أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


توافق أميركي روسي وأجندة أميركية إيرانية

بقلم : طاهر العدوان
29-09-2013 12:16 AM
قرار مجلس الامن الذي صدر بموافقة جميع الأعضاء لم يقتصر على تفكيك أسلحة الأسد الكيماوية انما تضمن اتفاقا آخر على فتح الباب امام الحل السياسي لقد تحدث عن حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة وبتطبيق اتفاق جنيف ١ والعمل لعقد جنيف ٢ حيث توقع وزير خارجية فرنسا عقده بمنتصف تشرين الثاني المقبل .
يمثل هذا القرار تطورا مهما على صعيد الموقف الدولي من الأزمة السورية لانه ينقل الموقفين الأمريكي والروسي حولها من أرضية المواجهة الى أرضية التعاون المشترك ، دوافع مثل هذا التطور لا تقتصر فقط على ازمة المجزرة الكيماوية في الغوطة التي هددت بمواجهات خطيرة بين موسكو وواشنطن ، انما لأسباب أخرى لا تقل أهمية عنها مثل قناعة العاصمتين بان طرفي الصراع في سوريا ( النظام والجيش الحر ) يكشفان عن عجز متزايد في حسم المعركة عسكريا.
بالمقابل تزداد قوة ونفوذ مسلحي القاعدة على الارض وهو ما يوحد أهداف اوباما وبوتين في سوريا تجاه هذا الخطر ، خاصة الخوف من إمكانية حصول القاعدة على أسلحة كيماوية وهو ما بدأ واضحا بين سطور قرار مجلس الامن .
الإجماع على القرار يخفي حدوث صفقات دولية وإقليمية ، صفقات غاب عنها العرب وحضرت فيها اسرائيل وإيران . اما الأطراف السورية فلقد وضع مصيرها بيد الكبار وهو ما عبرت عنه خيبة الأمل الواضحة على وجه ممثل الائتلاف احمد الجربا في مؤتمره الصحفي بنيويورك ، الذي لم يخرج من اجتماعات الجمعية العامة الا بتصريح صحفي صادر عن اجتماع كيري مع وزراء مجلس التعاون يتعهد بدعم المعارضة .
لقد نجح اوباما في تخطي حملة اصدقاء اسرائيل في الكونغرس الذين تجاوبوا مع دعوات نتنياهو برفض التقارب مع ايران والعمل على فرض عقوبات جديدة على طهران ، فالرئيس الايراني روحاني عاد الى بلاده من نيويورك وهو يحمل أجندة للانفراج في العلاقات مع أمريكا وأوروبا حول الملف النووي و حول سوريا أيضاً حيث يتم تداول أنباء عن موافقة واشنطن على حضور ايران لمؤتمر جنيف ٢ .
يبقى انه عند البحث في خريطة المتغيرات والمستجدات الدولية والإقليمية حول ملفات الشرق الأوسط نرى غيابا لأي دور عربي فاعل ، والسبب يعود الى ان السياسات العربية صدى للموقف الأمريكي حول هذه الملفات وليست ذات طابع مستقل يعبر عن المصالح العربية وقادر على التأثير في القرارات الدولية ذات الصلة .
لقد أعادت السياسات العربية في نيويورك تبني المواقف التي تجعلها تتلاقى مع هدف اسرائيل بتفكيك برنامج ايران النووي بينما يفترض ان تقر بحق ومشروعية ايران ببرنامج نووي للأغراض السلمية مع عدم الملل من المطالبة بنزع سلاح اسرائيل وقنابلها النووية .
الحملة السياسية ضد ايران كان يجب ان تتمحور حول تدخلها السافر بالشؤون العربية خاصة في سوريا والعراق ولبنان واليمن وكشف مشاريع نفوذها في هذه البلدان ودورها الخطير في إثارة الفتن الطائفية ، اما برنامجها النووي فلا مصلحة للعرب بالعمل ضده ما دام سلميا ، واذا كان من عمل عربي لمواجهة المشروع الايراني فهو بناء برامج نووية سلمية عربية بدل الانزلاق الى سياسات الكيل بمكيالين التي ينتهجها الغرب عندما يتعلق الأمر بإسرائيل النووية .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-09-2013 03:50 AM

Much of what you mentioned in your article is true. I think what you were not able to say in clear words is that Iran and Israel continue to gain ground in the Middle East and establish themselves as the major powers. Rightfully so, because both Israel and Iran are busy caring for their interests. In the meantimes, the Arab countries are busy caring for the interests of their rulers and the rulers cronies. Saudia Arabia's princes are busy caring for their share of the oil revenue and who is going to be King when the current King dies. Jordan is busy with getting the "Global Citizen" award. Global or World Citizen, whatever it is called, as if all of our public schools do not have heat to warm children when they are in class. Mabrook to Israel and Iran, they deserve the attention and the care of the rest of the world

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012