أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


من اسس لغش التوجيهي

بقلم : علي السنيد
02-01-2014 11:00 AM
من افسد الاخر السلطة ام المجتمع، ومن اسس لغش التوجيهي فقد مضت سنوات طويلة قبل ان يصبح الغش ظاهرة شعبية ، بحيث تتحول هذه المرحلة من السنة الى مجال رحب لمداهمة القاعات، والاعتداء على المراقبين وترويعهم، ليصبح انتقالهم يتم من خلال مركبات الامن العام، وتحت الحراسة الامنية المشددة ، ويصار الى تسريب الاسئلة لقاء مبالغ مالية، وايصال حلها للطلاب عبر مكبرات الصوت، والتسلق على جدران المدارس، او عبر رسائل الهواتف الخلوية، وحتى وصلت تقنيات عمليات الغش الى حد زرع سماعة باذن الطالب، وجرى تصغير الكتب بتصويرها في المكتبات العامة، وكان لمعلمين دور في ذلك، وشارك بعض الاهالي في محاصرة القاعات لتمكين ابنائهم من الحصول على اوراق الغش التي اتاحت للبعض المهمل من ان يحصل على معدلات عالية، ويتبوأ مقعده من الجامعة في حين خسر الكثيرون من المجتهدين مواقعهم لصالح الخاملين، والغشاشين، واستفحلت الظاهرة الى حد انها اصبحت تحظى بقبول شعبي الى حد ما، ويتم حماية الطلبة المفصولين، او من تقع عليهم العقوبات من خلال تدخل الواسطات لصالحهم، او افتعال احداث الشغب، وتكسير الممتلكات العامة. 
والسؤال الذي يظل يلح باحثا عن الاجابة يتعلق باللحظة التي انكسر فيها حاجز القيم المجتمعية واصبح غش التوجيهي متطلبا شعبيا، او على الاقل لا يواجه برفض شعبي يحد من تطور الظاهرة، ولا يخفى ان من اسس لغش التوجيهي هي بعض ادارات وزارة التربية والتعليم نفسها، والتي دشنت عهد عمليات الغش باعداد قاعات مخصوصة لابناء بعض المسؤولين في المحافظات، كأبن المحافظ، ومدير المخابرات، ومدير الشرطة تكون خالية من الرقابة، واتاحت المجال لوصول الغش لهم بمساعدة المراقبين انفسهم، او تسريب الاسئلة لهم وايصالها للبيوت، وقد توسعت العملية بعد ذلك حتى افسدت ضمير المجتمع ، واصبحت اكثر شمولية، ولم تعد حكرا على فئة المحظوظين والمحظوظات من ابناء المسؤولين. وهو ما يؤكد ان فساد التوجيهي بدأ بشكل مؤسسي وانتقل بعد ذلك ليصبح شعبيا . 
وهو تماما ما جرى في استفحال ظاهرة سرقة السيارات، وابتزاز اصحابها لدفع الفدية بمساعدة بعض عناصر الامن نفسه، فعندما اصبح البعض من رجال الامن والضباط شركاء في الجريمة من خلال تسهيل عمليات السرقة، او اعطاء ارقام اللصوص لاجراء التفاوض معهم ودفع الفدية من قبل المواطنين لاسترجاع سياراتهم ، كان ذلك ايذانا بامتداد عمليات السرقة، وتوسعها امام مرآى ونظر الاجهزة الامنية المناط بها عمليات حفظ الامن، ذلك ان البعض من رجال الامن العام شكل لهم الغطاء للسرقة، واجراء التفاوض بعد ذلك، وما كانت هذه العمليات لتنجح على هذا المستوى لولا شراكة بعض العناصر الامنية، وربما القيادات مع المجرمين لقاء مصالح مادية متبادلة. 
وقد شكا لي مدير امن عام راحل ان قيادات في الامن العام يسهلون لعمليات عبور المخدرات، وحماية تجارها، واتاحة المجال للترويج لها. 
ويظل غش التوجيهي وشراء الاصوات في الانتخابات النيابية من اكثر العوامل التي افسدت الضمير المجتمعي، وانحدرت باخلاق العامة، وبقيم المجتمع الذي كان يغلب النزاهة، والحق، والعدل، والعمل، واصبحنا اليوم نستولي على حقوق بعضنا البعض دون واعز من ضمير. 
فمن اسس للفساد الاجتماعي غير قصص الفساد السياسي التي دمرت سمعة الدولة الاردنية، وقد طالت اتهامات الفساد معظم المشاريع التي شرعت بها المؤسسات، واثرى الالاف من خلفها وتلوث السياسيون واصبحوا مدانين شعبيا، وفقدنا القدوة ورجل الدولة النزيه، والذي يعامل ابناءه ومن حوله مثلهم مثل بقية المواطنين العاديين، ويخرج من السلطة برصيد اخلاقي كبير، وليس بالقصور والشركات والارصدة المليونية، وهكذا انتقل الفساد من الطور السياسي الى الاجتماعي. 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-01-2014 11:33 AM

لاحتواء الربيع العربي وابتزاز الشعب لعدم النهوض والا سنفقدكم كل منجزاتكم ومنها الامن والتعليم وحق العمل وحق الطمأنينة على المستقبل وكل عام وانتم والامن الناعم ؟! بخير المشكلة بفكروا الناس حمير والله بنعرف بس ساكتين لان الله لعن الفتنة

2) تعليق بواسطة :
03-01-2014 03:27 PM

بالامس كنت بواجب عزاء عند احد النواب والله 90 بالمئه من السيارات لا نمر عليهاامام بيت العزاء وعلى طول الطريق لانمر على السيارات المتجوله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012