أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


خطبة يوم الجمعة

بقلم : طاهر العدوان
27-10-2013 12:43 AM
يوجد في الاردن أكثر من حوالي سبعة آلاف مسجد وهذا يعني ان هناك عدداً مماثلا من الأئمة والوعاظ والخطباء يتحدثون الى الناس مباشرة كل يوم جمعة ، ولأن مساجد المملكة تفيض بالمصلين الى ساحات المساجد واحيانا الى الشوارع المجاورة فهذا يعني ان ملايين الاردنيين يستمعون الى ما يقارب السبعة الاف خطيب مسجد كل جمعة وبمعدل ٥٢ خطبة في العام الواحد.
هذه أحد نِعم الاسلام للناس كأفراد وللشعوب في مجتمعاتهم المدنية والمحلية ، خاصة وان كل ما كتب عن معاني وفوائد الجمعة يتلخص بانها تشرح للمؤمن بعض امور دينه ودنياه وتقوي من الأواصر بين الناس وتبث الألفة والمحبة بين صفوفهم. والسؤال هو : هل خطبة الجمعة تقوم بهذه المهمة في ظل واقع تنوع الاتجاهات والاجتهادات لآلاف الأئمة والوعاظ التي قد تختلف وتتعارض في المضمون في مسجدين تفصلهما مسافة تقاس بمئات الأمتار .
بالطبع لست من مؤيدي كتابة نسخة واحدة للخطبة توزع على المساجد ، فهذه مركزية تتعارض مع طبيعة تطور المجتمعات واختلاف الثقافات وتباين الاهتمامات حول الشؤون العامة . لكن الخطبة على أهميتها العظيمة تحتاج الى بحوث ودراسات ولقاءات بين أهل العلم والفكر والاجتماع لإنقاذها من عادة ( المدح واللعن ) الى ما يجعلها عامل توحيد للمجتمعات وزرع مكارم الاخلاق والسلوك لمواجهة هذا البلاء الذي يجتاح الأمة ( باسم الدين ) من عنف وقتل وكراهية وحروب مذاهب وفتاوى وطوائف .
تحتاج خطبة الجمعة الى مراجعة من قبل علمائنا الأفاضل في هذا البلد لوضع خطوط عريضة تتناول المواضيع وأساليب الإلقاء بما يؤدي الى الهدف الأساسي المنشود في الحكمة الدينية من هذا الاجتماع العام الأسبوعي للناس . مثل التركيز على مبادئ الاسلام التي تحث على العدل والمساواة ونبذ العنف واحترام القوانين وحسن التعامل ومكارم الأخلاق وإكرام الوالدين والجار الخ . وعن الشأن السياسي العام فان حث المواطنين على نبذ السلبية في الشؤون العامة ، وزرع قيم الحرية والكرامة والمواطنة افضل من تناول المواضيع السياسية باجتهادات مختلفة ومواقف تتناقض من خطيب الى آخر بما يخلق التشويش والتنافر وعدم اليقين بين الناس .
وعن الأداء ما زلت غير قادر على فهم السبب الذي يدعو خطباء الكثير من المساجد ، وليس جميعهم ، الى التحدث بصوت عالً وهو يمسك بيده ميكروفوناً ، قديما كان الصوت العالي مطلوب من اجل إيصاله الى الصفوف الاخيرة من المصلين . اعتقد ان الكلام الهادئ أكثر اقناعاً وتعاملاً مع النفس الانسانية التي تنفر من الصراخ وأساليب التقريع ، وفي ديننا الحنيف تقام الصلوات بصمت وخشوع في المساجد والبيوت ، وحتى في صلاة الجمعة يخشع المصلون لآيات القرآن الكريم فيما يتلوها الامام بصوت دافئ خاشع ويرد من خلفه المصلون بكلمة آمين بنفس الهدوء والخشوع فلماذا الصوت العالي في الخطبة ؟
في المسجد الحرام لا تستغرق خطبة الجمعة والصلاة أكثر من ٢٠ دقيقة ولا يتحدث الخطيب بأكثر من موضوع في امور الدين والدنيا وبصوت كله هدوء ، في العديد من مساجدنا تستغرق الصلاة والخطبة حوالي الساعة . سألت احد الشيوخ في مكة عن سبب قصر الخطبة وحتى الآيات التي تقرأ في الصلاة ( من أقصر السور) أجاب : الجمعة يوم عطلة عند المسلمين ، وعليهم بعد الصلاة واجبات اجتماعية نحو آبائهم ومحارمهم وضيوفهم وزيارة المريض او ان كانوا على سفر، ثم ان هناك بين المصلين من لا يستطيع المكوث طويلا في المسجد بسبب ظروفه الصحية. وختم الشيخ كلامه ، إليك خطبة الوداع التي اختصر فيها الرسول العظيم الاسلام ومسيرته ومواقفه النبوية انها لا تتجاوز الدقائق الخمس ان قرأتها امام الميكروفون .(الراي)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-10-2013 03:08 AM

يجب ان توزع المقالة على سبعة اللاف امام مسجد في المملكة وان يلتزموا بما جاء بها بالكامل !! نا هيك عن صلاة العيد وتكبيراتها من رجال واطفال او رفع الاذان باوقاته باصوات السماعات العاليه ، عندما احتجينا عند الامام !! المعين حديثا للمسجد في حينا ، كاد ان يكفرنا ويحل دمنا ، ولم يكن من سبيل اماما إلا تقديم شكوى عليه مع انه التزم إلا ان نظراته الخرافيه في تصنع الغضب والاشمئزاز كانت تحاصرنا عند دخولنا المسجد للصلاة ، وسرعان ما انفكت عقدته وانفردت ابتسامته لتقبلة تبرع باسم المسجد ؟؟ و ما عاذ االله ان اعمم هذا السلوك على الجميع . فقد صادفنا منهم الجليل والواعظ والمساعد والمعلم والناصح والصديق .

2) تعليق بواسطة :
27-10-2013 09:18 AM

دخلت احد المساجد في شرق منطقة ابوعلندا لأصلي صلاة الجمعة وبالرغم من ان الامام كان يخطب بشكل جيد الا انه لفت انتباهي امر وهو وجود ميكرفون قد تم تركيبه على ما هو معروف بنظام سيستم السيارات وبخاصية تكرار الصوت بحيث تسمعه وتعتقد ان هنالك صدا وبطريقة تشعرك وكأن الامام يريد ان يتفاخر بنفسه وبصوته الجميل

شعرت حيناها الى اي حد وصل الاستهزاء والمسخرة في اقامة صلاة الجمعة

ان المكبر والمكرفون وجد لاجل ايصال الصوت الى جميع من في المسجد وخارجه

وعلى رأي الكاتب جزاه الله خيرا عنا لماذا الصوت العالي مع وجود الميكرفون ؟

ولماذا ايضا الانحراف السلبي في خط الجمعة يا وزارة الاوقاف ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012