أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


الترويكا الاردنية:القضاة،المومني،الناصر !

بقلم : بسام الياسين
05-11-2013 11:37 AM

في جملة مفيدة مكثفة،شديدة الصدقية،عميقة الدلالة، موثوقة المصادر وموثقة بالحقائق،ترتكز على البرهان وتستند الى الدليل :ان 'الترويكا الاردنية / مجموعة الثلاثة جياد':محمد نوح القضاة، عماد المومني،حازم الناصر ـ مع حفظ الالقاب ـ حازوا على اعلى مراتب الحب الشعبي، واستحقوا ارفع اوسمة الاعجاب الوطني من الدرجة الاولى لانجازاتهم الباهرة و صدقيتهم اللافتة في زمن الترهل والكذب.

*** هؤلاء الانقياء لم ياتوا بمعجزات جديدة،ولم يفعلوا الخوارق بل قاموا بواجباتهم المنوطة بهم،وما تمليه عليهم ضمائرهم السوية التي تتساوق مع استقامة فطرتهم النقية،وتعاليم دينهم الحنيف.حفظوا الامانة وحافظوا على حُرمة المال العام.نماذج وطنية مشرفة تميزت بالنقاء في هذا الوطن المُبتلى بعديد المرضى وكثرة الامراض، وتفردّت بحصانة اخلاقية ومناعة وطنية في زمن الحرمنة والتطاول على الدولة والتفاخر بكسر القوانين.مع اجلالنا لكل الجنود المجهولين العاملين بصمت.

*** الدكتور محمد نوح القضاة صنع لنفسه ثروة كبيرة من حب الناس،و بنى قاعدة واسعة من الثقة بهم وثقتهم فيه، حتى اصبح قدوة تقتدى لتطابق صورته المٌعلنة مع سلوكياته المستترة،وتناغم اقواله مع افعاله.شخصيته الكارزمية لم تأت من ضجيج الخطابة المنبرية،ولا من الهوبرات الاعلامية على فضائيات الزعبرة، ورقصات الدبيكة في برامج مفبركة،إنما جاءت لنقاء معدنه،وسمو تربيته والتزامه بـقرآن ربه و احاديث نبيه.مواطن سار على سكة السلامة المفضي الى جنة عرضها السموات و الارض،رافضاً الخلاص الفردي ـ مثلما فعل غيره ـ بحصد الثراء الحرام من الوظيفة العامة.ركل الالوف 'المغطاة قانونياً'، لان معلمه النبي صلوات الله عليه نصح محبيه ان اقصر الطرق لمرضاة الله وحب الناس هي:ازهد في الدنيا يحبك الله،وازهد فيما عند الناس يحبك الناس.

*** فيديو الدكتور محمد نوح الذي انتشر بين المواطنيين وتسلل الى اعماقهم، يقودنا للحديث عن فرسان 'بطانة السوء' المنتشرين في الوزارات والمؤسسات والدوائر كفيروسات معدية تنقل الاوبئة . اولئك الذين يتملقون رؤسائهم، ويزينون لهم القبائح ،من اجل اسقاطهم، كي يسهل لهم بعدها اطلاق ايديهم في المال العام نهباً وسلباً،فيما يلعب بعضهم الاخر دور السماسرة لعقد صفقات مريبة، وتنفيذ مهمات قذرة .

*** هذه الشريحة الاخطر في حلقات الفساد و الافساد،'المغطاة قانوناً' تعبث في الظل تقطيعاً بالقيم النبيلة بمشارطها الحادة كانها في مشرحة للموتى لا تخشى صراخا ولا نزفاً.من هنا كان الأَوْلى النزول للجذور وليس الصعود الى الفروع لحل المشكلات ومجابهة الفاسدين. بعيداً عن التحريف وسوء التأويل،وحرصاً على الوطن والمواطن نطرح سؤال الاسئلة المحيرة: اين الاجهزة المعنية من هذه الخلايا المُميتة التي تستخف بالقوانين وتستصغر كل كبير للحصول على حفنة دنانير؟!. الم يأنْ الآوان لتطهير البلاد والعباد منها؟!.

*** المهندس عماد المومني رئيس بلدية الزرقاء،المدينة المنكوبة،بنقص الخدمات والتلوث وفوضى الشوارع وعشوائية الابنية.هذه البلدية بدلا من ان تكون طرفاً فاعلا في حل المشكلات العالقة، اصبحت ذاتها مشكلة مستعصية.فقد كشف مصدر موثوق ان فيها 1200 موظف اُمي ،فيما كشف وزير البلديات السابق عن وجود مئات الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم من دون عمل.ما يعنينا ان رئيس البلدية المومني ضبط تلاعباً بمليون دينار في خطوة جريئة ترميمية، تؤكد بالقطع ان ليس هناك مدن منكوبة ولا مؤسسات فاسدة ولا وزارات مترهلة بل هناك موظفون فاسدون ووزراء مترهلون و قوانيين عثمانية متخلفة، وذمم فاسدة مكانها مراكز التاهيل.

