02-11-2010 10:43 AM
كل الاردن -
لندن (رويترز) - شددت الحكومات اجراءات الامن الجوي يوم الاثنين بعد العثور على طردين ملغومين في طائرتين في دبي وبريطانيا كانتا في طريقهما من اليمن إلى الولايات المتحدة.
وقالت بريطانيا إن العبوتين الناسفتين اللتين عثر عليهما يوم الجمعة كانتا مخبأتين في طابعتي كمبيوتر وكانتا من القوة بما يكفي لتدمير الطائرتين اللتين كانتا تحملانهما.
وسلطت المؤامرة الضوء على ما بدا أنها ثغرة في امن الشحن الجوي بما يعرض أرواح الركاب للخطر بعد أن أكدت شركة الخطوط الجوية القطرية ان طرد دبي الملغوم نقل على واحدة من اسطول طائراتها للركاب من صنعاء عبر الدوحة.
وقالت بريطانيا انها تعتقد ان المؤامرة دبرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لكنها قالت انه ليس لديها معلومات عن ان التنظيم يخطط لشن المزيد من الهجمات.
وقال مسؤول أمريكي ان ابراهيم حسن عسيري صانع القنابل السعودي الذي يعتقد انه يعمل لحساب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا له هو المشتبه به الرئيسي.
وكاجراء احترازي قالت بريطانيا انها قررت حظر حمل حاويات الحبر الخاصة بطابعات الكمبيوتر في الامتعة التي يحملها الركاب بصحبتهم على متن الطائرات في حين قالت نيجيريا انها ستعزز اجراءات التفتيش على البضائع المتجهة الى الولايات المتحدة.
وخضعت اجراءات الامن الجوي في نيجيريا اكثر الدول الافريقية تعدادا للسكان للتمحيص بعد القاء اللوم في محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب كانت متجهة الى الولايات المتحدة يوم عيد الميلاد على راكب نيجيري اخفى متفجرات في طيات ملابسه الداخلية. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن المحاولة.
وحظرت وكالة مكافحة الارهاب الهولندية كل البريد والبضائع المنقولة جوا من اليمن من دخول هولندا.
وقالت ألمانيا انها علقت رحلات الركاب الجوية القادمة من اليمن وتدرس فرض توسيع حظر على رحلات الشحن الى دول لم تسمها.
وقالت بريطانيا انها قررت حظر جميع الشحنات الجوية القادمة من الصومال اضافة الى الحظر الذي فرضته في مطلع الاسبوع على رحلات الشحن القادمة من اليمن.
ووجه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الشكر للشرطة والمخابرات على جهودهما التي "منعت بوضوح الارهابيين من قتل وتشويه الكثير من الابرياء هنا او في مكان اخر في العالم."
وعثر على أحد الطردين في طائرة شحن تابعة ليونايتد بارسيل سيرفيس (يو. بي.اس) في مطار ايست ميدلاندز شمالي لندن يوم الجمعة. وعثر على القنبلة الاخرى في طرد في مكتب فيديكس بدبي.
وقال مصدر بالحكومة الالمانية ان القنبلة التي عثر عليها في بريطانيا كانت مخبأة في طابعة كمبيوتر من نوع هيوليت باكارد (اتش.بي) وكانت تحتوي على 400 جرام من مادة بنتا ارثريتول تراينترات وهي مادة شديدة الانفجار بينما كانت القنبلة التي عثر عليها في دبي تحوي 300 جرام من نفس المادة. وتضمنت المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة الركاب عشية عيد الميلاد عام 2009 استخدام نفس المادة.
وأضاف المصدر الالماني ان السلطات البريطانية تدخلت بعد تلقيها معلومة من المخابرات السعودية نقلتها السلطات الالمانية.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن مسؤولين بريطانيين لم تسمهم ان المعلومات جاءت من عضو في تنظيم القاعدة سلم نفسه للسلطات السعودية.
ويمكن لهذه المؤامرة ان تعزز النداءات المطالبة باستخدام تكنولوجيا تصويرية للكشف عن المتفجرات والتي لا تستخدم في الاحوال المعتادة لكن شركات الشحن تحجم عن تحمل التكفلة كاملة.
ويمكن لتشديد اجراءات الامن على عمليات الشحن الجوي الدولية ان يوجه ضربة للتجارة والاقتصاد العالمي.
وفي العام الماضي اختلفت شركات الشحن مع صناع القرار السياسي في الولايات المتحدة وأوروبا بشأن المطالبة بعمليات تفتيش مئة بالمئة للحاويات المنقولة بحرا. وتأجلت خطط لتطبيق تفتيش كامل بدءا من عام 2012.
وقد تواجه شركات الطيران ضغوطا لوضع شحنات اقل على متن طائرات الركاب او تحسين سبل الحماية من التفجيرات.
وقال خبير أمني اسرائيلي انه كان سيكون من "المستحيل تقريبا" باستخدام اجهزة اشعة اكس العادية اكتشاف القنبلتين المرسلتين من اليمن.
وقال يوفال امستردام من شركة تامار اسكبلوسيف تكنولوجيز التي تصنع نماذج لقنابل للتجارب الامنية "هيكل الطابعة سميك جدا لدرجة انه من الصعب جدا تحديد المتفجرات أو المفجر من خلال المسح البصري."
وقال فيليب بوم رئيس تحرير مجلة أمن الطيران العالمي ان التكنولوجيا الجديدة لن تمنع خطر الهجمات على الطائرات.
وقال لرويترز "الشيء الوحيد الذي يمنع حدوث مثل هذه الاشياء هو اما حسن الحظ او الناس."
وقالت وزيرة الداخلية الداخلية البريطانية تيريزا ماي يوم الاثنين ان بريطانيا ستراجع جميع اشكال امن الشحن الجوي.
وأضافت ماي متحدثة أمام البرلمان "في هذه المرحلة لا توجد لدينا معلومات تفيد احتمال وقوع هجوم وشيك اخر له نفس الطابع على أيدي القاعدة في جزيرة العرب."
وتابعت "لكن هذه المنظمة نشطة جدا. انها تواصل التخطيط لشن هجمات أخرى في المنطقة خاصة على المملكة العربية السعودية.
"ومن ثم فنحن نعمل انطلاقا من افتراض أن هذه المنظمة ترغب في ايجاد طرق باستمرار لمهاجمة أهداف في مناطق أبعد."
ويضاف الحظر البريطاني على حاويات الحبر الى قائمة من المواد التي يحظر بالفعل حملها على متن الطائرات.
وفرضت القيود على حمل السوائل على الطائرات في عام 2006 بعد اكتشاف مؤامرة لتفجير طائرات فوق المحيط الاطلسي باستخدام مواد متفجرة معبأة كمشروبات.
وفي صنعاء رحب الاف اليمنيين بالطالبة التي احتجزت لفترة قصيرة للشك في أنها هي التي أرسلت الطردين.
وألقت الشرطة اليمنية القبض على حنان السماوي التي تدرس علوم الكمبيوتر يوم الجمعة بعد اقتفاء أثرها من خلال رقم هاتفها المحمول الذي تركه المرسل في شركة الشحن لكنها أخلت سبيلها في اليوم التالي قائلة انها كانت ضحية لعملية سرقة هويتها.
وقال مسؤول حكومي لرويترز ان فريقا فنيا أمريكيا وصل الى اليمن لتدريب اليمنيين على استخدام اجهزة الفحص في المطارات.
(رويترز)