أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ادماج التقنيات الحديثة في العملية التعليمية - التعلمية

بقلم : الدكتور شفيق علقم
21-11-2013 11:08 AM
لا مندوحة عن دعم جلالة الملك حفظه الله لقطاعات تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، ورؤياه في ان يغدو الاردن مركزا في المنطقة لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات، وتوظيف التقنيات بفعالية في مختلف القطاعات ، والعمل على ترسيخ ثقافة الابداع والابتكار من خلالها في الانسان الاردني. 
لذلك حاولت وزارة التربية والتعليم، ابان مسيرتها التطويرية، على ترجمة هذه الرؤيا وذاك الدعم بالربط الالكتروني التكنلوجي ، وتوظيف بعض المستحدثات التقنية بفاعلية، محاولة موافقة المتطلبات العصرية المتجددة . ومع ان ثمة ما يشير إلى ذلك في بعض الحالات المعينة من العملية التعليمية- التعلمية،الا ان ثمة تحديات كبرى لاتزال تواجه مسيرتنا التعليمة التطويرية في خوض غمار هذه التجربة التكنلوجية بشكل اوسع واشمل ،واكثر تحديثا واستمرارية واستدامة مما هي عليه الان. 
فنحن لا زلنا بحاجة ماسة للتوسع في ادخال الحاسبات الالكترونية إلى كل مؤسساتنا التربوية والتعليمة، واستخدامها بفعالية لخدمة عناصر العملية التعليمية -التعلمية ومراحلها والياتها ومجرياتها، كما اننا بحاجة اكثر إلى اعداد الكوادر والاطر الفنية التعليمة المدربة والقادرة على استخدام هذه التقنيات ؛لتخدم عملية التدريس وتقودها إلى النجاح ، اذ لا زالت الاستفادة من هذه التقنيات المتراكمة في بعض مؤسساتنا محدودة وبحاجة إلى من يقودها. 
كما اننا بحاجة ماسة إلى ايجاد الوسائل الكفيلة بانتاج برامج تعليمية- تعلمية تطبيقية محلية، وليس استقدامها معدة وجاهزة من الخارج ،لان اعتمادنا على هذه البرامج المستوردة والمعدة مسبقا لبيئة غير بيئتنا وثقافة غير ثقافتنا؛ ستكون دخيلة علينا وعلى ثقافتنا وقيمنا واخلاقنا من حيث انها لا تتصف بمفردات حضارتنا وتكويننا ، ناهيك على ان التكنلوجيا ذاتها وبطبيعتها تكمن في داخلها قيم المجتمعات ذات التكنلوجيا الرفيعة والصانعة لها ، ومن ثم فانها تفرض هذه القيم المستوردة نفسها على من يستوردها و يستخدمها. 
ان وزارةالتربية والتعليم تستطيع لو شاءت بالشراكة مع احدى شركات التقنية العالية مثل ميكروسوفت او ابل مثلا ان تعمل على ادماج عناصر ووسائل التكنلوجيا الحديثة كمشاريع في المنظومة التربوية وربطها بالمناهج الدراسية لمؤسساتنا التربوية؛ لتواكب بذلك المستجدات التكنلوجية ومتطلبات العصر ؛اذ ان مناهجنا الدراسية وطرق تدريسها لا زالت بحاجة إلى اصلاح ودعم ،فنحن بحاجة إلى مناهج ذات معارف ومهارات ومفاهيم ونشاطات واخلاق وقيم محلية اسلامية عربية وربطها او دمجها بوسائل التكنلوجيا الحديثة المتجددة. 
ان مناهجنا لا تزال تنظر إلى تعليم الحاسوب في مؤسساتنا التعليمية كمادة منفصلة قائمة بذاتها، ولا تدمج معطياته بالمناهج او يستفاد منها بشكل عام ،حيث ان ادماج عناصر التكنلوجيا في العملية التعليمية -التعلمية واستخداماتها بالشكل المطلوب والامثل مع جيل الرقميات كادماج الالواح التفاعلية يعمل على تطوير العملية التربوية برمتها . 
فالولايات الالمانية مثلا ،قامت بدمج مناهجها التعليمية والتربوية في الفيسبوك والتويتر ،كما ان تركيا نجدها اليوم توزع اجهزة الايباد على تلاميذ المدارس الابتدائية.يقول اردوغان ' ان اكبر استثماراتنا في تركيا لاجيالنا الناشئة ولشبابنا هو ان نوفر لهم افضل وسائل التعلم والتعليم الحديثة ونجعلها ممكنة لكل فئات ابناء مجتمعاتنا لينالوا العلم والمعرفة والحكمة' 
ان استخدام وسائل تكنلوجيا المعلومات والاتصالات بعناصرها الحديثة وتمكين الطلبة والمعلمين من توظيفها لمما ينهض بالعملية التعليمية -التعلمية ،وينمي قدرات الطلبة على الفهم والتفكير والتحليل والاستنباط والربط ، ويعمل على توسيع خيارات الفرص المتاحة، وتنمية القدرات على التعلم واكتساب المعارف وتوظيفها وانتاجها وتفعيلها، وثمة مثل لذلك في معلمة كندية استطاعت تطويع اليوتيوب احدى وسائل التكنلوجيا الحديثة في تدريس طلابها ؛حيث جعلت من هذه الوسيلة التقنية اسلوبا باشرت من خلاله ارسال الدروس التي اعدتها جيدا إلى طلبتها في منازلهم ،وخصصت الزمن الرسمي للحصة الصفية للدعم ومراجعة الواجبات، فعكست بذلك مسار العملية التعليمية التقليدي ليصبح من المنزل إلى الفصل الدراسي( غرفة تدريس معكوسة) ؛ فحصلت بذلك على نتائج رائعة في تحسن مستوى الطلبة بكل فئاتهم ،وساعدتهم على النجاح التام. 
لقد اخذت مؤسسات تعليمية كبرى ، مثل المدارس الانجليزية الالكترونية تتعاطى مع وسائل التكنلوجيا الحديثة وتطورها وتستفيد من استخدامها ، فاخذت في تطبيق الكمبيوتر اللوحي(اندرويد) ،وثمة في الاسواق تطبيقات مختلفة مفيدة لبرامج تعليمة مبتكرة بقيادة مدرسين محترفين، 
ان مصير الامم يتوقف على قوة نظامها التعليمي وتفوق منطومتها التربوية ،حيث يشهد عالمنا تفجرا للمعرفة بفضل التقنيات الحديثة لم يسبق له مثيل ؛فاصبحت النتاجات التعليمة تنمو بمتواليات هندسية متسارعة، تقتحم علينا مواقعنا في كل مكان، حتى اصبح الهم التعليمي يحملنا على التفكير الدائب والبحث المتواصل عن انجع السبل واجداها ، واقوى الوسائل للوصول إلى تعليم عصري حديث يؤهلنا للريادة لتواكب مدارسنا حركات التجديد وتترجم شعارات التفوق والتميز إلى اساليب عملت كي تلحق بركب التقدم العالمي لتجد لها على ساحته موقعا وعلى خريطته مساحة. 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012