أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الوعي وفن الرعي

بقلم : م. ايمن عبابنة
07-07-2013 09:21 AM
عدد الثورات لدينا على مر التاريخ يضاهي أي أمة في العالم .
ما الذي ينقص العرب ؟ العزيمة أم الوعي ؟
فن رعي الأمة هو محتوى الساسة والنخبة أم هو وعيٌ بمصلحة الأمة ووجهتها ؟
شعوب تعيش الأسف مع الأسف متى تتغير ؟
أقول ربما عندما نتعلم أكثر مما نريد ان نتعلم في المدرسة والإعلام وجلسات الرغي اليومي
أو ربما عندما نتعرض للأذى بشكل كبير اكبر مما نستحق
الأولى ممكنة و صعبة وطويلة الأجل وآمنة نوعا ما والثانية محتملة مفاجئة وسريعة وخطرة جداً.
ليس لدينا ما يسمى (شؤون داخلية) ...
فمستقبلنا وأحلامنا هي مهام دوائر الاستخبارات ومراكز اتخاذ القرار الإستراتيجية للقوى الاستعمارية.
واليوم التحليل يسبق الحدث ويساهم في توجيهه وخلقه ، لدرجة يصبح الحياد فيها كذبة كبيرة.
أنت وأنا نبحث عن الخبر الذي نشتهيه ويصبح كل ما تراه صراع قوالب جاهزة مُسبقة الرأي والاعتقاد.
كل شيء قابل للتفسير كما نعتقد .
المناكفات والإشاعات والاتهامات وإعجاب كل ذي رأي برأيه هي حال التواصل بيننا
أحزابنا وتياراتنا معظم خبرتها الديمقراطية صفر ، فعلام كل هذا التنظير والادعاء ؟
القومجيّون واليسار العربي له تاريخ مُوحش في الاستبداد.
العلمانيون والليبراليون حضنوا الاستبداد بعلاقة نفعية.
الإسلاميون لم يُجرّبوا بحكم بشكل جدي وفكرة الديمقراطية لديهم محل نقاش فكري متواصل.
اغلب هذه الأحزاب قامت بالتحالف مع القوة لفرض واقع يناسبها وما زالت على استعداد لذلك .
القوة خمر يُسكر الجميع للوصول إلى النشوة واختصار الحكمة بسوء النية أو طيبها
القوة تفرض الواقع ثم تتوالى التحليلات والآراء والتغريدات ،
هي الداء والدواء هذه القوة ، مهما كان شكلها ..مال ..حشود ..سلاح.. استقواء بالخارج ..ماكينة إعلام
ويصدق قول أبي نواس :
دع عنك لومي فان اللوم إغراء ..... وداوني بالتي كانت هي الداء
الديمقراطية مجرد وعاء ان لم يمتلأ بالوعي كان نصيبه هذه الخمر التي تذهب عقول المتعلمين
ويحل التعصب وسوء الخُلق مكان الحوار والأدب .
الدخول في عملية ديمقراطية كإجراءات فقط دون ثقافة ديمقراطية راسخة هي أشبه بعملية قيصرية
أو هي تشبه لعب الكرة عند أولاد الحارات
كل طرف يتحلّف للثاني ... إما ان بدخل اللعبة كرأس حربة أو يقسم بأمه ليخربّها .
والخاسر لا يرضى ان يتمرن في الاحتياط حتى يتعلم من أخطائه ويأتي دوره
لازم يلعب أو يكسر الملعب ...مع فارق أنها هنا دولة.
وفي معنى ما قاله سيدنا علي بن أبي طالب :
الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وهمج رعاع يصيحون مع كل ناعق.
عندما يصبح النوع الثاني (متعلم على سبيل النجاة ) هو الطبقة الوسطى الغالبة بين الناس
ربما لن نرى كل هذا الاحتقان في أمر فيه الخير للجميع وسيكون نجاحه أكثر يسرا
عدا عن ذلك ...
داوني بالتي كانت هي الداء .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012