أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الإخوان المسلمون والدورة الأولى لنقابة المعلمين

بقلم : هيثم شعواطة
18-07-2013 10:17 AM
بعد انتزاع المعلمين لنقابتهم بعد تغييب استمر عقودا من الحرمان من وجود هيكل تنظيمي يدافع عن حقوق المعلمين في الأردن كن حلم المعلمين أن يجدوا نقابة قوية تدافع عن حقوقهم التي تم طمسها تارة بقرار من وزير وتارة بقرار حكومي. خلال العقود الماضية أصبح المعلم هو الحلقة الأضعف ليس فقط في العملية التربوية ولكن أيضا في السلم الهرمي لكل الوظائف المنبثقة عن نظام الخدمة المدنية في الأردن.
جاء القرار الحكومي بالموافقة والاعتراف بأهمية وجود نقابة للمعلمين ليدفع بالمعلم الأردني إلى توقعات عالية. كانت النقابة بالنسبة للبعض هي السوبرمان الذي سيخلصهم من جميع المشاكل والعقبات التي تواجه حياتهم الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية. وكانت الأنظار تتجه إلى انتخاب مجلس قوي قادر على مقارعة الحكومة وإعادة الأمور إلى مسارها في وزارة التربية والتعليم لمصلحة المعلم ودوره في بناء المجتمع وبنفس الوقت بناء عائلته هو.
حين بدأت التحضيرات للانتخابات للمجلس كان واضحا وبدون شك أن اللجنة الوطنية التي تشكلت للمطالبة إحياء النقابة ستكون الفائز الأكبر بعدد المقاعد مع إعطاء الناخبين لبعض المقاعد للجنة عمان الحرة وخاصة في منطقة عمان. كان الطابع الغالب على اللجنة الوطنية هو استقلاليتها عن الأحزاب وأنها تضم المستقلين من المعلمين مع بعض الملامح القومية واليسارية والتي كانت تصر بدورها على استقلاليتها عن الأحزاب. ولكن حين تشكلت القوائم كان واضحا أن الطابع الاخواني بدأ يغلب على بعض قوائم المحافظات. معظم المعلمين لم يتنبهوا للأمر ولكن المطلع على خلفية القوائم كان يدرك أن الإخوان قد قرروا السيطرة على النقابة مع أنهم استنكفوا عن ترشيح نقيب لمعرفتهم أن ليس لديهم مرشح قادر على منافسة النقيب الحالي.
الإخوان ارتضوا أو قنعوا بمنصب نائب النقيب وعيونهم على الدورة التالية ونشأ عن ذلك حلف ضد النقيب يضم الإخوان واثنان من الذين كانوا محسوبين على اليسار. وهنا لا بد من القول أن النقيب هو من أعطاهم الفرصة للهجوم فهو تحول إلى نائب في البرلمان مديرا ظهره للنقابة ومتغيبا عن اجتماعاتها. مما أعطى الفرصة لنائب النقيب وحلفائه لإدارة النقابة.
وألان بعد مضي السنة والنصف تقريبا يلمس المعلمون الفشل الحاصل في إدارة النقابة. فليس هناك انجاز واحد ملموس يدل على تحسن وضع المعلم. الانجاز الوحيد الذي يتغنى به المجلس هو الاتفاقية مع البنك الإسلامي لتمكين المعلمين من شراء بيوت أو شقق عن طريق البنك مع انه كان بإمكان النقابة أن تحصل شروطا أفضل من شروط البنك الإسلامي لو أنها فاوضت بنوكا أخرى.
أسلوب إدارة النقابة ألان هو على طريقة الاستعراض أو أل off حيث يفتح المجلس ملفا ساخنا من ملفات الوزارة ليقول للناخبين إنني اعمل ثم لا يغلق هذا الملف. ملفات كثيرة فتحها المجلس ولم يتابعها لتغلق نهائيا مثل صندوق الضمان في وزارة التربية والذي يدور حوله شبهات بالفساد تصل إلى مئات الملايين . وهناك المعلمون المجازون بدون راتب وأسلوب تعيين الإدارات التربوية والمدرسية والتي لا تتم على طريقة علمية بل عرضة للمزاج.
أخر الفشل في إدارة النقابة هو المناكفات بين أعضاء المجلس من الإخوان وحلفائهم من جهة والنقيب وأنصاره من جهة أخرى وهي مستمرة منذ شهور معطلة عمل النقابة التي هي معطلة أصلا منذ الانتخابات مباشرة. حلم المعلمين بدأ يتحول إلى سراب أن يلحقوا أنفسهم في ألانتخابات القادمة والتي هي بعد شهور قليلة

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2013 11:18 AM

يعني حتى لو استلمها الطرف الاخر ليست بافضل من وضعها الحالي لان النقابة غير مرضي عن وجودها حكوميا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012