أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


( الأساطير .. والشرائع السماويه )

بقلم : برهان جازي
24-09-2013 10:29 AM

لا زال ( التخلف والجهل ) موجود بيننا ... على مستوى العالم أعني ... هناك معبد بالهند مليء بالفئران ... ويعتبرونهم اهل المنطقه تجسيد لروح (الهه ) عبدوها .... وهناك معابد مليئه بالقرود .... بأختصار هناك حسب ما قرأت ( 33) مليون ( اله ) يعبد بالهند .. وهناك اقوام تتخذ الها ونهجا وشرائع غريبه عجيبه مبنيه على اساس التخلف والجهل والخرافات .. .. اي قمة جهل هذه ؟ ...
احدهم حفر قبر ( لسيارته ) الفاخره ليدفنها فيه.. وكونه مليونير اراد ان يجد سيارته بالأخره امامه لكي يستخدمها .. هذا انسان عاقل ؟ ... هل هذا بني ادم يملك عقل ؟ .. احداهم توصي بثروتها (لقطتها ) ... وهناك بشر عاداتهم وتقاليدهم حدث ولا حرج ... يضربون (العريس ) في ليلة زفافه حتى يدمي ..وغيره الكثير ..
هل غيرت الشرائع السماويه العادات والتقاليد التي لا تتوافق معها ؟ .. هل استطاع البشر ان يتنازلوا عن ارثهم المتوارث من العادات انصياعا لاوامر الشرائع السماويه ؟ .. هل تطابقت بعض الشرائع السماويه مع بعض العادات والتقاليد ؟ .. هل هناك حاله منفصله بين العادات والتقاليد والشرائع السماويه وان اختلفت رؤى ونصوص كل منهما ؟ ... هل استجاب البشر لهذا التغيير ؟ ... هل خرجت اديان ومعتقدات من ذات العادات والتقاليد نفسها واصبحت نهج وشريعه ارضيه يؤمن بها الكثير من البشر ؟ ... هل الخرافات والاساطير سلبت عقول الناس واخترعت الناس منها (الهه) وأمنت بها مع ان اساسها الجهل والتخلف ؟ .. هل التمسك بالعادات والتقاليد يكون على حساب نصوص الشرائع السماويه ولنضم لها الشرائع الارضيه التي هي من صنع خيال واساطير البشر ؟ ... هل اضافت الشرائع السماويه عادات وتقاليد وطقوس اخرى على عادات وتقاليد كانت موجوده ؟ ... هل عمل البشر على الفصل بين العادات والتقاليد وبين الشرائع السماويه كل على حده وان تضارب النهج بينهما ؟ .... لماذا التنازل عن العادات والتقاليد التي تضاربت مع الشرائع السماويه .. هل أخذت مسأله الحلال والحرام والأثم والأجر سببا للتغيير والتنازل ؟ ... هذه الاسئله نطرحها بهذا المقال على القارئين ونبدأ ...
- سيدي الكريم ..هل تجد هناك تضارب بين العادات والتقاليد وما تؤمن به من شريعه ؟
- نعم وبلا شك .. خذ مثلا .. الشريعه الاسلاميه سهلت امور الزواج .. لكن العادات والتقاليد تثقل كاهل ( العريس ) ومع هذا تجد اناس كثر تنصاع للعادات والتقاليد على حساب الشريعه .
- سؤال اخر ... هل ممكن ان تتنازل عن عاداتك وتقاليدك انضياعا لأوامر شريعتك ؟
- نحن من حيث العبادات وما نص عليه الشرع نسير معه بتوافق وطاعه شبه كامله .. خذ مثلا مسأله الميراث .. تختلف الاحكام بهذا الموضوع من شريعه الى شريعه غض النظر ان كانت سماويه او ارضيه .. ومع هذا كثير من البشر تتجاوز نصوص توزيع الميراث .. تخص الذكر وتحرم الانثى .. كعينه مثلا .. واستند الامر بهذه الحاله الى العادات والتقاليد .. لا يريد الناس ان تذهب اموالهم الى غريب ... فكر مستمد من العادات والتقاليد .. وهنا نلاحظ تغول العادات والتقاليد على نصوص الشرائع .
