أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من أجل عيون احدى الفتيات الحـِسان

بقلم : عبدالله شيخ الشباب
24-07-2013 10:13 AM
انتحار 'جحش 'عاشق ولهان ؛ من أجل عيون احدى الفتيات الحـِسان

قبل أيام ؛ سمعت قصة عن انسان غبي عاشق ولهان ؛ اسمه ' عدنان' ؛ لم يكن لديه خبرة بألاعيب الفتيات الحسان ، ولم يكن يعرف شيئاً عن حقيقة مكر وخداع النسوان .

مشكلة ' عدنان' ياأخوان ؛ أن عقله كان خربان ؛ وكان يحتاج دوماً الى شد براغي ، وفرمتة ، وإعادة برمجة ، وسوفت وير كمان .

ضحكت عليه فتاة لعوب من بنات هذه الأيام ؛ اسمها ' ايمان' ، وأفهمته بخـُبثها وطمعها أنه ' دون جوان ' !! ؛ مع أنه في الحقيقة 'جحش ' سهيان ؛ تائه في صحراء النسيان في هذا الزمان ، يغرق في شـِبر مياه لو ابتسمت في وجهه احدى النسوان ، ويضيع بين التـّيوس والأغنام إذا خرج لوحده الى أي مكان .

وتبدأ قصة هذا العاشق الولهان ، عندما تعرّف في أحد الأيام على فتاة جميلة ؛ كانت متواجدة يوماً في دّكان ؛ حينما ذهب لشراء باكيت دُخـّان .

ونظراٍ لشدّة جمالها الفتـّان ؛ فقد حسبها الأبله قمر الزمان ؛ فسلبت منه عقله ، وخطفت له قلبه بدون استئذان ؛ وسبّبت له الدّوخان ، الأمر الذي جعله يطلب منها رقم الهاتف والعنوان .

وبعد الإتصالات واللقاءات في المتنزهات والحدائق و ( هان وهان ) ؛ أخذ يُغــْدق عليها الأموال ببذخ دون حسبان ؛ وأصبحت لاتفارق أحلامه في الليل والنهار؛ الى درجةٍ أنه كان يبقى سارحاً في جمالها طول الوقت في معظم الأحيان.

وبعد مرور سنتان على هذا الوضع من العشق والسـّرحان ؛ قرر أن يطلب يدها للزواج !!؟؟ حتى لايسبقه عليها انسان ؛ لكنه عندما فاتحها بالأمر ، تفاجأ بقولها : بأنها على علاقة مع انسان آخر اسمه 'مروان' ، وأنهما تقريباً شبه ' مخطوبان ، وأنهما قريباً جداً سيتزوجان !!

فجُن جنونه وأصابه الهيجان ؛ فأصبح يفور ويثور؛ وكأنه ثور من الثــّيران ، وقال لها : أنا أحبك أكثر من أي انسان يا ' إيمان ' ، وأرجو منك أن تقطعي علاقتك بالشاب ' مروان' الآن ، حتى لاأصاب بالجنون والهذيان .

ثم قال لها بصوت كله ذوبان : يجب أن أذهب الى أهلك الآن واطلب يدك منهم بكل امتنان ، ونقوم بعدها مباشرة بعقد القران !!؟؟ لأني لايمكن أن أتصور حياتي يمـُرّ عليها يومٌ أو يومان ؛ دون أن أتمكن من رؤية جمالك الفتـّان يا ' ايمـان' . و لأنه لايمكن لي بعد أن رأيتك أول مرة في الدّكـّان ؛ أن أظل أعيش طول عمري بسببك تعبان ؛ وأعاني من الحرمان .

ثم أصبح في كل مرة كانا فيها يلتقيان ؛ يعيد عليها نفس اسطوانة الكلام ، ويعزف على مسامعها نفس الألحان ، ويظل يقول لها وهو مهموم وحزنان : إذا لم تتركي 'مروان ' ، فإني سأصعد والله الى أعلى ارتفاع في أي مكان ، وسأنتحر أمامك بشجاعة أقوى الشجعان .

