أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


( يعيش سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني )

بقلم : برهان جازي
06-07-2013 10:53 AM
الحمد لله رب العالمين ان الاردن لم ينجر ويتسرع وبندفع مع موجة الربيع العربي بسيله الجارف .. صدق سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني منذ البدايه عندما وضع خارطه طريق واضحه وأمنه وصحيحه وصادقه .. وكان صادق مع الجميع .. وبدون محاباه او مجاملات او كسبا للوقت .. وانما كان يدرك جيدا برؤيته الحكيمه والبعيده ان الربيع العربي واصلاحاته لا يمكن ان تكون على كبسة زر .. كان منذ البدايه يؤمن بالاصلاح وكان لا بد له ان يؤسس له خطوه خطوه .. وبالتدريج .. لكي تخرج منظومة الاصلاح متكامله متعافيه ومتوازيه وتشمل الجميع على مسافه واحده وبدون اقصاء او تهميش وضمن اطار المنطقيه والعقلانيه والممكنه ..
نحن لا سمح الله لا نشمت بأحد .. ولكن لنعتبر .. هذه هي مصر الان ... بغض النظر عن المواقف السياسيه وبغض النظر من هو على حق ومن هو على باطل ما يهمنا النتائج .. ها هو النزاع والشقاق والتفرقه والانقسام يعم الشارع المصري .. والدوله المصريه مهدده بالانهيار بأمتياز ...
هذه هي سوريا .. الفتنه والاقتتال وماكنة الموت تسير بسرعه فائقه لا تبقي ولا تذر .. تأزمت قضيتها ولا حلول لها لبضعة سنين اخرى .. وان استقر الوضع السوري بطريقه او بأخرى لن تنعم سوريا بالأستقرار لأنه من الطبيعي ستنفجر الازمات من جديد بين الاطراف المتنازعه على السلطه ..
ها هي العراق ... الانفلات الامني والتفجيرات وغياب التوافق الشعبي والطائفيه وغيرها جعلت من العراق ارض محروقه ...
هذه هي لبنان . لا دولة فيها .. ولا سلطه ولا قانون .. منقسمه على نفسها بين الطوائف والاحزاب والتوجهات السياسيه .. وانظروا الى اليمن .. حدث ولا حرج .. وليبيا وتونس ... والتخبط السياسي بدول الخليج .. وانقلاب معادلات التحالف والتوتر والمستقبل المجهول لأيران وحزب الله ... وها هم الاخوان المسلمين تاهت بوصلتهم وتبعثرت اوراقهم من جديد بعد ان حدث التصادم بينهم وبين فئات المجتمعات الاخرى وتوجهاتهم الفكريه ومدارسهم ..
الاقطاب المختلفه في كل الدول العربيه بغض النظر تحت اي مسمى تعمل ( طائفيه / اقليميه / أثينيه / مدارس ونظريات سياسيه وفكريه ... الخ ) كل منهم رسم طريق للوصول الى السلطه لتطبيق برنامجه .. ولكن الطريق كانت وعره ..متعرجه ... متقاطعه مع بعضها البعض .. لقد مات الذئب وفنيت الغنمات.
سيدي صاحب الجلاله الملك عبد الله الثاني ... مرر كثير من الرسائل والتوجهات والنصائح والافكار وتوقع نتائج الربيع العربي المتهور مسبقا وها هي النتائج تظهر مدى صدق رؤيه سيدنا ومدى نجاح خطته منذ البدايه عندما رسم لنا خارطه طريق اصلاحيه ثبتت انها هي الأصح بعد ان رأينا ماذا حصل بالدول العربيه ... سيدي لم يكن له مصلحة بذلك الا مصلحة الاردن والاردنين بالاضافه الى نصحه الى كافة الانظمه العربيه وشعوبها .. وتحمل ما تحمل من ضغوط وعدم استجابه وربما وصل الأمر الى تجاوز كلامه ببعض الاحيان ولكنه عمل ما عليه وبرأ ذمته امام العرب والمسلمين .. وها هم الشعوب العربيه ادركت رؤيته ونصحه لهم .. ويا ليتهم عملوا بنصحه وارشاده .. لما ألت الامور اليه الى ما هي عليه الان من تشرذم وانقسامات بالدول العربيه .. لكن اعيد واكرر نحمد الله ان الاردن نجا من هذه الفوضى الغير مسؤوله بقيادتنا الحكيمه .. ونحمد الله ان الاردن لم ينجر او ينزلق بتهور وتسرع الى المجهول .. سيدي صاحب الجلاله حقيقة عمل جاهدا وانا شخصيا اقول له وبدون مجامله او محاباه .. الله يجزيك عنا كل خير ... لأن هذا الكلام سأحاسب عليه يوم القيامه لقد بذل سيدنا كل ما بوسعه وطاقته وواصل الليل بالنهار لكي يعبر بنا نحن الشعب الاردني وبالاردن ومن يقيم على ارض الاردن الى واحة الامن والاستقرار وقد نجح بذلك وجاء كلامه صائبا واضحا وقد اثبتت الايام والنتائج مدى صدق توقعات سيدنا .. من كان يستشرق كلام سيدنا منذ البدايه وأامن بحكمته لقد نجا .. لقد كانت امواج الربيع العربي عاليه ومتلاطمه وجارفه وخاصة بعد ان انكسر حاجز الخوف من كل شيء ونهضت الشعوب تطالب بحقوقها وبالعداله ولكن بوصلتها تاهت .. فلا هي حصلت على حقوقها ولا قامت بواجباتها وبالعكس لقد انهارت دولهم وانظمتهم ودخلوا بمتاهات وصراعات لم تكن محسوبه وفتحت عليهم ابوب جهنم وعلى مصرعيها احرقت كل الشعوب وها هو الربيع العربي تحول من ربيع ناعم الى نار حارقه متأججه تأكل الاخضر واليابس ... لقد كان رمز ( النار) الذي احرق نفسه بها ( البوعزيزي ) هي ما تناسب فعلا شعار الربيع العربي .. حدث يناسب الاحداث وعكس اللقب .. انه ( الحريق العربي ) .
