أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


سلام على الشام 

بقلم : خلف سلامه الخالدي
01-01-2014 10:58 AM
سقط الكلام وعلى هامش الموت يعلو الصراخ ، وتراتيل البوح علم نوح الحمام اغنية الرصاص ، والشام مثل العروبة ليس لها الان شهادة ميلاد ، سقط الكلام وضاعت شامنا ، فالسلام عليك يا شام ، فلتأذن لي نساء العروبة ان ابكي بكاء الضياع ، ولتأذن لي نساء العروبة ان اعلن الحداد ، فما بقي من متاع الرجال الا شهوة النوم المباح .. 
فأنا مثل شعبي ليس لدي سلاح ، فيا موت القهر هل على قهرك الموت مباح. أم ان رصاص العيد قد شمّر عن ثوب المعارك وتستر عند باب الموت كي يسمع الصياح . 
سقط الكلام وحكاية الشام عبرت موشّحة بأغطية الظلام ، فقصص العروبة لا تنتهي ابدا ً بل ينتهي عندها خيوط الصبح حين ابتدعنا لغة الشجب ومجازات الكلام .. وما اتفقنا يوما ً بل تراضينا على النسيان . 
سقط الكلام وضاعت شامُنا ، فلتسمح لي نساء العروبة وليعذرني الرجال ان يخصخصنا الموت فنحن لا نحب موتا ً يكرهه الاعداء ، فكم من الحزن عمّر فينا ، حتى مشينا الى القيد انكسارا ً ، فلا تكن للموت هينا ً كي تبكيك الديارا . 
سقط الكلام فلتكن بلاد العروبة مقابر لاطفال الموت ونساء التكبير، فما عادت هناك حاجة لبلاد لا تستحي من الله ولا تخجل من التاريخ . بلاد بدّلت ادوار الموت بمسسلات الضياع ، فكشفت عورتها للعابثين والعابرين دون حجاب . 
ضاعت الشام حين ضاقت الارض ففرشنا الارض خياما وتمادينا بالضيافة حد الجوع وحد الفقر الممنوع من الصرف كي نرسم صورة العشق المباح. 
للنهر حالته ، ولي شان البوح خواطر لا تنكسر لمن ادمن التباكي وهو مقيد الفكر ، فالشام كانت تصغر دونها كل البلاد وما لانت وهنا ً حين تطاول الاعداء ، فبيننا وبين الشام ازمنة شربت مرارة الموت كي يكتمل الصفاء . 
سقط الكلام وقبور الموت لا تحقن الدماء ، ونحن في قوافي الكلام نبيع شعراً وساستنا نيام ، فلنُهيىء قبر العروبة للدفن كي لا يتعفن الجسد من كثر النباح ، فبعدك يا شام الارض ترفضنا وترفض قبورها ان نستعر منه حفنة تراب ، لأننا تعلمنا اللغة الحديثة ونسينا معاجم الكلام ليس من اجل التعالي بل كان شأن من شؤون الضياع ، فالحروف تعثرت من بوح النطق المُشّيع بالغباء ، فقد ناحت على أركان الشام مواسم القتل ولم يعد يدخلها سوى الموت الزؤام ، هكذا ضاعت شامنا بلا قصد كما ضاعت بلاد لا تسأل عن قاتل ابيها حذاء . 
سقط الكلام وما زلنا نكتب عن الثورات ولا نثور ، ونسرد قصص الأبطال وما فينا من ايقظ طفلا ً قبل ان يخطفة موت الرصاص . 
لا سلام عليك ايتها العروبة المنزوعة السلاح ، لا سلام عليك يا بلاد لا تأتي الا تابوتا ً من ركام. 
سلام على الشام ، فأنت اكبر من كل البلاد التي أكبرها الثراء. 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-01-2014 08:01 AM

بلاد العرب اوطاني من الشام لبغدان

بلاد العرب اوطاني

((( بلا شام وبغدان )))

مع الاعتذار للبارودي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012