أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الفوضى الأمنية تهدد الاردن

بقلم : خلدون مدالله المجالي
08-01-2014 11:30 AM




خلدون مدالله المجالي



تلقي الأحداث الدائرة في الداخل السوري بتبعات متشعبة وارتدادات عكسية موجهة للداخل الاردني على الصعيد الاجتماعي والأمني والاقتصادي سواء , فمنذ بداية اندلاع التدخل الخارجي في سوريا وتدفق المقاتلين بحروبهم الخاسرة التي خاضوها ضد الجيش النظامي هناك والاردن يعاني من ويلات وتبعات حروب الوكالة عن اميركا التي يشنها المقاتلين هناك باموال خليجية لزعزعة أمن واستقرار الدولة السورية على حساب وحدة الارض والتعايش السلمي وتدمير البنى التحتية ودون ان يأخذ ممولي الحرب هناك التبعات السلبية للأزمة السورية على دول الجوار ومنها الأردن ودون أدنى حس انساني تجاه الشعب السوري بكافة مكنوناته وتنوعاته العرقية والدينية .

يقف الأردن على مسافة قريبة من العاصفة الجهادية المفتعلة في سوريا والتي أدت الى تدفق ملايين اللاجئين لاراضيه مما شكل تحدياً مالياً ومجتمعياً فيما يتعلق بملف النازحين السوريين والمخيمات سواء تحملت الأردن كلفته الباهضة وفاتورته الأمنية ايضاً اذا استثنينا المعونات المتواضعة لممولي الحرب عندما يتعلق الأمر بالاردن ووضعه المالي الصعب وبذلك وجدنا انفسنا مكلفين بدفع فاتورة الحماقة والتهور للممولين الذين اعتبروا بان تغيير النظام الحاكم في سوريا عبارة عن نزهة قصيرة مملوؤة بعنصر التشويق كما حدث في ليبيا ومصر وتونس واليمن ناهيك عن مراهنتهم الخاسرة على القطبية الامريكية بالعالم حين تفاجأ المجتمع الدولي وما زال بالاحلاف الاستراتيجية المدروسة بين الدولة السورية وروسيا كقوة عظمى سياسياً وعسكرياً والصين وايران وحزب الله التي أدت للتراجع الواضح للولايات المتحدة وبريطانيا عن التدخل العسكري لتغيير نظام الحكم هناك رغماً عنهم وليس باختيارهم .

الخليج العربي في وضع مازوم لا يحسد عليه , فايران التي تقف على محاذاة الحدود الشرقية لمنابع النفط السعودية والخليج العربي استطاعت استدراج اميركا ضمن التفاهمات حول الملف النووي الايراني وجزء من ترتيبات المنطقة المحيطة , الأمر الذي أثار الهلع في صفوف النخب الخليجية الحاكمة بوصفه تحولاً استراتيجياً للسياسة الامريكية تجاه ايران الحليف القوي والمساند للدولة السورية وانقلاباً واضحاً للتعاون العسكري والأمني بين دول الخليج واميركا فتمت المراهنة السياسية على فرنسا من جديد في مقابل حلف دولي ضخم تقوده روسيا والقوى الاقليمية بالمنطقة بهدف نزع فتيل الحرب وتصفية المقاتلين المستوردين من الخارج على الارض السورية والاتجاه لحل سياسي للازمة السورية يحرم اولئك المقاتلين الراديكاليين من التمثيل والمشاركة في جنيف 2 ومن ترتيبات العملية السياسية برمتها نظراً للفظائع الانسانية التي ارتكبوها في سوريا والتطهير العرقي الذي دأبوا على ممارسته في النسيج الوطني السوري المتعدد الاطياف والملل وخذ مثالاً على ذلك معاركهم الطاحنة مع الجيش الحر ومناطق الاكراد ومعلولا المسيحية وكافة المناطق والتجمعات التي لا تتفق مع نزعتهم الدينية المتطرفة .

