أضف إلى المفضلة
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025
الأحد , 19 كانون الثاني/يناير 2025


يا دول الخليج تنبهوا لنفطكم وغازكم قبل فوات الأوان

بقلم : الدكتور حسين عمر توقه
12-01-2014 10:50 AM

بقلم الدكتور حسين عمر توقه
باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن القومي
المقدمة
الغاز هو هدف استراتيجي هام والحصول عليه من قبل كل من أوروبا والصين والهند واليابان يمثل أولوية استراتيجية بالغة الأهمية . وهو يشكل بالمقابل نقطة للصراع بين الدول المصدرة للغاز وعلى رأسها روسيا .
إن الولايات المتحدة والإتحاد ألأوروبي تعمل جاهدة من أجل منع وقوع أوروبا تحت سيطرة روسيا من حيث اعتمادها على الغاز الروسي وتحاول جاهدة أن تجد مصادر أخرى للغاز من إيران ومن دول الخليج .
وبالرغم من بروز الغاز كمصدر رئيس للطاقة تستمر حاجة الدول إلى النفط ويتعاظم الطلب عليه وتظل ناقلات النفط العملاقة ضرورة ملحة خلال العقدين القادمين حتى يتم بناء خطوط أنابيب للنفط بين الدول المصدرة للنفط والدول المستهلكة .
بالرغم من أن الولايات المتحدة كانت من أكثر الدول استهلاكا للنفط واعتمادا على النفط العربي إلا أنها بدأت بإنتاج 10 ملايين برميل يوميا . كما أنها تعمل جاهدة على تطوير تكنولوجيا جديدة لإستخراج الغاز والنفط من الكميات الهائلة من الصخر الزيتي المتوفر في الولايات المتحدة ولقد أثبتت التجارب أن الصخر الزيتي يحتوي على نسبة تزيد عن 10% على شكل نفط ونسبة 5% على شكل غاز . وأن القيمة الحرارية للصخر الزيتي تساوي 1500 كيلو كالوري لكل كغم مما يجعل الصخر الزيتي من أهم المصادر للطاقة .
روسيا والغاز :
إن كل العالم بأسره قد أدرك أهمية بناء خطوط أنابيب للغاز وللنفط على حد سواء ولقد قامت روسيا ببناء الخط الشمالي المعروف بإسم ( السيل الشمالي ) لتصدير الغاز مباشرة إلى ألمانيا وهي الآن تجري مباحثت مباشرة مع بريطانيا لإجراء دراسات من أجل توسعة خط أنبوب غاز السيل الشمالي ليصل بريطانيا عبر ألمانيا.
كما أن عملية التقارب بين أوكرانيا وروسيا وقيام روسيا بدعم أوكرانيا بمبلغ 15 مليار دولار من اجل عدم انضمام أوكرانيا إلى الإتحاد الأوروبي وعودة أوكرانيا إلى المعسكر الشرقي والعودة إلى الإتفاقية التجارية للدول السابقة لجمهوريات الإتحاد السوفياتي سابقا. وتجري الآن المباحثات من أجل إعادة تزويد خط أنابيب الغاز من روسيا عبر أوكرانيا إلى أوروبا.
إن روسيا قد عملت على توقيع اتفاقية شراء مع كل من تركمانستان وأوزبكستان تقوم فيه روسيا بشراء ناتج الغاز لهاتين الدولتين وذلك من أجل ضخ خط أنبوب غاز السيل الجنوبي وهو أكبر مشروع روسي لضخ الغاز من بحر قزوين وأوزبكستان إلى البحر الأسود وبلغاريا وصربيا والمجر وسلوفانيا حيث يتم وصله بشبكات الأنابيب الأوروبية وتوزيعه على بقية الدول الأوروبية ومن المنتظر الإنتهاء من بناء هذا الخط في عام 2015 حيث احتفل الصربيون قبل شهر بالإنتهاء من مرحلة مرور هذا الخط عبر صربيا بإتجاه المجر . ويفكر الروس بمده حتى يصل إيطاليا .
كما أن روسيا قد أدركت الحاجة المتعاظمة لكل من الصين واليابان وكوريا الجنوبية إلى النفط والغاز فبدأت ببناء خط أنابيب شرق سيبيريا / المحيط الهادىء . وبناء خط ثان يصل آبار النفط في سيبيريا الغربية والشرقية بميناء ( كوزمينو ) في منطقة بريموري الشرقية الروسية . وفي حال إنتهاء هذين الخطين للنفط والغاز فسوف تسيطر روسيا على السوق الصيني وهو من أكبر الأسواق حاجة للنفط والغاز بالإضافة إلى اليابان .
وبالمقابل بتاريخ 15/7/2009 تم التوقيع على إتفاقية في العاصمة التركية أنقرة من قبل تركيا وأذربيجان وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا بحضور ألمانيا وبحضور رئيس المفوضية ألأوروبية وبحضور المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أوباما لشؤون الطاقة ريتشارد ستار . من أجل إقامة مشروع خط انابيب ضخم لنقل الغاز من أواسط آسيا عبر الأراضي التركية في اتجاه دول الإتحاد الأوروبي ويصب في مستودعات كبيرة للتخزين في النمسا ويتم ربطها بشبكات توزيع الغاز الأوروبية ولقد تبنى حلف الأطلسي الدعم السياسي والإستراتيجي لهذا المشروع . وتمت تسميته بإسم ( نابوكو) تيمنا بإسم مقطوعة كلاسيكية حول التحرر من العبودية من تأليف المؤلف الإيطالي جيوسبي فيردي والمأخوذة قصتها من التوراة والتي تناولت المآسي التي مر بها اليهود عبر التاريخ. وكان يهدف هذا المشروع إلى نقل الغاز الطبيعي مباشرة من وسط آسيا من تركمانستان وأوزبكستان وأذربيجان عبر تركيا إلى وسط أوروبا دون المرور بالأراضي الروسية لمسافة 3300 كيلومتر وكان من المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم عام 2014 بطاقة سنوية تقدر بين ثمانية مليارات إلى عشرة مليارات متر مكعب.
