أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مجلس التعاون الخليجي... واستجداء ضرب سوريا...!

بقلم : مصطفى قطبي
11-09-2013 10:58 AM

في زمن ولت فيه منظومة القطب الواحد، تعربد أشباه الدول وأشباحها على التاريخ بمحاولات تزويره وهي لم تكن يوماً قط منابر للحقيقة بل أدوات للتآمر تستخدم واشنطن من يومها أقاليمها قواعد عسكرية وحكامها أدوات لإذكاء الحقد وإشعال الحروب ووسيلة لبناء حرب نفسية تخدم إيديولوجيتها المسيطرة عالمياً.
وما رأيناه في اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد السبت الماضي، ما يطلق عليهم وزراء وهم بالأصح أجراء ليس له أي تفسير سوى أنهم قد سيقوا إلى هذا الاجتماع، بأوامر الأسياد، وليس لديهم أي بقية من وجدان سياسي عربي إسلامي تسمح لهم بأن يفرقوا بين خدمة الحرية لجماهير سورية، أو تدمير الدولة السورية، وتسليمها مدمرة للصهيونية.‏
فقد طالب مجلس التعاون الخليجي، المجتمع الدولي بـ''تدخل فوري'' في سورية بهدف ''إنقاذ'' الشعب السوري من ''بطش'' النظام، بحسب مزاعمه. وادعى الأمين العام لمجلس التعاون، ''عبد اللطيف الزياني'' أن ''الأوضاع الإنسانية المأساوية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق في الداخل والخارج، وما يتعرض له من إبادة جماعية وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، تحتم على المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذ الشعب السوري الشقيق من بطش النظام ووضع نهاية لمعاناته ومأساته المؤلمة''.
وأضاف الزياني أن ''النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية لما يجري في سورية، لرفضه كل المبادرات العربية وغير العربية لتسوية هذه الأزمة، واستمراره في ممارسة كل أساليب القتل والتدمير، بما فيها استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً التي راح ضحيتها مئات من المدنيين الأبرياء''. وأكد أن ''دول مجلس التعاون تؤيد الإجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام عن ارتكاب هذه الممارسات اللاإنسانية''!
فقد كشف المستعربون في مخيمات النفط من مرتهني الإرادات والعاملين حرسا على آبار غاز الغرب عن نواياهم وأدوارهم الحقيقية فيما خططه وأعده أسيادهم على ضفتي الأطلسي. وحقيقة بيان مجلس شيوخ النفط والغاز تقول في عنوانها طلب التدخل الأجنبي وفي مضمونها دعوة مبطنة لطائرات الناتو إن امتلكت القدرة وتوفرت الظروف لأن تدك المدن السورية وتقصف شعبها قنابل الديمقراطية الفوسفورية والحرية الذكية التي نعم بشدة قتلها ملايين الضحايا في غير أرض عربية ودولية.
ومما لا شك فيه أن سورية تتمتع بأهمية كبيرة في المنطقة، وقد أشار ''باتريك سيل'' في كتابه الذائع الصيت بعنوان ''الصراع على سورية'' إلى العلاقة بين الأوضاع الداخلية في سورية والصراع على النفوذ في المنطقة، وهذه العلاقة لا تزال قابلة للاختبار في ظل التطورات الحالية، فرغم البعد الجغرافي لسورية عن دول الخليج العربي الست، فإنها منذ استقلال هذه الدول تؤثر في أمنها.
فمن ناحية، تتمتع سورية بأهمية لدول الخليج لكونها مصدراً لحجم مهم من قوة اليد العاملة هناك، ومن ناحية أخرى فإنها وقفت ضد احتلال العراق للكويت وشاركت في تحريره، وكانت طرفاً أساسياً فيما يعرف بإعلان دمشق الذي أسس آنذاك ليكون نواة لإطار أمني عربي يمكن أن يحمي دول الخليج من أي خطر خارجي، بدلاً من طلب التدخل الأجنبي، إلا أن دول الخليج عادت وتنكرت لذلك الإعلان وألغته من جانب واحد، بناء على ضغوط أميركية وغربية لتظل هناك فرصة لأميركا وحلفائها للتدخل في المنطقة وخلق بؤر التوتر فيها حسب الحاجة، وتبع ذلك كما هو معروف، إقامة عدة قواعد أميركية وغربية في دول خليجية، إضافة لاتفاقات عسكرية معلنة أو غير معلنة، ومناورات سنوية مشتركة، وصفقات تسليح هائلة تحت ستار الخوف من الخطر الإيراني المزعوم.
