أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


إدارة مخرجات الربيع العربي

بقلم : م أمجد الشباطات
20-07-2013 10:18 AM

من الواضح أن إدارة نتائج ومخرجات الربيع العربي تتم بكفاءة عالية من قبل الغرب وأميركا مع تبادل الأدوار مع روسيا والصين.
من المعلوم أن الهدف الإستراتيجي الثابت والواضح للغرب وأمريكا هو الإبقاء على ضعف الدول العربية بحيث تبقى مرهونة الإرادة بما يضمن مصالحها وأيضاً يضمن أمن الكيان الصهيوني وأما ما يتغير هو طريقة التعاطي مع المتغيرات على الأرض تكتيكاً فقط .
منذ بداية الثورة السورية وتحولها للسلاح والمماطلة واضحة بعدم دعم المعارضة إلا بالنزر اليسير وعلى الجهة الأخرى تشجيع النظام ليقتل ويسفك الدماء وكان الخط الأحمر فقط إستخدام الأسلحة الكيماوية وهو ما أثار أغلب العرب والمسلمين وعمل على جذب المقاتلين(المسلمين السنة) ومع إمتداد الصراع لأكثر من سنتين وتهاوي النظام السوري جذب مؤخراً وبقوة حزب الله وبدعم إيراني وكثير من القوى الشيعية لتقاتل مع النظام السوري بمشهد طائفي بإمتياز وهكذا ستكبر هذه الجبهة عددياً وستطول زمنياً.
بإعتقادي أن ما يجب أن يحدث في سوريا الأن بحسب الأطراف الدولية الكبرى هو محرقة لكل تيارات الإسلام السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وما يحدث الأن على أرض الواقع هو إدامة الصراع وإدارته بما يتوافق مع مصالح الغرب عموما وروسيا ، حيث تعتقد الدول الكبرى وخلال العقود الماضية أن حركات الإسلام السياسي تشكل خطراً على أمريكا والغرب وروسيا وحتى المعتدل منها وبعد الإطلاع على التجربة التونسية والليبية والمصرية تبينت إتجاهات الشعوب حيث أن الأغلبية تدعم أحزاب الإسلام السياسي وتوصلها للسلطة وهذا ما لن تسمح بإستمراره الدول الكبرى إما بمنعه كما يتم الأن في سوريا بإطالة الصراع أو محاولة إسقاطه وإفشاله.

الأن يتم محاولة فتح جبهة صراع جديدة في مصر وإقحام الجيش في الصراع السياسي وإستفراز الحركات الإسلامية بشتى الطرق لإجبارها على إستخدام العنف.
إن القضاء على اقوى جيشين في المنطقة العربية(السوري والمصري بعد ما تم القضاء على الجيش العراقي) بالإضافة للقضاء على كل حركات الإسلام السياسي يشكل هدفاً استراتيجياً بعيد المدى، ويتم إذا نجح المخطط بتجميع قوى الإسلام السياسي في مصر بمواجهة دموية مع الجيش ستدمر مصر لسنوات وتضعفها وربما تقسمها إلى ثلاث دول.
وهنا قد يتسائل المرء وهل عدم الإستقرار في مصر وسوريا من مصلحة أميركا وإسرائيل؟
الإجابة هي نعم وذلك حسب الظروف الحالية فقبل الربيع العربي كانت الحدود مستقرة مع سوريا ومصر وبقاء تلك الأنظمة كان خياراً إستراتيجياً ولكن بعد الربيع وبعد ما تبينت بوصلة الشعوب فأن الأمور قد تغيرت وأعيدت كل الحسابات وأيضا حالة عدم الإستقرار إن كانت في سوريا أو المنوي افتعالها في مصر(لا سمح الله) يتم السيطرة عليها وتجميع الإحتراق ليكون داخلياً وما يهم في سوريا هو حدودها مع الكيان الصهيوني ونفس الشيء في مصر بالإضافة لقناة السويس حيث سيتم إدامتها والمحافظة على الحدود حيث سيكون الكل منشغلاً بالإقتتال وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تدخل دولي يفرض إرادته ومخططاته.
المراهنة الأن(بعد رحمة الله) على الوعي وخاصة في مصر وأيضاً الدول العربية لإطفاء نار الفتنة التي إن إشتعلت الأن في مصر وتلاقت مع ما يحصل في سوريا فستكون العواقب وخيمة على كل الدول العربية وسنجد أنفسنا أمام صراعات لا تنتهي تقسم المقسم وتفتت المفتت أصلاً.


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012