ولكن روسيا قامت بالتوقيع كما أسلفنا على عقد لشراء إنتاج الغاز لكل من تركمانستان وأوزبكستان كما أن هناك مباحثات مباشرة بين أذربيجان والصين لمد خط أنابيب للغاز يعرف بمشروع خط أنابيب ( عبر الأناضول للغاز الطبيعي ) لبيغ غاز أذربيجان إلى الصين.
من خلال ما تقدم فإن الإتحاد الأوروبي وبالذات دول حلف الأطلسي والولايات المتحدة يبحثون عن دولة مصدرة للغاز بدلا من تركمانستان وأذربيجان وأوزبكستان والدولة الوحيدة المتبقية هي إيران . علما بأن الصين تجري مفاوضات ومباحثات مباشرة مع كازاخستان للإستئثار بإنتاج كازاخستان من النفط والغاز عبر أنابيب غاز ونفط من كازاخستان إلى الأراضي الصينية .
إيران والغاز :
إن قرار التقارب مع إيران وقرار إنجاح المفاوضات الجارية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن والمانيا 5+1 وبين إيران هي محاولة من أجل رفع الحظر عن إيران وهو قرار استراتيجي لكسب إيران من أجل تزويد خط انابيب غاز نابوكو بالغاز وعليه فإن الصفقة التي تم التوصل اليها بين كل من وزيري الخارجية الأمريكي والروسي ووافقت عليها إيران وباركتها إسرائيل تتضمن القيام بتدمير الأسلحة الكيميائية السورية مقابل عدم قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا ومقابل موافقة إيران بتزويد خط أنبوب نابوكو بالغاز الإيراني .
إن إيران كانت تخطط لبناء خط أنبوب للغاز من إيران عبر العراق إلى الموانىء السورية على شواطىء البحر الأبيض المتوسط . علما بأن إيران كانت قد أعلنت في شهر أيار عام 2009 البدء بإنشاء خط أنابيب عملاق بطول 1740 كيلو متر يمتد من حقل فارس الجنوبي إلى تركيا فاليونان فإيطاليا
ونظرا للأحداث التي تدور في سوريا فلقد قامت إيران بالإتفاق مع الباكستان وباشرت في بناء خط أنبوب للغاز ولقد تم الإنتهاء من مرحلة بناء الأنبوب في الجانب الإيراني ويبدو أن هناك ضغوطا من قبل الولايات المتحدة على الباكستان من أجل التوقف عن الإستمرار ببناء خط انبوب الغاز في الجانب الباكستاني . ولكن إيران قامت خلال الأشهر الأخيرة بمنح باكستان مبلغ 500 مليون دولار للإستمرار في بناء خط أنبوب الغاز في الجانب الباكستاني مما يعني أن هناك تبدلا في الموقف الأمريكي تجاه خط الأنابيب الإيراني الباكستاني . ويبدو أن إيران تهدف في المستقبل القريب إلى توسعة هذا الخط بحيث يربط إيران بالهند عبر باكستان وهذا يعني دخول إيران السوق الهندي وهو من أكبر الأسواق في العالم حاجة إلى النفط والغاز على حد سواء.
نيجيريا والغاز :
في عام 2008 قدم الإتحاد الأوروبي عرضا لنيجيريا والتي تمتلك سابع أكبر مخزون للغاز على مستوى العالم من أجل إنشاء خط أنابيب غاز من نيجيريا مرورا بالجزائر وعبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا علما بان هناك خط أنبوب غاز ( ترانسماد ) من الجزائر إلى إيطاليا بقدرة 62 مليار متر مكعب سنويا كما أن هناك مباحثات لربط الجزائر بإسبانيا بواسطة خط أنبوب غاز ( ميد غاز ) عبر البحر الأبيض المتوسط .
كما أن هناك خط أنبوب غاز يمتد من ليبيا إلى إيطاليا عبر البحر الأبيض المتوسط تم تدشينه عام 2005
العراق والغاز :
وفي العراق هناك خط أنبوب نفط لنقل نفط شمال العراق من كركوك إلى ميناء جيهان التركي والذي تم تدشينه عام 1973.
وتجري الآن محاولات لوضع اللمسات الأخيرة على حزمة اتفاقيات شاملة بين تركيا وبين إقليم كردستان لبناء خطوط أنابيب جديدة للنفط والغاز بمليارات الدولارات لنقل احتياطات النفط والغاز الضخمة في المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي إلى ألأسواق العالمية من خلال ميناء جيهان التركي . وأعلنت حكومة نوري المالكي معارضتها الشديدة لأن توقيع مثل هذه الإتفاقيات يجب أن يتم عن طريق الحكومة العراقية المركزية .
كما كان هناك خط أنابيب لنقل نفط جنوب العراق إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر تم إنشاؤه عام 1986 إبان الحرب العراقية الإيرانية وتم توقيفه عام 1990 بعد قيام العراق بعملية احتلال الكويت والآن يجري التفكير بإعادة تفعيله .
وتجري الآن المراحل النهائية من أجل تنفيذ خط أنبوب النفط من العراق إلى خليج العقبة في الأردن بسعة مليون برميل يوميا .
مصر والغاز :
هناك خط أنابيب الشرق الأوسط لنقل الغاز الطبيعي من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل داخل المياه الإقليمية المصرية ثم المياه الإقليمية الإسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط بطول 100 كيلو متر وكان المخطط الرئيس الإستمرار في بناء الخط شمالا بطول إجمالي 780 كيلو متر إلى ميناء جيهان التركي بحيث تبلغ سعة الخط 15 مليار متر مكعب سنويا وقد بدأت إمدادات الغاز لإسرائيل والأردن في الأسبوع الثالث من شهر شباط عام 2008 .
.