ومن ناحية أخرى اكتسبت منطقة المشرق أهمية كبيرة لدول الخليج التي تخاف مما تسميه تمدد النفوذ الإيراني فيها على حد زعمها، ولاسيما أن أميركا وحلفاءها من العواصم الغربية وإسرائيل تحاول جاهدة استبدال الصراع العربي الصهيوني بصراع عربي إيراني. ومن هنا جاءت بدعة ما يسمى ''الهلال الشيعي''، فمن شأن هذه البدعة خلق صراع شيعي سني في المنطقة يخدم مصالح أميركا وإسرائيل. كما أن إسقاط النظام في دمشق سيمكن السعودية والبحرين من القضاء نهائياً على المعارضة الشعبية فيهما، من منطلق أنه لم يبق أي نظام عربي يساند المقاومة والمعارضة الشعبية الحقيقية في المنطقة ولو معنوياً وإعلامياً على الأقل.
لقد تحولت بلدان مجلس التعاون ـ تحديداً ـ إلى غرف عمليات كبرى للتحركات العسكرية والاستخباراتية الأميركية والأوروبية والإسرائيلية كما جند مسؤولو هذه الدول ومعهم جمهرة من وعاظ السلاطين، أنفسهم لخدمة الحرب الاستعمارية المعلنة على سورية بإسم نشر الديمقراطية والحرية، الشيء الذي يدعو إلى الاستنكار الشديد، باعتبار أن هذه المشيخات والإمارات هي آخر من يحق له التحدث في هذا المضمار، نظراً لسجلاتها الحافلة بانتهاك حقوق الانسان وترسيخ الطائفية وقمع المطالب العادلة لشعوبها ولاسيما في البحرين والسعودية، فضلاً عن تحويل أراضيها ومياهها وأجوائها أماكن مباحة وخاضعة كلياً لصولات وجولات جيوش الولايات المتحدة والناتو والعدو الصهيوني.‏
المشكلة أن أصحاب العباءات القذرة، وللأسف، ينسون تاريخهم العربي ورسالة أمتهم الخالدة ويحاولون تدنيسه، بتسليمهم مفاتيح أوطانهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، كما سلّم (ابن العلقمي) مفاتيح بغداد إلى هولاكو عندما احتل بغداد عاصمة الرشيد، فأحرق كتبها وسبى نساءها ودمر مبانيها دون أن يهب أحد لإنقاذها من محنتها ويخلصها من مجزرة هولاكو.
ودور ''بندر بوش'' ومعه عرب الجنسية يعيد نفسه، فبعد أن شاركوا في الغزو الأمريكي للعراق واحتلال أراضيه، حين انطلقت الطائرات من قواعدهم في السعودية وقطر لتقصف بغداد والمدن العراقية ـ بالمناسبة قال الطيارون الذين وقعوا في الأسر من الأمراء السعوديين والقطريين والكويتيين والبحرينيين وغيرهم ممن شاركوا الأمريكان والصهاينة تدمير العراق، رداً على السؤال: أليس العراقيون أشقاء لكم...؟ قالوا بالحرف الواحد ''إنها أوامر أمريكية أطلسية''! ـ
وهاهم يشاركون في الحرب على سورية التي عاش في ربوعها الملك البابلي ''نبوخذ نصر''، وسكنها الخليفة هارون الرشيد، وهو يقوم بتهيئة جيشه العربي لصد هجوم الروم الذين أرادوا غزو بلاد الشام مروراً بالعراق وبلاد الشرق، لكن سورية ليس وحدها في المعركة، فالشعب العربي يعرف أهداف المؤامرة الشرسة ومن يديرها، من أجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي هدفه إذلال الشعب العربي وسلب حريته وهويته وقيمه وعاداته وتقاليده، أما هؤلاء الذين يسيرون في ركاب أمريكا والصهيونية، فإن مصير ''هملن'' يكون أفضل من مصير من خانوا أوطانهم عبر التاريخ.
