أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الحوادث النووية في العالم؟

بقلم : د. أيّوب أبو ديّة
09-11-2013 12:31 PM
تتكرر الحوادث النووية سنوياً بشدة وخطورة متفاوتتين، فلا يوجد عام واحد يمر بسلام تام، بل هناك مؤشراً على تزايد الحوادث؛ وفقاً لتقرير مؤسسة الحماية من الإشعاعات النووية الفرنسية IRSN، ففي عام 2008، زادت نسبة الحوادث الأمنية والبيئية في المواقع النووية بمقدار 56% مقارنة بعدد حوادث عام 2005 (من 131 حادثة عام 2005 إلى 205 حادثة عام 2008). فعلى سبيل المثال، في منشأة سوكاتري Socatri في موقع Tricastin، تسرب 20 م3 من السائل المشع خارج مستودعات الوقود؛ انساب بعض الوقود مع خطوط تصريف مياه المطر فيما تسرب البعض الآخر في داخل التربة.
ويمكن قراءَة تفاصيل حوادث منشأة ثورب Thorp عام 2005 في موقع سيلافيلد البريطاني في صفحة 16 من التقرير عينه، وكذلك حادثة منشأة أخرى في موقع فليروس Fleurus البلجيكي عام 2006، وذلك في صفحة 17 من التقرير ذاته، وحوادث أخرى كثيرة في فرنسا والهيج واليابان وغيرها من الدول، حيث كان من الممكن أن يؤدي بعضها إلى كوارث بيئية وإصابات بين العمال على نطاق واسع.
ومهما يكن من أمر، فإذا افترضنا أن الأمور تسير على ما يرام في المفاعلات النووية وبدون حوادث تذكر، فإن هذا لا يعني أنه لا توجد أضرار إشعاعية على العاملين في المواقع النووية أو على الناس والطبيعة الحية المجاورة لهذه المفاعلات؛ فماذا تقول الدراسات بهذا الشأن؟
أجريت دراسة في 15 دولة على العاملين في المواقع المشعة (وقد استثنت هذه الدراسة العاملين في مناجم تعدين اليورانيوم)، ونشرت الدراسة عام 2005، وقد أكدت زيادة مخاطر إصابة العاملين في تلك المنشآت بالسرطان واللوكيميا حتى عند التعرض لإشعاعات بسيطة. شملت الدراسة 407,000 عامل وموظف الذين تعرضوا لشدة إشعاعات بمعدل 19.4 مللي سيفريت، علماً بأن المسموح به هو 50 مللي سيفريت سنوياً للعاملين في تلك المنشآت. واتضح زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان بنسب متفاوتة وفقاً لشدة الإشعاع وبعده والفترة الزمنية التي يتعرض لها الإنسان.
تؤكد الدراسات الطبية اليوم أثر الإشعاعات النووية المأينة Ionizing Radiation على العاملين في المفاعلات النووية وأيضاً على السكان الذين يعيشون بالقرب من المفاعلات النووية، حيث تزداد نسبة الإصابة بسرطان الدم بعد مدة نحو خمس سنوات من تعرضهم للإشعاعات، وتظهر الإصابات بالسرطان خلال مدة تتراوح بين 10 – 40 سنة. وتطلق المفاعلات النووية غازات مشعة Radioactive Gases يتم جمعها في المحطة، ثم يتم التخلص منها في الهواء عندما ينخفض نشاطها الإشعاعي، كما تطلق عناصر مشعة لا يمكن جمعها بالتكنولوجيا المعروفة حالياً مثل Kr81.
كذلك أثبتت دراسة إنجليزية زيادة نسبة إصابة الأطفال دون سن عشر سنوات بسرطان الدم بين عامي 1954 – 1984 في قرية سيسكيل Seascale التي تقع على بعد ثلاثة كيلومترات من منشأة سيلافيلد Sellafield المتخصصة في إعادة تأهيل واستخدام الوقود النووي المستنفذ، حيث ربط مجموعة من العلماء الإصابات في القرية بالإشعاعات الصادرة عن المنشأة النووية.
وقد أجريت في عام 2007 دراسة على تأثير المفاعلات النووية في ألمانيا على الإصابة بسرطان الدم عند الأطفال والشبان الذين تقل أعمارهم عن 28 عاماً والذين يعيشوا في مدى دائرة قطرها خمسة كيلومترات من المفاعلات النووية، إذ اتضح زيادة احتمالية الإصابة بالمرض باقتراب سكنهم من المفاعل النووي. وقد نشرت تقارير ارتفاع الإصابة بمرض السرطان حول مناطق المفاعلات في ألمانيا بنسبة 117 % لغاية مسافة خمسة كيلومترات من موقع المفاعلات الحديثة، وبخاصة لدى الأطفال دون سن التاسعة، وتشير التقارير أيضا إلى امتداد الضرر الإشعاعي على الكائنات الحية لمسافات قد تصل إلى 50 كم!
وفي أوسع دراسة تمت حول مواقع نووية عديدة (136 موقعاً) في بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا واليابان وألمانيا وكندا، اتضح زيادة نسبة إصابة الأطفال دون سن 9 سنوات بنسبة تتراوح بين 14 – 21 بالمئة. وهذا يعني أن هناك إصابة إضافية واحدة على الأقل لكل خمسة أشخاص من عدد السكان.
أما أحدث دراسة لارتباط أثر المفاعلات النووية على السكان، من حيث المسافة الفاصلة بينهما، فقد تمت في ألمانيا ونشرت عام 2008، وتوصلت إلى أن زيادة الأثر تتناسب طردياً مع الاقتراب من المفاعل، ولكن الاكتشاف الأهم والأخطر كان يتمثل في أن الأثر على السكان المقيمين في المنطقة قد امتد ليصل إلى سبعين كيلومتراً. فإذا رسمنا دائرة نصف قطرها 70 كيلومتراً حول منطقة أي مفاعل مقترح، فإنه يمكننا أن نحصر المناطق التي سوف تصيبها الأضرار في المستقبل.
فاذا رسى موقع المفاعل النووي في منطقة الموقر بالقرب من قصير عمرة، كما أعلنت الهيئة مبدئيا، فان المسافة بين قصير عمرة وحدود المملكة العربية السعودية هي 50 كيلومترا على جوجل ايرث والمسافة عن الحدود السورية 58 كيلومترا ومن مطار الملكة علياء 57 كيلومترا، وأكاد أجزم أنه قد تم اختيار الموقع بحيث يتوسط هذه المحددات الثلاث من دون أخذ أي اعتبار للمجتمعات المحلية والحاجة الى المياه والأمن وسرعة الاخلاء في الحالات الطارئة وغير ذلك، المهم هو اختيار الموقع وطرح العطاءات والباقي على عاتق المجتمعات المحلية التي هي وحدها سوف تتحمل تراجع السياحة وانخفاض أسعار الأراضي والاعراض عن شراء الماشية والمنتوجات الزراعية والصناعات الملوثة اشعاعيا في المستقبل ولمئات السنين، وهي تجارب واقعية من الهند والفليبن. والأخطر من ذلك هو الاتجاه السائد في الولايات المتحدة الأمريكي بالحد من أعداد السكان والزراعة والصناعة في المناطق القريبة من المفاعلات النووية كما طرحه كل من كينيث بيرلمان Kenneth Pearlman ونانسي ويت Nancy Waite في بحثهما المنشور في حولية القانون الحضري Urban .Law Annual .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-11-2013 09:04 PM

