أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اتفاقيات حقوق الانسان الرئيسة وانسجامها مع الانظمة السعودية

بقلم : الدكتور شفيق علقم
30-11-2013 11:17 AM
ازداد الخوض - في الاونة الاخيرة - في موضوع حقوق الانسان في السعودية، واكتسب اهمية خاصة ، ليس لانه جديد عليها او على الشريعة التي التزمت بتطبيقها ، فقد كرم الله سبحانه وتعالى الانسان واعلى من شانه فقال جل وعلا ( ولقد كرمنا بني آدم على العالمين) ،وهذا يعني رعاية هذه الحقوق وحمايتها وتطبيقها، فتأسست لذلك في المملكة العربية السعودية الجمعية الوطنية لحقوق الانسان، كهيئة غير حكومية للعمل على تحقيق هذا الهدف الرباني.
ان حقوق الانسان بمفهومها الواسع تشمل حقوقا اساسية ومدنية وسياسية واجتماعية وثقافية، وهي ما تولاها الفقه الاسلامي بالتفسيروالشرح والصيانة والحفظ ، ووضع الاحكام واشتراط التنفيذ ،والربط بالاسباب والمسببات، وكلها مصانة محفوظة - وان كان ثمة بعض المخالفات من بعض منسوبي الاجهزة الحكومية والمواطنين على السواء - كما رصدت ذلك الجمعية الوطنية السعودية لحقوق الانسان؛ فان لكل قاعدة شواذ.
وانطلاقا من تطبيق المملكة للشريعة الاسلامية التي تدعو بطبيعتها إلى احترام حقوق الانسان في الحياة والتسامح والعدالة والمساواة وسيادة القانون وغيرها ؛ فقد اكدت المادة (26) من نظام الحكم السعودي على التزام الدولة بحماية هذه الحقوق وتطبيقها ، وقد انضمت السعودية إلى معظم اتفاقيات حقوق الانسان، وهي في طريقها للانضمام إلى ما تبقى من تلك الاتفاقيات، وذلك مما دعا إلى اختيار السعودية عضوا في اول مجلس دولي لحقوق الانسان ؛ نتيجة لهذا النهج الايجابي ، ولكنها ما زالت لم تنضم إلى الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال وافراد اسرهم المقررة من الجمعية العامة للامم المتحدة.
وفي مناقشة الاطار العام للاعلان العالمي لحقوق الانسان... فمع انه يعتبر من اشهر وثائق حقوق الانسان بالنظر لطموحاته ومواده الثلاثين التي تتطرق فيها إلى مختلف انواع حقوق الانسان الاساسية كحقوق الحياة والحرية والمساواة والعدالة والكرامة والامن والعمل والتعليم وحريةالراي....
لكننا لو تفحصنا صياغة مواده؛ لظهر لنا ان الطابع العام غير محدد ، وانما هو ينسجم مع كونه معبرا عن طموحات وتطلعات ، وليس التزامات محددة ومفروضة ؛ لذلك تحفظت السعودية على بعض مواده التي تصطدم وتتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية ، فبعض هذه المواد تسمح بحق الانسان في تغيير دينه، وحرية اقامته للشعائر الدينية مع جماعة امام الملأ ، كما ان ثمة مادة تنادي بضرورة المساواة بين الاطفال المولودين في اطار الزواج الشرعي والاطفال المولودين خارج هذا الزواج ،وهو ما يتعارض ايضا ويصطدم مع احكام الشريعة الاسلامية التي تفرق بين المولودين من زواج شرعي والاطفال المولودين من خارج اطار هذا الزواج.
وعن القيمة القانونية للاعلان؛ فهو على عكس الاتفاقيات الدولية ليس له اثر قانوني ملزم ، وانما تقتصر اهميته على قيمة ادبية ومعنوية فقط ، وهو توجهات وغايات او مثل عليا ،على الدول التي اعتمدته توخيها والسعي إلى تحقيقها، وهو ما اشارت اليه صراحة ديباجة الاعلان، بانه مثل اعلى مشترك، ينبغي ان تبلغه كافة الشعوب، وليس ثمة له التزام قانوني محدد، فهو بمواده يعكس غاية او طموحا عاما فقط.
ان الاعلان العالمي لحقوق الانسان يحظى في حقيقة الامر بوجهين من القيم، فهو في الاولى قيمة ادبية ومعنوية ، مستمدة من قبول الدولة لتوخي هذه الامال والطموحات الواردة فيه، وهوما يشكل في حقيقة الامر التزاما عليها، مستمدا من رضاها بالاعلان، ويعتبر بالتالي اخلالا بذلك اهدار بند من بنوده . والوجه الاخر من قيمه الاعلان هو انه يشكل المرجعية العامة للقانون الدولي لحقوق الانسان بحيث يمكن الرجوع اليه في حالة عدم وجود نص خاص في احدى الاتفاقيات المعنية بحقوق الانسان اللاحقة عليه.
ان الاعلان ليس اتفاقية دولية ملزمة، ويظهر ذلك من اسمه ؛ لذلك فالمحاكم والهيئات القضائية السعودية لا تطبق في احكامها الا الاتفاقيات الدولية التي تصدر بها مراسيم ملكية، لذلك ليس مطلوبا من القضاء السعودي ان ياخذ في اعتباره نصوص الاعلان عند تأسيس حكمه، ولا ينبغي له ذلك.
ان المملكة العربية السعودية اوردت وتورد تحفظات عامة على كل ما يتعارض مع احكام الشريعة الاسلامية من قوانين واعلانات واتفاقيات دولية وغيرها ،وهو حق لها ، والحق في ظل ظليل.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-11-2013 10:15 PM

