أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مصر ما بين الشرعية أو الحرب الأهلية

بقلم : محمد سلمان القضاة
04-07-2013 09:22 AM

عجبا عندما يختار الشعب الديمقراطية طريقا ونهج حياة، فيقوم بعض نفر بنقض ما تم الاتفاق عليه بين ليلة وضحاها! فالأشقاء المصريون ثاروا ضد القمع الظلم والاستبداد الذي تمثل في نظام المخلوع مبارك، والتجأوا إلى صناديق الاقتراع كي ينتخبوا رئيسا جديدا مدنيا شرعيا لمدة أربع سنوات لدولة ديمقراطية، والتي فاز فيها الدكتور محمد مرسي.

فوز مرسي لم يرق لبعض الجهات، وذلك بدعوى انتمائه إلى جماعة الإخوان المسملين، وبالرغم من أن مرسي ظل يعلن و ينادي بأنه رئيس للشعب المصري بكل ألوان طيفه، وأنه ظل يعتبر نفسه مواطنا مصريا يستمد شرعيته من صناديق الاقتراع ومن ميادين الثورة الشعبية، فإن البعض بقي يصر على وضع العصا في العجلة، وعلى المعارضة من أجل المعارضة، أو ربما من أجل إفشال أي حكم يقوده الإخوان المسلمون أو يكونون طرفا فيه. فمثل ذلك حدث قبل سنوات، وذلك عندما فازت حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' في فلسطين المحتلة.


البعض يتهم دولا كإيران يالتدخل في الشأن المصري، وذلك من خلال مدها معارضين مصريين بالمال من أجل أن يدفعوه للبسطاء والفقراء من الناس، وذلك كي يخرجوا إلى الشوارع وإلى ميادين الاعتصام احتجاجا ضد الرئيس الشرعي للبلاد! نعم، إيران متهمة دولا عربية وأطراف أخرى متهمة أيضا بمحاولة إفشال الشرعية في يلاد الكنانة. كما يساهم بعض كبار اللصوص المصريين الفارين إلى الخارج بمد المعارضة داخل مصر بالمال السياسي، وذلك من أجل اختطاف الشرعية من مرسي، وممن يقفون وراء مرسي، ممثلين بأغلبية الشعب المصري.

الجيش المصري هذه الأيام، ليس كسابق عهده، وهو ليس كالجيش التركي الذي اعتاد على الانقلابات العسكرية في وقت مضى، ولكن الجيش المصري تسرع في خطوته الأخيرة حتى وقع في 'حيص بيص'، فلا هو بقادر على الوقوف في وجه المعارضة، ولا هو بقادر على الوقوف إلى جانب الشرعية، ومن هنا فهو أصدر إنذارا مبهما لمدة يومين، دون أن يجد لنفسه مخرجا من الورطة التي أوقع نفسه فيها.

وفي المقابل يصر الرئيس مرسي على الاحتفاظ بالشرعية وذلك من خلال احتفاظه بالرئاسة والبقاء في سدة الحكم، وهو يدعو الشعب المصري في نفس اللحظة إلى عدم التفريط بالشرعية وإلى الدفاع عنها حتى النهاية.

المال السياسي سرعان ما ينتهي، وذلك لأن الممولين يعرفون أنه ليس بمقدورهم ضخ المال إلى ما لا نهاية، وبانتهاء المال السياسي ستعود المعارضة المستأجرة أو المرتزقة أدراجها، وتعود الجماهير الغفيرة إلى منازلها بعد انقطاع الوازع المالي.

بقي القول إن الشعب المصري العريق سيحتفظ بالشرعية وسيحافظ على الرئيس محمد مرسي بوصفه المنتخب شرعيا، بل إن الشعب المصري العريق سيقف ضد أي انقلاب عسكري قد يقوده ضابط مغمور أو مأجور، وأما الخشية فقد تكمن في انزلاق البلاد إلى مستنقع الحرب الأهلية، والتي إذا ما اندلعت، فإنها ستشتعل كالنار بالهشيم، بل وستحرق الأخضر واليابس، بل وسيتطاير شررها إلى المنطقة برمتها.


