أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاسلاميون عائدون في مصر وسحر الانقلاب ينقلب فوضى

بقلم : عبد الباري عطوان
06-07-2013 11:16 AM
أساء الفريق الاول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، ومعه جميع قادة جبهة الانقاذ المعارضة، تقدير قوة التيار الاسلامي بقيادة حركة الاخوان المسلمين، عندما اقدم على قيادة الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ووضعه رهن الاعتقال.
المشكلة ان مصر هي التي ستدفع ثمن سوء التقدير هذا من استقرارها ودماء ابنائها، ووحدتها الوطنية، وهذه كارثة بكل المقاييس.
الرئيس مرسي ارتكب اخطاء اثناء فترة حكمه القصيرة (عام واحد فقط)، ولكن هذه الاخطاء، مهما كبرت، كانت صغيرة، مقارنة مع أخطاء المؤسسة العسكرية وانقلابها الذي يمكن ان يقود البلاد الى حمام دم قد يحصد حياة المئات وربما الآلاف.
بالأمس نزل مئات الآلاف من انصار التيار الاسلامي الى الميادين في مختلف محافظات مصر مطالبين بعودة رئيسهم، والتهديد باللجوء الى العنف اذا لم يتحقق طلبهم هذا، وهم، او بعضهم، يقول ويفعل، وشاهدنا ذلك بوضوح في افغانستان والعراق وسورية وليبيا واليمن.
نعم قوات الجيش تملك الاسلحة والدبابات والطائرات العمودية، ولكن ماذا بإمكانها ان تفعل في مواجهة هذه الجموع الغاضبة، هل ستقتل مئة، مئتين، الفين، عشرة آلاف؟
‘ ‘ ‘
ولماذا، لأنهم يتظاهرون لاسترجاع سلطة وصلوا اليها عبر صناديق الاقتراع وفي انتخابات حرة نزيهة؟
هذا الغرب المنافق الذي ظل على مدى مئة عام يحاضر علينا حول الديمقراطية وقيمها، ويتغنى بالديمقراطية الاسرائيلية، لماذا يقف صامتا امام هذا الانقلاب على الديمقراطية وحكم صناديق الاقتراع؟
هل لان الفائز في هذه الديمقراطية هو من انصار التيار الاسلامي، وهل هم مع الديمقراطية في بلادنا التي تأتي بأحزاب وفق مقاساتهم، وتطبق سياساتهم ومشاريعهم في الهيمنة في المنطقة؟
امريكا سقطت.. الاتحاد الاوروبي سقط.. وكل المقولات الليبرالية التي تدعي التمسك بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة سقطت ايضا، وبات واضحا ان الليبرالي في مفهوم الغرب هو الذي يتخلى عن عقيدته وقيمه ومبادئه، ويتبنى المبادئ الغربية التي تضعها واشنطن ومحافظوها الجدد.
فوجئت بالدكتور محمد البرادعي احد منتوجات هذه الليبرالية الغربية ودعاتها يكشف في حديث لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ انه اتصل بجون كيري وزير الخارجية الامريكي، وكاثرين اشتون مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي من اجل تأييد الانقلاب العسكري، الذي كان احد ابرز المتآمرين للاعداد له. وفوجئت اكثر ان هذا الليبرالي يؤيد اغلاق ست قنوات تلفزيونية متعاطفة مع التيار الاسلامي.
انصار ‘الديمقراطية’ وحكم صناديق الاقتراع، ولا نقول انصار التيار الاسلامي، يتدفقون بالآلاف الى ميادين المدن والقرى والنجوع لكي يطالبوا بعودة الرئيس المنتخب، ويعبروا عن استعدادهم للشهادة من اجل هذا الهدف.
كنا نتوقع ان يتدخل الجيش المصري لنصرة الشرعية الديمقراطية لا من اجل سحقها، واعتقال رموزها، والانحياز لصناديق الاقتراع، لا لدعم من يريدون اسقاط هذه الشرعية من خلال التظاهر وشاشات التلفزة.
الانقلاب العسكري سيؤدي حتما الى خدمة الجماعات المتطرفة داخل التيار الاسلامي وحركة الاخوان بالذات، وسيؤكد مقولة تنظيم ‘القاعدة’ والجماعات الاخرى التي ترفض الديمقراطية وتعتبرها ‘بدعة غربية’، وتطالب بالاحتكام الى السلاح وليس الى صناديق الاقتراع لإقامة دولة اسلامية تكون نواة لدولة الخلافة.
المعتدلون في التيار الاسلامي وحركة الاخوان المسلمين سيكونون هم الضحية، لان صوتهم لن يكون مسموعا في اوساط القواعد الشعبية، لان جنوحهم للاعتدال، وتبنيهم للخيار السلمي ونبذ العنف اثبت عدم جدواه بعد الانقلاب العسكري الحالي، الذي نرى ارهاصاته في تنصيب رئيس غير منتخب، وحل مجلس الشورى، واعلان الاحكام العرفية، وشنّ حملة اعتقالات دون اي مسوغات قانونية، وتحت اتهامات واهية.
ما هي التهمة التي سيحاكم على اساسها الرئيس محمد مرسي، وما هي الجريمة التي ارتكبها حتى يتم اعتقاله مثل اي مجرم؟ فالرجل لم يقتل بعوضة ولم يسرق جنيها واحدا، ولم يعين اقاربه في اي منصب، والغالبية العظمى من ضحايا الصدامات امام قصر الاتحادية وفي ميدان رابعة العدوية من انصاره.
شخصيا قابلت الرجل لأكثر من ثلاثة ارباع الساعة، ولم اسمع منه غير لغة التسامح مع الآخر، والحرص على حقن الدماء، والتركيز على كيفية اعادة الكرامة لمصر وشعبها، واحياء صناعتها الوطنية الثقيلة، وانعاش قطاعها الزراعي، بالانحياز الى الفلاحين البسطاء ملح الارض.
‘ ‘ ‘
من سيصدق الحكم العسكري الذي يدير شؤون مصر حاليا عندما يتحدث عن الديمقراطية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد ان اهانوا الرئيس المنتخب وحلوا مجلس الشورى المنتخب ايضا؟ ومن سيذهب الى صناديق الاقتراع بعد هذه الخطيئة الكبرى؟
نختلف مع حركة الاخوان في الكثير من طروحاتها، وكنا نتمنى لو انها انحازت الى قضية العرب المركزية، ودشنت عهدها في السلطة بطرد السفير الاسرائيلي واغلاق سفارته في القاهرة، ولكن هذا لا يمكن ان يدفعنا للوقوف ضدها، او التشكيك في شرعية رئيسها المنتخب، حيث قلنا وكررنا اكثر من مرة ان عليه ان يكمل مدة حكمه، وان على من يريد اسقاطه ان يذهب الى صناديق الاقتراع.
نخشى على مصر وشعبها الطيب من الحرب الاهلية، نخشى على الفقراء وهم الاغلبية الساحقة من الجوع والحرمان وعدم ايجاد لقمة العيش لاطعام اطفالهم، ولكننا على ثقة بأن هؤلاء لن يقبلوا مطلقا ليبرالية كاذبة مزورة مضللة تقود، بل تمهد الطريق، لانقلاب عسكري يؤدي الى تعميق الانقسام ودفع البلاد الى الحرب الاهلية حتى يصلوا الى الحكم على ظهور الدبابات، وليس من خلال صناديق الاقتراع.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-07-2013 07:39 AM