نحن ليس ضد المعارضه ... ولكن مع المعارضه البناءه .. المتمهله .. المتوازيه .. التشاركيه .. الحواريه ... تقاتلت الناس وانهارت دولهم وبالنهايه كل الاطراف المتنازعه تدعو الى الجلوس على طاولة الحوار ..لا مفر من الحوار .. الاردن بقياده سيدنا اختصر الطريق ودعا ولا زال يدعو الى مائده الحوار بين كافة الاطراف والاطياف والتوجهات السياسيه بالاردن وحتى خارج الاردن .. يؤمن بأن الوطن للجميع .. ليس لفرد دون فرد .. وانا أأتي على ما جاء به سيدنا صاحب الجلاله بضرورة ان نعتبر من الاحداث الاقليميه والعالميه ... ليس شماتة بأحد .. والعياذ بالله ... لكن لنعتبر .. والله انه ليعز علينا موت عربي ومسلم على يد عربي ومسلم .. ويعز علينا ويؤلمنا ان تموت الناس من اجل الحكم والسلطه ..لقد كانت ولا زالت السلطه والحكم موضع مسؤوليه عظمى .. وهم كبير ... وواجب مضني ومتعب ... ومسؤول عنها امام الله وامام الشعب والتاريخ ... السلطه ليست رفاهيه .. ولا وجاهه ... وليست مفخره بين الناس والامم .. انها لحمل ثقيل .. لا احد يحملها .. ولا يرضى بها ... ولكن عندما تعرض على انسان ويجبر على حمل امانتها .. يتقدم اليها ويحملها بكل امانه وشرف واخلاص قاصدا بذلك وجه الله الكريم داعيا اياه ان يعينه على حملها واداء امانتها ... لقد تولى سيدنا القياده .. وحمل المسؤوليه وانها والله أخذت من عينيه النوم .. ومن جسده الراحه .. ومن حياته اياما واياما لغيره وليس لنفسه .. ولا زال يعطي وينصح ويحكم بالعدل وبالحكمه ..
الى الشعب الاردني العظيم ... الى كل من يقيم على ارض الاردن .. الى كل من شرب من ماء الاردن .. التفوا حول قيادتكم الهاشميه الحكيمه .. ولنعتبر .. الوحده تكون نابعه واساسها قلوب مؤمنه بالله .. وليس لمبررات دنيويه زائله .. وليس امتداد لعرق .. او لون .. او جنس .
الامتداد الديني ( الايديولوجي ) لا يعني زرع الشقاق والاقتتال بين المسلمين .. ولا يعني اخذ الامور بالفزعه .. الدين الاسلامي دين سمح .. الحق بين والباطل بين .
اذا تجاوزت واعتدت طائفه مؤمنه على طائفه مؤمنه هناك من هم اصحاب الرشد والعلم من يحكم بينهم بالعدل .. وهم من يقررون حسب الشرائع السماويه طرق رد المعتدي حتى تعود عن ظلمها .. نحن كشعوب نضع امورنا بين من تولاها من اصحاب الحكمه والعدل والعلم والتقوى وممن تخاف الله والقيادات الحكيمه ..
الاسلام صالح لكل زمان ومكان .. وهو لا يظلم احدا من كان على دين نبينا ( محمد /ص ) او على دين اخر .. الاسلام ضمن حقوق كل افراد المجتمع او الدوله بغض النظر عن توجهاته الدينيه او السياسيه .. الاسلام دين استوعب الجميع على ارضية العدل ..
سيدي صاحب الجلاله الملك عبد الله الثاني اطال الله بعمره .. هو ليس بحاجه الى كلامي هذا .. وبعيدا عن الرياء والنفاق .. وانا اقول بما اشعر به حقيقة .. ومما دفعني لقول هذا ... بأنني بالأمس عندما رأيت احداث مصر .. حمدت الله رب العالمين على سلامة الاردن من هذا الربيع المدمر .. وكان صاحب الفضل في ذلك هو الله اولا ثم جاء على خاطري فورا سيدي صاحب الجلاله فخرجت مني كلمه عفويه وامام اقربائي انني ان قلت والله سيدنا ابو حسين انه رجل حكيم وممتاز واحمد الله انو انعم الله علينا مثل هذا الرجل الحكيم ... الذي استطاع بكل طاقاته وحكمته وربما حتى بصعوبه وبمشقه واقناع واتبع كل السبل الشريفه والحكيمه لينجو بالاردن وشعبها الى طريق الامن والامان لأنه كان يعلم ومتوقع مسبقا ما معنى التسرع او الانجرار مع الربيع العربي وبدون تريث .... لو انجر الاردن وشعبه فورا وبأستعجال مع الربيع العربي كان الله وحده يعلم ما هو حالنا الأن .. لكن الحمد لله رب العالمين .. حمد لله على سلامتنا .. الحمد لله اننا ادركنا جيدا الان ماذا حصل بالدول العربيه .. وثبت فعلا ان اصلاحنا المتدرج وان كان بطيئا لأنه والله افضل بمليون مره من اصلاح سريع شامل مدمر وليس على ارضيه صلبه .
انا مع الناس نحو الاصلاح والتغيير .. ولكن بتأني وعقلانيه وتشاركيه ومحبه وانتماء وأيمان... هناك من يعبث بالدول العربيه ان كانوا من الداخل او من الخارج .. الذكي والحكيم هو من يدرك اللعبه الخارجيه والداخليه جيدا والذي يخطو كل خطوه محسوبه .
هناك مقوله طيران تقول .. ( دعوا القياده لنا واستمتعوا بالرحله ) .. وانا اقول ... ( دعوا القياده لسيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني واستمتعوا بالأمن والأستقرار والعدل والمحبه ) .
يعيش سيدي صاحب الجلاله الملك عبد الله الثاني اطال الله بعمره ... وسدد خطاه .. والله زاد حبي وتقديري لك اضعاف .. ونسأل الله ان يمدك من حكمته وعدله ورضاه ومحبة الناس ومن البطانه التقيه الصادقه المخلصه والأمينه ..أمين .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
06-07-2013 11:15 AM

