أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


زيارة الملك للقاهرة .. إعلان انتصار المشروع الأردني

بقلم : رومان حداد
23-07-2013 11:55 AM
حاول بعض المعارضين بالإضافة إلى جماعة الإخوان المسلمين وبعض الكتاب الصحفيين إظهار عدم ارتياحهم لزيارة جلالة الملك عبد الله الثاني لمصر ولقاء الرئيس المصري المؤقت، وإن كنت أحب استخدام تعبير الانتقالي، وحاول عدد منهم إظهار عدم الاهتمام المصري بهذه الزيارة ووجود بعض الأخطاء البروتوكولية، فيما يبدو أن محاولة أخيرة من قبل المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين لإثبات الذات، ومحاولة من الكتاب لإظهار امتلاكهم هدوءاً وحكمة كان يجب أن يمتلكهما صاحب القرار في الأردن.
بداية لم يخفَ على أحد العلاقات الباردة بين عمان والقاهرة (المـتأخونة)، وعدم الارتياح هذا وإن كان البعض يحاول رده إلى (خشية) ما في عمان من استقواء الإخوان في الأردن بإخوانهم في مصر، إلا أن هذه القراءة على سهولتها وما تملكه من حجج مقنعة الا أنها غير كافية لكي يتخذ الأردن الرسمي هذا الموقف من قاهرة (خيرت الشاطر).
في الحقيقة فإن عمان كانت ترى، وما زالت، أن ما يسمى بالمشروع الإخواني وحكم الإسلام السياسي في المنطقة جاء عبر رافعات لدى مراكز صناعة القرار الغربي الذي ينوي الانقضاض على المنطقة وتمزيق حدودها لترسيم حدود جديدة، وقد رأت مراكز صنع القرار الغربية أن تسليم المنطقة للإسلام السياسي يخدم مشروعها، فهي ستتعامل مع (مقاول) واحد للمشروع كله، وبالتالي من السهل علية التفاوض والوصول إلى نتائج سريعة، كما أن ميزة هذا (المقاول) السياسي أنه لا يؤمن بالحدود الوطنية فهو يتبع فكرة أممية لا تعترف بالحدود ولا بالمسائل الوطنية.
كما أن تسليم المنطقة للإسلام السياسي سيساعد بسرعة على تدمير الهويات الجمعية وتعزيز الهويات الفرعية القائمة على رفض الآخر وإقصائه، وهو ما يساعد على إعادة تركيب (دومينو) المنطقة عبر تحويل الخريطة الكبرى إلى أحجار فسيفسائية على أسس عرقية وإثنية ودينية وطائفية ومذهبية.
وبالتالي كان المشروع الملكي في الأردن خلال الفترة الماضية هو إقناع القوى المؤثرة والفاعلة في صناعة القرار الغربي أن الحل المقترح لصيغ حكم المنطقة وتفتيتها ليست حكماً نهائياً لا رفضه أو حالة قدرية لا يمكن ردها، بل هو سيناريو من ضمن سيناريوهات أخرى، وأن الأردن قادر على إعطاء نموذج آخر ومختلف للحكم في المنطقة، وهو مشروع نقيض للمشروع الذي كان يتم تسويقه، ويقوم المشروع الأردني على أساس وحدة الدولة الوطني وقدرتها على تجاوز الإشكاليات عبر الحوار والممارسات الديمقراطية التي لا تتوقف عند حدود الصندوق الانتخابي.
وكان لنجاح الأردني المقبول بنموذجه البديل عن أخونة المنطقة أثراً حقيقياً في الكثير من دوائر صناعة القرار الغربي، وهو ما أدركه الإخوان المسلمون في الأردن قبل غيرهم، ولكن املهم ظل معقوداً على قدرة إخوانهم في الصمود في الحكم في مصر، على أمل أن تستجد ظروف تساعدهم على تغيير معطيات المعادلة المحلية والاستفادة من استقرار الحكم الإخواني في مصر.
ما حدث في مصر من امتلاك الشعب المصري لإرادة حقيقية في مواجهة مشروع الإخوان الممول خارجياً والمدعوم سياسياً من دوائر صنع القرار الغربي، والقدرة على عزل الرئيس مرسي، الذي رفض بإرادته الحرة أن يكون رئيساً لكل المصريين، هو موقف يأتي تدعيماً لرؤية عمان الاستراتيجية التي ترى عدم إمكانية الأحزاب التي لا تملك مشاريع وطنية بالوصول والاستمرار بالحكم، كما أن الاحزاب (المنفوخة) بالشعارات والتي لا تستطيع بعد وصولها للحكم إطعام شعوبها ومنحهم الحرية لن تكون قادرة على الاستمرار.
الزيارة الملكية للقاهرة كانت ناجحة، وكان على الأردن ان يأخذ موقفاً واضحاً، فالأردن ليست دولة هامشية بل هي دولة تملك مشروعاً حقيقياً يستند إلى الدولة الوطنية، وليس عيباً ولا خطأ سياسياً أن يظهر الموقف الرسمي الأردني، أما من يحلم بـ(عودة مرسي) للحكم فإنه سينتظر دون أن يرى هذا (الجزء من الفيلم السياسي المصري)، ومن كان من الكتاب الصحفيين قادراً على القفز من جانب إلى آخر بين الفينة والأخرى، وكان من دعاة (انبطاح) الدولة في وجه المد الإخواني، وما زال غير قادر على قراءة المشهد المحير بالنسبة له، ولذا فإنه لا يعرف أن يحدد مكان وقوفه، فما يحدث في مصر يجب أن يساعده، اربعون ألفاً في ميدان رابعة العدوية، من المأجورين والمخطوفين ومن لهم مصالح ضيقة، وباقي المصريين يعيدون عربة دولتهم إلى السكة الصحيحة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2013 12:02 PM

