أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مخطط التدمير

بقلم : هيثم شعواطة
22-09-2013 09:25 AM
التدمير الممنهج الذي يقوم به عبدالله النسور للنسيج المجتمعي الأردني ستظهر نتائجه بعد سنوات من رحيل النسور . وهذا التدمير الحاصل الآن سيكون حجر عثرة أمام أي إصلاح مستقبلي. وأي حكومة ستأتي بعد حكومة النسور ستجد نفسها محاصرة بسياسات الحكومة الحالية وسوف نحتاج سنوات لإصلاح ما افسد خلال عمر هذه الحكومة.
ما يزيد من خطورة قرارات الحكومة النسورية هو تأثيرها المباشر على الحالة الاجتماعية للشعب الأردني. وهذه القرارات بدأت بالتأثير على القيم والعادات لشعب محافظ اجتماعيا ودينيا مما ينبئ ان الخطر القادم اعظم وان السنوات القليلة القادمة ستأتي بنسيج اجتماعي ممزق ومنخور العظم .
الكثير من رجال الدولة ورؤساء الوزارة رفضوا ان يقوموا بما يقوم به عبدالله النسور حاليا. وهذا الرفض كان إما لأنهم كانوا يدركون نخاطر هذه السياسة الاقتصادي على المجتمع الأردني او لانهم ليس عندهم الرغبة بتحمل اتخاذ هكذا قرارات. يبدو الأمر وكأن خطة كانت قد أعدت أو مؤامرة على الشعب كانت قد بيتت للمجيء برئيس وزراء يقبل كل ما رفضه من قبله. وهذه الخطة هي إيقاف الحراك الأردني وإشغاله بملفات جانبية لإبعاده عن المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد. وقد تصدى النسور هذه المهمة بهمة عالية فهو قد اشغل المجتمع بالحديث عن ارتفاع الأسعار بعد أن طال الارتفاع كل السلع التي تهم المواطن في حياته اليومية.
وهذا الارتفاع يكشف زيف ما يروجه عبدالله النسور أن الارتفاع المطلوب به هو الطبقة الغنية ولكن واقع الحال يقول أن المتأثر الأول هو الطبقات الفقيرة من الشعب. حيث أصبح تامين لقمة العيش هو الهم الأول للمواطن وتراجع الحديث عن الإصلاح والحرية فيما يبدو وكأن من وضع خطة مجيء رئيس وزراء لإهلاك الشعب قد نجح في مسعاه.
ولكن هذه الخطة لم ينتبه واضعها إلى أنها قد تكون خطة تدمير المجتمع وبالتالي قد ينتج عنها ثورة جياع غي مرتبطة بقيادة أو مرجعية. وإذا حدثت هذه الثورة وبغياب مرجعية للضبط فان السيطرة عليها ستكون صعبة وستكون عاقبتها وخيمة على مؤسسة الفساد.
نعلم أن حديث النسور عن الولاية العامة هو حديث فارغ وانه مجرد موظف جيء به لتمرير سياسات لمصلحة طبقة معينة والنسور يعلم ذلك أيضا. ولكن هل يصحو ضمير النسور ويقول ( لا)؟ هل هو قادر أن يقول إن المواطن لم يعد يحتمل.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012