أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الدولة الدينية أو المدنية

بقلم : هيثم شعواطة
08-07-2013 09:34 AM
في كل الدول العربية هناك بند في الدستور يشير إلى أن مصدر التشريع هو الإسلام وبعض الدول دساتيرها تقول أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع. وهنا نحن أمام اعتراف بالتشريعات الإسلامية حتى لو كانت الدولة تنتهج منهجا علمانيا ظاهريا لم تشذ عن ذلك أي دولة أي كان النظام الذي يحكمها ومهما كان اتجاهه قوميا أم اشتراكيا أم يمينيا أو ليبراليا. البلد الوحيد الذي شذ عن هذه القاعدة هو لبنان للخاصية الطائفية فيه.
في القرن العشرين ظهر مفهوم الدولة الدينية مع ظهور الأحزاب والجماعات ذات الطابع الديني ولم يكن الأمر مطروحا قبل ذلك على اعتبار أن السلطان أو الخليفة الذي يحكم هو من المسلمين بغض النظر أن كان صالحا أم فاسدا. وهذا الأمر ظهر كرد فعل على التأثر بالحضارة الغربية وكان نوعا من المطالبة بالعودة إلى الجذور الإسلامية في محاولة للوقوف أمام المد المتأثر بالثقافة الغربية في كلا المعسكرين الذين يمثلانها واعني الاشتراكية السوفياتية أو الرأسمالية الليبرالية.
لكن مع هذه المطالبة بالعودة إلى الجذور ظهرت الأحزاب ذات الطبعة الدينية التي تطرح نفسها كبديل لفشل الأنظمة القائمة. وهذه الجماعات أو الأحزاب نالت تعاطفا نتيجة فشل الأنظمة ولان الشعار الديني الذي تطرحه يدغدغ مشاعر الناس المتأثرة بالدين الإسلامي بالفطرة. وهذه الأحزاب طرحت نفسها على أنها هي الإسلام الحقيقي وبعضها الآخر طرح فكرة التكفير لمن لم ينضو تحت جناح الجماعة أو الحزب.
هذا الأمر قاد الجماعات الإسلامية إلى اعتبار أنها وكيل الله على الأرض فلا يجوز معارضتها وهذا رأيناه في عمليات البطش التي قامت بها طالبان في أفغانستان أو القمع الموجود في غزة.
تحتاج الجماعات الإسلامية وقتا طويلا لتفهم أنها ليست فوق النقد وإنها غير مفوضة من الله بإصدار الأحكام. وتحتاج أن تفهم أن الإسلام يتماشى مع كل زمان بالتالي عليها الاعتراف بالديمقراطية والحياة البرلمانية والمساءلة قبل أن تتقدم لكراسي السلطة

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-07-2013 11:34 PM

دير بالك تتشعوط فى النار من هذا الكلام ... فلكل انسان من اسمه نصيب .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012