أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


شهادات وطنية صادمة للوزير والوزارة !

بقلم : بسام الياسين
20-08-2013 01:05 PM
غضبةُ مُزلزلة توحي باعصار جارف،على شاكلة ـ تسونامي ـ توّعد بها وزير المياه الناصر صلاح الدين 'سُراق الماء' اذا لم تتوقف اعتداءاتهم على المياه الجوفية، وخطوط الانابيب المائية.ففي تصريح اقرب للبلاغ الحربي اعلن 'معاليه' ان قرا راً أُتخذ على اعلى المستويات، بان لا احد فوق القانون،مهما كان موقعه او ثقله السياسي او العشائري،وان الوزارة ستحرك قواتها الضاربة،لتصويب الاوضاع المائية،خاصة اننا من افقر ثلاث دول العالم مائياً.اللافت ان الوزير اختص في تهديده ذوي المكانة العالية والمواقع الرفيعة و اصحاب الثقل السياسي والعشائري بالاعتداءات لانهم ـ كالعادة ـ البلاء والوباء.

*** كلام الوزير الحازم الناصر،هطل على رؤوس العطاش هطول المطر.فهو على ما يبدو شرب من نهر الحكمة والفتوة وصمم بعد خراب مالطا، ان يقطع دابر الجرائم المائية التي وصلت احياناً الى 40 % تلك التي يطلق عليها تأدباً ـ بدل فاقد ـ رغم انها سرقة مكتملة الاركان.تهديدات الوزير، تذكرنا بوصف فرقة شيعية متطرفة لسيدنا علي كرّم الله وجهه بان 'الرعد صوته والبرق سوطه'.

*** ملف الاعتداءات على المياه من اخطر ملفات الفساد. فاللص المائي الذي يتصرف بالآف الامتار،فانه يحرم منطقة او قرية باكملها من حقها في حقها بالماء.هذا الواقع المائي المأساوي دفعني دفعاً لتنشيط ذاكرة الوزير بفضائح تسيل من تحت طاولة الوزير وتنخر في اساسات الوزارة منذ سنوات،من دون ان تتخذ اجراءً واحداً بحق المعتدين،رغم ان روائحهم فاحت كمحطات التنقية المزروعة على اطراف طرقاتنا كاشجار الزينة.

*** الشركات الزراعية في الجنوب حصلت على اتفاقيات خرافية، استاجرت 50 الف دونم من الدولة،حصلت بموجبها على 'الارض والماء' بالمجان،شريطة زراعة الحبوب.لكن الشركات المٌدللة، خالفت شروط العقود،وزرعت الاراضي بالخضروات لتصديرها للخارج.اما منتوجاتها لا تدخل السوق المحلي،ولا تنعكس نشاطاتها على التنمية،ناهيك عن عدم تشغيلها ابناء المنطقة العاطلين عن العمل،بل اعتمدت على العمالة الوافدة بنسبة 95% ،اضافة لتلويث المياه باستخدامها المفرط للاسمدة الكيماوية،مع رفضها المطلق تطبيق نظام مراقبة للمياه الجوفية بسبب ضغوط اصحاب النفوذ الذين وقفوا ضد نظام المراقبة بحكم انتفاعهم منها.

*** متنفذون يتحكمون في رقابنا،يستولون على اراضينا ،يسرقون ماءنا،ثم يمتهنوننا امتهان العبيد،وينهروننا انتهار الخدم، كانهم يملكون تفويضاً إلهياً باستعبادنا والاستيلاء على مقدرات حياتنا، باستغبائنا تارةً، والاستحفاف بنا تارةً اخرى،يشربون الماء من راس النبع 'ونشربه كدراً وطينا'.لتقريب الصورة اكثر، لابد من تلوينها بالالوان المائية حتى يراها العميان، لذلك ساروي عدة جرائم محفورة بذاكرتي بالازميل لبشاعتها وفداحة ذيولها، ناهيك عن تلك التي لم يتم ازاحة النقاب عن اسرارها الدفينة وما زالت تقبع في الادراج او تلوذ في الزوايا المعتمة.فاذا كانت المحاكم تكتفي بشاهدين، ساتشهد بثلاثة شهود عدول مشهود لهم بالصدقية والوطنية.

*** شهادة الصحفي اللامع،والنقابي الجريء ماجد توبة،حيث يقول في مقالته المؤرخة بتاريخ 19/7/2011 في صحيفة الغد، تحت عنوان 'السطو على المياه ومعركة الصقور': ان متنفذاً في منطقة قريبة من عمان يسطو على مليون متر ماء مكعب سنوياً يروي بها مزارعه،و يملء بركه،والباقي يبيعها بصهاريج للسكان الذين يفترض ان تصلهم هذه المياه عبر انابيب السلطة بالسعر الرسمي.