إسرائيل والغاز :
إن ما تردد من الأنباء حول إكتشاف كميات هائلة في الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط والتي تزيد على 122 تريليون قدم مكعب تمتد على شواطىء كل من سوريا ولبنان وإسرائيل وغزة وقبرص . بالإضافة إلى إكتشاف حقول الغاز في سوريا كان أحدثها حقل (قارة) بالإضافة إلى حقل جديد في طرطوس على البحر الأبيض المتوسط . إن أهم ما في موضوع الغاز على شواطىء البحر الأبيض المتوسط أن إسرائيل ومنذ عام 2009 منذ اكتشاف الغاز في حقل تامار بتقدير 8.3 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي عالي الجودة بالإضافة إلى حقل جديد بالقرب من حقل تامار الأول وتشير التقديرات الأولية أن إحتياطي الحقل الجديد يبلغ 17 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي بالإضافة إلى إكتشاف أكبر حقول الغاز البحري في ( لافياتان ) تصل تقديراته إلى 16 تريليون قدم مكعب . هذه الإكتشافات الجديدة وضعت إسرائيل على قائمة الدول المصدرة للغاز ولقد تم الإعلان بتاريخ 3/5/2013 عن البدء بإنتاج الغاز في حقل تامار . وأعلنت إسرائيل عن استعدادها لتزويد كل من الأردن وتركيا بالغاز الطبيعي
إن إسرائيل ونظرا لقربها من أوروبا عبر قبرص واليونان أو عبر تركيا تريد أن تحظى بأولوية تصدير الغاز إلى أوروبا بدلا من إيران كما أنها تريد بطريقة أو بأخرى السيطرة على حقول الغاز في المياه اللبنانية والسورية وتريد فرض سيطرتها على عمليات استخراج الغاز لا سيما وأنها قد وضعت يدها على الغاز في غزة . وإن أي حرب مستقبلية سوف تكون على الغاز وحقول الغاز بدل الأرض . من هنا سوف يتم الإستمرار في إنهاك كل من سوريا ولا أحد يعلم ما يخبىء المستقبل للبنان .
لقد أدركت الولايات ودول الإتحاد الأوروبي بأن القضية الفلسطينية سوف تظل حجر العثرة في تحقيق أي تطبيع بين الشعوب العربية وبين إسرائيل فبالرغم من توقيع اتفاقيات ومعاهدات سلام مع بعض الدول العربية وفي مقدمتها مصر والأردن إلا أن الشعوب العربية لا زالت ترفض كل أنواع التقارب وترفض كل أشكال التطبيع .
واليوم تمارس الولايات المتحدة ضغوطا كبيرة على الفلسطينيين وعلى الإسرائيليين على حد سواء من أجل التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية بمباركة من الإتحاد الأوروبي من أجل تحقيق السلام النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتطمع الولايات المتحدة من خلال هذا السلام فرض نوع من التحالف الأمني بين المصالح العربية والمصالح الإسرائيلية ومحاولة تحقيق هدفين استراتيجيين كبيرين
الهدف الإستراتيجي الأول أن يتم التطبيع بين الشعوب العربية وبين الشعب اليهودي يتبعه في المستقبل القريب التعاون الإقتصادي في مشاريع ضخمة من بينها على سبيل المثال تصدير الغاز والبترول العربي من خلال الموانىء الإسرائيلية على البحر الأبيض المتوسط على البحر الأبيض المتوسط من خلال بناء خطوط أنابيب غاز عملاقة لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط .
أما الهدف الإستراتيجي الثاني فهو من أجل تحقيق نوع من التوازن الأمني في ميزان القوى بين إيران من جهة وبين دول الخليج العربي وإسرائيل من جهة أخرى للحد من أي تهديد إيراني لدول الخليج .
ولكن إسرائيل وبعد الكشف عن الكميات الهائلة لحقول الغاز في السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط والتي تقدر ب 122 تريليون قدم مكعب من الغاز تريد أن تدخل كطرف رئيس في تزويد أوروبا بالغاز الإسرائيلي وهي تجري مباحثات مع كل من قبرص واليونان من جهة ومع تركيا من جهة أخرى .
لقد عملت إسرائيل دائما وأبدا على عرقلة مفاوضات السلام وترفض الرضوخ إلى أي ضغوط أمريكية فلقد أعلنت البدء ببناء 1300 وحدة سكنية جديدة كما أعلنت أنها لن تتخلى تحت أي ظرف من الظروف عن غور الأردن وأن هناك عملية تصويت في الكنيست الإسرائيلي وفي حال الموافقة على هذا الضم فإن كافة مستوطنات غور الأردن والطرق المؤدية لها ستكون تحت سيطرة إسرائيل الكاملة بل جزءا من أراضي إسرائيل. وهناك إقتراح سري يقضي بأن تتم عملية مقايضة لبعض أراضي عام 1948 العربية للمضي في تحقيق هدف يهودية الدولة مقابل إبقاء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي أصبحت واقعا ديمغرافيا وسياسيا وجغرافيا وأمنيا وتأكيدا للإستمرار في سياسة المراحل وقضم أراض جديدة من الأراضي الفلسطينية والعربية . وعدم السماح بحق العودة للاجئين الفلسطينيين والعمل على توطينهم في البلدان المجاورة وعلى رأسها الأردن وهذا يعني نسف أي توصل إلى أي إتفاق وفي أنتظار إتفاقية الإطار التي اقترحها كيري لا أحد يعلم طبيعة المباحثات السرية التي تدور بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وما هو الدور المطلوب من الأردن لعبه من أجل التوصل إلى إتفاقية نهائية .