حتى يتسنى للنظام السوري احكام قبضته الاكيدة على كافة الاراضي السورية وتصفية المقاتلين الذين أُغلِقت بوجههم الحدود الاردنية منذ فترة ليست بالقليلة وحدود تركيا المشغولة بالاضطرابات الداخلية سيلجأ ما تبقى منهم لاعادة الصفوف والتحشيد ضمن المناطق الحدودية السنية بين العراق وسوريا كونها المعبر البري الوحيد والمتبقي لانطلاقهم نحو الداخل السوري من حيث الامداد والتسليح والتخطيط وبذلك سيعاد تصدير الأزمة لدول الجوار والمقصود هنا بالذات الاردن والعراق وربما يعطي ذلك تفسيراً ولو مبدئياً للاحداث التي تجري بالعراق على حدوده المحاذية للاردن , ومع انغلاق اية بوادر لقبول المجتمع الدولي بتنظيم دولة الشام الاسلامي او داعش وغيرها من التنظيمات الراديكالية المدعومة من الخارج كممثل مقبول في المحافل الدولية اثناء الأزمة او بعد استقرار الاوضاع هناك سيجد الاردن نفسه في موقف لا يحسد عليه امنياً عبر طول الحدود الاردنية السورية التي تمتد لمسافة ( 400 ) كيلو متر بما يمثل ذلك من تهديد لعبور الجماعات المسلحة لارضه او تنقلها الدائم في المناطق الصحراوية هرباً من قوات النظام او لاعادة صفوفها او ربما التسلل للداخل الاردني لاحداث الارباك الامني ونشر الفوضى كون تلك الجماعات المسلحة مدعومة من دول لا يعني لها استقرار الاردني الشيء الكثير وتتخذ من غايتها لاسقاط النظام السوري كافة الوسائل اللاشرعية واللاخلاقية ومهما كلف الثمن على حساب استقرار واقتصاد وأمن الدول المجاورة .

الاردن وبحكم وضعه الجغرافي بين دول غير مستقرة ما يزال يدفع الفاتورة الامنية الباهضة عبر حراسة الحدود الصحراوية الطويلة ومراقبة الوضع الامني الداخلي للنازحين , علاوة على ان ممولي الحرب خططوا منذ بداية الازمة السورية لتشجيع النزوح نحو الاردن بالذات عبر خطة قضت أولاً باختباء المقاتلين بين البيوت وفي المخيمات والتجمعات السكانية ومناوشة قوات النظام التي وجدت نفسها مضطرة للرد (وبقسوة كباقي اي جيش بالعالم يتم استهدافه ) على مصادر النيران مما اعطى سبباً وجيهاً للمدنيين العزل بمغادرة بلداتهم ومخيماتهم باتجاه الدولة الاردنية المستقرة بحكم علاقات الجوار والنسب والبعد القومي والاسلامي للمسألة , واتخذ ممولي الحرب من ذلك ورقة ظغط على الاردن الغارق في مشاكله الاقتصادية للمقايضة بين التمويل الخليجي للدولة الاردنية لاجبارها للانخراط عسكرياً ولوجستياً في الشأن السوري عبر حلقة من الابتزاز السياسي اذا سمينا الامور بمسمياتها الحقيقية بلا تجميل .

ليس للاردن مصلحة امنية او سياسية او اقتصادية بالقضاء على الدولة السورية وفرض اجندات التقسيم التي خططتها واشنطن ودول الخليج مسبقاً, ويبقى التوصل لحل سياسي للمسألة السورية اذكى الحلول واحكمها وانسبها بالنسبة للاردن الملاصق لسوريا وبالنسبة للشعب السوري ومستقبل البلاد ووحدة الارض والتعايش السلمي هناك بين المواطنين باعتبار ان استقرار سوريا مسألة أمن قومي أردنية بامتياز ولنا في العراق الجديد عبرة واضحة وليس العراق عنا ببعيد .

Majali78@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
08-01-2014 12:28 PM

يبدو ان النظام السورى الحالى شر لا بد منه ’الظروف الاقليمية والدولية تخدم بقاءه واستمرارة رغم ما حصل من قتل ودمار هائلين لا يمكن تصورهما ويجب ان يعاقب على ما فعلت يداه ,فالدول حتى الاقرب للثورة السورية ترفض بل تحارب وجود تنظيمات مثل داعش والنصرة ’وسوريا اذا ما انتصرت الثورة سوف تقسم الى دويلات وربما تستمر حروب ومعارك بينهم الى امد بعيد مما يسبب الاضطراب فى هذا الجزء من العالم مما يستدعى قوى عالمية مثل امريكا للتدخل لحماية امن اسرائيل اولا وامنها ثانيا وروسيا لحماية مصالحها ودول عربية مجاورة لحماية حدودها وامنها وتجارتها ومصالحها ’يبدو ان بقاء الاسد سيحقق للجميع مصالحهم وهذا ما يجعله مطمئنا وخاصة فى ظل اختلاف العالم حول سوريا ولو كان موحدا كما فى العراق لما تحمل ايام ’الذى خسره النظام السورى هو احترامه لنفسه واحتقار شعبه والعالم له لانه تسبب بقتل وتشريد الملايين وتدمير البنية التحتية والفوقية لسوريا هذا اذا كان يحس او يخجل او يعرف معنى الاحترام

