|
|
عروبة العراق مصلحة عربية ايرانية
بقلم : عبدالحليم المجالي
01-08-2013 09:44 AM لايشكك احد بعروبة العراق في ماضيه ولا حاضره , ففي الماضي البعيد كان العراق ممثلا في بغداد , حاضرة العباسيين وعاصمة امبراطوريتهم التي قال فيها الخليفة الرشيد للسحابة اذهبي انى شئت فخراجك عائد لي , والماضي القريب الذي يشهد للعراق وناسه وجيشه ببذل المال والانفس على مدى الوطن العربي وفي صراعه مع الكيان الصهيوني حيث تشهد على ذلك مقابر الشهداء من العراق المنتشرة على رقعة ذلك الوطن . لكن العراق اليوم ونتيجة لعوامل خارجية وداخلية ضاغطة وهائلة تحد من انتماءه للعروبة حيث دخلت على الخط اعتبارات طائفية معقدة لا مجال لشرحها اخرت العروبة لحساب انتماءات ضيقه فضاق العراق على اهله والمتابع لحاله في الفترة الاخيرة وكثرة الانفجارات اليومية وفداحة خسائرها البشرية والمادية يدرك الازمة التي يمر بها العراق وانسداد الافق امام اي حل منظور . من المصطلحات التي يرددها العراقيون والمقنعة لهم ولغيرهم : صلاح العراق يكمن في عروبة الشيعة وعراقية الاكراد . هذا المصطلح ياخذ بعين الاعتبار مكونات الشعب العراقي العرقية فيتحدث عن الاكراد الذين يشكلون مع الاغلبية العربية وبعض الاقليات كالاتراك الشعب العراقي , ويتحدث عن الطائفية التي تطل براسها بقوة هذه الايام في العراق واهم طائفتين فيه هما السنة والشيعة , الشيعية التي تتعقد في مشهدها الامور يشارك فيها العراقين الايرانيون التي تمثل الاغلبية الشيعية مكوناتهم البشرية ويضاف عامل استجد مؤخرا عقد المشهد اكثر بروز ايران كقوة اقليمية صاعدة تؤثر وتتاثر بالمكون العربي الاخر في الاقليم ذي الاغلبية السنية ووجود قوى خارجية همها امن اسرائيل تتدخل بدهاء وتصميم لا فساد العلاقة بين الجارين المسلمين , وتضخيم الخطر الشيعي على الجوار العربي . تراجع العروبة والانتماء لها لم يكن محصورا بالعراق دون الاقطار العربية الاخرى وان كان ذلك اكثر وضوحا بالعراق فقد اثرت الاممية الاسلامية وتلاشي اهمية الاوطان المحددة جغرافيا وبروز الاسلام السياسي ومفهومه الغير ناجح عند معتنقيه اثر ذلك على العروبة والقومية العربية وبدلا من ان نجد ضالتنا المنشودة في الاصلاح السياسي كمواطنين عرب في الاسلام السياسي صار بحالنا كالغراب الذي حاول تقليد الحمامة فنسي مشيته ولم يوفق في ما اراد. الاحداث الجارية الان في مصر وتونس تحديدا وباقي الاقطار العربية فرزت انطباعا بتراجع الاسلام السياسي وتقدم الشعور القومي العربي وذلك بظهور الشعارات القومية في الميادين وصور رموزها وعودة الاهتمام بالقضية الفلسطينية القضية العربية المحورية . كما وانه في خضم التجاذب بين التيارات الدينية والقومية كثنائية مزعجه يبرز الان اتجاه ثالث يحاول المروجون له الخروج من مأزق الثنائيات بشتى اشكالها قد يوصلنا كمواطنين عرب الى مخرج مامول سالك نحو الحرية والوحدة والاصلاح .
منذ انعطافة العراق التاريخية واحتلاله عام 2003 واتخاذه شكله السياسي الموالي او التابع لايران , حسب نظرة المحللين ,والمشاكل الداخلية والاقليمية والدولية تتوالى عليه نازعة منه الاستقرار السياسي والامن الداخلي والخارجي وتوالي النزاعات مع الاهل والجيران العرب وبروز التهديد بتقسيمه على اسس الاقاليم وما يترتب على ذلك من صراعات وازمات اثرت على التنمية في هذا القطر العربي الغني بامكانياته البشرية والمادية وتاريخه الحضاري الموغل في التاريخ .من العراق ومن تفاعله الكيمائي السياسي مح محيطه العربي والايراني ظهرت على السطح مصطلحات سياسية قلبت الموازين ومنها المحاصصة الطائفية والعرقية والهلال الشيعي وفشل المشروع السياسي الاسلامي السني وحكومات الوحدة الوطنية والمطالبة بها واستحالة تحقيقها والصحوات والامارات الاسلامية في العراق وبلاد الشام . هذه المصطلحات بظهورها وتفاعلها جلبت للعراق قلة الراحة واوجدت الثغرات التي يبحث عنها اعداء العراق والامة العربية للتسلل منها والتدخل السافر بشوؤن المنطقة وساعدت في انكشاف الساحة العربية وانحسار الاخوة العربية لصالح الفرقة والتشتت والتشكيك بين العرب انفسهم وبين العرب وايران الجارة المسلمة . الخاسر من ذلك كله العراق اولا والامة العربية ثانيا وايران ثالثا , والرابح الوحيد عدو الامتين العربية والاسلامية المشترك .
لتصحيح مانتج عن تلك الانعطافة التاريخية للعراق لا بد من انعطافة تاريخية مساوية لها بالمقدار ومعاكسة لها بالاتجاه ولا بد للاطراف التي كانت السبب في تلك الانعطافة العمل على استبعاد اسبابها وعلى الذين أستدرجوا (بضم الهمزة ) لخلق اسباب تلك الانعطافة ان يعرفوا من استدرجهم وهم يعرفونهم وعليهم بالاحرى ان يصحوا من غفوتهم وان يستخدموا عقولهم ويقدروا مصلحتهم ومع من هي وان يعتبروا من الخسائر الفادحة من تلك الانعطافة على الجميع . المطلوب عمل شاق ويتطلب تنسيقا على اعلى المستويات من الاطراف ذات المصلحة من هذا العمل وهذا يتطلب مشروعا وطنيا عربيا نهضويا تتخذ فيه القرارات بعد دراسات مستفيظه وجادة . اذا كان المطلوب من العراق العودة الى عروبته فلا بد ان يعود عن قناعة ولضمان تلك القناعة لا بد من قادة التيار القومي العربي اعادة النظر في مشروعهم واخضاعه للمراجاعات الواجب اجرائها من قبل كل التيارات السياسية الاخرى . على القومين العرب اعادة النظر في تعريف العروبة على اساس اللغة والثقافة وليس العرق وعليهم الاستفادة من ما توصلت اليه الانسانية من اساليب توظيف القوميات في اطار المواطنة والمواطنة اولا لا شاعة الثقة بين مكونات الوطن العربي العرقية . من المؤكد ان انتماء العراق لعروبته فيه مصلحة عربية وايرانية لان ضرر ابعاده عن ذلك الانتماء بات واضحا لكل عاقل مدرك والرجوع الى الحق فضيلة نسال الله ان لا يحرمنا اجرها .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|