دول الخليج العربي :
يبدو أنه ومنذ القدم أدركت دول الخليج العربي أهمية مضيق هرمز ليس لتصدير النفط فحسب وإنما لكل الواردات التي تستوردها دول الخليج من البضائع المختلفة وبالرغم من مرور ما يقارب من 17 مليون برميل نفط يوميا من خلال مضيق هرمز أي النفط العربي والنفط الإيراني على حد سواء إلا أنه سادت بعض الأجواء وتعالت بعض التهديدات بإمكانية إغلاق مضيق هرمز فلقد تم على سبيل المثال بناء خط أنبوب للنفط إبان الحرب العراقية الإيرانية كما ذكرنا لنقل النفط العراقي إلى ميناء ينبع كما ظهرت خلال فترات التوتر خطط لنقل إنتاج الكويت عبر أنابيب للنفط إلى ميناء ينبع وتوالى طرح مخططات تهدف إلى بناء خطوط أنابيب نفط عملاقة لنقل نفط دول الخليج إلى ميناء صلالة في سلطنة عمان. كما عملت أبو ظبي على تدشين خط أنبوب النفط ( حبشان الفجيرة ) من أبو ظبي إلى الفجيرة عام 2012
منذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها بئر الدمام في المملكة العربية السعودية بإنتاج كميات كبيرة من البترول بدأت أعمال التصدير للزيت الخام بتاريخ 3/3/1928عن طريق فرضة صغيرة في الخبر كان الزيت يشحن عن طريقها إلى البحرين و بعد أول اكتشاف للبترول بكميات تجارية عام 1938 في بئر الخير تم بناء فرضة رأس تنورة التي بدأت في استقبال ناقلات الزيت حيث تم شحن أول دفعة من الزيت بتاريخ 1/5/1939
وبأمر من الملك عبد العزيز آل سعود عام 1948 بدأ العمل بتدشين أول خط أنبوب لنقل النفط السعودي عبر الأردن إلى ميناء حيفا في فلسطين بطول 1664 كيلو متر واستغرق إنجازه ثلاث سنوات ولدى نشؤ دولة إسرائيل تم تعديل المسار إلى سوريا وإلى ميناء صيدا اللبناني وتم إيقاف الضخ فيه مع احتلال الجولان عام 1967. وإنني هنا لا أريد استعراض تاريخ النفط والغاز في دول الخليج ولا أريد التحدث عن بناء أنابيب خطوط النفط من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر ولا أريد استعراض المحطات المضيئة في تاريخ الغاز بدءا بإنشاء شبكة الغاز الرئيسية عام 1975 في المملكة العربية السعودية ولا أريد التحدث عن دور دول الخليج أو الدول العربية أو ألإسلامية في منظمة أوبك . ولكنني أريد التحدث عن الوضع الحالي لدول الخليج بعد اكتشاف الكميات الهائلة من حقول الغاز بدءا بالغاز القطري في حقل فارس الجنوبي وهو حقل مشترك مع إيران بالإضافة إلى الإكتشافات الحديثة لحقول غاز جديدة بكميات كبيرة في المياه الإقليمية للمملكة العربية السعودية في البحر الأحمر وفي المناطق الصحراوية بالقرب من الربع الخالي وفي مناطق الحدود الشمالية للمملكة .
إن ما أريد التركيز عليه الآن أن تصدير إنتاج النفط والغاز لدول الخليج إلى دول العالم لا زال يعتمد اعتمادا كليا على ناقلات النفط وهذه الناقلات تمر في معظمها من خلال مضيق هرمز كما أن الجزء الآخر والذي يتم تصديره من ميناء ينبع يعتمد أيضا على ناقلات النفط من خلال قناة السويس أو من خلال مضيق باب المندب . أي أن كل دول الخليج بإستثناء عُمان وبإستثناء أبو ظبي هم سجناء للممرات المائية الإستراتيجية . وتقع تحت رحمة شركات النفط الأخوات السبع وتحت رحمة أصحاب ناقلات النفط العملاقة . بالإضافة إلى أنها تقع تحت رحمة الدول المشرفة على هذه الممرات ولا ننسى أن عملية تلغيم بسيطة في مياه البحر الأحمر وفي مياه الخليج العربي قد استغرقت عملية تنظيفها مدة ستة أشهر بمشاركة كل أساطيل الدول العظمى .