2) تعليق بواسطة :
08-01-2014 02:13 PM

الغير مفهوم ممن يناصر النظام السوري في الاردن هو تجاوزهم عن خطايا النظام بكل بساطه، النظام نفسه اعترف انه ارتكب اخطاء كبيره اوصلت الى هذه النتيجة بوتين الداعم الرئيسي لبشار اعترف ان اخطاء النظام قادت سوريا الى الهاويه الا انصار النظام وبعض الكتاب في الاردن يضعون النظام مكان الضحيه والاكثر تقززا تبرير القتل للنظام بحجة ان المسلحين موجودين بين المدنيين ،تتناسوا استخدام السكود والميغ والسوخوي والكيماوي والبراميل المتفجره وتتكلمون عن معارضي النظام انهم دمروا سوريا وكانهم يمتلكوا الاسلحة الموجوده مع النظام ،وجود الارهابيين سببه النظام هو الذي فتح ابواب الجحيم على سوريا ،من حق العرب الاخرين دعم المعارضه كما هو حق لايران وروسيا وحزب الله وباقي الارهابيين من ذو الفقار والعباس وغيرهم دعم بشار ونظامه لا تتكلمون عن هذه المجاميع الاجراميه التي تدعي نصره الحسين وعلي وكان الحسين وعلي يتمثلون في بشار يريدون ان يكفروا عن ذنب اجدادهم الذين خذلوا سيدنا على والحسين وهم منهم بريئون كما تبرء سيدنا علي والحسين من اجدادهم رفقا بنا ايها الكاتب العزيز اليوم نعيش الفضاء المفتوح والحقائق لا تقتصر ولا تحتكر من قبل طرف اليوم الشيء الحقيقي في سوريا ان الكل يمارس الارهاب من المعارضه والنظام والضحيه هذا الشعب المسكين الذي ضاعت ثورته السلميه ودماء ابناءه لمدة ثمانيه اشهر بين نظام يمارس كل الوان القذاره ومعارضه تمارس كل الوان العهر السياسي لك الله يا شعب سوريا ويا ريت فقط مناصري النظام السوري في الاردن ان يصمتوا لان في الصمت خير

3) تعليق بواسطة :
08-01-2014 03:37 PM

احسنت استاذ جواد . من يناصر الظلم و الظالم لاخير في كلامه ولا بالفكره التي يدافع عنها لانها افكار مظلمه . ومن لايرى اجرام النظام السوري اعمى او احمق !

4) تعليق بواسطة :
08-01-2014 03:52 PM

يا مدالله
الله يمد بعمرك..
الاردن بالف خير
ولا فوضى ولا سواليفك الحصيديه
احنا بخير بحمدالله
جيشنا قوي
اجهزتنا الامنيه قويه
فال الله ولا فالك
ليش تفاول علينا بالشر!!؟؟

5) تعليق بواسطة :
08-01-2014 05:51 PM

يبدو انك واهم وتتهم الكاتب.
الا تذكر العاصفة الثلجية التي كانت اقوى من الدولة بكل مؤسساتها التي تدافع عنها يا واهم.
ثلجة عابرة اشغلت الدولة والجيش وكشفت فشل الحكومة فكيف لو استهدفتنا. تلك التنظيمات لا قدر الله.اكيد سيقتلك الجوع بحثا عن رغيف ستعجز حكومتك عن تامينه لك.
رحم الله من عرف قدر نفسه

6) تعليق بواسطة :
08-01-2014 09:02 PM

الاخ الكريم
اولا..ما يضيرك لو استخدمت كلمات مؤدبه في نقدك؟؟!! هل الاساءه اللفظيه ضروريه
سامحك الله
ثانيا.. شو صار علينا بالعاصفه؟؟ كل خير
كم واحد مات!!
كم بيت انهدم؟!
لا شيء..خير بخير
ولكنك لا ترى ءالا السواد للاسف!!
ولو سالتك عن الشمس لقلت لي مظلمه..لانك تحب السواد والتشاؤم
هداك الله
الاردن بخير
وقوي
ونحن الحكومه ونحن البلد
وباذن الله البلد بخير ومحميه من الله

7) تعليق بواسطة :
09-01-2014 09:02 AM

لا اعتقد بان الكاتب يشكك في قدرة الدولة والاجهزة الامنية في التعامل مع تهديد الجماعات الجهادية المدفوعة من الخارج ولكن التحذير المسبق والاحتياط الامني خير وسيلة لاتقاء الشر هذا اولاً

الا تذكر كيف اخترق تنظيم القاعدة الطوق الامني الاردني وقام بتفجير الفنادق ووقتها قام جلالة الملك باقالة مدير المخابرات ورأينا الهلع والارتجالية في عيون المسؤولين الذين تصر يا طهراوي على الاتكاء على قدراتهم بعد ما يوقع الفاس بالراس .