ومن المعروف أن دول الخليج لا همّ لها إلا المحافظة على الأوضاع فيها كما هي، إذ إنها تتخوف من أي تأثيرات على أوضاعها الداخلية، وبخاصة أن هناك تململاً شعبياً في أكثر من دولة من هذه الدول بسبب سياسات إفقار المواطن وتضليله وقمعه وإرضائه بالشيء القليل، مقابل استمرار عمليات النهب للثروات لمصلحة الملوك والأمراء وأولادهم وذويهم، هذا إلى جانب كمّ الأفواه وقمع أي تحرك أو صوت في المهد. من جهة أخرى، فإن هذه الدول تخشى من انتقال أي حراك شعبي في الوطن العربي إليها، فمثلاً عندما بدأ حراك شعبي في البحرين، سارع مجلس التعاون الخليجي إلى إرسال قوات ما يسمى ''درع الجزيرة'' إلى هناك، وهي قوات سعودية أرسلت لحماية النظام وإسكات صوت المعارضة الشعبية هناك التي تطالب بحقوق الشعب ولو في حدودها الدنيا. وعندما بدأت الأحداث في اليمن، خشيت دول الخليج وفي مقدمتها السعودية أن تنتقل هذه الأحداث إليها، أو أن يكون لها تأثير على الأوضاع الداخلية في المملكة، فسارعت السعودية إلى طرح مبادرة سمتها الانتقال السلمي للسلطة انتهت بتنحي الرئيس ''علي عبد الله صالح'' وتولي نائبه للحكم، لأنه على ما يبدو أكثر تجاوباً مع السعودية وقطر ومع واشنطن.
بطبيعة الحال، تقع سياسات دول الخليج تجاه الأحداث الدائرة في سورية منذ أكثر من عامين ونصف، ضمن سياساتها المعهودة والمعروفة والقائمة على أساس حماية أنظمتها بالدرجة الأولى، وصرف الأنظار عما يجري داخل بعض دولها من تحركات شعبية مثل البحرين والسعودية، هذا إلى جانب إضعاف دور سورية الداعم للمقاومة العربية في فلسطين ولبنان، ومحاولات إضعاف الدور الإيراني الداعم لمحور المقاومة والممانعة في وجه المشروع الأميركي الصهيوني الرامي إلى الهيمنة عليها، وإدخال إسرائيل في نسيجها كقوةٍ قائدةٍ ومسيطرة على الأوضاع في الشرق الأوسط بأسره.
وإذا كان هذا السقوط في الوجدان السياسي العربي لا يدهش القادة، والعارفين الذين يرون دوماً ما وراء الظاهر ويتوقعون من أمثال هؤلاء الذين يقودهم ''بندر يوش'' فإن المدهش هو بكيفية تربية الأجيال العربية، وعلى أي تاريخ!
أنربي هؤلاء على كيفية تسليم الوطن؟ أم نربيهم على تاريخ من خانوا العروبة، والإسلام منذ بداية مشروع النهضة العربية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر وحتى اليوم؟!
أنربيهم على تاريخ من استقدم القواعد الأميركية لكي تحمي إسرائيل وهي تحميه بآن معاً ليكون أمن إسرائيل من أمنه، والعكس، فهما إذن في مشروع واحد له صاحب واحد؟!‏
أنربيهم على تاريخ من عمل مع إسرائيل والغرب والمتصهين على تدمير آخر قلعة مقاومة للعرب في الراهن المعاش من الزمن العربي؟!
لقد نجح الغرب المتصهين خلال العقود الماضية بحماية كيان الإرهاب إسرائيل، ونجح أيضاً بتشكيل نظم حكم رخيصة في إمارات ودويلات الخليج، ونجح في جعلها تقوم بدورها الوظيفي طوال العقود الماضية لجهة شرعنة وجود إسرائيل وحمايتها وحرف الصراع معها باتجاهات أخرى، غير أنه لن ينجح في كسر إرادة العرب والمسلمين على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي، وسيعترف بعجزه مهما حاول، ومهما بلغت إساءاته المتعمدة وممارساته الفاجرة.‏
وضمن التوجهات لدول الخليج والتي تنسجم مع التوجهات والإستراتيجيات الأميركية والغربية، جاءت سياسات وممارسات هذه الدول لإضعاف النظام في سورية وإسقاطه وقد تجسد الجانب العملي منها في محورين أساسيين متكاملين يسيران بالتوازي، الأول يعمل لإسقاط النظام السوري بسرعة، من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري لمجموعات إرهابية مسلحة بما فيها تنظيم القاعدة، بالتعاون مع دول إقليمية لها طموحات إمبراطورية مثل تركيا.
أما المحور الثاني فهو تحركات الجماعات السلفية والوهابية في دول الخليج والتي تعتمد على إذكاء نار مقولة الصراع السني ـ الشيعي في المنطقة ومن مظاهره ونشاطاته المشبوهة:
ـ تزايد نشاط الجماعات السلفية في شمال لبنان والمدعومة من السعودية من أجل ممارسة الضغوط على لبنان للانخراط في المعسكر الخليجي المعادي لسورية، ومن أجل الضغط على حزب الله اللبناني الذي يتهمه السلفيون ومن وراءهم بدعم سورية.
