لم أكن لأتصور أن بوتين بكل هذا الدهاء بحيث يعمد إلى شراء إنتاج الغاز لكل من أوزبكستان وتركمانستان ويعمل على بناء خط أنبوب غاز موازي لخط نابوكو المدعوم من قبل الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي بحيث يبقى خط نابوكو بعد صرف هذه المبالغ الكبيرة في بنائه فارغا ولا يجد من يزوده بالغاز .
إن الولايات المتحدة ودول أوروبا في أمس الحاجة إلى الغاز ولا بديل عن الغاز الروسي وغاز تركمانستان وأوزبكستان غير الغاز الإيراني والقطري وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى إجراء مباحثات سرية طوال العامين الماضيين من أجل تأمين شراء الغاز ولا بد لمثل هذه الصفقة أن تقوم الولايات المتحدة والدول الأوروبية بإقناع مجلس الأمن الدولي برفع الحظر المفروض على إيران نتيجة سياستها النووية
الأخ الدكتور حسين المحترم شكرا على هذه المعلومات القيمة حول الصراع الخفي بين روسيا والولايات المتحدة ولا شك بأن ظهور إسرائيل على المسرح الدولي كمصدر محتمل لتصدير الغاز والتنافس على السوق الأوروبي لا سيما ,ان إسرائيل تفكر بتصدير الغاز عن طريق تركيا وعن طريق قبرص واليونان . وهذا يعني أن إسرائيل تريد التغول واستحواذ النصيب الأكبر من غاز الشواطىء الشرقية على البحر الأبيض المتوسط لا سيما شواطىء سوريا ولبنان وغزة وقبرص بالإضافة إلى الغاز المصري
كما أن إسرائيل تعارض تصدير الغاز الإيراني من خلال الموانىء السورية
لا نملك إلاّ أن نرفع لك قبعاتنا تقديراً لجهودك الرائعة فقد انتقلت بنا في هذا البحث من موضوع الى آخر وكلها مواضيع هامة جداً وحساسة وتقرع بها الف جرس وجرس فشكراً لك أخي الدكتور حسين ,,,
من الواضح جداً من البحث أن عاملين اساسين هما الذين يحركان كل الإتصالات السرية ليس بين واشنطن وطهران فحسب بل بين كل منظومات أصحاب القرار في العالم وهذان العاملان هما :-
أولاً :- العامل الإقتصادي ,,, وهذا يرسخ مقولة أن الإقتصاد هو الذي يقود السياسة الى حيث يريد , وما السياسة إلاّ ذلك التابع الذليل لخدمة الجبروت الإقتصادي وبالتالي وعلى ضؤ مفاهيم علم المنطق فإنّ الذي يحكم العالم هم القلة القليلة من أصحاب المال والإقتصاد في العالم ,, واستكمالاً لعلم المنطق أستطيع القول بأنّ الصهيونية العالمية هي التي تتحكم بمصير العالم الإقتصادي وليس من بدأ بذلك ومن انتهى به هم " آل روتشيلد - أي الدرع الأحمر باللغة الألمانية " فقط بل من اسس لمفهوم اثر القوة الاقتصادية لحكم العالم وقد يكون النورانيون ضمن تلك السلسلة المسيطرة على هذا الأمر الحيوي , وليس ببعيد عنا أهم مضامين بروتوكولات صهيون
ثانياً :- وعلى ضؤ ذلك نصل الى ثانياً بشكل اتوماتيكي وهنا أُشير الى أن كل ما يجري من اتصالات سرية بين واشنطن وطهران وغيرهما إنّما يصب في نهاية المطاف في خدمة اسرائيل ...
أخي الدكتور الفاضل
وحول أهمية العامل الإقتصادي الذي أشرت اليه في مساعي روسيا لحصر تعريف قزوين ببحيرة الى ما شاء الله وذلك لمنع كل من أذربيجان وتركمانستان من القيام بأي عمليات استغلال لماء قزوين وما تحت ماء قزوين , تأتي إشارتك البارعة والهامة الى شرائها لغاز معظم دول آسيا الوسطى بما فيها أوزبكستان لتضيف بذلك جوهرة هامة الى أهمية العامل الإقتصادي في صنع القرار السياسي وهذا ما يقوده بوتين بكل جدارة من خلال "" امبراطوريته الكبيرة بروم غاز ""
أخي الدكتور الفاضل
بحثك الهام جعلني اقلب صفحات بعض الكتب والأبحاث وجعلني اتذكر أمور قد حصلت في القريب جداً من ايام التاريخ وها سأُعرج الى الإتصالات السرية الإسرائيلية - الخليجية حيث كُنت آنذاك في قطر فأقول :-
لقد استطاعت اسرائيل ومن خلال اتصالاتها السرية المكثفة من حضور مؤتمر القمة الإقتصادي الذي عقد في الدار البيضاء في المغرب عام 1994 وحصل هناك ما يمكن أن نقول عنه " أول تماس خليجي -اسرائيلي كان من نتائجه ابداء الخليجيون اعجابهم الشديد بمستوى التقدم التكنولوجي والعلمي في اسرائيل لا سيما من الجانب القطري حصراً , حيث كانت تسكن نفوسهم الرغبة في التفوق على دولتين جارتين لها وهما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية .
ومن خلال ذلك الغزل الذي بدأ بالإعجاب استطاعت اسرائيل وبفضل اتصالات سرية حثيثة من إحداث إختراق سياسي واقتصادي خطير مع دول الخليج تمكنت بعده من كسر المقاطعة العربية ومن تسريع خطوات الهرولة ,
وكنتيجة مباشرة لتلك الإتصالات تمكنت اسرائيل من افتتاح أول مكتب تجاري رسمي ومعلن لها في العاصمة القطرية الدوحة ولاحقـاً تجول شيمون بيريز على كورنيشها وكان ذلك عام 1996 وبعد الإنقلاب العائلي الذي قاده حمد الإبن ضد أبيه " الشيخ خليفة " بقيادة العرّاب الكبير " حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني " وهو بالمناسبة أكبر أخطبوط اقتصادي ليس في الخليج فقط في العالم ,,, وقد كانت الخطوة القطرية آنذاك بعدما تبين أن دولة قطر تنام فوق أكبر احتياطي غاز في العالم ويقدر بنحو ( 25 )) تريليون متر مكعب , ولذلك لم يكن غريباً أن تبدأ وأيضاً أن تنتهي كذلك أوهام تصدير الغاز القطري الى العالم عبر الأردن واسرائيل من خلال " شركة أنرون " التي قيل عنها الكثير في بطون الكتب !!!
أخي الدكتور الفاضل
موضوعك هام جداً ويجب على الباحث والمهتم أن يقرأه مراتٍ ومرات ,,, فبعد قراءتي له أكثر من مرة كانت تقفز الى خاطري أشياء جديدة ونقاط مهمة ,,, ومنها أنني وجدت نفسي اربط تصاعد نفوذ الإخوان المسلمين في كل أقطـار الخريف العربي المهتريء منذ عام 2011 الى حتمية وجود اتصالات سرية وتفاهمات سياسية مع الإدارة الأمريكية , ولا شك فإنه علينا الإنتظار 30 عاماً على طريقة الخارجية البريطانية لمعرفة حقائق تلك الإتصالات أو يفرجها علينا " ويكيليكس " مرة أُخرى , ولكن مما لاشك فيه أن قنوات سرية ومباحثات على أعلى مستوى قد تمت وبشكل اتصالات سرية بين امريكا وبعض دول أوروبا مع الإخوان سواء في جزيرة قبرص أو باريس أو على ظهر بارجة أمريكية هنا أو هناك ....
أما عن الإتصالات السرية بين العاصمتين واشنطن وطهران فهي قديمة جداً وقرأت مؤخراً بأن إيران قد حظرت رسمياً ومنعت تداول مذكرات " آية الله حسين منتظري " لأنه تناول في مذكراته بعض اسرار الإتصالات السرية بين البلدين لا سيما أثنـاء الحرب العراقية- الإيرانية ومعارك تحرير خرمشهر من الجاني الإيراني وتحرير الفاو من الجانب العراقي ,
بل أن الكاتب " تريتا بارسي " قد كشف في كتابه " التحالف الغادر " العلاقة ذات الأبعاد الثلاثية الجوانب بين امريكا وإيران وإسرائيل على الرغم من التطاحن الظاهري بينهم من خلال خطابات التحريض الإعلامية التي تُوجّه في العدة لإستهلاك عامة الناس , ويشير الكاتب الى سبب تلك الإتصالات بين الأطراف الثلاث بقوله :- إنّ الصراع بين اسرائيل وايران ليس صراعاً ايدلوجياً بل صراع استراتيجي , وذلك يفسر حتماً المقترح الإيراني الذي قدمته لواشنطن أثناء تحضير الأخيرة لغزو العراق عام 2003 حول ثلاث ملفات هي
1- ملفها النووي.
2- سياستها تجاه اسرائيل .
3- المساهمة في محاربة القاعدة .
أخي الدكتور حسين ... شكراً لك على بحثك فلقد أطلعتني على الكثير كما وقد حفّزتني على البحث عن المزيد .
لك صادق التحيات والتقدير