وكل ذلك ؛ حتى أثبت لك ياأجمل الحـِسان ؛ بأني فارس الفرسان الذي سيأخذك ويطير بك على أجمل حصان ، ولكي أثبت لك ولكل العالم بأني ' سوبرمان ' ، وإني لست خروفاً من الخرفان ، وإني على استعداد أن أموت شهيداً في محراب حبك بشهادة يشهد عليها هذا الزمان .

فإذا متُّ وكفـّنوني بالأكفان ؛ فإن سيرتي في الحب والولهان ؛ ستصبح سيرة متداولة على كل لسان، و سيعرف الناس في كل مكان ؛ أني عشقت أجمل الورود في البستان ، وسيصبح موضوع انتحاري قصة طريفة يتسلـّى فيها الصبايا والشّبّان ؛ وستقولها الأمهات للأطفال قبل المنام وبعد الصـّحيان .

لكن المؤسف أن ' عدنان' كان شاباً جداً حلمان ؛ لأنه كان يعتقد أنه بعد أن يقول لمعشوقته كل هذا الكلام ؛ بأنها ستقوم في الحال وتأخذه بالقـُبل والأحضان !! بعد أن ترى دموعه التي يتخللها النّـّحيب والأشجان.

ولم يكن يعلم هذا العشقان ؛ أن ' ايمان' أصلاً ثـُعـْبان ، وأنها كانت طيلة هذا الوقت ، تتسلى به وتخدعه بالضحك والإبتسام لكي تريه فقط جمال بياض الأسنان ، وأنه لم يكن بالنسبة لها سوى مجرد ' جزديان' ؛ ملييء بالمال ؛ تحصل من خلاله في كل وقت وأوان ؛ على كل ماتريده من طعام ولباس وهدايا من كافة الأشكال والألوان . !!

وفي آخر مرة تواجدا فيها الإثنان في مكان ؛ وبعد أن شعرت بالملل والزهقان ؛ من غباء هذا الإنسان ؛ قالت له ' ايمان' بالفم المليان : إذا كنت تحبني حقاً يا ' عدنان' ؛ فعليك أن تثبت لي حـُبـّـك بالدّليل والبـُرهان ، وعليك أن تقوم بالإنتحار الآن !!؟؟ حتى أصدّق بأنك مغرم بي فعلاً وعشقان ، وأنك لست واحداً من الزعران ؛ الذين يبيعون مثل هذا الكلام ؛ الذي يـُسـْمِعون به الآذان .

وماهي إلا لحظات ، إلاّ ورأته يصعد الى أعلى ارتفاع في ذلك المكان ، ويقوم بإلقاء نفسه في ثوان ؛ فإذا به يخـِرّ صريعاً يملأ دمه المكان !!.

وعلى الرغم من تجمـْهـُر الناس ، وتحلـّـقـُّهم حول جـُثــّـته في ذلك المكان ؛ إلاّ أنها لم تتأثر ولم تجزع بما حدث من فوضى وهيجان ، بل غادرت المكان بدون اهتمام ، ولم يبدو عليها أي حزن أوأي تأثر على موت ' عدنان' ، وأثبتت بأنه لم يكن يوجد في قلبها نحوه أية عاطفة ولا أيّة ذرّة حنان !! مع أن هذا المسكين الغفلان ؛ أعطاها قلبه ومنحها حـُبـّه بالمجـّان .

ولهذا السبب ؛ فأنا أنصحكم ياأخوان ؛ بألا تسمحوا لأنفسكم بعد الآن ؛ أن تستغلّ سذاجتكم الفتيات والنسوان !!؟؟ وذلك حتى لايصبح مصيركم مثل مصير المرحوم ؛ الجحش ' عدنان' .

عبدالله شيخ الشباب

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012