أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


الأردن...اللعب بين الكبار بقدم مصابة

بقلم : علاء الفزاع
08-11-2013 11:14 PM





علاء الفزاع*

يمتلك الأردن فرصة ذهبية، ليس فقط للإفلات من الجنون الذي يجتاح منطقة الشرق العربي، ولكن أيضاً لترسيخ نفسه في مكان متقدم بين الدول المؤثرة هنا. ولكن النظام بشخوصه الحاليين غير قادر على التعامل مع هذه الفرصة، بل أكثر من ذلك، إنه على وشك التسبب بخسارة تاريخية، تماماً وكأنه يلعب في مباراة كرة قدم بالغة الأهمية، معتمداً على لاعب رئيسي مصاب القدم.

والمتأمل للمنطقة يرى بالفعل أن الأردن لديه احتمالات أفضل من كل من حوله. في سوريا لا يبدو المستقبل القريب مشرقاً، فمهما كانت التطورات إيجابية فإن القلاقل والصدامات لن تتوقف قبل شهور، إن لم يكن قبل سنوات، ولن تزول آثارها قبل أعوام كذلك. وفي العراق لم ينجح الغزو الأمريكي في جلب الاستقرار كما ادعى، واندلعت الحرب الأهلية الأولى في الأعوام 2006-2008 ، ولم تستقر الأوضاع، وعادت التوترات الطائفية والمذهبية للتفجر من جديد، وهي مرشحة للتصاعد. أما في لبنان فإن الأرضية جاهزة للتصعيد. وجنوباً في السعودية تستمر التوترات في المنطقة الشرقية، ولكن عوامل التفتت تنخر الدولة السعودية بشكل أكثر خطورة في باقي المناطق.

في فلسطين آفاق مغلقة، واستنزاف مستمر، ونزف مستمر كذلك.

المنطقة برمتها يعاد تشكيلها، بالدم، وبتقطيع الأوصال، وبآلام الملايين من سكانها، وبكامل إرادتهم ومشاركتهم! كل ذلك بفضل العداء السني الشيعي الذي يجري تصعيده وتوظيفه من قبل أطراف محلية، ومن قبل لاعبين إقليميين ودوليين.

في الأردن، وفي الجانب المشرق، يبدو التقسيم التقليدي بين الأردنيين الأصليين والأردنيين من أصل فلسطيني هامشياً للغاية مقارنة مع الانقسام السني الشيعي. وتبدو الصراعات السياسية حول مسألتي الوطن البديل والهوية الوطنية صراعات ناعمة للغاية مقارنة مع الصراعات الطاحنة في الجوار، ولا يعتقد أي مراقب جدي أن صراعات الأردن تمتلك أرضية كافية للتطور بشكل خطير. وهكذا فإن الأردن يمتلك ورقة الاستقرار الأهلي النسبي وغياب الانقسام المذهبي والطائفي.

وفي مثل هذه الظروف يكفي الأردن أن يتمكن من البقاء واقفاً، وألا يسقط في المعمعان. ليس مطلوباً منه سوى أن يبقى سليماً، فيكون جزءاً من الحل في المنطقة بعد سنوات عندما تكتفي من جنونها الذي يجتاحها. وببقائه واقفاً وسليماً فإنه سيحقق مكاسب سياسية واقتصادية وتنموية كبيرة. ولعل مثال أنبوب النفط العراقي المزمع عبر الأردن يشكل مثالاً كافياً على مشاريع على مستوى المنطقة ستحتاج الأردن كدولة مستقرة.

ولكن ليست كل الأمور على ما يرام. فالمنطقة فيها لاعبون محليون قادرون على التدخل في الأردن لسبب أو ﻵخر، وخصوصاً من غرب العراق وجنوب سوريا. وفيها لاعبون إقليميون مؤثرون جداً، من بينهم النظام السعودي الذي أحرق سفنه واختار المواجهة المفتوحة مع إيران وحزب الله والنظام السوري، ويرغب في استخدام الساحة الأردنية ضد النظام السوري، مهما كلف ذلك من ثمن مالي أو من دماء الأردنيين واستقرارهم. الحلفاء (إيران وسوريا وحزب الله ومن خلفهم روسيا) قد يفكرون في مرحلة ما باستخدام الأراضي الأردنية في مواجهتهم مع السعودية. لم يتطرق أحد إلى هذه الاحتمال، ولكن لا شيء مستبعد. فرغم التسويات التي يجري الحديث عنها بين أمريكا وإيران والحلفاء فإن السعودية ماضية في شوط القتال إلى النهاية، وتتوسع في تصعيدها كذلك في العراق ولبنان.

