أضف إلى المفضلة
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
السبت , 18 كانون الثاني/يناير 2025


بشار الكيماوي والضربة المرتقبة . . !

بقلم : فريق ركن متقاعد موسى العدوان
01-09-2013 10:50 AM
الضربة العسكرية الأمريكية المرتقبة ضد سوريا ، سواء كانت منفردة أو بالتعاون مع بعض الحلفاء أصبحت مؤكدة الوقوع ، خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة سواء رضينا أم غضبنا . والقصد الآني منها كما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، معاقبة النظام السوري على استخدامه للسلاح الكيماوي ضد شعبه في غوطة دمشق ، والذي أدى إلى مقتل ما يزيد على ألف وأربعمائة شخص من بينهم أطفال ونساء .

العوامل الكيماوية السامّة محرم استعمالها دوليا حتى في الحروب ، وكما جاء في بروتوكول جنيف عام 1925. كما حرّمت اتفاقية عام 1993 الدولية انتاج العوامل الكيماوية أو تخزينها أو استعمالها ، نظرا لارتباطها بالمعاناة الإنسانية التي تسبب العجز عن التنفس والاختناق ثم الموت الأليم .

من المعروف أن سوريا تمتلك مصانع عديدة لإنتاج العوامل الكيماوية ، ولديها أكبر ترسانة كيماوية في منطقة الشرق الأوسط تشمل : غاز الخردل ، غاز الكلور ، غاز السارين ، وغاز الأعصاب . أما وسائل قذفها إلى الأهداف المقصودة فيمكن تنفيذها بواسطة الصواريخ البالستية ، أو قنابل المدافع والهاونات المصممة خصيصا لهذه الغاية ، أو الرش بواسطة الطائرات على ارتفاعات منخفضة فوق اهداف محددة . وجميعها متوفرة لدى النظام السوري .

لقد أثبتت صور الأقمار الصناعية وأجهزة المراقبة والاستخبارات الأمريكية ، بأن العوامل الكيماوية أطلقت من قبل قوات النظام بواسطة صواريخ ( سكود R – 300 )من سبعة مواقع تسيطر عليها القوات المسلحة السورية ، باتجاه منطقة الغوطة في ريف دمشق بتاريخ 21 / 8 / 2013 .

ولذلك فإن تقارير المفتشين الدوليين لن تضيف معلومات جديدة عما هو متوفر لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية .

الرئيس الأمريكي أوباما مصرّ على توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا حماية للمدنيين في المستقبل ودفاعا عن الأمن القومي الأمريكي على المدى البعيد حسب ادعاؤه . وقد تم تحديد الأهداف التي سيجري قصفها بالطائرات وصواريخ توماهوك ، من البوارج الأمريكية الراسية قبالة السواحل السورية في البحر الأبيض المتوسط.
هذه المهمة المحدودة لم تنبثق عن خطة استراتيجية متكاملة تنقذ الشعب السوري من أزمته ، ولم تشمل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ونظام حكمه وهما سبب المعاناة السورية ، بل ستعمل على تقليم أظافرهما فقط دون المساس بمكانتهما في الوضع السوري نفسه .

إنّ هذا العمل يحمل في طياته خطورة كبيرة ويعقد الأزمة السورية بدلا من حلها ، بعد أن مضى عليها أكثر من عامين ونصف وما زالت تزداد اشتعالا ، الأمر الذي استقطب عددا من المنظمات الإرهابية ، التي راحت تقاتل وتتقاتل فيما بينها على الأراضي السورية هذه الأيام .

ومن المتوقع أن يخرج علينا بشار الأسد في اليوم التالي للضربة الأمريكية ليعلن انتصاره على الولايات المتحدة ، طالما أن نظام المقاومة والممانعة الذي يرأسه لا زال قائما ، حتى وإن دُمّرت كل سوريا وقتل نصف شعبها . وبناء عليه فإن النظام سيزداد شراسة ضد شعبه ، وستأخذه العزة بالإثم لتكرار الضربات الكيماوية على المدنيين العزّل طالما أنه ليس معنيا بالعقاب .

المطلوب في هذه الآونة صحوة الضمير العالمي ، وإنهاء هذه المأساة الإنسانية التي يكتوي بنارها الشعب السوري يوميا ، ويقدم خلالها آلاف الضحايا من القتلى والمهجّرين ، إضافة لتدمير بنيته التحتية وحضارته العريقة على أيدي نظام لا يعرف الرحمة ، ودون أمل في وقف جرائمه المتواصلة .

نخاف على سوريا وعلى شعبها العربي الأصيل . . ونتمنى أن لا تقع الضربة العسكرية الأمريكية ضدها . ولكننا في الوقت نفسه نتساءل : أليس من العار أن يقف بعض المكابرين من أبناء جلدتنا إلى جانب نظام يدمّر بلده ويقتل شعبه بأسلحة تقليدية ومحرمة ؟ ألا يستحق ' بشار الكيماوي ' أن يقف صاغرا أمام محكمة لاهاي الدولية لتلقي العقاب على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جهارا نهارا ضد أبناء وطنه المسالمين ؟ أليس من العدل إسقاط هذا النظام الدموي ليحل مكانه نظام ديمقراطي ، يحقق الحرية والكرامة للشعب السوري المكلوم ؟ أم أن مصلحة إسرائيل تتطلب وجوده على رأس الهرم السوري ، والحفاظ على نظامه المتعاطف معها منذ ما يزيد على أربعين عاما ؟

ختاما أدعو الله أن يحمي سوريا أرضا وشعبا ويخلّصها من كل جبار أثيم .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-09-2013 06:35 PM

مع الاسف انت حريق ركن متعامد

2) تعليق بواسطة :
05-09-2013 06:39 PM

الفريق الركن لم يذكر ارهابيي القاعدة والمدعومين من السعودية ذباحي الاطفال والنساء والابرياء

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012