ـ تنظيم العديد من الجمعيات الخيرية السلفية والوهابية والإخوانية في السعودية وقطر والكويت والبحرين، لجمع الأموال والتبرعات للمجموعات المسلحة وللمعارضة السورية في الداخل والخارج، إلى جانب حملات الدعوة إلى الجهاد في سورية.
ـ تنظيم عملية نقل المسلحين إلى سورية لمساندة ما يسمى الجيش الحر والمجموعات المسلحة الأخرى وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية، التي ترتكب عناصرها أبشع أنواع جرائم القتل والدمار في سورية.
ولابد من الإعتراف، أن ما تمارسه الأنظمة الخليجية هي حالة عداء داخلي لمجتمعها الذي أصبحت غريبة عنه وحالة استعداء للأمة العربية لأن مصالحها وانتماءاتها أصبحت تتناقض مع مصالح الأمة وبالتالي لم تعد حالة عداء وإنما استعداء أي طلب جلب الأجنبي لإفراغ حقدها وشرورها كونها عاجزة عن القيام به بمفردها فيصبح استقواء بالأجنبي هدفها تنفيذ ما يريد وهذا حال الخليج العربي الذي لم يعد يبقى منه سوى الاسم.
وما يدمي القلب، أن فلسطين لم تعد ومصيرها في حساب أحد، ولا الوحدة العربية وضروراتها التاريخية في برنامج دول مجلس التعاون الخليجي، ولا العدل الاجتماعي وأولويته على جدول أعمالهم، فقط الديمقراطية وبلسمها السحري صارت بوابة الخلاص لهؤلاء الحكام العرب الذين أعمى عيونهم الغبار.
‏‏تسألهم عن فلسطين ومصيرها، فينشدون على مسمعك نشيد السلام، وينبهون ذاكرتك كي تفيق على كامب ديفيد، ووادي عربة وأوسلو، ويقترحون عليك حلاً ديمقراطياً سلمياً، فالأمريكيون لقنوهم أن الديمقراطيات لا تحارب.
وتسألهم عن الوحدة العربية، وضرورتها التاريخية فيسخرون من عروبتك ويستحضرون كل ثقافتهم التقسيمية ليقنعوك بأن عصر القوميات قد ولى، وأن الروابط التي استجدت بين مجتمع وآخر هي غيرها التي أرضعنا ''ساطع الحصري'' حليبها، فنحن في زمن التكتلات والمجموعات الاقتصادية، لا في زمن الوحدات القومية الدراسية التي سقطت عند أول امتحان.
وتسألهم عن العدل الاجتماعي الذي غاب عن جدول أعمالهم، فيحدثونك عن اقتصاد السوق والمذهب الرأسمالي الذي يمسك بمفاصل الاقتصاد العالمي من غرفة عمليات تشرف عليها وتديرها الشركات الخمس متعددة الجنسيات من أبراجها العالية في واشنطن ونيويورك!‏‏
والشاذ في الموضوع، لم يعد حكام ومشايخ الخليج يجدون أي حرج في الإفصاح عن علاقاتهم المشبوهة بالكيان الإسرائيلي، وباتوا يتفاخرون بانضوائهم تحت عباءته العنصرية التي ادخروها طويلاً لحمايتهم من غضب شعوبهم، وإطالة أمد بقائهم في السلطة، حتى لو أدى ذلك إلى الاستعانة بالعصابات الصهيونية صاحبة الباع الطويل في الإجرام والقتل، كي تقمع وتقتل كل من يعارض سياساتهم واستئثارهم بثروات بلادهم التي استباحوا أهلها وأرضها لتبقى ملكا لهم ولأولادهم دون سواهم.‏
نعم هكذا صار المشهد الخليجي الراهن، فالرأس هناك في واشنطن وباريس وأنقرة والذيل بجوار المقدسات الإسلامية والمسيحية وفي استطالات كالبؤر الشاذة. والذيول العربية هذه ليست ملحدة كافرة فحسب بل هي الإلحاد والكفر بذاته ونحن لا نجد إنساناً ملحداً ولكننا اليوم نعثر على مشيخات وإمارات وممالك بنيت في أصل الإلحاد وتوطدت فيه واستمتعت بمواهبها عبر دوائره فصار قتل الشقيق وظيفة دائمة لهؤلاء الحكام وأتقن هؤلاء الدهاقنة المقنعون بالعباءات وبالعقال دون العقول فن إنتاج الجريمة بطابقيها المادي والمعنوي وفي اللغتين الإنجليزية والعربية وتنفس الغرب والصهيونية معاً الصعداء فها هم يقعون على كنز لا يقدر بثمن.‏