سؤال للدكتور الكريم

ما هي ابحاثك المكمة في هذا المجال ارجو ذكر اسم المجلة و العدد


ثانيا هل هذا بسبب د خالد طوقان


انا متخصص في الفيزياء و اعرف ان ما قلته ليس صحيحا و على الاطلاق

2) تعليق بواسطة :
09-11-2013 09:12 PM

وتشير التقارير أيضا إلى امتداد الضرر الإشعاعي على الكائنات الحية لمسافات قد تصل إلى 50 كم!


ما هي هذه التقارير و ما مصدرها

3) تعليق بواسطة :
10-11-2013 09:31 AM

هذا المرجع أيها الخبير شاكر، ولدي نسخة ورقية وأكون سعيدا جدا لو التقينا وتناقشنا في الموضوع:
Urban Law Annual ; Journal of Urban and Contemporary Law
Volume 27
1984
Controlling Land Use and Population Growth
Near Nuclear Power Plants
Kenneth Pearlman
Nancy Waite

4) تعليق بواسطة :
11-05-2014 04:54 PM

أتحدى أن الفيزيائي المتخصص شاكر الذي يدعى المعرفة أن يكون قد نشر مقالة عليها القيمة في جيرنال يزيد Impact Factor عن 2 والا لما خجل من ذكر اسمه! أخي شاكر نحن نعرف كيف تحصلون على الترقيات في جامعاتنا!

5) تعليق بواسطة :
16-05-2016 11:22 PM

كل الاحترام والتقدير للأستاذ الجامعي والناشط البيئي المنتمي لثرى الأردن الدكتور المهندس أيوب أبو دية ...الحاصل على أكثر من 5 جوائز عالمية في مجال البيئة والأبنية الخضراء ، وصاحب الانتاج العلمي الهندسي الغزير الذي ينوف عن 40 كتابا ، اضافة الى مئات المقالات والأبحاث المحكمة....نشعر بالأمان والثقة بمستقبل الوطن حين نقابل أمثال الدكتور أيوب...

6) تعليق بواسطة :
17-05-2016 11:25 PM

أشكرك دكتور إسماعيل ولكن
وما اوتيتم من العلم إلا قليلا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012