- الا تخاف البشر من اعتماد العادات والتقاليد على حساب الشرائع السماويه ؟
- هي مغامره بحد ذاتها .. وأ] مغامره ؟ .. قد يدخا انسان النار مخلد فيها لانصيلعه للعادات والتقاليد على حساب الشريعه .. وانا شخصيا لا ادري على ماذا راهن ؟ .. هو اتخذ قراره حسب قناعته وحسب ما جرت العاده .. ولكن هذا الشيء هو بحد ذاته تجاوز ... ولا ادري ما مدى قدرته على تحمل هذا العبأ من المسؤوليه وخاصة اذا وقف بين يدي ربه وهو الله سبحانه وتعالى .
- ما رأ]ك بمن يتخذ الها غير الله ؟ .. وهو مقتنع اشد قناعه بناءا على اساطير وخرافات يحفوها الجهل والتخلف بأنه على حق وقد اتخذ من ذلك منهجا بحياته ومماته واخرته ويستند بذلك الى العادات والتقاليد والحكايات والاساطير المتوارثه ؟
- هذا بلا شك له ما يبرره حسب وجهة نظرهم .. ولدوا على هذا الامر .. وساروا به حتى النهايه وبدون تراجع .. وقد ورثه الى ابنائهم ايضا ... ولا ادري لمن يعوز السبب في ذلك .. هل السبب قصور في رجال الدعوه ؟ ... مع انني ارى بأنه لا يوجد انسان على وجه الارض الا وسمع برب واحد يوحد ويعبد وهو ( الله سبحانه وتعالى ) .. كل الاديان السماويه هي ديانات توحيد تدعو الى وحدانيه الله وان اختلفت النصوص والمتن ودرجات الثبات والصحه والقبول ودرجات التفاوات والتجاوز والاختلاف من شريعه الى شريعه ... ولكن ارى أن ( المتخلفين بالارض ) كثر .. لا يقتنعون بهذه الديانات .. لقد ترسخ بأنفسهم الى حد الايمان المطلق بأن ما يعبدونه ويعتقدون به هو الصواب والمنطق مقتدين باجدادهم وافكارهم واصبحت عادات لديهم وتقاليد يمارسونها .
- هل البناء على العادات والتقاليد التي اساسها خطأ والسير فيها حتى وقتنا هذا حتى اصبح الاشخاص ( الجدد ) اي الجيل الحالي البعيد جدا عن اجداده يؤمن بهذه التقاليد كشيء متوارث كقشور فقط وكأمر سطحي دون الوقوف لحظه تفكير جديه والعوده الى جذور وعمق واساس هذه العادات والتقاليد للبحث فيها واعاده دراستها وتقييمها ورؤية مدى صحتها او تخلفها هل هذا فعليا ما يحصل الأن ؟ .
- المشكله تكمن بعدة نقاط ومنها ... الجيل الجديد يتعايش معه اجيال متفاوته من القديم والجديد .. ويتحدم على الشخص نفسه ان ينصاع لأوامر الكبار .. وربما هناك عقوبات ايضا .. كالابعاد او النفي او النبوذ او القتل ربما او الحرمان وهذا مما يعيق عملية الوقوف والتفكر بالنسبة للجيل الجديد .. بالاضافة الى الخوف من التصادم مع الجيل القديم مما ينتج عنه عواقب هو شخصيا لا يرغب بالدخول معهم بهذا النفق المظلم .. وهذا لا يعني بأنه لا يوجد هناك استثنائيات .. فكثير من تجمعات البشر التي تنتهج دين غريب متخلف وعبادات ضاله قد صدف وانسلخ عن هذه