يظن حكام وأمراء النفط أن تبعيتهم العمياء لإسرائيل والغرب، وتنافسهم ليكونوا الوكلاء الحصريين لتنفيذ المشاريع الصهيونية في المنطقة سيمنع عنهم السقوط في شر أعمالهم، ولا يدركون أن مصيرهم سيكون شديد السواد بمجرد انتهاء الدور المناط بهم، والمستغرب أن بعضهم وصل إلى درجة من الغباء والانقياد لأن يضع نفط بلاده تحت رحمة إدارة الإسرائيليين، ولم يفكروا للحظة واحدة، ماذا سيحل بهم عندما تنفد ثروات بلادهم، وهم لم يؤسسوا لأجيالهم القادمة بعد، أي مستقبل يقيهم شر الاعتماد على الغير كأسلافهم.‏
وبناء عليه فإن ملايين من إخوتنا في الخليج العربي يعيشون الخصاصة شأنهم في ذلك شأن مواطني بقية الدول العربية وليس لهم أي امتياز في الحياة في ظل أنظمة حكم فاسدة تستأثر بالأموال العربية وحدها بل توظفها لإذلال الشعب الخليجي، وتذهب معظم الاستثمارات للغرب الذي يقف الى جانب الصهاينة، وبالتالي تصبح الثورة مطلباً للحياة الحرة الكريمة وتحقيقاً للديمقراطية والعدالة وحماية للثروات العربية من النهب حيث لابد من توظيفها لفائدة هذه الأمة حتى تعود عليها رخاء وتنمية وعزاً وسؤدداً.
واذا كان خليج الغدر والفجور يلعب الأدوار التدميرية للأمة من الداخل اليوم، فإن التاريخ الذي عرف أبي لهب لن ينس هؤلاء المتآمرون وسيضعهم حيث يليق بهم، وأن اليوم الذي سيشهد طي صفحتهم مرة واحدة والى الأبد غير بعيد، وهيهات هيهات أن تبقى الجيف المتعفنة داخل عباءات الزيف بعد محاولات تصدير كفرها إلى سورية الحضارة... والتاريخ... والأبجدية الأولى.
ومن الطبيعي طالما أن السوريين قد ثبت لديهم بالدليل الملموس أن المسألة ـ بأساسها ـ ليست أكذوبة الكيماوي أو الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان، المسألة هي تدمير الدولة السورية لكي تتجزأ سورية إلى العديد من الدويلات التابعة الصغيرة، ويتم بيع هذه الكانتونات لإسرائيل حتى تعيش في كنف السادة الصهاينة، فالدولة السورية قد ملكت من الشعب الواسع، والقوة الوطنية الرادعة ما يجعل الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين والأراضي العربية المحتلة قريبة التحرير، وما يجعل إسرائيل حقيقة كياناً على قيد الزوال.
إنها سورية... وسورية مع عرب أو بلا عرب ستبقى سورية العزة والكرامة والشموخ والمقاومة... وستبقى تلك القلعة التي تحرج أنظمة الذل والمساومة والتفاوض دون أن تنحرج...

فالشعب السوري وبعد أكثر من عامين ونصف من عمر الأزمة بعث برسالة إلى العالم أجمع، مفادها أنه استبدل الخوف على الحياة، بالخوف على حياة بلا وطن، وأن الموت حق والشهادة عبادة، وبالتالي فإن ما تقوم به عربان الخليج، الذين يسخرون ثروات بلدانهم لنسف استقرار الشعب السوري، لن تثني السوريين عن حبهم لوطنهم، وإصرارهم على مواجهة التحديات، وإفشال خطط المتآمرين والحاقدين، والانتصار على الغزاة الجدد وأدواتهم الرخيصة من مشايخ وأمراء الخليج.‏

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-09-2013 11:12 AM

السعودية صاحبة فكرة استخدام الكيماوي من قبل الارهابيين فهي من امدتهم بالمواد وطريقة التصنيع وفي الحقيقة هذه تعليمات بندر بن بوش الكيماوي عميل الcia .
فبعد صمود الدولة السورية والجيش العربي السوري لمدة 30 شهرا في وجه كل هذه الجماعات المتطرفة القذرة المدعومة سعوديا وقطريا وغربيا ومن تركياوهؤلاء جميعا لم يستطيعوا ان يسقطوا الدولة
السورية المطلوب امريكيا لتمرير مشروع امريكا المعروف بالشرق الاوسط الجديد المبني على تمزيق الدول العربية واحدة تلو الاخرى ابتداءا من العراق الى السودان الى الصومال وليبيا ومصر وسوريا ولبنان لتسود اسرائيل وتعربد في اجواء العرب باستثناء دول مجلس التآمر الخليجي لان حكام الخليج هم ادوات المشروع .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012