لقد اشتممت رائحة النفاق التي تفوح من كلمات المقال الذي يحلل وكأنه خبير في القوانين الاسلامية وخبير في القوانين السعودية.
١- بدأت مقالك بآية كريمة من كتاب الله ولم تذكر السورة ورقم الاية. مع ان لا علاقة لها بالسعودية. والاية هي : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً }الإسراء ويظهر انها اختلطت عليك مع اية اخرى ولم تجهد نفسك بالبحث عن هذه الاية فالقصد من المقال ليس الاية انما ما بعدها.
٢- من الذي قال ان الدين الاسلامي يتعارض مع ممارسة اتباع الديانات الاخرى لشعائرهم ؟؟؟ بل ومنح الحرية لمن يريد تغيير دينه اما العقاب فهو عند الله سبحانه وتعالي، والادلة على ذلك كثيرة :
يقول تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقّ مِن رّبّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنّا أَعْتَدْنَا لِلظّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً﴾ (الكهف 29)
نهى عن الاساءة الى العقائد الاخرى : ﴿وَلاَ تَسُبّواْ الّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيّنّا لِكُلّ أُمّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمّ إِلَىَ رَبّهِمْ مّرْجِعُهُمْ فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ (الأنعام 108)
وقال تعالى (﴿يَأَيّهَا الرّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الّذِينَ قَالُوَاْ آمَنّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ﴾ (المائدة 41). ومعنى الاية واضح فلم يأمر الله الرسول بقتلهم.
ويقول تعالى : ﴿وَلاَ يَحْزُنكَ الّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنّهُمْ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الاَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. إِنّ الّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (آل عمران 176، 177). ولم يأمر ايضا بقتلهم انما عقابهم عند الله سبحانه وتعالى .
وقال تعالى : ﴿وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيّتَ طَآئِفَةٌ مّنْهُمْ غَيْرَ الّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَىَ بِاللّهِ وَكِيلاً﴾ (النساء 81). فقد امر الله رسوله ان يعرض عنهم ويترك امرهم الى الله.
وقال تعالى : ﴿وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ. اللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾ (الحج 68، 69
فلم يأمر الله بقتل من يجادلون في الكفر بل ان الله يحكم بينهم يوم القيامة.
والله امر رسوله ان لا يكره الناس على الايمان :
قال تعالى : ﴿وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأرْضِ كُلّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّىَ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس 99).
يقول تعالى : يقول تعالى ﴿يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ وَيُحِبّونَهُ أَذِلّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ﴾ (المائدة 54). ولم يقل الله ان من يرتد منكم عن دينه فاقتلوه .
وقال تعالى : ويقول تعالى عن طائفة أخرى من الصحابة المنافقين ﴿إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ ثُمّ كَفَرُواْ ثُمّ آمَنُواْ ثُمّ كَفَرُواْ ثُمّ ازْدَادُواْ كُفْرا لّمْ يَكُنْ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلً﴾)النساء١٣٧
اي امن من يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن مرة اخرى ثم يكفر وازداد بعدها في الكفر لم يأمر الله بقتله. ولو كان عقابه القتل لما امن وكفر اكثر من مرة.
- ما اريد قوله ان هذه هي القوانين السعودية في حرية العبادات .
اما عن حقوق المرأة وحرية التعبير عن الرأي اما مسألة حقوق العمال والمقيمين على ارض السعودية فحتى لو لم تكن السعودية موقعة على البيان العالمي لحقوق الانسان فانها يجب ان تكون ملتزمة بالمحافظة على حقوق الانسان اكثر من الامم المتحدة والمنظمات الدولية لا ان تمارس هذه الانتهاكات جهارا نهارا لتعطي صورة سيئة عن الدين الاسلامي امام العالم. موضوع انتهاك السعودية لحقوق الانسان بحاجة الى مقالات كثيرة فان ما فيها يحتاج الى كتب ولا تعتقد انك بهذا المقال تستطيع تلميع صورة السعودية واعتقد ان دور فقهاء السلطان قد انتهى زمنه في عالم العولمة وثورة الاتصالات، فلست ادري ما هو المقصود من مقالك هذا ان لم يكن طمعا في بعض الاعطيات
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .