|
|
زيارة ودلالات
بقلم : عبد الحليم المجالي
16-11-2013 12:18 PM زيارة المسؤولين الروسيين الاخيرة لمصر , وزير الخارجية ووزير الدفاع , تحمل دلالات كثيرة ومتعددة وقد قيل فيها الكثير من التحليلات والتعليقات ولكن بتحفظ , فلم يجرؤ اغلب المحللين على قول الحقيقة فيها . وزير الخارجية المصري وصفها بانها زيارة تاريخية , وهي في الواقع كذلك لانها جاءت في وقت يشهد فيها التاريخ تحولات اممية كبيرة , ملامح هذه التحولات بدأت بالوضوح منذ بداية الحالة السورية والصراع على سوريا , اذ ان القوى العالمية بكل اطيافها تشارك في هذا الصراع بنوايا واهداف مختلفة حسب مصالح تلك القوى . في هذا المقال احاول تسليط الضوء على اهمية تلك الزيارة من حيث شخوصها . الزائران مختصان في شأنين سياديين من شؤن امتهم , السياسة والدفاع وكان من المفروض ان يقابل هذين الزائرين شخصيات مماثلة لهم , في الاختصاص والعدد من الامة العربية التي تنخرط في الصراع الدائر على سوريا في كل مكوناتها البشرية والمادية ففي سوريا تتورط القوى التقدمية بكل اطيافها القومية واليسارية والقوى الدينية ممثلة بالاسلام السياسي والاسلام العسكري حتى الاغلبية الصامتة متورطة ومتاثرة بهذا الصراع وكذلك القوى الرجعية التي تمثل الشد العكسي لكل اصلاح وتقدم لهذه الامة وتدفع في سبيل ذلك المليارات دون حساب للنتائج . كيف وصل هذان الزائران الى تولي منصبهما ومدى شرعية تمثيلهم لمواطنيهم يدفعنا الى التساؤل لماذا لا يقابلهم ممثلان شرعيان عن امتنا العربية التي اثبتت احداث سوريا بانها عبارة عن مجاميع مشتتة لا يربطهم اي رابط ولا يجمعهم اي هدف واضح . شرعية التمثيل في اصلها مصدر قوة في القول والفعل وفي التخطيط وفي التنفيذ , فامة يمثلها وزير خارجية واحد و وزير دفاع واحد لاشك انها تسير في الطريق الصحيح للانجاز على مستوى الامم فنحن في الوطن العربي لم نخرج من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي ومع ذلك لم نستفد من تجربة عدونا في بناء القوة المؤثرة على موازين القوى في هذا الصراع , ومن لا يتعامى عن الحقيقة يدرك ببساطة ان تطبيق العدو لمبدأ الوحدة في كل المجالات : وحدة الرؤيا لطبيعة الصراع , وحدة القيادة , وحدة الهدف , وحدة الاسلوب , وحدة الامكانايت وغيرها , كل ذلك يشكل اقوى الاسلحة في هذا الصراع الدائر والذي يبدو لا نهاية له الا بالاسلوب الذي بدأ فيه ويفسر ذلك القول المأثور : ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة , ويمكن القول ان الحلول السلمية في هذا الصراع وكل الصراعات الاخرى ومن ضمنها الصراع على سوريا وهم ومضيعة للوقت . سؤال يطرح نفسه : يا ترى مسؤولية من للوصول الى وحدة التمثيل ؟ لا شك ان الجواب ببساطة هو المواطن . المواطن من حقه ان يدفع فيمن يمثله بصدق في المجالين السياسي والدفاعي . فمثلا في وطننا العربي نرى ان من يمثلوننا في هذين الشأنين , السياسة والدفاع , لا يمثلون تطلعاتنا كمواطنين بصدق بل انهم احيانا يسيرون في الاتجاه المعاكس فمثلا في المجال السياسي يمثلنا اكثر من عشرين ممثل ولكل واحد منهم مصالح تختلف وتتضارب مع الاخرين وكذلك في الجانب العسكري حدث ولا حرج فهنالك قوات رسمية وقوات شبه عسكرية وقوات تمثل اذرعة لتيارات سياسية متضاربة ومتناحرة امعنت في تخريب اوطاننا بالقتل والتشريد وتدمير الممتلكات دون اي وعي او منطق . ثقة المواطنين العربي فيمن يمثلهم في مجال السياسة والدفاع مهزوزة والدليل على ذلك شبه الاجماع على فشل النظام السياسي العربي وما يتبع ذلك من الفشل في كل المجالات وعلى راس ذلك المجال الدفاعي . نتائج هذا الفشل واضحة ولا تحتاج الى جهد كبير في تاكيدها فالامة العربية متخلفة سياسيا واقتصاديا وعسكريا واجتماعيا ولا وزن لها بين الامم . للخروج من هذا المأزق والوصول الى مستوى تمثيلي حقيقي لا بد للمواطن العربي ان يصحو من غفوته ويدرك اهمية هذين الشأنين السياسي والدفاعي والا يفرط في حقه في التعامل معهما كشأنين استراتيجيين يحددان مدى اهميته كمواطن عربي واهمية امته وفاعليتها في تعاملها مع الامم صراعا او تعاونا ولا بد من قيام حركة وطنية عربية على مستوى الوطن العربي تجعل المواطن العربي على رأس اولوياتها في الاهتمام وتنشله من بئر الاوهام الى بر الحقيقة التي لا تقبل الفرقة والشتات والفوضى الفكرية السياسية والدفاعية .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|