إن العالم المستهلك للنفط والغاز يحتاج الآن إلى أنابيب نفط وغاز لإيصال هذه المواد الإستراتيجية لأنها الأسلم والأرتب والأكثر إنتظاما
وإن أكثر الدول حاجة إلى النفط والغاز كما أسلفنا هي دول أوروبا والصين والهند واليابان بعد أن كانت الولايات المتحدة تستحوذ على معظم إنتاج البترول العربي .
إن الصراع القائم الآن هو محاولة روسيا السيطرة على هذه الأسواق عن طريق بناء خطوط أنابيب نفط وغاز على حد سواء كما تحاول إيران التوصل إلى بناء خطوط أنابيب تضمن من خلالها الوصول إلى كل من أوروبا والهند عبر باكستان .
نعم إن العالم سيظل بحاجة إلى النفط وستظل ناقلات النفط العملاقة مستمرة في شحن النفط العربي إلى كل أنحاء العالم .
نعم لقد كانت الولايات المتحدة هي الضامن الأكبر في تسويق النفط والغاز العربي وفي إيصاله إلى الدول الحلفاء والمدفوع ثمنه بالدولار الأمريكي . واليوم تشترك كل دول العالم وبالذات القوى العظمى في ضمان أمن وسلامة أنابيب النفط والغاز على حد سواء .
وأعتقد جازما بأن الوقت قد حان إلى عقد إجتماع على مستوى القمة من أجل رسم استراتيجية قومية جديدة للمنافسة في تصدير الغاز العربي بواسطة خطوط أنابيب عملاقة إلى كل من أوروبا وإلى كل من الهند والصين . ودعوة كافة الخبراء والمختصين في الغاز والنفط وخطوط أنابيب النفط والغاز لإجراء الدراسات ورفع التوصيات من أجل إيجاد السبل الأمثل لإيصال النفط والغاز العربي إلى كل العالم وإلا فإننا سوف نتخلف عن دخول ميدان المنافسة في تسويق إنتاجنا خلال العقدين القادمين .
إن الجغرافيا السياسية تعطينا خيارات واضحة وهي أن يتم تصدير النفط والغاز من خلال العراق إلى أوروبا عبر الموانىء التركية أو من خلال الأردن وسوريا وبناء خطوط أنابيب عملاقة لنقل النفط والغاز إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط أو بناء خطوط أنابيب نفط وغاز من خلال ميناء الفجيرة أو ميناء صلالة في سلطنة عمان عبر مياه المحيط الهندي بإتجاه الهند والصين . ويجب التحرك بسرعة في بناء خطوط أنابيب نفط وغاز عملاقة إلى الدول المستوردة قبل أن نصبح سجناء للممرات المائية الإستراتيجية ولناقلات النفط فنخسر الأسواق الدولية المستوردة والمستهلكة سوقا بعد سوق .
وفي النهاية لا تنفقوا أموالكم الطائلة في عقد صفقات السلاح التي لا تجدي من قريب أو بعيد فهي أسلحة مهما تقدمت ستظل من الدرجة الثانية لا تفيد في ميزان القوى . بل أنفقوا بعضا من أموالكم في شراء التكنولوجيا المتطورة وراء صناعة السلاح وتدريب أبنائكم في مراكز العلم والبحث . ولا تنفقوا أموالكم في الصراع العربي العربي كي لا يصل هذا الصراع أبوابكم . ولا تكونوا طرفا في إذكاء الفتنة بين السنة والشيعة فهي محرقة تأكل الأخضر واليابس .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-01-2014 03:46 PM