التجمعات او القبائل اناس كثيرون استدلوا الى الحقيقه وأمنو بالله واتبعوا شريعته السماويه .. ودخلوا بمخاطر التصادم مع قبائلهم وتحملوا ما تحملوا ومنهم من استطاع ان يتحمل مخاطر اكثر ودعا جماعته الى ديانات التوحيد ومنهم من استجاب .. لكن تبقى القضيه هو من تبقى منهم من ( المتخلفين والجهله ) الذين يسيرون على نفس النهج من الالحاد والكفر وسيطره العادات والتقاليد والاساطير على ادمغتهم وعقولهم ووجدانهم وهنا تحضرني الايه الكريمه قال تعالى ... (فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ) ... من أين سيأتي الناس ؟ ... من هؤلاء الذين استسلموا لاساطيرهم وجهلهم وعنادهم وتخلفهم وعاداتهم وتقاليدهم المتعارضه مع الشرائع السماويه والذين اتخذوا الها غير الله سبحانه وتعالى .
- سؤال يخطر بذهني .. وهو ما مدى توافق او اختلاف او تضارب العادات والتقاليد مع الشرائع السماويه وأمر اخر استجد علينا بهذا العصر الحديث وهو ثورة التكنولوجيا ؟
- بلا شك الانفتاح الكبير والعولمه الذي حصل هو اجمالا سهل نقل المعلومه .. وتبادل الرأي .. وحرية التعبير .. والنقاش الجاد والمفيد .. وتبادل المعلومات .... واختصر الوقت ... وسهل الوصول والاتصال مع كافة البشر بكل انحاء العالم ... وبلا شك كان له تأثير قوي وجدا .. فأحدث تغيير بكل شيء .. بالعادات والتقاليد واعادة النظر بمسأله الايمان .. واتباع الاديان .. والتخلي عن اشياء كثير واكتساب اشياء كثيره ... هو سلاح ذو حدين .. ولكن هو بمجمله ارى انه امر مفيد .. هو امر وسطي ووسيط جمع كل الاطراف مع بعض ... وساهم بشكل كبير بأحداث ثوره بالقناعات والافكار واحدث تغيير بالنهج وزاد المعرفه ... فهو قلل نسبة التخلف والجهل .. ولكن هذا الامر جميعه لم يلغي او يعفي بعض الناس والتي لا زالت تعيش بسراديب الجهل والتخلف ... قال تعالى ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) ... وقال ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) .
اذا ....
بالنهايه وبلا شك ان الانسان الناجي والسعيد والمطمئن هو من يتخذ ( الشرائع السماويه ) له نهجا بالحياه وفي كافة مجالاتها .. لأنها هي المرجعيه والسند بكل شيء واولا واخيرا .. وما توافق من عادات وتقاليد وعلوم ومعرفه معها نأخذ بهما .. وما تعارض معها يجب شطبه والغائه والتخلي عنه نهائيا ... طبعا التقاليد والعادات تشمل ايضا ما يكتسبه الانسان من الاخرين كتقليد اعمى ... المعيار الحقيقي والرئيسي هو الشرائع السماويه ونقيس على ذلك .
ملاحظه ... النار وقودها الناس والحجاره ... الامر محسوم ... ووعد الله حق ...اذا هناك ( ناس ) ستدخل النار وهي وقودها .. من أين سيأتي الناس ؟ .. لا بد من وجود الناس .. وهؤلاء الناس هم من منهم مات ومنهم من زال على قيد الحياه .. اعاذنا الله واياكم من نار جهنم .
والسلام عليكم
Burhan_jazi@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-09-2013 12:29 PM

