أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


حكومة الأزمات

بقلم : م أمجد الشباطات
15-07-2013 10:40 AM

في الموروث الشعبي قصة تقول أن رجلاً متوسط الحال كان يملك منزلاً مكون من غرفة واحدة كبيرة وكانت زوجته تلح عليه أن يوسع عليهم ببناء غرفة اخرى أو أن ينتقلوا لمنزل أكبر.
ومع كثرة الالحاح قرر الزوج أن يُسكت زوجته بطريقته الخاصة فاشترى بقرة وقسّم الغرفة بحاجزٍ بسيط الى قسمين ووضع البقرة فيها وعندما سألته الزوجة عن السبب بيّن لها أنه من المتوقع أن يُقطع الحليب من الأسواق لذا يجب أن يحتاطوا لهذا الأمر، وبعد إسبوع إشترى مجموعة من الدجاج وديك ووضعهم بداخل الغرفة وأخبر زوجته عن أخبار مؤكدة لإحتمالية انقطاع البيض من الأسواق... وبعدها جاء بخروف وطيور الحمام وامتلأت الغرفة بالحيوانات واصبحت الرائحة كريهة وازدحمت الغرفة وبالكاد يجدوا لهم مكاناً للنوم.
وبدأت الزوجة بالشكوى المستمرة والترحم على تلك الغرفة ما قبل هذا الازدحام وهي تنظر بعين الحسرة والغضب على ما آلت اليه أوضاعها وحاولت إقناع الزوج بشتى الطرق لإعادة الأوضاع الى ما كانت عليه وقالت أنها ستتخلى عن شرب الحليب وأكل اللحوم والبيض مقابل أن تعود الأمور إلى سابق عهدها، وبعد طول إلحاح إستجاب الزوج وأفرغ الغرفة وطارت الزوجة من الفرح والسعادة ولهج لسانها بالدعاء للزوج على هذه الإستجابة لمطلبها!!!
تذكرني هذه القصة بالهموم والمشاكل على كاهل المواطن الأردني والأزمات التى يصفع بها وجهه كل فترة من قضايا فساد ومن رفع أفقي للأسعار والتي تكاد أن تطال كل شيء وحيث أن المواطن 'جمل المحامل' فمن يحمل على ظهره '١٠٠ كيلوغرام' نتيجة أزمات وقرارات متراكمة فلا ضير بحسب الحكومة الموقرة من إضافة '٢٠كيلوغرام' إضافية على ظهره فأن لم يستطع وارتمى على وجهه حينها ممكن أن يزاح بعض الحمل وبعدها يسبَح المواطن بحمد الحكومة على هذا الكرم ...أو أن يشاع عن نية الحكومة زيادة سلعة ما فإذا تبينت أنها إشاعة انفرجت أسارير الأردني وكأنه مكتوب عليه أن يتلقى ضربات إو يتجاوز صفعات محتملة وهكذا نعيش في جو أزمات مستمرة.
إن الفساد المستشري وغياب العدالة والتباطوء بالقصاص العادل وإعادة كل الحقوق المنهوبة ومحاسبة اللصوص هو السبب لترحيل الإزمات على كاهل الاردنيين وسبب معاناتهم المستمرة وبداية لإنفراط عقد الحس الوطني وإنعدام الثقة بالدولة.
فقط تذكير للحكومة بأن الغرفة بدأت بالتصدع وأية أزمات اخرى ممكن أن توقع سقف الغرفة على كل ساكنيها.



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012