أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قمع و اصرار

بقلم : ياسر الزيديين
19-08-2013 10:27 AM
خريف عربي وليس ربيع ، دماء تسيل وأشلاء تقطعت وأخرى احترقت ، وسائل قتل وتعذيب لم يشهدها التاريخ ، ضحايا من جميع الاطراف حتى احترنا من منهم الشهيد ، اسمحوا لي ولا تنزعجوا من كلامي يا من طالبتم بالتغير ، مسلسل دموي تعيشه أمتنا العربية المسلمة حاملة رسالة الاخوة ودعوات الوحدة لكنها تحولت الى رسالة تفرقة وتشتيت ، شأنكم وأنتم أحرار به ولا اعتراض ، ان فرحتم أفرح معكم وان بكيتم دمعاً ونزفتم دماً أحزن وأبكي معكم ، هذا حال المتفرجين منهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم الصامت الحيران الذي ليس له الا الدعاء بإن يحفظ الله العلي القدير بلد المطالبين بالتغير وأن يجنبهم الفتنة وسفك الدماء ، دعونا نقلب بعض الأوراق ونعود الى الماضي ونستذكر شعب الجزائر أرض المليون شهيد ثورتهم كانت ضد عدو أجنبي قتل واستباح ودمر وفرق وشتت ... حتى اصبحت ثورتهم سيرة حياة يفخر بها كل العرب ، أما أرض العراق فقد تربص العدو لأرضها وصدامها من أجل السيطرة على خيراتها حتى كانت النتيجة تقسيم للأرض وتدمير للمنشأت وإذلال وإهانة للشعب وتفجير يومي وسيل من الدماء حتى احمرت مياه نهري دجلة والفرات وسيطر الشيعية وتحكموا في مستقبل البلاد والعباد ، وحسن خاتمة والله أعلم للذي نطق الشهادتين قبل اعدامه حتى صار رمزاً يذكر في كل زمان ومكان وها هم اليوم يندمون على حال العراق وما حل بها وأيام صدام وحكمه لهم ، وليبيا وماذا حل بها اليوم ولا زالت تدفع الثمن ، وأرض الأمويين بلاد الشام سورية الحبيبة التي حولت نهر بردى الى سيل من الدماء الجارية بأبشع وسائل القتل ، وتدمير منشآتها حتى اصبحت انقاضا، وشتات أبنائها حتى صاروا لاجئين بعد النعيم الذي كانوا فيه ينعمون ، ثم تتوجه الأنظار في هذه الأوقات الى أرض الكنانة مصر التي تعيش موجة غليان لم يسبق لها مثيل عبر تاريخها ، ثورة 25 يناير فرح المصريون بنصرهم على نظام مكث فيهم أمداً طويلا من القمع والكبت كما يقولون ، لكن هل استمرت فرحة التغير بعد ثورة 25 وإجراء الانتخابات وفوز الاخوان برئاسة محمد مرسي للجمهورية المصرية ، سنة من الحكم الإخواني مع تخطيط خارجي وداخلي للإطاحة بحكمهم حتى نفذ الجيش قرار إنهاء حكم الاخوان واعتقال صاحب الشرعية ، لتبدا الاحتجاجات والاعتصامات المطالبة بإرجاع الشرعية لأصحابها في رابعة العدوية والمؤيدة للعزل في ساحة التحرير ، استمرت الاعتصامات لفترة زمنية طويلة حتى صدر قرار بإعطاء مهلة للمطالبين بإعادة الشرعية لمرسي بفض الاعتصام و إخلاء ميدان رابعة العدوية من المعتصمين ، لكن انظروا لنتيجة سياسة تعند الاخوان وهم أصحاب حق بالشرعية ، وسياسة القمع التي اتبعها السيسي لفض الاعتصام تنفيذاً للقرار وإرضاءً لمن هم ضد الاخوان من الداخل والخارج ، لتكون الاحداث الأعنف في تاريخ مصر ، والتي راح ضحيتها الأبرياء العزل الذين لا حول لهم ولا قوة ، رصاص حي اخترق أجساد الابرياء وحرق الاموات مع الاحياء بصورة همجية لايرضاه دين ولا عقل ، سيل من الدماء لن تنساه ارض الكنانة أصاب جميع الاطراف ان كان من الجيش او الاخوان أو غيرهم من الطوائف الاخرى من المسلمين أو المسيحين ، بالنهاية هم عرب هم مصريين ، وتطورت الاحداث حتى وصل القتل والتدمير والحرق لدورة العبادة ومن هم داخلها ، الانظار الان تتوجه الى ارض الكنانة هل ستستخدم العقل والدين وتجعل مخافة الله امام أعينها للخروج من هذه الازمة التي تمر بها ام تستمر العملية لتلحق بدول الجوار وتتوسع دائرة الفتنة لتجر مصر الى حرب اديان وطائفية ، ويخرج أصحاب الفتن من أوكارهم لتغذيتها فيكون لأرضها الانقسام ولأهلها الشتات ، في الصغر كنا نقرأ في كتب التاريخ عن بلد المليون شهيد ،أما اليوم هل سيكتب التاريخ عن بلدان المليون قتيل ، فأين أنتم أيها المسلمون من قول الرسول عليه السلام ' لهدم الكعبة حجر حجر اهون على الله من سفك دم امرئ مسلم ' صدق رسول الله ، اللهم إنا نسألك الهداية والرشد لجميع الاطراف المتنازعة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012