وأما مصر الأبية، فإنها مع الأسف لا تزال تتأرجح ما بين الاحتفاظ بالشرعية وما بين الانزلاق إلى العنف أو الحرب الأهلية. وأما مرسي، وبوصفه الرئيس الشرعي المنتخب للبلاد، فهو سيبقى رئيسا حتى انتهاء فترة رئاسته، وهذا ما يقوله هو ويقوله عشرات الملايين من أنصاره. وذلك ليس حبا بكرسي الحكم وبالرئاسة، بقدر ما هو دفاعا عن الشرعية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-07-2013 11:20 AM

المقالة باختصار شديد "إما الإخوان و إما الحرب الأهلية"

هكذا أنتم، إما تحكمون و إما تخربون.

المصريون لكم بالمرصاد و إن لجأتم للعنف فهي نهاية حزبكم.

الشرعية يا أستاذ محمد ليست صندوق انتخاب. صندوق الانتخاب أداة للوصول إلى الحكم لممارسة الشرعية و العملية الديموقراطية.

فإن وصلت فئة عن طريق الصندوق و لم تمارس الديموقراطية فخرج الشعب كله ضدها أصبح واضحا ً للقاصي و الداني أنها بدون شرعية.

أعلم أنكم تفهم هذا جيدا ً فلست َ يا أستاذ محمد بالغر أو عديم التجربة و لا داعي أن نتكلم في سنة من حكم مرسي، لكنك لا تكتب ما تعلم.

هذا شأن الإخوان، نعرفكم جيدا ً.

لا أسف على ذهاب مرسي لكن هي دعوة لكل المصرين أن ينتخبوا هذه المرة شخصا ً يمثل مصر كل مصر و ليس حزبا ً سريا ًً خرج منه كل قادة الحركات الإرهابية التي ضربت مصر في القرن الماضي.

بالمناسبة، هل تابعت احتفالات الرئاسة بالمناسبات الوطنية و شاهدت من دعاهم مرسي: قادة جماعات إرهابية و قتلة السادات. ماذا يخبرنا هذا الأمر؟

أعتقد أن الأمور واضحة للجميع و لا داعي للتذاكي.

2) تعليق بواسطة :
04-07-2013 11:24 AM

هذا الزلمه مو عارف شو بكتب من قطر الابيه المستديرة 180 درجة !!! يا رجل انت ما سمعت عن الانقلاب الذي حصل بواسطة مقدم امريكي من قاعدة السيلية على امير قطر لصالح الامير الجديد ابن موزه وانه تم طرد قرضاوي الفتاوي وخالد مشعل من قطر ؟!.
دير بالك على حالك وترى ما في فرص عمل في الاردن إذا ما ..... وعليك وانا ناصح لك أن تتثقف وتقرأ قليلا كي لا تفقد بوصلتك اتجاهها الصحيح فيغضب عليك سيدك ويفنشك من عملك ولا يسمع بك أحد

3) تعليق بواسطة :
05-07-2013 12:13 AM

.
-- سيدي, اضحكتني على هذا المسكين "اللي رايح يحج و الناس راجعه" و الله نصيحتك له في محلها , خليه ينزل صوره القرضاوي و يرفع صوره إبن باز هذا إذا لِحِقْ.

.