الأخ الكريم برهان،

الموضوع الذي تتناوله شائك و هو موضوع بحث و دراسة و نقاش منذ فجر التاريخ إلى الآن و لا مجال لأن نحصره في مقال و تعليق، لكن هناك بعض النقاط التي يمكن أن نوردها كإطار عام:

أولا ً: معظم الناس هم مسلمون أو مسيحيون أو يهود أو بوذيون أو هندوس أو ملحدون لأنهم ولدوا هكذا و لا خيار لديهم في هذه الولادة لذلك استخدمت ُ كلمة "معظم" في البداية، لأن الباقين يدرسون الدين الموروث و يختارون البقاء فيه عن قناعة أنو تغيره أو الإلحاد أو الانقلاب من الإلحاد إلى دين آخر. و هؤلاء الذين سميتُهم "الباقين" هم قلة.

ثانيا ً: إن الأدلجة الدينية أو اللادينية في الصغر تطبع فكر الإنسان و رؤيته في الحياة و تزرع في قناعة أن مُعتقده ُ تام جامع مانع لا يأتيه الباطل، و أن الآخر على باطل في المجمل و على حق في القليل، و لذلك كما تستغرب أنت من الهندوسي الذي يعتقد أن إلهه قد حل في بقرة يستغرب الهندوسي منك حينما يراك تطوف ُ حول الكعبة المشرفة، لأنها بالنسبة له حجر و يستغرب أكثر حين تقبل الحجر الأسود أو حين تؤمن بأن الرسول الكريم ركب بغلة ً ذات جناحين و ارتقى منها إلى السماء. لاحظ معي أن الأمور نسبية تابعة للنظرة المؤدلجة الأولى.

ثالثا ً: إن النصوص السماوية أو الدينية بشكل عام لا بد و ألا تتناقض في مجملها مع حقوق الإنسان، و لذلك فإن المنطق و العقل و الدين كل ذلك يقولون أن النهج الصحيح هو نهج الإنسانية حيث يتوحد البشر في معاملتهم لبعضهم البعض على أساسيات أخلاقية و إنسانية فتكون حقوق الحياة و الرأي و التعبير و الصحة و السلم المجتمعي و التعليم و التوظيف هي الحقوق التي تحكم الإنسان و المجتمعات، و يكون أن الطريقة التي يتعامل فيها البشر مع بعضهم هي مقياس و معيار قبولهم أمام الله تعالى، فالجميع للخلود طالما القلوب نقية و الفعل صالح و التفاعل مع الآخر يتم بمحبة و سلام و تعاضد و لا استثناء لفرد أو مجموعة أو دين أو عرق أو نوع.

رابعا ً: إن الله تعالى غير المحدود و الذي هو إلهُنا الخالق لنا جميعا ً لا وصف له و لا يحوطه أو يحصره أو بفحص عن علمه بشر أو شئ، و لذلك لا نستطيع أن نحدد بفهمنا البشري مقياس الحساب، و علينا أن نفهم أن نصوص الدين كُتبت في زمن و مكان معينين و فهمهما يتطلب فهم البيئة التي كُتبت بها النصوص، و لهذا ينبغي أن يكون الفهم منسجما ً مع الزمان و المكان و الظرف البيئي و الاجتماعي و السياسي، فلا يجوز أن نُحمِّل َ النصوص ما لا تحتمل، أو أن نُسقط عليها الثبات في عالم ٍ خلقه الله تعالى ديناميكيا ً و مُتغيرا ً، و عليه فيجب مراجعة النظرة و التفسير الحالين للنصوص المقدسة بما يتماشى مع حقوق الإنسان و اتساع رقعة المعمورة و تنوع البشر، لأن هذا هو العقل و المنطق و لأن الله تعالى هو خالق هذا النموذج المتنوع بنفسه.

يتسع الحديث و يتشعب أخي برهان و شكرا ً لطرحك موضوعا ً مهما ً ينبغي التفكير فيه دائما ً.

2) تعليق بواسطة :
26-09-2013 08:32 AM

God concept is a big fallacy. Therefore. Worshipping god or any other personal concept is either tradition or norm. one day your children will abandon all these concept like the westerners did

3) تعليق بواسطة :
26-09-2013 07:31 PM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
26-09-2013 11:43 PM

الكلام في الشرائع السماويه يحتاج الى علم وفقه ومعرفه بالتاريخ والرجوع الى مصادر اهل العلم والصلاح ومن الكاتب اي كاتب في هذا المجال تقوى وورع وادب وصلاح حال لا مكان للاراء الشخصيه والمزاجيه وطرح الكلام على عواهنه كلمه من الشرق واخرى من الغرب وتخبيص ولت وعجن وبوصله تائهه ومقاصد مجهوله لايجوز هذا الكلام بل محرم تحسبونه هينا وهو عظيم التقوى اقوى فهل من تقي سامع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012