أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أمهات يجدن صعوبة في تدريس أبنائهن المناهج الجديدة

10-09-2013 12:32 PM
كل الاردن -
عاني كثير من الأمهات مع بداية العام الدراسي من مشكلة تدريس الأولاد لساعات طويلة في خضم صعوبة المناهج، او لعدم دراية الأم بها بسبب اختلاف التعليم في زمنها مقارنة بزمن أبنائها، أو لعدم اكمالها التعليم الجامعي.
أم ضياء (33 عاما) أم لاربعة ابناء جميعهم يدرسون الابتدائية وأكبرهم في الصف السادس، تعاني في كل بداية موسم دراسي من صعوبة في تعليم ابنائها خصوصا في ظل انشغال والدهم بالعمل حتى ساعات المساء.
تقول أم ضياء 'أكملت دراستي حتى حصولي على الدبلوم، لم أشعر بمشكلة تواجهني الا ببداية دخول أبنائي المدرسة، ولم استطع احيانا فهم الكثير من المسائل والكتب حتى العربية منها وما زلت اعاني من صعوبة في تدريس الابناء'.
تحاول ام ضياء احيانا أن تضع المسؤولية على المدرسة بالوقت الذي تشعر فيه احيانا باحراج في إخبار الابناء انها لا 'تفهم درسا' ما في مادة معينة.
تعتقد ام ضياء ان مشكلتها تكمن في اختلاف التعليم بوقتها، وهي حين تسأل الامهات تجد انهن يعانين من نفس المعضلة والتي يحاول البعض منهن تخطيها بمساعدة الأقارب.
ومثلها أم علي (40 عاما) الام لثلاثة ابناء اكبرهم في الصف العاشر وأصغرهم بالصف الثالث الابتدائي؛ فهي تعاني ايضا صعوبة في تدريس ابنائها المواد في المناهج المتغيرة كما تقول.
وتضيف ام علي انها تستعين غالبا بجهود ابنها الكبير ليقوم بتدريس اخوته الصغار الا انه لا يجد الوقت الكافي لتدريسهم جميع المواد، لذا تقوم احيانا بتدريسهم على مسؤوليتها.
وتشعر ام علي أن بعض المواد صعبة عليها لكونها حين تزوجت لم تكمل دراستها، مشيرة الى أنها تجد صعوبة في مواد العلوم والرياضيات والإنجليزي.
سوء الأوضاع المادية، وعدم القدرة على الاستعانة بمدرسين خصوصيين، جعل أم علي مثلها مثل كثير من الامهات تحاول متابعة الابناء وحثهم على الاستعانة بزملائهم بالمدرسة من المتفوقين أو الاستفادة من وقت الفراغ بسؤال المعلم.
ويشير استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور حسين الخزاعي، الى أن نسبة تعليم الامهات بالاردن تبلغ حوالي (39 %) فما فوق حاصلات على درجة بكالوريوس واعلى وهو شيء متميز للامهات لفهم مناهج ابنائهن بالصفوف الاساسية على الأقل. على الأم أن تأخذ دور المتابع والمرافق والموجّه للابن حتى لو كانت ثقافتها ضئيلة.
ويبيّن أهمية أن تطلب الام من الابناء أن يقدموا لها شرحا ومعلومات عن المواد العلمية على شكل قصة أو من خلال قراءة مناهج الأبناء في وقت استراحة الأبناء من الدراسة أو تستعين بصديقة او اخت أو أخ'.
ويبيّن الخزاعي أن نسبة (60 %) يحملن شهادة ثانوية ومتوسطة (دبلوم) وما دون، ويستطعن اذا ما كانت لديهن معاناة في فهم مناهج الكتب المدرسية للابناء استخدام وسائل التعليم الذاتي من خلال قراءة الكتب والمناهج والاستفادة منها، اضافة الى أهمية اشعار الابناء بالمتابعة والتحصيل العلمي واهمية الشهادة.
بالمقابل تقول رائدة محمد (36 عاما) وهي أم لاربعة أبناء 'لم أواجه أي مشاكل في تدريس البنات، ولكن اختلف الأمر مع ابني الصغير، فهو اتكالي بطبعه وبطيء جداً في الدراسة، مما يجعلني ألازمه دائماً لمتابعة دروسه، خصوصا أنه يجدني لا استطيع ايصال المغزى له ودائما يحمّلني مسؤولية أنّني لا أفهم المواد'.‏
وتعتبر رائدة انها لم تكن تشعر بمشكلة اثناء تدريس الفتيات لانهن متفوقات، اضافة إلى أن المناهج كانت اسهل عليها، الا انها حاليا تعاني مع ابنها في المدرسة لكون المناهج متغيرة باستمرار وبالفعل بحاجة الى وقت وفهم قبل تدريس الابناء'.
في ذات الصدد تقول المعلمة بتول محمد التي تعمل مدرسة بالصفوف الاساسية، إن المشكلة التي تعاني منها الامهات ليست بالمناهج، وغيرها بل تكمن في قلة التواصل في متابعة الأبناء.
وتشير بتول (27 عاما) انه وخلال تجربتها بالتدريس راقبت أكثر من طالب تحسن مستواه بسبب متابعة آلام له مع المدرسة، والزيارة المتكررة للمدرسة لمعرفة كيفية تدريس المعلم او المعلمة، رغم انهن لم يصلن لمراحل متقدمة من العلم.
اختصاصي العلاقات الاسرية الدكتور فتحي طعامنة يؤكد أن موضوع تدريس الام لأبنائها شائك وحساس، خصوصا وأن الابناء بحاجة الى متابعة دائمة.
النقطة الأولى التي يجب ان تسألها أي أم لنفسها قبيل تدريس ابنائها عن مستوى تعليمها وثقافتها، وهل هي مؤهلة بالفعل لتدريس الاولاد وتستطيع أن تفهم المناهج بشكل جيد ليكون التأسيس سليما.
ويضيف طعامنة أن كثيرا من الامهات ثقافتهن بسيطة، ومنهن من هي موظفة ومنشغلة بعبء العمل، وبالتالي حتى لو كانت متعلمة الا انها تعاني بتخصيص وقت لتدريس ابنائها.
وينصح طعامنة كي لا تحدث فجوة فيما يتعلمه الطالب في البيت او المدرسة، يجب على الأم التي ترى ضعفا في فهمها مواد معينة او طرق تدريس الابن وأن تلجأ الى تكرار زيارتها للمدرسة لتستفيد من مدرّس المادة أو المعلمة بحيثيات طرق التدريس والمتابعة.
وتستطيع الأم من خلال المتابعة بالمدرسة والزيارة المستمرة التي تعقدها مختلف المدارس اما اسبوعيا أو شهريا، وإن كانت تشتكي من ضعف فهم المناهج، فإنها ستستطيع متابعة الابن وتوجيهه بالاستفادة من نصائح المعلم.
ويضيف طعامنة، تستطيع المرأة عاملة أو غيرها أن تستغل الوقت المناسب بتنظيم اولوياتها في تدريس الابناء خلال ساعة أو ساعتين على الاقل.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012