أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قضية تجنيس أبناء ألأردنيات.

بقلم : منى الغبين
08-12-2013 11:47 AM

قضية جدلية تقاسمتها الآراء والأهواء , وغابت حقائقها بين المزايدات والمبالغات , وأختلط فيها السياسي بالإنساني حتى أصبح الاقتراب منها كالسير في حقل من الألغام , ونظرا لغياب الإحصاءات الموثوقة فإنّ عدد هذه الشريحة لا يزال مجهولا وهو بين مبالغ يتحدث عن مئات الألوف , ومهوّن من شأن ذلك إذ يتحدث عن بضعة آلاف , ومهما كان العدد فهي قضية إنسانية تعاني منها شريحة من النساء الأردنيات اللواتي تزوجن من رجال عرب تلبية لمطلب فطري إنساني بتكوين أسرة أسوة بغيرهن من النساء , ولم يجدن في ذلك عيبا ولا حرجا حيث رضعن مع حليب الأمهات أن بلاد العرب واحدة , وأنهم شعب واحد , وأن تمزيقهم هو بفعل العدو المستعمر ,

وأن الأردن هو حامل المشروع الوحدوي الذي قامت على أساسه الثورة العربية الكبرى التي ما قامت إلا لتوحيد العرب في دولة واحدة بحسب ما تعلمنه في المدارس , وسمعنه من الإعلام الأردني منذ سنّ الطفولة . لقد تشكّل العقل الأردني منذ بدايات تأسيس الدولة الأردنية على تلك المفاهيم الوحدوية التي كانت تدرّس في المدارس والجامعات , ويروّج لها الإعلام , ويسير عليها النهج السياسي للنظام , فهل نعتبر أنّ هؤلاء الأردنيات وذويهن ممن ارتضوا مصاهرة عربا كراما أكفاء كانوا ضحية لخداع تربوي جعلهم يقدمون على هذا الفعل منطلقين من تلك المفاهيم ؟؟

وهل تساءل الغيارى على الهويّة الأردنية عن الأسباب التي دفعت الأردنيات للزواج من غير الأردنيين ؟؟ وهل وقفوا عند الإحصاءات الرسمية التي نشرت قبل أعوام والتي تتحدث عن وجود أكثر من مائة ألف عانس فوق سنّ الثلاثين ؟؟ وهي نسبة لا تقل عن 7% من عدد النساء اللواتي تجاوزن سنّ الثامنة عشرة !! وهل فكّر هؤلاء الغيارى بالأسباب التي جعلت الشباب الأردني يعزف عن الزواج حتى ارتفعت نسبة العنوسة بهذا الشكل الخطير ؟؟ أم أنّ الوطنية هي مجرد شعارات ومزايدات لخدمة الطبقات الحاكمة المترفة التي تتعامل مع الوطن باعتباره مجرد مزرعة للسلب والنهب ,

ولا تكترث للنتائج المرعبة لمثل هذه الظاهرة إن لم تكن تخطط لها . إنّ الأردن بلد مفتوح لجميع الجنسيات للإقامة والعمل بدون تعقيدات , وأمر طبيعي أن تنشأ علاقات إنسانية بين المجتمع الأردني وهؤلاء الوافدين من مختلف الجنسيات العربية والإسلامية , وأن يتزوج الأردنيين من نساء تلك الجنسيات والعكس صحيح , فيأتي القانون الظالم بمنح أبناء الأردني جنسية الأب الأردني وتحرم الأمّ الأردنية من ذلك بدعاو غير مقنعة , وترفع في وجوههن شعارات ' الخوف على الهوية الوطنية ' والوطن البديل , وخدمة المخططات الصهيونية وما إلى ذلك من شعارات أعتاد مروجوها أن يطلقوها في وجه كلّ من يرفع صوته حول قضية إنسانية أو إصلاحية فيقمعونه ثمّ يعودون إلى سباتهم وينامون قريري العين غير آبهين لمعاناة المظلومين والمسحوقين ؛ لأنّ قضيتهم التي يعيشون لأجلها ويناضلون دونها هو الحفاظ على راحة الناهبين والفاسدين ,

أمّا هموم الشعب وأوجاعه وآلامه فإنهم لا يحبون سماعها ولو سمعوها مجبرين فإنهم لا يسمحون لها أن تدخل في عقولهم أو تلامس مشاعرهم . إنهم لا يحبون أن يسمعوا أنّ نسبة كبيرة تزوجن من جنسيات عربية غير فلسطينية فلا علاقة لهن بالوطن البديل وتفريغ فلسطين !! وأنّ الغالبية تزوجن من طبقات عاملة فقيرة جاءت لطلب الرزق هنا واستقرت هنا , أفنت زهرة شبابها في بناء هذا الوطن بسواعدها !!

ولا يحبون أن يفهموا أنّ الأمّ هي التي تصنع هوية الطفل وثقافته وهواه , وأنّها هي الأقدر على تنشئة أبنائها ليخرجوا للدنيا مواطنين صالحين منصهرين بالهوية الوطنية !! إلاّ إذا كانوا يؤمنون بأنّ الهوية التي يتحدثون عنها هي مجرد شعار خال من المضمون ؟؟ إنّ الوطنية الحقيقة أول ما توجب على الوطني الصادق أن يكون لديه الإحساس بمعاناة أبناء وطنه , عارفا بأوضاعهم , متألما من أوجاعهم , عاملا فاعلا على حلّ مشكلاتهم , والتخفيف من معاناتهم , وثاني واجبات الوطني الصادق ألا يساوم على الدستور الذي يتغنى به ولا يقبل بخرقه , وهذا الدستور الذي ينصّ في مادته السادسة على أنّ ((الأردنيين أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن اختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين)) .......