4) تعليق بواسطة :
06-07-2013 02:51 PM

ماذا بعد ؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة معمّقة وفق ما يجري من أحداث على الساحة المصريّة اليوم ، لقد تكشّفت الحقيقة المرّة للشعب المصري بعد أفول السكرة بالإنتصار الموهوم والعودة للفكرة بأنّ ما جرى هو انقلاب عسكري بامتياز ، بل يعتقد الكثيرون بأنّ ما جرى هو العودة إلى ما كان يسود النظام السياسي المصري منذ ستّة عقود ، لقد ركب الّلبراليون الجدد والقادمين من وراء البحار وبتحالفهم مع رأس المال الفاسد والفاشلين في صناديق الإقتراع للإنقضاض على الشرعية المُنتخبة في صناديق الإقتراع بعدما جنّدوا القوّة العسكرية لمساندتهم في الوصول إلى هذه العملية الإنقلابية ، ولولا انحياز القوات المسلّحة المصرية لما استطاعوا تغيير أي شيء، ولا ننسى مساعيهم من وراء الكواليس لأخذ الضوء الأخضر من الدول الغربيّة وحتّى امريكا( وتصريحات زعيم الّلبرالية البرادعي والسفيرة الأمريكية في القاهرة ، وأشتون لدليل واضح على هذا التوجّه الذي حيك للإنقلاب على الشرعية المنتخبة خلف الكواليس)، لقد ظنّ الإنقلابيون بأنّ الأمور ستجري كما يشتهون ولن تكون هناك إضطرابات ذات بال بعدما عملت وسائل الإعلام العديدة والتي أُقيمت منذ وصول التيار الإسلامي السياسي إلى سدّة الحكم على تشويه هذا التيّار بدعوات مُغرضة : مرّة بأخونة الدولة ، وبتشويه مُبرمج لشخص الرئيس مرسي ، بل والسعي الحثيث لإفتعال الأزمات الإقتصادية التي تمسّ المواطن المصري العادي مثل أزمة الطاقة من بنزين وسولار والتي اتضح بعد الإنقلاب بأنّها كانت مُفتعلة حيث ظهرت المواد البترولية مباشرة في محطّات البترول بعد نجاح الإنقلابيين ، كما لم تكن هناك ردود فعلية حاسمة في رفض الحركة الإنقلابية من دول الغرب ، بل جاءت على استحياء مكشوف تميل إلى تأييد ما جرى ، واكتفت بالتلميح بضرورة الحفاظ على مسار الديمقراطية في مصر ، في حين كان التأييد الواضح من أنظمة عربيّة عديدة بمجرّد إعلان الإنقلابيين عن أهدافهم المستقبلية الموعودة لنظام الحكم في مصر، لقد انفضّ المولد بعد انفضاض الجماهير المحتشدة لمناصرة الإنقلابيين من ميدان التحرير ، فبدأت الحقائق ترسم نفسها على أرض الواقع ، فبدأت الحركة الإنقلابية بخطوات ذكّرت الشعب المصري بالعهد البائد: اعتقالات بالجملة وبدون محاكمة وترحيلهم إلى المعتقلات ، وتكميم الأفواه بإغلاق المحطّات الفضائية التي لا تتغنّى بل ولا تُمجّد الإنقلاب والإنقلابيين، فثارت الجماهير المصريّة بكلّ أطيافها ( من مؤييدين للشرعية الدستوريّة ، ومن الجماهير المصريّة التي كانت تنتقد الرئيس مرسي ولكنّها ترفض عودة حُكم العسكر من جديد ….) فامتلأت ميادين مصر بالحشود التي تُنادي برفض الإنقلاب والإنقلابيين ، بل وإصرارها على عودة الشرعية إلى سدّة الحكم ، لقد استنفرت رموز الإنقلابيين أتباعهم من ما يسمون بالبلطجية لمواجهة الحشود المُنتفضة للشرعية في كلّ الميادين فسقطت أعداد كثيرة من الشهداء ، وجُرح المئات من الناس ، بل نستطيع أن نقول أنّ الحشود بالملايين في ميادين مصر وضعت رموز الإنقلابيين في أزمة كبيرة في الداخل المصري وفي نظر العالم إذا استمرّت هذه الملايين بالحشود( وهذا مؤكّد ولا جدال فيه ) فقد نرى أحداث دراماتيكية تُجيب على السؤال المطروح في بداية هذا الحديث : وماذا بعد؟؟ فإذا لم يُحسن قادة الجيش تقدير الموقف فيتراجعون وبسرعة عن بيانهم المشؤوم والذي فجّر الأحداث الدموية في صفوف الشعب المصر ( وهناك مثال فنزويّلا)، فقد نرى انشقاقات في الجيش المصري الذي يرفض الإنقلاب على الشرعية المُنتخبة ، وهذا يؤدّي ( لا سمح الله ) إلى حرب أهلية طاحنة تفوق ما جرى في الجزائر والعراق ، فالشعب المصري اليوم تجاوز حاجز الخوف ، فلم يعُد يكترث للإعتقالات والزج برموزه في السجون ، ولم يعُد حتّى التواري عن النزول إلى الميادين من مُنطلق الحفاظ على حياته ، لقد تذوّق طعم الحُريّة بعد طول انتظار تحت أنظمة دكتاتورية عانى منها الويلات ، فليس من السهل ركونه واستسلامه مرّة أخرى لطُغم الفساد التي تسعى للعودة به إلى ما قبل 25 يناير التي قدّم من أجلها أغلى التضحيات من دماء أبنائه ، وهذا يقودنا إلى أنّ مصر حُبلى بالأحداث إذا أصرّ الإنقلابيون على ما اقترفوه بحقّ هذا الشعب العظيم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012