أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الأردن أمام استحقاق التسويات ـــ الحل داخلي

بقلم : د. عمر العسوفي
15-12-2013 11:42 AM
** إن التحديات القادمة على المنطقة تحتاج إلى جهود غير جهود مطبخ القرار الأردني الحالي .
** الضبابية والارتباك وتصارع أجنحة الحكم كلها باتت سمات للسياسة الأردنية.
** الأردن يقف بين مثلث كل ضلع فيه يساوي له مشكلة (أمريكا- السعودية- إسرائيل).
** هل وجود الأردن في مجلس الأمن ميزه له أم عبء عليه ؟؟
** كل مشاريع الأردن المعلن عنها سواء في الإصلاحات السياسية أو الاقتصادية باءت بفشل ذريع.

لم يشعر المواطن الأردني يوما ما بالإحباط واليأس وانخفاض الروح المعنوية كما هو اليوم ، كما أنه لم يشعر بالقلق إزاء اليوم الثاني للظروف الحالية كما هو اليوم... مما سبب تباعد الثقة ما بينه وبين الدولة ...عندما يعاني الشعب من هذه الحالات المرعبة يتوجب على الدولة ممثلة بالمرجعيات صاحبة القرار، أن تقف وقفة مراجعة شاملة وعميقة ولكن ليس من خلال الطبقة المعلبة والمعينة والأجهزة الأمنية، بل بإشراك الشعب صاحب السلطة المغتصبة وعلى قاعدة من الشفافية والوضوح والتشاركية كي يكون الجميع شركاء في صنع القرار.
إن مشكلة الأردن سياسية ولكن بمدخل اقتصادي .... لم يستطع النظام حتى الآن تحقيق ولو حد أدنى من حرية اتخاذ القرار السياسي، فـَهاهي الدول تتقاطع مصالحها وتتشابك وفقا لرؤيتها ما عدا الأردن ،فهو مجبر على أن يدور في الفلك السعودي الذي ربما لا يستطيع مناكفة الموقف الدولي إلى الأبد .... وكل هذا والعامل الاقتصادي يضغط على العصب الأردني سواء الدولة أو الأفراد . هذه نتيجة طبيعية للتفرد بالحكم وإدارة الدولة من زاوية أمنية فقط. وترك جماعات الفساد ولوبيات الحكم تعمل دون رقيب أو حسيب .
إن حقوق الإنسان والحريات العامة ستلاحق الأردن العضو في مجلس الأمن وتُشكل عليه عاملا ضاغطاً وهنا تبرز مشكلة جديدة ،وهي أن يقوم الأردن بالالتفاف على ذلك من خلال قانون مكافحة الإرهاب.... لقد وقع الأردن في خطأ استراتيجي عندما ربط إستراتيجيته الأمنية بالإستراتيجية الأمريكية لمقاومة الإرهاب....!
بعد الاتفاق النووي الغربي ــ الإيراني فإن المرحلة القادمة هي مرحلة التسويات بعد أن يتم تسكين أو حل الصراعات الداخلية، وهنا لا يمكن للأردن أن يستمر في سياسة الغموض والحياد كونه عضو في مجلس الأمن ، ولا بد من أن يتخذ مواقف مع أو ضد عندما تطرح التسويات سواء كانت في سوريا أو القضية الفلسطينية على طاولة البحث والتنفيذ ــ الأمر الذي سيزيد من الضغط عليه ومن خلال العامل الاقتصادي واستغلال حالة الشعب التي ذكرتها في مقدمة المقال...
ليس لدى الشعب الحد الأدنى من الثقة بقدرة مطبخ القرار الحالي بالتصدي للاستحقاقات القادمة ، وهي استحقاقات تمس الهوية والوجود والدور والكيان والوحدة الوطنية ... لذا فإننا نرى أن الحل الوحيد الممكن هو من داخل الأردن .... نعم على الملك والدوائر السيادية التي تحكم ،أن يعودوا للشعب، وذلك من خلال مشروع إصلاح وطني يشترك فيه كل أبناء ومكونات الوطن ولن يتم ذلك إلا بالتخلي عن الأسلوب الحالي في إدارة الدولة والعودة إلى مراجعة كاملة وشاملة وربما جذرية للدستور.
إن تخويف مكونات الشعب من بعضها البعض بضاعة مزجاة رخيصة تم استهلاكها ، وتجاوزها... نعم لا يمكن الإفلات من استحقاقات المرحلة إلا بحل داخلي مصدره الشعب.
اللهم أشهد أني قد بلغت .
الأردن أمام استحقاق التسويات ـــ الحل داخلي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012