|
|
التصفية الكبرى
بقلم : محمد الخطاطبه
22-07-2013 10:17 AM
الفوضى الخلاقة ذات الصناعة الأمريكية والمنتج الإسرائيلي في منطقتنا, من تدمير العراق منذ أكثر من عشرة أعوام ثم تدمير قوة سورية كدولة مركزية فاعلة في المنطقة والثورة المضادة أو الانقلاب العسكري في مصر, كلها تسير بشكل موازي لما يجري بشكل سري بين الأردن وإسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية من عمل اللجان المتخصصة والتي تحضر للكنفدرالية بين الأردن وفلسطين واطراف أخرى, والتي خرجت من فلتات لسان محمود عباس قبل نحو ستة شهور ثم نفاها لاحقا, هي مخطط إسرائيلي أمريكي لتسهيل تمرير التصفية النهائية للقضية الفلسطينية عل حساب الفلسطينيين أولا ثم على حساب الأردن وشعبه. الزيارات المكوكية المكثفة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة منذ عدة شهور والتي احيطت بالسرية, إلا من بعض التصريحات والتلميحات في الصحف الغربية, قد نضجت أو شارفت على النضوج. فبعد تحييد الدول المركزية في المنطقة فتحت الطريق امام ما يسمى بتسوية القضية الفلسطينية والتي بدأت تفوح رائحتها من أفواههم, وضمن هذا الاطار يتم الحديث عن بقاء المستوطنات في مكانها وتبادل الأراضي وتوطين الفلسطينيين في الأماكن التي يتواجدون بها, حيث سيكون العبء الأكبر على الأردن. وسيتم تشكيل صندوق العودة من قبل دول الخليج التي ستمول التوطين( من دهنه سقيله) كما يقول المثل, وذلك حتى لا تكلف إسرائيل بشيء. وسيقوم الأردن من خلال الكنفدرالية بتحمل المسؤولية الأمنية لحماية إسرائيل استمرارا لدورها التاريخي منذ قيام إسرائيل وحتى الآن. وسيتم تنفيذ ذلك من خلال مسارين تفاوضيين سينطلقان قريبا الأول ثنائي بين إسرائيل والفلسطينيين والثاني ثلاثي يضم الأردن إليهما للمشاركة في الاتفاق على القدس والحدود والأمن, وهذا السبب في اتفاقية الوصاية على القدس والتي ستوضع تحت إشراف دولي وإدارة ثلاثية إسرائيلية أردنية فلسطينية لمدة عشر سنين. وبموجب اتفاق إطار سيتم إجراء تبادل في الأراضي المتنازع عليها والواقعة ضمن مخطط الجدار بموافقة الطرفين ومباركة لجنة المتابعة المنبثقة عن الجامعة العربية, والتي تتراوح مساحاتها بين 8 ـ 10 بالمئة من أراضي الضفة الغربية. وقد اخذ بالحسبان وجود معارضة شعبية فلسطينية وأردنية قوية, لذا سيتم اللجوء إلى استفتاء شعبي لإضفاء الشرعية على هذه التصفية النهائية للقضية الفلسطينية, وستكون نتائج الاستفتاء معروفة, وسيتم تكميم الأفواه الوطنية المعارضة من كلا الجانبين الأردني والفلسطيني لتمرير اخطر مؤامرة في التاريخ العربي المعاصر ومحاولة إسدال الستار على قضية فلسطين وإلحاقها بالأندلس, ويبقى الرهان على الشعبيين الأردني والفلسطيني لإفشال هذه المؤامرة الكبرى وليس ذلك مستحيلا على هذه الأمة التي أفشلت الكثير من المؤامرات.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|