*** حديث الفساد والترهل يقودنا ايضاً للحديث عن البلديات التي تحولت الى تكايا خيرية و ملاجيء للعجزة باستثناء القلة العاملة التي تنهض بالمهمات،وتشيل الاعباء. دليلنا تصريح وزير البلديات: ان 80% من ميزانية البلديات تذهب 'للرواتب والنفقات'،اضافة للمديونيات التي تنوء بها و العجوزات المتراكمة نتيجة تكديس الموظفين لارضاء القواعد الانتخابية وضغوطات النواب والوجهاء المتنفذين. اللافت رغم الاعداد الضخمة للموظفين والنفقات الكبيرة الا ان هناك تراجعاً بالخدمات البلدية على مستوى الوطن،مما يؤشر على مدى الانهيار الذي وصلت اليه البلديات عن عدم قدرتها على ازالة بسطة من رصيف المارة او رفع حاوية زبالة.

*** المهندس حازم الناصر وزير المياه والري قام بخطوة شجاعة تُحسب له بحماية مقدرات الدولة من المياه والمحافظة على المخزون المائي الجوفي ،بردم الابار المخالفة،وضبط المخالفات على خطوط المياه الرئيسية والفرعية،وملاحقة الصهاريج غير القانونية على كامل الارض الاردنية ،والحق يقال عدم فلتان بؤرة واحدة من الملاحقة والمتابعة رغم التهديدات التي تعرض لها الوزير لوقف السرقات المائية التي تكّبد الدولة ملايين الدنانير فيما تذهب لجيوب الحرامية لا الى خزينة الدولة.

*** ما يندى له الجبين ان جُل السراق من المتنفذين والوجهاء،لكن الناصر بـ'قراره الثوري' اوقف اكبر عملية فساد مائي بتاريخ الاردن بتصديه لهذه الجرائم التي تقترف في وضح النهار وتحت الابصار.هذا الوزير العامل لا الخامل نرفع له القبعة،وننحي امامه لانه لم يخف من التهديدات بل خاف على الاردن.

*** السلبيات السالفة الذكر،الموازية للاصلاح البطيء السلحفائي،واجتثاث الفساد الصوري،واتساع دوائر الفقر والبطالة والجريمة،وغرق الشباب في ادمان المخدرات والكحول،وعنف المدارس والجامعات والشوارع،ما هي الا حصاد مُر لسياسات سابقة خاطئة غلب عليها التراخي و الاهمال،ساهمت فيها حكومات ووزراء، وموظفون غير اكفاء مشكوك بنزاهتهم.كانت حصيلتها العديد من الازمات.الامر الذي جعل الوطن يرزح تحت دوامة من المشكلات،لدرجة ان المخلصين لم يجدوا متسعا من وقت لادارة مصالحنا والتخطيط لمستقبلنا.ناهيك عن افاعيل النخبة المُعطلة التي ارتكبت الفواحش والبوائق لاستنزاف الثروة والتمسك بالسلطة.نخبة مدمرة لا تتورع عن حرق غابة من اجل شي سيخ لحمة،و لا تجد حرجاً في قطع ماء الشرب عن قرية لملء مسابحها ثم لا تستحي من الحديث عن الطهارة الوطنية.

*** ما نكتبه ليس مبالغة خيال او بكاءً على الاطلال لاستدرار الدموع بل هو تسليط ضوء على زاوية ضيقة من الخراب العميم الذي اقترفته الحيتان القاتلة ، كان من ابرز نتائجه انقسام مجتمعنا الى اناس يغسلون الاموال ،و اخرين يغسلون الكلى.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
05-11-2013 02:07 PM

السلام عليكم
الدكتور عبد اللطيف وريكات؛ كان وسيبقى من أفضل وأشرف وأنبل الوزراء الذين تقلدوا وزارة الصحة، واشتغل الرجل بما يرضي الله، وهاجم المفسدين، وحاربهم حرباً شعواء ليخلص البلد من فسادهم وإفسادهم وتحكمهم بلقمة المواطن، لكن ماذا كانت النتيجة؛ انتصر الفاسد على الوزير، وكانت يد الفاسدين هي العليا، ويد الشرفاء هي السفلى؟

2) تعليق بواسطة :
05-11-2013 05:43 PM

.
-- تشرفت بصداقة والد الدكتور محمد نوح العلامة الجريء نوح القضاة .

-- لا ادري لماذا يحاول إبنه أن يبتدع نهجا خاصا به دون الإستفادة من نهج والدة المؤثر الرصين.

-- أخالف الكاتب مع التقدير لأنه لو اراد الدكتور محمد إصلاحا لأستدعى المستشار القانوني للوزارة و حول المخالفين للنائب العام.

-- اما ان يصمت و يجير الحدث لاحقا"كما يرويه" معرضا الكثير للشبهة لعدم ذكره للاسماء و الفترة و الوزارة فهذة مع الأسف مزاودة طلبا للشعبية بين الناس .

وللأستاذ بسام الياسين الإحترام و التقدير.

3) تعليق بواسطة :
06-11-2013 08:22 AM

التقدير الكبير لـ "ربان موقع كل الاردن"الجسور الاستاذ خالد المجالي ولكل العاملين في هذا الموقع المتميز على اختياراته الموفقة وابراز الجوانب الايجابية للمسؤول الاردني المخلص في زمن بحث الكثيرمن المسؤوليين صغارا وكبارا عن المكاسب الذاتية

4) تعليق بواسطة :
08-11-2013 01:39 AM

الى رقم 1
ليس كل ما يلمع ذهبا...؟
اما محمد نوح ( الله يرحم والدة) ان الفساد المتفشى فى وزارة الاوقاف فضيع وكثير ولم تعمل شئى وليس عندك لماذا السكوت ؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012