وما يجري في هذه القضية هو خرق صريح فاضح لهذه المادّة !! وتضاعف المأساة في هذا الملفّ عندما تجد حالات يكون فيها الزوج أردنيا متزوجا أردنية فيفقد جنسيته بسبب تعنت موظف أو استهتاره ثمّ يصبح خطأ ذلك الموظف مقدّسا محميّا غير قابل للتعديل والتبديل !! ويزداد الشعور بالغبن والظلم عندما يحرم أبناء الأردنيات من حمل جنسية أمهاتهم وهم يعيشون بأحضانهن في هذا الوطن الذي لا يعرفن غيره ,

ولا يرغبن بتركه في الوقت الذي تفوح فيه روائح عفنة حول ملفات تجنيس لمن هبّ ودب مقابل المال ؟؟ وختاما أقول لأصحاب شعارات الحفاظ على الهوية والخوف عليها إنّ الخطر الحقيقي على الهوية يتمثّل في تفريغ الدولة من مضمونها , وانقلابها على عقدها الاجتماعي , وبيع مقدرات الوطن وجعلها نهبا مشاعا للفاسدين , أمّا تجنيس أبناء الأردنيات وصهرهم بثقافة وطنية جادّة فهو علاوة على حلّ تلك المعاناة الإنسانية فهو رفد للوطن بطاقات بشرية تساهم في عماره وإعماره , وأذكّر بأنّ الاختلاط بين الشعوب العربية والهجرة فيما بينها كان منذ فجر التاريخ ولا يزال مستمرا وإن تقلص بسبب قيود الحدود التي وضعها الاستعمار الحديث .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-12-2013 03:38 PM

اﻻردن. دوله عربيه...مثل فلسطين تماما دوله عربيه
وفلسطين ﻻ تجنس ابناء الفلسطينيه المتزوجه من اردني او سوري او عربي
واﻻردن تماما مثل اﻻمارات..واﻻماراتولﻻ تجنس ابناء اﻻماراتيه المتزوجه من اردني
واﻻرجن تماما مثل الكويت..والمويت ﻻ تجنس ابناء الكويتيه
واﻻردن لو اراد تجنيس كل العرب..ﻻصبحزسكان اﻻردن 300مليون عربي!!!!
فككونا من سواليف الكذب والحصيده
هو ما في بلد يتكلم العربيه غير اﻻردن وفلسطين!!؟؟
لناذا ﻻ نجنس ابسودانيين..فهمزعرب ومسلمين
وغدا سيطالب بتجنيس مليونيين ونصف سوري باﻻردن..فهم عرب ومسلمين وقرايب ونسايب وبﻻد الشام كمان!!!!
كلها حيل..واﻻعيب..وحجج فارغه..لها هدف خبيث واضح توطين وتجنيس ابناء 60الف فلسطينيه متجنسه ومتزوجه من قرابتها اللي نش مجنس..واوﻻدهن 300الف!!!
هاي السالفه ..وهذه المؤامره بحجج انسانيه باهته

2) تعليق بواسطة :
08-12-2013 10:36 PM

الاخت العزيزة و القلم الحر منى الغبين

دعيني اولا اعترض على مصطلح "تجنيس" لانه لا ينطبق على ابناء بنات الوطن فهناك خلل ثقافي في العقل الجمعي في الشرق العربي عامة في تعريف المواطن ،،، ففي كل دول العالم باستثناء المشرق العربي يعرف المواطن بانه (من يولد لاب و ام مواطنين) بالاضافة طبعا لحالات خاصة كاللقيط و وجهول النسب ،،، و هذه الدول هي تحديدا (مصر، سوريا ، لبنان، الاردن، فلسطين، السعودية، الامارات، قطر، البحرين، عمان، اليمن).

و في كل قانون جنسية هناك آليات للتجنيس وهنا تضع الدولة شروط لمن يرغب بالحصول على جنسية البلد مثل الزوج او الزوجة و المستثمر و المقيم لفترة طويلة و هؤلاء مواطنون لبلدان اخرى و هنا ينطبق عليهم مفهوم و مصطلح تجنيس .

و الحقيقة ان هذا الخلل الثقافي هو نتيجة فعلية و مقصودة لسياسات الانظمة الوظيفية في الشرق العربي تحديدا و النابعة من مصالح المتحكم الاقليمي في المنطقة و اللاعب بسياساتها و التي عملت على اعدام مواطنة المراة لصالح انشاء مكونات ديموغرافيية متناحرة طائفيا و سياسيا و عرقيا و جغرافيا ليسهل السيطرة على المنطقة برمتها على حساب حسرات و الم النساء العربيات المشرقيات عموما.

لا يوجد دولة في العالم و لا شعب متاصل له تاريخ و ثقافة و يحترم تاريخه و ثقافته يعمل على اقصاء المراة من الهوية الوطنية فهي صاحبة ارث تاريخي تماما كالرجل و حقها يتطلق من نفس المسببات لحق الرجل.

للاسف درج العقل الشرق عربي على تذكير السلوك و النمط و النظم و الحقوق لكنه لا يذكر الواجبات فهي مذكرة و مؤنثة.

اختي معك يدا بيد ،، مصالبتنا عادلة و قضيتنا عادلة و القضية ليست فقط تخصنا و حدنا بل هي حق للاجيال القادمة و لكل طفلة لم تولد بعد لا نملك ان نتنازل عن حقها ،، انه حق تاريخي مصان لكل جيل قادم كما هو حق العودة

و شكرا لقلمك الحر

ارجو من السيد المحرر النشر كاملا و ان اختلفنا في الراي و شكرا للموقع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012