بقلم : اسعد العزوني
10-01-2014 09:59 PM
أسعد العزوني
الآن استرحت ..هذا هو شعاري منذ اليومين الماضيين ،أي بعد أن أظهر الأردن الرسمي تشددا إزاء ما طرحه وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السيناتور الجمهوري جون كيري بخصوص ما يطلقون عليه 'الحل النهائي للقضية الفلسطينية' ،وما سبقه بطبيعة الحال من تسريبات إسرائيلية حول الغور الفلسطيني وسيطرتها عليه ،وما قيل بشأن ذلك من أرقام هي 4،6،10 سنوات .
أبدع الأردن الرسمي في تحديد موقفه وعلنا ،ولا بد لي هنا من الإعتراف بإعجابي الشديد بمن صاغ موقف الأردن الرسمي المتمثل بالخطوط الأردنية الستة الحمراء الذي لا يمكن تجاوزها او التهاون فيها وهي :عدم وجود طرف ثالث في الغور الفلسطيني،أو على الحدود الأردنية –الفلسطينية،رفض الفيتو الإسرائيلي على عودة أي فلسطيني أو القبول بالجنسية الفلسطينية،وكذلك السماح للاجئين الفلسطينيين ممن يحملون الجنسية الأردنية بالحصول على الجنسية الفلسطينية مع المرونة في حال الإزدواجية.
وجاء في البرنامج الأردني أيضا حديث عن الدمج في الأردن من خلال الديمقراطية الجذرية،إضافة غلى إقرار الأردن بالسيادة الفلسطينية،وتأكيده على رفض الكونفدرالية الثنائية الدعوة في ذات الوقت إلى الكونفدرالية المشرقية التي تشمل سوريا ولبنان والعراق إضافة إلى الأردن وفلسطين.
نجح الأردن في إيصال رسالته ولكن على وزير الخارجية والمغتربين ناصر جودة أن يفعل وزارته في هذا الموسم المفرح بلقاء رسمي وجاد مع السفراء وممثلي كافة البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الأردن، وتسليمهم مذكرة أردنية رسمية تتضمن هذه النقاط الحمراء الست،والتعامل الرسمي الأردني مع هذه البرنامج كما تعامل مع رسالة عمان.
الأمر جد خطير ولا يحتمل التهاون فالأردن الرسمي على شفا التصفية كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية هذا العام ،ويكمن الحل لصنع طوق النجاة في التشدد الجاد والمدروس ،والتشبيك مع كافة مكونات الشعب الأردني ومؤسساته للتعبير عن الرفض الشعبي لمشروع التصفية وتأكيد الوقوف خلق صانع القرار الأردني قولا وفعلا.
يجب كذلك الإيعاز للسفراء الأردنيين في الخارج بأن يمارسوا أقصى درجات الحراك الدبلوماسي حيث يقيمون لإيصال الرسالة إلى الرأي العام العالمي والطلب من اصدقائنا ان يتحركوا هم بدورهم للضغط على حكوماتهم بالتحرك الجاد والفاعل من اجل لجم الغول الإسرائيلي الذي يتحفز للإنقضاض على الأردن.
هناك طلب يجب النظر فيه بجدية وهو جسر الهوة بين الموقفين الأردني والفلسطيني والإتفاق على شيفرة موحدة عند الحديث مع الأمريكيين والإسرائيليين وعدم إبقاء الأمور هكذا مدموغة بالشك والحذر،لأن عواقب ذلك وخيمة ،وقد جر ذلك علينا الويلات مثل أوسلو وواي عربة.
المطلوب قمة مكاشفة أردنية –فلسطينية موسعة يحرص فيها عدم إشراك أي مسؤول من الطرفين تدور حوله شكوك التطبيع مع إسرائيل ،ولا مانع من إعطاء هذه القمة طابع العصف الذهني ،وان يتم الإتفاق على التحدث مع الآخر بموقف واحد موحد.
قبل أن اختم يجب أخذ كافة أسباب الحيطة والحذر من دخول طرف ثالث على الخط في الأردن للضغط على صانع القرار ليذعن للمطالب الأمريكية والإسرائيلية،كما هو حاصل الآن مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حيث نقرأ تسريبات عن قيام محمد دحلان بتجهيز جيش في الضفة الفلسطينية لمحاربة عباس....اللهم إني قد بلغت ،اللهم فإشهد.