صحة قلبك في الشتاء

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

صحة قلبك في الشتاء

10-01-2014 01:28 AM
كل الاردن -
الصيدلي ابراهيم علي ابورمان /وزارة الصحة - المربعانية او الاربعينية من اكثر اوقات الشتاء برودة واعراض برودتها بدات بعد انحسار عاصفة اليكسا الثلجية على البلاد مؤخرا حيث عانى منها الجميع ويقال عنها ( بردها من شدته يدخل بينك وبين ماتتغطى به)
ومن هنا نوجه بعض النصائح لآبائنا وأمهاتنا وشبابنا عن كيفية المحافظة على قلوبهم في فترة الشتاء. لان بعض الأشخاص يشعرون بالبرد أكثر من غيرهم
من الناس من يكون لديهم ضعف في قدرة الجسم على تحمل البرد والتكيف معه، ومن ضمنهم من يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد يشعرون بالبرودة أكثر من غيرهم لأهمية الحديد في عملية التدفئة تلك، كما أن المدخنين يشعرون بالبرد أكثر من غيرهم للتأثير السلبي للنيكوتين الذي يتسبب في تقلص الأوعية الدموية وعدم توزيع الدفء بشكل أفضل، وأيضا من يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم، حيث لا يتوزع الدم بشكل كاف في الاطراف فيشعرون ببرودة أطرافهم

القلب هو أكثر من يعاني هجمة البرد القارس:
القلب يتحمل العبء الاكبر في توزيع الحرارة على جسم الانسان في الشتاء القارس حيث يتوجب على القلب ان يضاعف من عدد الانقباضات لكي يساعد الجسم في التكيف حيث انه من المعروف علميا ان نقص درجات الحرارة يرفع نبضات القلب الى حوالي ما متوسطه 15 نبضة في الدقيقة ويرفع الضغط حوالي 30 ملم ويزداد استهلاك عضلة القلب من الأكسجين ويقلل من تروية القلب من الدم بحوالي 10% بسبب زيادة الجهد المبذول من عضلة القلب عن كمية الاكسجين المحمولة بالدم خلال تلك الفترة(مقارنة بفترة الراحة) بل ويزداد ذلك الجهد على القلب كلما قلت درجة الحرارة على وجه العموم..
وارتفاع الضغط هو محاولة لإنتاج الحرارة الداخلية وتوزيعها الى ان تصل مرحلة متأخرة من برودة الاعضاء الداخلية حيث يبدأ الجسم في فقدان المقاومة وهبوط الضغط وهبوط نبضات القلب ثم فشل القلب وتجمع السوائل في الرئتين ثم توقف القلب، حمانا الله وإياكم من سوء المنقلب.
هذا ما يحدث مع القلب السليم اما في حالة القلب المتعب او القلب الذي يشكو من علة في الشرايين التاجية التي تمده بالاكسجين فيكون الضرر مضاعفا حيث تبدوا اعراض الاحتشاء القلبي في ساعات الليل وفي اثناء التعب تحدث النوبات والذبحات الصدرية

كبار السن أكثر عرضه لتأثير البرد
في المراحل المتقدمة من العمر حيث يشكوا اغلب الناس من امراض القلب والشرايين يكون اكثر الناس عرضة لمضاعفات الشتاء القارس على الصحة فارتفاع الضغط وارتفاع نبضات القلب «لنفس درجة البرودة» هو ضعف ما يحدث عند الشباب كما اظهرت الابحاث الطبية وانتاجهم للطاقة الحرارية الداخلية اقل من الشباب بكثير..
أي انه في حالة وجود شاب وشخص من كبار السن في غرفة واحدة يكون تاثير انخفاض درجة الحرارة على كبار السن واضحا وجليا على صحتهم بينما الشباب لا يتاثرون بنفس الدرجة
كما ان فقدانهم للحرارة او الدفء اسهل بكثير من الاشخاص في فترة الشباب.
تخيل ما يحدث لشخص يشكو من امراض مزمنة وهي ارتفاع ضغط الدم وارتفاع في سكر الدم وتضيق في شرايين القلب يكون عرضة للاصابة بالازمة القلبية.. لان القلب يكون عرضة لزيادة الجهد ونقص في الاكسجين المغذي لعضلة القلب وهي من اهم الاعراض المسببة للذبحات الصدرية برودة وتعب وتضيق في الشرايين التاجية
أضف على ذلك ان البروده تجعل الشخص متوترا مما يؤثر على تفكيرهم فلا يستطيعون تقدير الامور كما يجب ولا درجة خطورة الوضع الذي هم فيه
والجدير بالذكر ان بعض الدراسات اثبتت ان بعض كبار السن عندما يتعرضون لبرودة شديدة وفي المراحل الاخيرة يبدأون بنزع ملابسهم والتخفيف منها بسبب التشويش الذهني بالاضافة الى انهم ينسون تناول أدويتهم او يخطئون في كميتها ونوعياتها.