مقال رائع دكتور حسين و تحليل كامل لما قد يحدث في المستقبل القريب و يجب الانتباه و الابتعاد عن الفتن الداخليه لانها فعلا محرقه تاكل الاخضر و اليابس

2) تعليق بواسطة :
13-01-2014 05:32 PM

بداية سأقتبس قول سيدنا عمر بن الخطاب عن سيدنا أبا بكرٍ الصديق
حينما قال عنه بعد معرفته بما كان يفعل بدار تلك العجوز المسنة الكفيفة إذ قال :-
لقد اتعبت الخلفاء من بعدك يا ابا بكر ....!!!
واسمحوا لي أن أقول للدكتور الفذ حسين توقه ما يلي :-
لقد أرحتنا جداً يا أخي الدكتور بما تقدمه لنا من وجبات علمية وابحاث تحليلية عميقة , ولكنك يا سيدي أتعبت المحللين من بعدك , فبارك الله فيك .
الموضوع يا سيدي واحد من أخطر وأهم المواضيع , بل هو أهم في نظري من تفاهات الخريف العربي ,,,
ولكن المؤامرة على النفط والغاز العربيين قديم قدم التاريخ فهو يبدأ من حالات الإستنزاف الجائر لمخزون باطن الأرض العربية الخليجية من ثروات هي ملك للأجيال الكثيرة التي سيأتيها الدور للوجود والتواجد على الخريطة العربية فلا يجدوا إلاّ شوارع بحجم " أوتوسترادات وأنفاق وجسور وقطارات سريعة بحجة المساهمة في التقدم العلمي والتطور المجتمعي !!!
استنزاف الثروات الخليجية ليست وليدة الساعة بل هي قائمة منذ حفر أول بئر للنفظ . وظهر ذلك الهدف بشراسة بعدما استخدم المغفور له بإذن الله الملك فيصل سلاح النفط خلال حرب 1973, وأذكر أنني قرأت ذات يوم ما تمت ترجمته للغة العربية لمضمون تقرير تقدم به الثعلب الأمريكي " هنري كسينجر " حيث جاء في التقرير خطة أو هدف يرمي الى جعل سكان المنطقة - في الحقيقة هو استعمل كلمة أُخرى غير سكان !!! - يشحدون الماء والنفط !!!!!
لن أُطيل التعليق ولكنني سأقول بلأن تلك الخطط الجهنمية تسير على قدمٍ وساق وتحقق النجاح تلو النجاح !! وكيف ؟؟؟
1- الهاء المنطقة منذ فك الاشتباك السوري - الإسرائيلي بعد معاهدة كامب ديفيد بالكثير من الحروب مثل حرب السنوات الثمان الطاحنة بين العراق وإيران وبتمويل خليجي من الألف الى اليـاء
2- إستغلال شهوة السلطة والسيطرة لدى صدام حسين وقيامه بعد ذلك باجتياح جارته الصغيرة دولة الكويت بجيوش جرارة ومن ثم قيام أمريكا والغرب بالحاق هزيمة مرة به أسفرت عن استعادة أهل الكويت لكويتهم ,, وفي هذه المرة كذلك كان التمويل من أموال النفط الخليجي .
3- إقناع إخوتنا في الخليج بأنّ التقدم سيكون من خلال التسابق زالمنافسة في بناء الأبراج وناطحات السماء وهذا ما نراه بالعين المجردة كل يوم ...
شكراً لك أخي الدكتور على دراستك الشاملة التي يمكن لي أن أعتبرها مادة " مرجعية " سأحتفظ بها لأنك وبحق لم تترك صغيرة ولا كبيرة من المعلومات والوثائق والشواهد إلاّ وقدمتها لنا على أطباق من ذهب وبالمجان ,
شكراً لك ,, آملاً ممن يعنيهم الأمر أن يقرأوا وأن يتدبروا وأن يعوا ما يحاك ضدهم فليست أنابيب النفط التي ستصل الشرق بالغرب واناقلات العملاقة التي تجوب البحار والمحيطات إلاّ اسلحة لمجابهة واستنزاف الثروات الخليجية ,,,
وليسمح لي الدكتور الفاضل أنْ أضيف أمراً في غاية الأهمية ألا وهو "" مصير قناة السويس "" أمام ذلك الزخم من المشاريع التي ستتيح استخدام الموانيء " الإسرائيلية يوماً ما عوضاً عن قناة السويس .
هناك الكثثير من النقاط التي وردت في البحث ولكنني سأترك لغيري البقية ,,, ومجدداً التحية والتقدير