في الأردن وللتعامل مع هذا الظرف الدقيق بذكاء وبحرص ينبغي أن يكون الحكم متوازناً، وينبغي أن تكون هناك مؤسسية في التعامل بين الشق السياسي والشق الأمني والشق العسكري للدولة. وينبغي أن يتصرف النظام وفق قراءة للواقع مستمرة التحديث حسب المستجدات.

ولكن أيضاً هنا ليست كل الأمور على ما يرام. فما يسيّر النظام هو مصالح مجموعة فاسدة تكاد تسيطر على الأمور في الأردن، بعد أن نجحت في النجاة من موجة من المظاهرات المطالبة بإصلاح النظام، وبعد أن استغلت تراجع الأردنيين عن التصعيد بسبب خشيتهم من الفوضى التي تجتاح المنطقة. فهنا لا يوجد قراءة لمصالح الدولة كدولة، وهنا يتم التعامل مع الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية كسلع يمكن بيعها وتحصيل أرباح عن طريقها. ورغم أن المؤسستين العسكرية والأمنية نجحتا في الامتناع عن التورط المباشر في الشأن السوري إلا أن نقاشات جدية كانت تجري على مستويات عليا في الدولة الأردنية قبل شهور كانت تتحدث عن إرسال قوات برية أردنية إلى درعا لمساعدة المعارضة السورية على إنشاء جيب تحت سيطرتها يتم تحويله إلى منطقة آمنة، ثم إلى نقطة انطلاق باتجاه دمشق. وبالطبع كان ذلك مقابل ثمن مالي سعودي.

تتكرر الآن طروحات مماثلة، والثمن السعودي يتصاعد، والمجموعة الحاكمة تضعف أكثر فأكثر أمام بريق النفط السعودي، في الوقت الذي ضعفت فيه تأثيرات الأمريكان على السياسة الأردنية. وفي نفس الوقت تقف المعارضة الأردنية، وخصوصاً الوطنية، حائرة ومترددة، غير قادرة على التصعيد خشية الانجرار إلى ما لا تحمد عقباه.

ويتم الآن دراسة سيناريوهات مختلفة، من بينها تصعيد وجود المعارضة السورية المسلحة على الأرض الأردنية، ومن بينها ما هو أكثر من ذلك. وكله يصب في خانة التورط المباشر

وفي حال تورط الأردن عسكرياً في سوريا في الوقت الذي تزداد فيه قوة حلفاء النظام السوري فإن الدولة الأردنية ستخوض حرب الوكالة عن السعوديين، وستدفع الثمن نيابة عنهم.

وفي الخلفية من المشهد يقف التيار الجهادي، وبعض خلايا القاعدة، مترصداً لأخطاء النظام الأردني المتراكمة، ومستفيداً من أجواء الإحباط السياسي والانسداد الاقتصادي والضنك المعيشي التي تسود البلاد.

الصورة بمجملها تحتوي إمكانات وآفاقاً ذات معقولية عالية بالنسبة للدولة الأردنية. ولكن في المقابل فإن أسئلة جدية لا بد من طرحها حول أهلية النظام الأردني للتعامل مع تلك الإمكانات والآفاق، وحول أهليته لتجاوز المخاطر المحتلمة، بل أكثر من ذلك: عدم قيامه ببيع الأردن (حرفياً) وتحويله إلى ساحة معارك، مقابل مبالغ يتم تحويلها إلى سويسرا، يتبعها أصحاب تلك المبالغ ممن يتحرقون شوقاً لمغادرة الأردن!

