أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


30 حزيران الثورة مرة اخرى

بقلم : نصوح المجالي
01-07-2013 09:41 AM
اللهم احمِ مصر, واحمِ بلاد العرب وشعوبها من النخب المتسلطة والمتمترسة في الحكم والتي ترى السلطة والجاه فوق أي قيمة وفوق أي اعتبار.
بعد عامين ونصف من الثورة الشعبية في مصر, وعام من حكم الاخوان المسلمين تُراجع مصر نفسها بعد أن تعمق الانقسام السياسي فيها ومرة اخرى تحتكم مصر باطيافها السياسية المتعارضة الى الشارع والى ارادة الشعب المصري لتقويم مسار الحكم وتصحيح الثورة المصرية.
احتجاجات الثلاثين من حزيران بداية مرحلة جديدة في المواجهة مع نظام الرئيس مرسي وجماعة الاخوان في مصر، نبعت من احساس قطاع واسع متضرر ومهمش من الشعب المصري ومنهم شباب مصر, الذين فجروا الثورة المصرية, مطالبين بالحرية والديمقراطية القائمة على مشاركة الشعب. لكنهم فوجئوا بمصادرة الثورة من قبل فصيل ديني التحق بالثورة بعد قيامها اذ استطاع الاخوان المسلمين بما لديهم من تنظيم وامكانات مادية ترسخت عبر السنين, وقدرة على التأثير في البسطاء باسم الدين الاستحواذ على الثورة واعتلاء سدة الحكم لا لاقامة حكم الثورة المصرية وانما لاقامة حكم جماعة الاخوان .
الجماهير المصرية المحتجة في الشارع استفزتها الاخفاقات السياسية والادارية والاقتصادية والخدمية, والفوضى التي عمت الشارع المصري وانعدام الامن وقلة الانجاز والانحراف عن اهداف الثورة المصرية, وهي تعبر عن غضبها من نظام حزب حاكم هدفه تمكين جماعته في الدولة المصرية.
لقد حاول الرئيس مرسي في خطابه الاخير ان يقدم كشف حساب لما انجز حكمه في عام, وقد كشفت المعارضة حجم المغالطات فيه وهدد الرئيس باقالة المعارضين من مؤسسات الدولة مما ابعد الخطاب عن روح التوافق والمصالحة, كما عزا اخفاقات الحكومة في حل ازمات الطاقة والمياه والامن وتدهور الاقتصاد الى انصار الحكم السابق وتآمر المعارضة على الحكم, وليس الى قلة الخبرة وعدم الكفاءة والانشغال بالمغالبة واحلال انصار الحزب في جميع مفاصل الدولة.
مصر تحكم اليوم برؤية سياسية فرضها الاخوان المسلمون وانصارهم عندما قدموا انتخابات الرئاسة والبرلمان على كتابة الدستور فتمكن فريق سياسيا واحد من صياغة الدستور وفق رؤية حزبية احادية مكنته من عزل وتهميش القوى التي قادت الثورة, واحلال تسلط مكان تسلط، وانتاج حكم فاشل انجازه الوحيد مصادرة السلطة، وتقسيم الشعب المصري، الى جماعة الايمان، وجماعة الفلول.
تطالب الحملة المناهضة، للنظام القائم في مصر بالعودة لصناديق الاقتراع، في انتخابات رئاسية مبكرة، لتصحيح ما لحق بمصر من تدهور سياسي واقتصادي وامني خطير.
لقد عمت التظاهرات، كافة مدن مصر، وشاب بعضها وبخاصة الاسكندرية والمنصورة، اعمال عنف, مما ينذر بخطر الانزلاق الى صدام وعنف، قد تفتعله قوى مخربة، لتعميم الفوضى والانقسام، تجنباً لتلبية المطالب والاستحقاقات التي يطالب بها جمهور عريض من الشعب المصري.
اللهم احمِ مصر وشعبها، فمصر ليست منقسمة حول الدين والايمان، بل حول السياسة، مصر منقسمة لانها ترفض استبدال حكم مبارك المستبد الذي ادار مصر بنوازع الفساد بحكم ، يدير السياسة بنوازع دينية، تغطي على شهوة الحكم والسلطة.
هل تفعلها مصر مرة اخرى، وتصحح مسار الحكم والثورة من الشارع، وهل يفي الجيش بوعوده، ان يبقى حامياً للشعب، وليس اداة في يد السلطة.
مصر تواجه اليوم صراعا سياسيا قد يمتد الى ان تنكسر، ظاهرة التفرد والتسلط على الحكم.
ولن يحدث ذلك، الا بفتح باب الحوار، والاحتكام للمشاركة الشعبية الواسعة، والديمقراطية، التي تقوم على قوانين دستورية تؤسس لنظام ديمقراطي قائم على تداول السلطة ومشاركة جميع الاطياف السياسية وليس احتكار ومصادرة الحكم تحت اي عنوان ديني او سياسي.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012