أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لماذا يقوم العالَم بخذلان الشعب السوري؟

بقلم : محمد سلمان القضاة
16-09-2013 10:11 AM


تشير بعض تحليلات الكتاب والمفكرين في الصحف الأميركية والبريطانية إلى أن المجتمع الدولي -ممثلا في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص- يعمل من حيث يدري أو لا يدري على خذلان الشعب السوري الثائر ضد قمع واستبداد الطاغية الأسد، كما تشير التسريبات الاستخبارية الغربية والإسرائيلية على حد سواء إلى أن هناك من بين أعداء الثورة الشعبية السورية الباسلة ومن بين بعض من يزعمون أنهم من أصدقاء الشعب السوري من يريد للحرب الأهلية الدامية والمستعرة في سوريا منذ أكثر من عامين أن تستمر إلى ما لا نهاية.

كما يشكك محللون غربيون بجدوى الدبلوماسية برمتها في إيجاد حل للأزمة السورية المتفاقمة، وذلك لأن الدبلوماسية لا تجدي نفعا مع طاغية من مثل الأسد، ولا يمكنها السيطرة على آلاف الأطنان من مخزونات الأسلحة الكيمياوية والغازات السامة التي لدى نظام الطاغية السوري وتدميرها، كما أنهم يصفون هذه الدبلوماسية الأميركية الروسية بشأن الأزمة السورية بأنها دبلوماسية خدَّاعة، بل ويذهب بعضهم إلى القول إن ما أدلى به وزير الخارجية الأميركي جون كيري في تصريحاته العلنية غير موجود في نص الاتفاق بين واشنطن وموسكو لنزع كيماوي الطاغية السوري.


ويضيف المحللون أن معاناة الشعب السوري سبتقى متواصلة ومستمرة، وخاصة أن وراء المآسي السورية طاغية لا يرحم، وأن هذا الطاغية السوري لن يتخلى عن أسلحة الدمار الشامل التي لديه سوى عن طريق القوة، أو عن طريق قرار نافذ من مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع، والذي يجيز استخدام القوة.

كما تشي التحليلات الغربية -والبريطانية منها على وجه الخصوص- بأن في الولايات المتحدة لوبي إسرائيل متمكن ومتنفذ، وهو يعارض الرئيس الأميركي باراك أوباما في توجيه أي ضربة عسكرية ساحقة لنظام الطاغية السوري، أو تزويد الثوار السوريين بأسلحة متطورة ونوعية وثقيلة أو مضادة للطيران أو فرض حظر جوي أو إقامة مناطق عازلة، وذلك ليس حبا بالطاغية الأسد، ولا كرها بالثوار السوريين، ولكن رغبة في بقاء الطرفين المتخاصمين في سوريا يتقاتلان حتى يهلكا نفسيهما بنفس اللحظة.

وأما أوباما، فقد صار يُشار إليه بأنه قائد ضعيف ومفلس وأنه يتعرض للإزدراء والإذلال من جانب الدب الروسي ممثلا بالرئيس فلاديمير بوتين، والذي بدأ نجمه يتألق على المسرح العالمي على حساب ضعف شخصية الرئيس الأميركي الحالي.

ولعل من أشد المفارقات في التاريخ ما يتمثل في ستمرار قيام كل من روسيا وإيران بتزويد نظام الطاغية السوري بأحدث أنواع الأسلحة المتطورة والفتاكة على مدار الساعة، وقيام كل من زعيم حزب الشيطان وإيران والمالكي بتزويد النظام السوري البائد بالمرتزقة والشبيحة، وفي المقابل لا يفعل العرب أو أصدقاء الشعب السوري الكثير لمد يد العون إلى ثوار الشعب السوري الأعزل الثائرين ضد القمع والاستبداد، والذين لا يريدون رجالا أو مقاتلين، بقدر ما يريدون سلاحا، سلاحا يكون متطورا ونوعيا وقادرا على إسقاط الطائرات ومروحيات الطاغية السوري التي تحمل قنابل الغازات السامة وبراميل المتفجرات المميتة لإسقاطها فوق رؤوس الأطفال والمدنيين في المدن والبلدات السورية.