*كاتب أردني مقيم في السويد

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-11-2013 12:24 AM

.
-- ملاحظة فنية : سويسرا ليست وجهة الأموال الملوثة بسبب أنظمتها المصرفية التي تسمح بتعقب مصادر الاموال و حجزها .

-- وجهة الأموال المشبوهة المنهوبة من العالم الثالث بواسطة حكامه و أسرهم و أعوانهم هي ""النمسا"" فأنظمتها البنكية مرنة في التعاطي مع مثل هذة الثروات .

-- لذلك تابعوا "رحلاتهم" المعلنه و غير المعلنه الى فيينا .

و للكاتب الوطني الشريك الجديد بالإغتراب علاء الفزاع التحية و الإحترام.

.

2) تعليق بواسطة :
09-11-2013 12:39 AM

جوهر الموضوع

يطرح الكاتب الاسئلة المصيرية التالية حول اهلية النظام الاردني فيما يختص

1- بتجاوز المخاطر المحتملة

2- عدم قيامه ببيع الاردن حرفيا مقابل مبالغ يتم تحويلها الى سويسرا

3- تحويله الى ساحة معارك

السائل والمسؤول على نفس القدر من العلم بالاجابة التي لا تحتاج الى استفتاء او فتوى يجريهما النظام او شعب النظام

3) تعليق بواسطة :
09-11-2013 12:59 AM

الأخ al-mughtareb

أتمنى عليك أن تراسلني على الإيميل التالي
alaa.fazzaa@gmail.com

مستأذناً المحرر في نشر الإيميل للضرورة

4) تعليق بواسطة :
09-11-2013 02:31 AM

yes sir
and islandes of shorrr

5) تعليق بواسطة :
09-11-2013 07:54 AM

فيينا من اجمل العواصم التي رأيتها في حياتي وهذا اغراء ثاني للهروب وتهريب اليها الكاتب لديه اسلوب رائع في الكتابه يشدك لاكمال المقاله دون ملل لهو كول اتقدير وللاخ AL-mugtareb امنيه ان نرى اسمه مطرز على رأس تعليقه في القريب العاجل ان شاءالله فا ما عندك اعظم لسه لم يائن أوانه لك تحيه وتقدير

6) تعليق بواسطة :
09-11-2013 11:20 AM

انا لو محلك سيد علاء ما بكتب و بستحي على دمي انت كنت عايش في الاردن و كنت الك كل الحرية و لم تعتقل ولم تضرب و ذهبت الى سويسرا و طلبت اللجوء فيها و رضيت في الاهانة في الاصتفاف طوابير لكي تحصل على المساعدات و اكيد انعملت لك مقابلات من وزارة الداخلية واكيد اشكالك الي عامله حالها انها حريصة على وطنها تجنيت على بلدك الاردن في اوراق مزورة و قصص من عندك لكي توهمهم ان حياتك في خطر في الاردن انا بعرف كل هاي الامور لاني عايش في المملكة المتحدةلا تضحك على القراء انت كنت اصلا ما حدا داري فيك و ما كنت اشجع من السيد.....يكتب في كل حرية و كتاباته فوق المستوى و ينتقض الكل بس في فرق بينك وبين السيد .....هو يكتب لحبه و غيرته على وطنه اما انت فتكتب و خصوصا الان كي تتبث للحكومة السويسرية لماذا تركت الاردن لانك تكتب ضد الفساد والحرية انا اتمنى من هذا الموقع المحترم عدم تقبل اي مقالات من هذا الشخص الذي باع كرامته من اجل العيش على المساعدات والمدلة بتكفي كلمة لاجئ

7) تعليق بواسطة :
09-11-2013 12:01 PM

I am also an immigrant,from my long experience with immigrants,I think that Mr.Fazza will lose his confidence,skull,ability patience and his mind,and slowly he will start to put up comments and articles not correspond with reality and conscious,

I think that the main factor that led this man to seek Refuge was financially,but his lost will be more double, I am really sorry for him and for what coming up

I have for along time thought that our leader is not enough intelligent,but now after all what happend I think he is more than that, his British race gave him enough.