3) تعليق بواسطة :
13-01-2014 11:22 PM

الأخ العزيز الدكتور حسين توقه المحترم
كل الشكر لك على هذه المعلومات النفطية والغازية ( وهي المواد الاستراتيجية الهامة في حياة الدول ) فأغنتنا عن الرجوع إلى مصادر كثيرة للاطلاع عليها . ولكن عند قراءتنا لهذه الخيرات التي من الله بها على تلك الدول ، نشعر بالحزن لافتقرنا لمثل هذه المواد التجارية المكتشفة . ونتساءل : هل تقع الأردن على رأس دبوس حرمها الله من هذه الخيرات كما تعلن حكوماتنا المتعاقبة ؟ الخبراء يقولون أننا أغنياء بالمواد الخام مثل النحاس والسليكا الزجاجية ، والصخر الزيتي ، واليورانيوم ، والطاقة الحرارية الجوفية ، وحتى النفط والغاز ، وأملاح البحر الميت الأخرى ، هذا بالإضافة إلى الفوسفات والبوتاس ، وهي جميعها بكميات تجارية . إلا أن حكوماتنا المتعاقبة تنفي وجود معظم هذه الأنواع وتعتمد على أسهل الحلول من خلال استجداء الصدقات من الدول العربية والأجنبية ، وكأن الله قد كتب علينا الفقر إلى أجل غير معلوم . لاشك بأن هذه الشبكة من مصادر الثروة التي تتمتع بها دول العالم ، ستساعد بشكل واضح على ربط مصالح الدول ببعضها لتحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشر به بيرس وكونداليزا رايس ، والذي سنكون نحن أضعف حلقاته. ولا حول ولا قوة إلا بالله . شكرا لك دكتور حسين مرة أخرى على هذا الجهد المميز والذي أقدره عالياوزبدته في الفقرة الأخيرة، مع تمنياتي لك بالتوفيق .

4) تعليق بواسطة :
14-01-2014 12:08 AM

الأخ الدكتور حسين شكرا على هذه المعلومات القيمة وهذاالجهد الجبار في نقل المعلومة الإستراتيجية والمؤثرة لا سيما حين يتعلق الأمر بمصالح الأمة العربية وأرجو أن أضم صوتي إلى صوتك في ضرورة إسراع أصحاب القرار في دول الخليج بالبدء منذ هذه اللحظة بالتخطيط الإستراتيجي للوصول إلى أسواق العالم الرئيسة المستوردة للنفط والغاز وعلى رأسها أوروبا والصين والهند وإن الإعتماد على ناقلات النفط يجب أن يصاحبه تخطيط استراتيجي آخر وهو البدء في بناء خطوط أنابيب عملاقة للنفط والغاز لأن الممرات الإستراتيجية التي كانت تعطي أهمية استراتيجية للدول العربية سوف تصبح في المستقبل القريب نقاط ضعف لأن أي تهديد لهذه الممرات سوف يؤدي إلى حصار العالم العربي وبالذات دول الخليج ويؤدي إلى وقف تصدير النفط والغاز ولو لفترة قصيرة كما أن تذبذب أسعار النفط نتيجة التلاعب ببورصات النفط العالمية نتيجة التلاعب بالأسعار أو نتيجة عدم الإستقرار في الدول العربية أو التهديد بشن حرب من قبل إسرائيل قد دفع بالعالم إلى البحث عن وسائل آمنة وأكثر استقرارا من ناقلات النفط وبدأ التوجه إلى خطوط أنابيب النفط والغاز وإن العالم يتحرك الآن ككل من أجل إيجاد قوانين ومعاهدات أمنية تسهم في تضافر الجهود على المستوى الدولي من أجل تأمين الحماية الدولية لهذه الخطوط . وكما ذكر الدكتور حسين فإنه قد آن الأوان للبدء بتنفيذ بناء هذه الخطوط في أسرع وقت ممكن قبل أن يسبقهم إليها الروس وإيران وإسرائيل