كلامك غير مقنع وهش

2) تعليق بواسطة :
23-07-2013 01:26 PM

هذا اللي اجى يكحلها قام عماها. على ما يبدو ان النظام الردني وصل الى حالة افلاس فكري، فأصبح يجند من هب و دب للدفاع عنه و محاولة اضفاء بعض الشرعية على ممارساته المرفوضة شعبياً.

3) تعليق بواسطة :
23-07-2013 02:34 PM

.
-- كم هو مبدع محمد الماغوط عندما كان يكتب لمسرحيات دريد لحام و نهاد قلعي نصا لمقال او خطبه.
.

4) تعليق بواسطة :
24-07-2013 12:13 PM

مهما حاول الانسان ان يخفي حقيقة موقفه لن يستطيع وستظهر على فلتات لسانه فكيف اذا اكثر الحديث
اتذكر الكاتب عندما هاجم فكرة انشاء نقايةللمعلمين واعتبرها غير قانونية وغير دستورية وبعد ايام خاب ظنه وضاعت كل الادلة والمسوغات التي اوردها وارجو ان يرجع هو الى ما كتب ويحكم على نفسه وقد كتبت مقالا في الدستور للرد عليه في حينه
اظن انك اسات للملك بتبريراتك الملكية !! واشك انها تقنع عاقلا
وبعد ما جرى يا سيدي لا زلت تروج ارتباط الاخوان بامريكا واسرائيل الاسطوانة ثقبت وتمايزت المواقف
احترم عقول الناس واترك للناس ينصحوا لوطنهم وشعبهم وملكهم ولا تتهم النوايا ارجو ان تتقبل النصحوجميعنا في هذا البلد يعرف بعضنا بعضا

5) تعليق بواسطة :
24-07-2013 02:12 PM

و ما هو هذا "المشروع الاردني" الذى انفرجت اساسيركم لنجاحه؟؟ المشروع الوحيد اللي شايفينه هو "نظام مرتزقة في محاربة الصحوة الاسلامية" مقابل اموال النفط و رضى امرائيل!!

6) تعليق بواسطة :
24-07-2013 03:29 PM

اين المشروع ؟؟ اذا ممكن احد يصف و يشرح المشروع الاردنى المذكور ... بهدف الفهم فقط و ليس الاعتراض على المشروع ... ربنا ما يجيب مشاريع

7) تعليق بواسطة :
24-07-2013 06:44 PM

يا زلمه بلا تهبل علينا, أي هو في مشروع في الأردن غير مشروع الفساد و شركاه ؟!!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012