لقد اشتممت رائحة النفاق التي تفوح من كلمات المقال الذي يحلل وكأنه خبير في القوانين الاسلامية وخبير في القوانين السعودية.
١- بدأت مقالك بآية كريمة من كتاب الله ولم تذكر السورة ورقم الاية. مع ان لا علاقة لها بالسعودية. والاية هي : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء ويظهر انها اختلطت عليك مع اية اخرى ولم تجهد نفسك بالبحث عن هذه الاية فالقصد من المقال ليس الاية انما ما بعدها.
٢- من الذي قال ان الدين الاسلامي يتعارض مع ممارسة اتباع الديانات الاخرى لشعائرهم ؟؟؟ بل ومنح الحرية لمن يريد تغيير دينه اما العقاب فهو عند الله سبحانه وتعالي، والادلة على ذلك كثيرة :
يقول تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنَا لِلظّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً﴾ (الكهف 29)
نهى عن الاساءة الى العقائد الاخرى : ﴿وَلاَ تَسُبّواْ الّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيّنّا لِكُلّ أُمّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمّ إِلَىَ رَبّهِمْ مّرْجِعُهُمْ فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام 108)

وقال تعالى (﴿يَأَيّهَا الرّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الّذِينَ قَالُوَاْ آمَنّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ﴾ (المائدة 41). ومعنى الاية واضح فلم يأمر الله الرسول بقتلهم.
ويقول تعالى : ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنّهُمْ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الاَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. إِنّ الّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (آل عمران 176، 177). ولم يأمر ايضا بقتلهم انما عقابهم عند الله سبحانه وتعالى .
وقال تعالى : ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيّتَ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَىَ بِاللّهِ وَكِيلاً﴾ (النساء 81). فقد امر الله رسوله ان يعرض عنهم ويترك امرهم الى الله.
وقال تعالى : ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ. اللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ (الحج 68، 69
فلم يأمر الله بقتل من يجادلون في الكفر بل ان الله يحكم بينهم يوم القيامة.
والله امر رسوله ان لا يكره الناس على الايمان :
قال تعالى : ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأرْضِ كُلّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّىَ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس 99).

يقول تعالى : يقول تعالى ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ﴾ (المائدة 54). ولم يقل الله ان من يرتد منكم عن دينه فاقتلوه .

وقال تعالى : ويقول تعالى عن طائفة أخرى من الصحابة المنافقين ﴿إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ ثُمّ كَفَرُواْ ثُمّ آمَنُواْ ثُمّ كَفَرُواْ ثُمّ ازْدَادُواْ كُفْرا لّمْ يَكُنْ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلً﴾)النساء١٣٧
اي امن من يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن مرة اخرى ثم يكفر وازداد بعدها في الكفر لم يأمر الله بقتله. ولو كان عقابه القتل لما امن وكفر اكثر من مرة.
- ما اريد قوله ان هذه هي القوانين السعودية في حرية العبادات .
اما عن حقوق المرأة وحرية التعبير عن الرأي اما مسألة حقوق العمال والمقيمين على ارض السعودية فحتى لو لم تكن السعودية موقعة على البيان العالمي لحقوق الانسان فانها يجب ان تكون ملتزمة بالمحافظة على حقوق الانسان اكثر من الامم المتحدة والمنظمات الدولية لا ان تمارس هذه الانتهاكات جهارا نهارا لتعطي صورة سيئة عن الدين الاسلامي امام العالم. موضوع انتهاك السعودية لحقوق الانسان بحاجة الى مقالات كثيرة فان ما فيها يحتاج الى كتب ولا تعتقد انك بهذا المقال تستطيع تلميع صورة السعودية واعتقد ان دور فقهاء السلطان قد انتهى زمنه في عالم العولمة وثورة الاتصالات، فلست ادري ما هو المقصود من مقالك هذا ان لم يكن طمعا في بعض الاعطيات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012