أعراض تأثر الجسم بالبرودة
-تقل الحركه والنشاط وتتباطأ ثم يبدأ باصطكاك الاسنان وارتعاش العضلات لانتاج مزيد من الطاقة الحرارية.. ثم الاعياء والتعب ثم عدم القدرة على التركيز سواء في امساك الاشياء حوله او في طريقة استعمالها مثل «الاتصال بتلفون الطوارئ» وأشد البرودة في الشتاء هي التي تكون فيها درجات حرارة منخفضه مع رياح سريعة حيث تزيل هذه الرياح اي طبقة من الحرارة يولدها الجسم حول نفسه.. ومما يزيد الطين بلة كون الرياح مصحوبة بالمطر وحيث ان فقدان الحرارة يصبح اسرع واشد مقارنة بالحالة التي يكون فيها الجو باردا وجافا وساكنا.. فمثلا رياح سرعتها 48كلم في الساعة في درجة حرارة صفر مئوية تساوي تأثير درجة برودة 12 درجة تحت الصفر!!
تزداد جلطات القلب في الشتاء القارس اكثر من الصيف الحار
يزداد حدوث جلطات القلب 7% لكل عشر درجات مئوية تنقص في درجة الحرارة الصغرى وذلك بسبب زيادة الادرينالين من الجهاز السمبتاوي لرفع الضغط وتوليد المزيد من الطاقة وكذلك زيادة الصفائح الدموية ولزوجة الدم نسبيا، بل ان بعض الدراسات العلمية وجدت انه كلما كان الفرق اكبر بين درجات الحرارة الكبرى في الشتاء (تقلبات الحرارة في نفس اليوم) كلما ازدادت زيارات مرضى القلب للطوارئ...وأكثر هؤلاء تأثرا هم كبار السن الذين لديهم مرض الزهايمر ومضاعفات قلبية سابقة مثل الرجفان الاذيني.

نصائح مرضى القلب في الشتاء
-ينصح مرضى القلب في الشتاء بتدفئة اجسامهم ومنازلهم بما يستطيع فكبار السن وبالذات مرضى القلب هم اكثر الناس تعرضا لمضاعفات الشتاء القارس..
فإذا كانت درجة حرارة الغرفة اقل من 20 درجة مئوية فانها تؤثر على صحة كبار السن ولا يجب ان نعتمد على الملابس الصوفية وان كانت تساعده في حفظ حرارته فوق 30 درجة مئويه ولكنها لا تفيده كثيرا عندما تكون درجة حرارة الغرفة تحت عشرين درجة.. - يجب ان يبتعدوا قدر الامكان عن الجهد البدني مثل إزاحة الثلج او حمل اكياس ثقيلة وتجنب الانفعالات النفسية والضغوط العصبية ويجب عليهم الانتباه الى ضغط الدم باستمرار و بانتظام وشرب السوائل الدافئة التي تزيد من انتاج الطاقة الحرارية الداخلية..
-يجب الانتباه الى تدفئة الرأس والقدمين بما يناسبهما من ملابس يحمي من لسعات الشتاء القارس حتى لايصابوا بعضة البرد او تثليج الاطراف حتى لا يحدث تلف في الانسجة البشرية بسبب شدة البرودة اثناء تعرضها مثل الاذنين والانف واطراف اصابع اليدين والقدمين..
-في حالة الاصابة باعراض الزكام والانفلونزا يجب تناول ادوية مضادات الاحتقان بحذر لان اغلب الادوية المضادة للاحتقان ترفع من ضغط الدم وقد تسبب الخفقان ولذلك يجب مراقبة الضغط بانتظام في هؤلاء المرضى.
-ممارسة التمارين الرياضية بانتظام ولا يجب التوقف عن ممارستها بسبب الشتاء
-ومن أسوأ التصرفات التي من الممكن ان يضر بها الإنسان نفسه هو التدخين في وقت الشتاء حيث يزيد العبء على القلب المجهد أصلا ويرفع الضغط اكثر مما هو مرتفع.. اما الكحول فإنه يزيد من فقدان الحرارة بسرعة بسبب توسع الاوعية الدموية الخارجية فيعطي انطباعا خاطئا بالدفء ولكنه يسلب الحرارة بسرعة من اعضاء الجسم الداخلية وكذلك فإنه يشوش على الذهن فلايستطيع الشخص تقدير برودة الجو المحيط به.
برودة الجو لها تأثير كبير على صحة القلب، ويجب معرفة محاذير التعرض للبرد القارس ومن هم الفئات الذين يجب التركيز عليهم في الوقاية من مضاعفاته.(الراي)