إن هذا ليس بغريب فبنو هاشم وعلى مدار التاريخ كانو صمام آمان لهذه الأمه وكانت نظرتهم ثاقبه ولكن للأسف هل من مجيب هل من يسمع فطالما حذر جلالة الملك من مصائب وكوارث وهاهي أمامنا فهو سياسي ماهر وسياسي متميز يحلل ما حوله بدقه وبناءا عليه يبني سياسته فلا مجال للعشوائية والتخبط كما حصل مع أشقائنا كما أن الخروج على الحاكم من المخالفات لشرعية الكبيرة في الاسلام لما فيها من جلب المفاسد والتي طالما حذر منها جلالة الملك. حفظك الله سيدي وحفظ أردننا من كل سوء فنحن بأمان إن شاء الله فعترة رسول الله الحكيمة تحكمنا وهم خير خلف لخير سلف

2) تعليق بواسطة :
06-07-2013 07:46 PM

نعم يا سيد نهار ... فعترة رسول الله الحكيمه تحكمنا ( ولله الحمد ) بما انزل الله . ويسود العدل و الرفاه كل الشعب .و ليس بيننا مظلوم او جائع . و لم تفرط فى الحقوق و لا المقدسات . نحن فى حاله يحسدنا عليها الاوائل من الخلفاء و التابعين ... الحمد لله .
و لكن هل تعرف لماذا؟ لاننا شعوب محترمة و نستاهل كل خير , و ليس فينا منافق و لافاسد و لا سحيج .و ليس بيننا امثال قوم فرعون حين استخف قومه فاطاعوه . و بالشكر تدوم النعم

3) تعليق بواسطة :
06-07-2013 07:46 PM

.
-- السفاره الألمانيه تترجم المقال لإغاظه "انجيلا ميركل" على تقصيرها المقارن.
.

4) تعليق بواسطة :
06-07-2013 07:51 PM

هذه سنة الحياة يا سيد برهان اذا كنت تقرا القرآن (( و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت بيع و صلوات و مساجد )). سنة الحياة هى الصراع بين الحق و الباطل . اما الركود على الباطل و السكوت عليه بحجة الامان و حجج اخرى واهيه هو الضلال بعينه .وقول الله هو الحق و ليس آراء المطبلين و المسحجين . الخيرة فيما اختاره الله و لكن على نهجه و اوامره .(( و ما تشاؤون الا ان يشاء الله))

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012