*** شهادة الدكتور باسل الطويسي،الوطني الاصيل،مدير مركز دراسات التنمية في جامعة الحسين بن طلال يقول في مقالته بجريدة الغد تحت عنوان 'مياه الديسي ومحافظات الجنوب' بتاريخ 23/2/2013 :'على مدى ثلاث سنوات،صمتت الدولة بمؤسساتها التنفيذية والرقابية على واحدة من اكبر جرائم الاعتداءات على الموارد الوطنية المتمثلة في حفنة من الشركات الزراعية على حوض الديسي ما ادى الى خسارة الخزينة اكثر من مليار دينار منها (467) مليون دينار خلال اخر عشر سنوات'.

*** شهادة المفكر الاسلامي،مدير مركز دراسات الامة و الابحاث، الدكتور رحيل غرايبة في مقالته بصحيفة العرب اليوم بتاريخ 30/5/2013 المعنونة بـ 'قصة اغرب من الخيال' :هناك زعيم خليجي يملك ( 102) الف دونم من اراضي الديسي فيها (8) ابار هائلة تعمل على مدار اليوم،ومسطحات خضراء يعيش فيها البط والغزلان والحيوانات البرية.على راس جبل عال شُيّد قصر ضخم يزوره مرة كل ثلاث سنوات ليمارس هواية الصيد.هذه المحمية،مساحتها تعادل قطاع غزة،يحرسها مائة مسلح من بنغلادش ونيبال يمنعون احداً من الاقتراب منها.....!.

*** كما جاء في زاوية 'صنارة' بصحيفة الدستور بتاريخ5/8/2013 ان مستثمرا يقوم بزراعة الثوم في الجنوب،يقوم بتصديره لاسرائيل ،هذا المنتج يحتاج الى كميات كبيرة من الماء.ـ فيما نحن نستورد الثوم من الصين ـ . وعلى ذمة فضائية 'سما الاردن' ان مزارع الثوم تعود الى برلماني عريق. كما جاء على ذات الفضائية:ان سرقة المياه،واستنزاف الابار،وبيع الماء في وادي السير 'البلد' تتواصل بحماية ودعم مباشر من نائب يمثل الدائرة السادسة في العاصمة عمان.

*** هذه عينة قليلة من جرائم كثيرة يقترفها المتنفذون،فيها من البذاءة اكثر من كل البذاءات المسطورة في قواميس الرزالة.اعتداءات لا يمكن تكذيبها حيث اكتسبت صدقيتها لواقعيتها،وجرائم في حق المواطن الاردني لا يقبل بها رب السماء،و لا يرضى بها مخلوق يمشي على قدمين او دابة تدب على اربعة.لذلك يجب ان لا تستمر هذه الاحوال على هذا المنوال،و اصبح واجب الوجوب تصحيحها،نظراً لانعكاساته السيئة بعد ان عطشت جرارنا،وجفت ابارنا،ونشفت حلوقنا لغياب العدالة وهيبة الدولة حتى في تقاسم الماء.

*** المؤلم ان تقف اجهزة الدولة عاجزة امام عصابات متنفذة، تسرق حق الناس بالماء،فيما ينهض سؤال الجائزة الكبرى : هل ينبري حازم الناصر صلاح الدين،ويُشهر سيفه لازالة الاعتداءات الجائرة من قبل المتنفذين،ام انه سيلحس كلامه،مما يستدعي ان نقول له ما قاله الزميل احمد الزعبي على لسان موسى حجازين في مسرحية 'الان فهمتكم': ـ ( من ديسي ان كنت تقدر ان تفعل شيئاً انت وحكومتك ) ـ لان ' عقارب الفساد' التي تربت في حاضنة النظام وامتلكت السلطة والثروة ،لن تتخلى عن سمومها،وستلدغ كل من يهدد مصالحها .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-08-2013 02:15 PM

لا اجد مبرر لهذا الهجوم على الوزير الذي تحدث و بكل صراحة عن هذا الداء الذي يفتك بالبلد يكلف الخزينة ملاين النانير و لا ننسى ان 35% من فاتورة الطاقة تستهلكها قطاع المياة. اتيت انت و من استشهدت بهم بمعلومات و قضايا ملحة ووطنية و لكنك جانبت الصواب بالهجوم على الوزير الوحيد الذي تطرق الى هذة المشكلة. الاولى ان نحث بقية اجهزة الدولة ان تشد على يد الوزير و ينهضو من كراسيهم و يشمر عن ساعدية و يحقق العدالة للوطن.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012