أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


غينسفيل الأمريكية تحمل نداء نوفوروسيسك الروسية: لا لحرب أمريكية جديدة

بقلم : محمد عودة
22-09-2013 09:56 AM
بين مدينة “غينسفيل” في ولاية فلوريدا الأمريكية ومدينة “نوفوروسيسك” الوادعة على البحر الأسود في روسيا اتفاقية توأمة تتجاوز روتين الاتفاقيات التي تموت على الورق الذي تحتويه، فالتوأمة بين المدينتين فاعلة و فيها من الحياة ما يكفي لأن تتداعى إحداهما للأخرى في حال اشتكت أو احتجت او غضبت.

الأزمة السورية، كانت عنوان الشكوى المشتركة بين المدينتين التوأمين، حين قام سكان مدينة “غينسفيل” الأمريكية بإرسال رسالة لسكان مدينة ” نوفوروسيسك “الروسية حول الوضع في سوريا ناشدوهم من خلالها للخروج إلى الشوارع رفضاً للحرب التي تنوي الولايات المتحدة شنها على سوريا.

غينسفيل الأمريكية التي تم تصنيفها على انها ثامن أكبر حرم جامعي في الولايات المتحدة، بوجود جامعة فلوريدا فيها، شهدت في 29 أغسطس أيضا تظاهرة للطلبة امام جامعتهم في ساعة الذروة المسائية في الساحة الرئيسية للمدينة لضمان إيصال صوتهم لأكبر شريحة ممكنة من المجتمع الامريكي، وقد دعت للمظاهرة منظمة “من أجل مجتمع ديمقراطي “.

ملخص القول وفحوى ما نريد قوله ان الإعلام الأمريكي يغفل تغطية هذا الجانب “المعارض” لسياسات واشنطن في نشراته وأخباره، وهو ما يعد مفارقة حقيقية في دولة تدعي أنها راعية الديمقراطيات في العالم، لكنها لا تتوانى عن التعتيم ببساطة على أي صوت معارض في داخلها!!

وهناك أرقام غير رسمية وتقديرية تقول بأن اكثر من 60 ٪ من مواطني الولايات المتحدة ضد التدخل العسكري في سوريا ، و حوالي 6 ٪ مع التدخل العسكري، والاتفاق أو الاختلاف على صحة تلك الرقام لا يحسم النقاش فيه إلا الشفافية وابراز الحقائق الغائبة عن المجتمع الأمريكي بفعل هيمنة الإعلام الموجه فيه وعليه.

التظاهرة التي شهدتها مدينة غينسفيل في فلوريدا نموذج للجانب الآخر من القمر، الجانب المعتم الذي لا يجد الضوء الكافي لإبرازه، وعدم وجود الضوء لا يعني أنه غير موجود، و مطالب تلك التظاهرة كان فيها انعكاس لوعي بات ينتشر بين الأمريكيين عن العالم وما يحيط بهم من أحداث، فمن جملة ما قاله أحد منسقي المظاهرة، وهو ستيف كليشمان – رئيس مؤسسة التوأمة العالمية:

منسق هذه التظاهرة “ستيف كليشمان” رئيس مؤسسة التوأمة العالمية كلمة قال فيها:

(“نحن نفهم أن الصراع في سوريا قد يتصاعد بسرعة جنونية ليجرنا إلى حرب عالمية ثالثة ، الأمر الذي سيؤدي بالتأكيد إلى وقوع كارثة لا مفر منها مما يعني المزيد من الضحايا بين المدنيين على هذه الأرض ، و نحن كنا قد أرسلنا رسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، ناشدناه بها بعدم ضرب سوريا و التوقف عن دعم إسرائيل طالما أنها لم تتوقف عن قمع الفلسطينيين)

إن الطريقة الوحيدة لانقاذ ما تبقى من ماء وجه أوباما بعد إعلانه عن نيته لضرب سوريا و تخبطه يكمن في تبني بخطة الرئيس الروسي بوتين لتفكيك ترسانة الجيش السوري من الأسلحة الكيميائية و وضعها تحت المراقبة الدوليةوهذا بالضرورة يتضمن معنى التخلي نهائياً عن خطط توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا .

الرؤية الروسية للصراع في سوريا تتمحور حول إخراج الحلول بالطرق السياسية، ورفض استخدام القوة العسكرية مع الإلتزام الكامل لحل المشكلة المتعلقة باستخدام أسلحة كيماوية في سوريا.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد شدد مراراً على ضرورة التحقيق بشأن جميع الهجمات “الكيماوية” في سوريا لكشف حقيقة تلك الهجمات وتحديد المسؤولين عنها.

تساؤلات بوتين مشروعة ومنطقية حيث يقول إن إصابع الاتهام موجهة إلى النظام السوري حالياً، لكن ماذا لو أظهر التحقيق أن من استخدموا السلاح الكيماوي ينتمون إلى المعارضة السورية.. ولماذا لا يخبرنا أحد بكيفية التعامل مع معارضة كتلك في حال تم إثبات مسؤوليتها عن استخدام السلاح الكيماوي.

إن روسيا تضع تساؤلات منطقية في منتصف عواصف من الجنون، ولا بد لقراءتها من بعض الهدوء والتفكير فالكل يعلم ان استخدام القوة العسكرية لحل هذه الأزمة أو تلك بدون قرار مجلس الأمن الدولي هو الخطر الحقيقي على المجتمع الدولي والعالم خصوصاً و أن من يحارب الارهاب الآن نسي انه هو بالأساس من اوجده.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012