If I were Alaa Al Fazza I will back to Jordan and never give the chance to get MAD

Jordanian Mughtareb but I am not wise enough as Almugtareb

8) تعليق بواسطة :
09-11-2013 12:02 PM

نرجو من زميلنا و شيخنا المغترب عدم التواصل معه لانه ترك الوطن و هرب ,, لو ببقي في الاردن هل سيمنعه احد من كتابة هذا المقال

شكرا

9) تعليق بواسطة :
09-11-2013 02:40 PM

الاستاذ الفاضل علاء

مع اطيب التمنيات لك بالتوفيق والنجاح حيث ثقفت

10) تعليق بواسطة :
09-11-2013 02:59 PM

الى صاحب التعليق رقم 7 المغترب الاردني

- صدمت عندما قرات تعليقك خاصة ماجاء فيه حول رايك بملك الاردن حيث عبرت عن ذلك بالقول

كنت اعتقد ولفترة طويلة من الزمن ان قائدنا ليس ذكيا بالمقدار الكافي ولكن الان وبعد كل ما حدث اعتقد انه اكثر من ذكي لان العرق البريطاني منحه الذكاء

- هل تعي وتقصد ما تقول

11) تعليق بواسطة :
09-11-2013 04:05 PM

To Mr. Ghazi Kheir
There is no need to be shocked dear ghazi,because our discussion here is a big evidence that the main FACTOR behind seeking Mr. Fazza the Refuge is financial.and I think that you are enough educated as seen from your comments and know enough about the history heroes and one like Mr. Fazza cannot be hero ,otherwise there will be no reason for any one to stay in Jordan to fight with peaceful manners to reach the desired goal if every one make himself victim to get butter life in refugee land.

finally about the most thing which shocked you,that the King have got some from his British race, I think that is real and not a bad thing but if you got shocked that I thought that he wasn't so enough intelligent it is just because all what happend in the last 14 years in our Jordan and he keep saying NO for corruption NO putrefaction NO dissolution,and millions of Jordanians asking Allah to give them more and more from all what he said NO, do you think that is intelligence or what.

Best Regards

12) تعليق بواسطة :
09-11-2013 05:46 PM

الى صاحب التعليق رقم 7 و 11

,Dear Jordanian Mughtareb
Do you think that Mr Alaa Al Fazza will go mad and is this pessimistic view in any shape or form supported by evidence
like people in the Witness Protection Program
I think 7 and 11 are funny coincidental number

Hussein

13) تعليق بواسطة :
09-11-2013 05:51 PM

To Jordanian Mughtareb. I live in England, and nobody here likes refugees or immigrants, because the tax payer here pays for them and when government gives them money you make refugee you have to go here and there, it is not easy, you have to queue for ages to get anything, Mr Mughtareb, you think that the government gives a lot of money for refugee. no. you hardly get anything, just enough to get by on. Some places you have to go and eat. It wont be long before he will want to go back to Jordan, it would be better for him not to call Jordan or say anything wrong about his country because later he will send a family member to the government to say sorry my son didn't know what he was doing at the time.

14) تعليق بواسطة :
09-11-2013 07:17 PM

كل امنيات السعاده والتوفيق والنجاح للاستاذ علاء الفزاع اينما حل وارتحل ولكل ابناء الاردن المغتربين حيث لكل منهم ظروفه التي اجبرته على فراق الوطن والاهل والاحبه راجيا من الاستاذ محمود كسوحه ان لا يكون قاسيا في حكمه الى هذه الدرجه فالرجل كغيره من الحراكيين تعرض لالوان من الظلم والقهر والتهديد علما بان سلاحه كان دوما قلمه معبرا عن رايه مدافعا عن هموم المواطن ومستقبل الوطن لا اكثر .

15) تعليق بواسطة :
10-11-2013 10:37 AM

الاخ والصديق علاء الفزاع كان يكتب مقالات وهو بالاردن اكثر جراة واهمية لا بل واعلى سقفا من هذا االمقال؟؟؟
حقيفة لا اعلم سببا واحدا مقنعا جعله يغادر ويطلب اللجوء ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012