وقس على ذلك تحذير وكالة ناسا للاردن بالعاصفة الثلجية التي اهملناها ووقفت الحومة بكافة وزاراتها وهيئتها عاجزة عن فتح طريق حتى اضطر الجيش حماه الله لمساعدة الناس والقيام بدور ليس له اصلاً وانما للحكومة فكيف لو حصل لدينا سلسلة تفجيرات لا قدر الله كيف سيكون الحال ؟؟ ساعتئذٍ ستعلم ان الكاتب الذي وصفت كلامه بالحصيدية يعني ما يقول وينطلق من ثقافة الوعي والحب للاردن اكثر من انطلاقك من ثقافة تسفيه الكلام والارتكاء على انجازات حكومات سوف تعجز حتماً عن ازالة انقاض او تنظيم سير في منطقة الحادث لا قدر الله .

منذ التفجير الاول للقاعدة بالاردن وهذا التنظيم اصبح اكثر دراية واكثر تمويلاً واختراقاً للساحات الداخلية في اغلب الدول فلا تدافع وتتهم الغير وتسفه الافكار .

نتمنى الخير للاردن ولشعبنا ولكن المغرورين بالواقع والواهمين لا يقدمون سوى التخبط ساعة الازمةوكن واقعي وتحلى بالموضوعية ووزن الامور اذا استعرضت التفجيرات الاخيرة في فنادق عمان والعاصفة الثلجية لتعلم بان دفاعك هو الذي يستحق ان يسمى سوالف حصيدة .

8) تعليق بواسطة :
09-01-2014 10:04 AM

الاخ الكاتب المحترم لا ادري لماذا البعض منكم حاط حطيطته على دول الخليج يا جماعه اتركو عنكم هذه النعره هل دول الخليج مقصره مع الدوله الاردنيه ومع الشعب الاردني ليش كل التحامل علىيهم يا جماعه كم عائله رزقه في دول الخليج كم من مهندس وطبيب ومحاسب وغيرهم منالمهن فلماذا انتم الكتاب تتحاملون على دول الخليج بأعتقادي ما فيه دوله خليجيه تتدخل بالخرين البعض من الدول العربيه هي التي تقوم بتدخل بهم يكفي حكمهم ما فيه اعدامات بالعشرات كما جرى في سوريا والعراق ومصر على ايام حسني السجون ممتلئه وتونس وغيرهم ليبيا يا جماعه يكفي السعوديه اخر تبرع لها للدوله الاردنيه مبلغ 170 مليون لتعديل طريق الموت الازرق العمري وغيرهم ماذا تريدون منهم اكثر من ذلك مساعدات وربعنا ينهبون نهاب نرجو من الكتاب المحترميين الكف عن الزج بدول الخليج باي مشكله داخليه انتم تدافعون عن بشار لا ادري هل لكم رواتب مجزيه من هذاالنظام البائس لماذا كل هذا الدفاع المميت يا الانسان يمشي مع الماء الراكد والا مع الماء الجارف اما عن موظوع الاردن بالبلد امن ان شاء الله ابس يفتك من كتاباتكم كل يوم يطل علينا كاتب ويخوف الناس ويثير القلق بأنفس الناس الاردن له رجالاته وله قوه من الجيش وله قوه من الامن وله شعب يحمي ارضه ولا علينا من ما تكتبو من سموم وازمة الثلجه عدت على خير كما تفظلو بعض الاخو لا مات احد وهذا شيء خير الناس صارت تصيح من خيرات رب العالمين وتحب وتمدح خيرات بشار بسبب طمعهم الشع للماده والمناصب الفاشله

9) تعليق بواسطة :
09-01-2014 04:10 PM

اين التعليق يا كل الاردن من الصبح ما استوى ناره هاديه

رد من المحرر:
تعليقك منشور و هو رقم ٨

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012