبنى سياستنا على الدفاع عن امننا ومصالحنا دون الدخول مباشرة في الازمة السورية, أو الفتنة المذهبية فيها وهذا ما أكده جلالة الملك مراراً. فتركيا والاردن تتحفظان على منطقة الحظر الجوي دفاعاً عن مصالحهما وامنهما والولايات المتحدة ليس لديها الرغبة في التورط اكثر في القتال الدائر في سوريا. فمصلحتنا ان نسعى للحل السياسي دون الدخول في التفاصيل وان نحافظ على مصالحنا وأمننا فلا شيء حتى الان يضمن سقوط النظام السوري ولا ثبات السياسة الاميركية الى جانب المعارضة السورية. نحن مع مطالب الاصلاح والحرية في سوريا ومع اسناد المهاجرين السوريين مع عدم التضحية بالاردن أو زجه مباشرة في الفتنة السورية.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|