أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


محاولة تغييب الوعي

بقلم : م أمجد الشباطات
23-10-2013 09:39 AM
لكل دولة في العالم سياستها وأجندتها الخاصة التي تنفذها بوسائل عدة منها فرض القوة والبطش خارجيا(كالدول الكبرى التي تخلصت من الحكم الإستبدادي)و داخليا (كحال دول العالم الثالث والأنظمة المستبدة في حين يُمارس عليها التبعية وفرض أمر واقع في قضايا كثيرة من الدول الكبرى) ويستخدم الإعلام أيضا كوسيلة مهمة لتنفيذ رؤية الدولة أو الحاكم (في الأنظمة المستبدة تتماهي الدولة في شخص الحاكم) ويتجاوز الخطاب الاعلامي حدود وجغرافيا الدول العظمى لأن أجندتها وأمنها القومي يتجاوز فقط التأثير على الداخل بل التركيز على الخارج يوازي ويزيد أحيانا بحسب الزمان والمكان المستهدف وأصبح الاعلام وسيلة ناجعة لفرض وجهة نظر أوترسيخ ثقافة معينة على شعوب المناطق المستهدفة بوسائل إعلامها الخاصة واحيانا بوسائل إعلام موجودة داخل هذه الدولة المُستهدَفة عن طريق شراء الضمائر أو الإستثمار في الإعلام.
موضوع الإعلام موضوع متشعب ولكني هنا أريد التركيز على الخطاب الإعلامي الداخلي فهنالك الكثير من المفاهيم والأسس جرى تشويهها عن طريق الإعلام بما يخص كل مناحي الحياة وبالأخص السياسية منها والمتعلق بالحقوق والحريات فعلى سبيل المثال : مفهوم الدولة والتي يشكل الإنسان (الشعب) أحد أركانها يتنازل فيها عن جزء من حريته للحاكم والدولة مقابل الأمان والإستقرار, أي أن هذا التنازل مشروط بتحقيق الإستقرار وتوفير الأمان بكافة أشكاله: المادي, الإجتماعي.......الخ . ولكن ما هو ملاحظ الان وبمساعدة الإعلام يتم محاولة تجريد الإنسان وسلبه كامل حريته بدون تقديم أي ضمانات له بالإستقرار والأمان . وما كان من المسلمات بالأمس القريب أصبح اليوم نقيضه هو الأمر المسلم به بحسب الخطاب الإعلامي الداخلي.
الجيد في الموضوع أن العالم قد تغير في السنوات الاخيرة بثورة الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي وأصبح العالم كأنه قرية صغيرة وما عاد يجدي نفس الخطاب الخشبي الموجه للناس فعادةً يقارن الناس النموذج الأفضل والمميز من بين الدول مع ما يشاهدونه ويعيشونه في أوطانهم فلم يعد يجدي الآن تقديم الخبر كعلبة جاهزة للأكل لا تحتاج لسكين العقل ولا لتسخين المنطق.
أخيراً رسالة موجهة للقائمين على إعلامنا أولاً إحترام عقول المشاهدين والمستمعين بالإرتقاء بإسلوب الخطاب ونوعيته فحتى أسلوبكم في تغييب الوعي قد عفا عليه الدهر وشرب وهل تعلمون انكم خسرتم أغلب المتابعين الأردنيين الذين يستقون أخبار الأردن من خلال وسائل إعلام خارجية؟!
ثانيا نتمنى أن نرى خطابا أردنيا لا خطابا مستوردا لا يمت بصلة للاردنيين وهويتهم الثقافية والاجتماعية .

م.أمجد الشباطات



التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012