أحترمك لثباتك على موقفك. الربيع العربي عرى كل من ادعى الوطنية والمهنية الصحفية والعقومية العربية والناصرية والإسلامية كشف كثير من الكذابون المرتشون بالبترودولار والدولار والإسترليني

2) تعليق بواسطة :
07-07-2013 09:50 PM

انا لست من مؤيدي الاخوان لكن نقول كما تفظل به الكاتب الأخ عطوان بأن الرجل وصل الى الكرسي بواسطة الأنتخاب لماذا كل الفوظه التي حدثت وانا امس اسمع الى احد نواب الكنكرس الأمريكي وهو يقول ويشدق بالدمقراطيه ملعون ابوه الدمقراطيه الي جائت من عندهم على ظهر الدبابات كمثل العراق الذي جثم على صدور العراقين وبلش بهم طخ وبالذات السنه وها اليوم في ام الدنيا الله يحفظها البرادعي من اين اتى الى مصر ما هو طول عمرع عايش خارج مصر بل حتى على المستوى الوطن العربي ما سمعنا به ألا عند سقوط الطاغيه مبارك همك الي جابوه وبدهم اياه ينصبوه على تسعين مليون لأنه رضع من حليبهم شايب خرفان بعد ما شبعو منه رموه عظم بهذا السن ما يستريح في بيته ألا يكفيه سياسه وكراسي مش معقول عند الغرب الواحد منهم لما يصل الى سن التقاعد يبدأ حياه جديده مع عجوزه ويكن مدخر طوال عمره بالبنك اقتطاع من راتبه شهري ليبدأ حياه الرحله الف ميل وميل يخرج مع العجوز ويفرو العالم بالبواخر كما نراهم يأتون الينا وشاهدتو ذلك ونحن لما نصل بهذا السن يبدأ الخرف والزمهريره لدينا وحب الحياه والعمل بها ونبحث عن القتل والدمار للناس والشعوب ألا يكفي بعد عمرها هذا كله بالغربه يا رجل والله مشكله الحياه عند العرب لو تحفر رأسه لوجدت بطيخة رأسه فاظيه مثل القرعه نشف مخه كيف يريد ان يدير بلد مثل مصر تسعون مليون ادمي وشبه قاره وينه وين الزيارات التي لو استلم البلد للمحافظات البعيده عن القاهره بصراحه من المفروض يحددو عمر رئيس الجمهوريه ورئيس الوزراء اعطو مجال للشباب الي اعمارهم من الخمس وخمسون سنه ودون هذا الجيل لاسى به قوه ونشاط يحكم ويدير بلد السيسي هذا دمر مصر من اتباع النظام وسمعت له مقطع يكلم مرسي يقول له ليش مهزوز كان اجتماع مع رئيس الوزراء قنديل ثلاثه فقط وموزع على الوات سب كيف له الجرائه يخاطب مسؤله هاكذا لولا ورائه قوه مسانده له ولو كان الطاغيه حسني يقدر يتكلم مثل هذا الكلام يتطاول علىرئيس الجموريه لكن مثل ما تفظل به الاخ عطوان رجل لسانه دافىء وها المقطع موجود عندي وسمعته اكثر من مره حتى لتيقن ما هو الكلام صحيح ولا لا السيسي شبك الشعب ببعضه والان يقول الجيش لم يتدخل لانه خائن لوطنه قام بهذا العمل الشنيع انت لو احد الظباط اقل منك رتبه اقالك ترضى على نفسك يا السيسي بكل صراحه مرسي غلاطان ولا المفروض منذو ان اجتمع به احاله على التقاعد فورا لكن الرجل مش دموي كما يصور عنه بأعلام وخاصه قناة العربيه واقفه ضده وكأنها قناه مصريه وليس عربيه من المفروض تكون محايده عن الطرفين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012