بقي القول: هل بعض العرب فعلا يا ترى يشترك مع الغرب والعالم في خذلان الشعب السوري؟ بل وفي التفرج على المشاهد المروعة لأطفال سوريا وهم يختنقون ويتلوُّن ويتألمون جراء غازات الطاغية السوري السامة؟ كما نشد على أيدي بعض القادة العرب والمسلمين الذين يبذلون قصارى جهودهم لإنقاذ الشعب السوري، فجزاهم الله خيرا، وفي ميزان حسناتهم، وسيكتب التاريخ خطاهم النبيلة لإنقاذ أطفال سوريا وحرائرها بأحرف من نور.


إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmail.com
رابط صورة كاتب المقال الشخصية:
http://store2.up-00.com/Sep12/JOc89873.jpg

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-09-2013 03:23 PM

العملاء والرجعيين والمتخلفين وحدهم الذين خذلوا بسبب ان الولايات المتحدة احجمت عن ضرب سوريا وقتل وتشريد المزيد من ابناء الشعب السوري ،وحدهم عربان النفط واذنابهم وفرنسا واسرائيل قد خاب املهم من عدم تكملة ما بدأه المرتزقة الممولين خليجيا واسرائيليا
وحدهم ازلام بندر وماكين وجراهام اكبر داعمين للكيان الصهيوني بالاضافة الى فؤاد السنيورة وسعد الحريري وجعجع من خاب املهم وخذلوا لعدم حدوث الضربة
طبعا بالاضافة الى الكاتب المقيم في قطر.

2) تعليق بواسطة :
16-09-2013 03:32 PM

سورية مسرح لعمليات لا إنسانية تتكشف تباعاً.. صحيفة "التايم" الأميركية تنشر مشاهدات لمراسلها عن عملية ذبح جندي سوري نفذتها عناصر من تنظيم القاعدة في حلب.

مراسل التايمز حضر عملية ذبح الجندي السوري في إحدى قرى حلب
".. هذا عمل وحشي لم نره منذ العصور الوسطى".. بتلك الكلمات وصف الصحافي الأميركي باتريك ويتي مشاهدته لعملية ذبح جندي سوري نفذتها عناصر القاعدة في حلب وتحديداً في ساحة قرية كفرغان.

الصحافي الأميركي وصف مشاهدته العملية بدقة قائلاً "هو جندي خائف ومتوتر صغير السن يجثو على ركبتيه جبراً، يافع لم يرى من الحياة شيئاً بعد، يذبح بكل برادة دم، والأغرب أنهم كانوا سعداء للغاية بهذا العمل".

الصحافي الأميركي ويتي أكد في مقاله أنه يحاول نسف ما رأى من خاليه كي لا يتذكره مجدداً، معرباً عن أنه كإنسان لم يكن يود أن يرى ما رأى، لكنه كصحفي لديه مسؤولية وكاميرا.

مراسل "التايم" شاهدٌ آخر على جرائم فاقت الخيال.. عنق سوري يقطع على مرأى ومسمع من العالم كله، كغيره من أبناء جلدته الذين أصابهم الموت قصفاً وقنصاً.. جنون وصفه مراسل "التايم" بحرب أهلية تزداد وحشية والأخطر أنه في الكثير من الأحيان يكون ذات طبيعة طائفية.

3) تعليق بواسطة :
17-09-2013 08:50 AM

ما ظل في الخم ...غير شويه عيال ,يا راجل مش الجماهير العربية كشفتكم متلبسين في سرقة المستقبل ,مش مصر رجعت عربية الوجه واليد واللسان مش بديع ورجالته في السجن .. بعد ان فيشوا الهوامش وكمشهم الجيش المصري العظيم , مش قطر رجعت الى حجمها الطبيعي مش القرضاوي زبطوه يتلصص على الجيران كلهم ..يا راجل مشكلة القرضاوي انه جهنم فيها قطر لكن الجنة فيها سوريا!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012