5) تعليق بواسطة :
14-01-2014 12:47 AM

أخي الدكتور حسين
هناك معلومات هامة متوفرة في التقارير الإستراتيجية الصادرة عن المراكز الإستراتيجية في العالم والتي تزيد في مجموعها عن 170 مركز موزعة في مختلف دول العلم وبعض هذه المراكز متخصص في صفقات الأسلحة وأسماء الدول المشترية والدول البائعة وإن السلاح الذي تشتريه الدول العربية قد تجاوز في مجموعه تريليونات من الدولارات وكلما قاربت المصانع في الدول العظكى وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا من الإفلاس عمدت إلى إثارة القلاقل وارتفعت وتيرة التهديدات وفرضت على هذه الدول العربية المبادرة إلى الدخول في ميدان السباق على الأسلحة ففي كل حرب عربية إسرائيلية كانت الدول العربية وهي مجبرة على توقيع شراء صفقات كبيرة من السلاح وهي تعلم أن هذا السلاح من الناحية التقنية والإستراتيجية لا يعادل ما تحصل عليه إسرائيل مجانا في كثير من الأحيان ولكن إسرائيل لم تعتمد على السلاح الأمريكي أو الفرنسي أو البريطاني وإنما عمدت إلى تطوير تصنيع السلاح ولجأت إلى إيفاد أبنائها إلى كافة معاهد التكنولوجيا المتقدمة في كل العلوم وبدأت هذه التجربة بإيفاد طلبة للتخصص في الذرة وفي تصنيع السلاح النووي في عهد أول رئيس لإسرائيل الدكتور حاييم وايزمان الذي كان على إتصال دائم بعلماء النوويات البارزين وكان هو نفسه من أبرز العلماء في حقل الكيمياء العضوية وفي خطاب له في الإحتفال بإفتتاح معهد الفيزياء والكيمياء التابع لمعهد وايزمان قال " العلم هو سلاح إسرائيل الجبار الذي يجب أن يستغل ببراعة ومهارة وبكل وسيلة متوفرة العلم هو سلاحنا وشريان قوتنا ومصدر دفاعنا وتمكنت إسرائيل من الوصول إلى أعلى درجات التقدم في مجالات صناعة الأسلحة فهي قد حصلت على السلاح النووي وحصلت على تكنولوجيا متقدمة في صناعة الصواريخ الموجهة كما تمكنت من إطلاق مجموعات متقدمة من الأقمار الصناعية وقامت بتصنيع الزوارق السريعة والطائرات المقاتلة وأحدث أنواع الدبابات وناقلات الجنود ومختلف أنواع المدافع وتستمر القائمة إلى ما لانهاية لتشمل الإلكترونيات والرادارات والإتصالات والحرب الإلكترونية والأجهزة الكهروبصرية والرشاشات الخفيفة والأسلحة الكيميائية . وبالمقابل فإن العالم العربي لا يستطيع صناعة أي سلاح له قيمة استراتيجية بالرغم من صرف تريليونات كما ذكرنا على صفقات أسلحة في كثير من الأحيان مفروضة عليهم لقد صرفت العراق ودول الخليج مئات المليارات في الحرب كما صرفت الدول العربية مئات المليارات منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي وهو السلاح المستخدم من قبل العرب ضد العرب بالإضافة إلى مئات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المصابين والجرحى والملايين من المشردين بحيث أصبح مخزون الأسلحة لدى الدول العربية يستخدم ضد الشعوب العربية وبكل أسف سوف يستمر هدر المال في شراء السلاح الغربي دونما توقف لأننا نشتري رضى الدول العظمى عن طريق شراء السلاح منها وسوف يستمر هذا المسلسل إلى ما لا نهاية لا سيما وأن الكثير من الجيوش والأسلحة في العالم العربي قد أصبحت ضرورة وحاجة ماسة للحفاظ على أنظمة الحكم السائدة . وإنني أشكرك على إثارة هذه النقطة ويا حبذا لو أتحفتنا ببحث حول قيمة وتقديرات بعض موازنات الجيوش ونفقاتها في الدول العربية

6) تعليق بواسطة :
14-01-2014 10:56 AM

الصديق الدكتور حسين
لا شك بأن المعلومات الواردة في هذه المقالة هامة جدا إلى أصحاب القرار لا سيما وأنك أشرت إلى البعد الخاص بإسرائيل والكميات الهائلة التي تم اكتشافها في شواطىء البحر الأبيض المتوسط الشرقية وهذا يعني دخول إسرائيل سوق المنافسة للمرة الأولى في التاريخ وهذا يعني أن إسرائيل سوف تحاول كل جهدها في فرض سيطرتها في المستقبل القريب على حقول الغاز وعلى رأس هذه الحقول الحقول المواجهة لغزة ولقد بدأ فعلا الصراع مع لبنان على حقول الغاز حيث قبلت لبنان في مفاوضاتها مع قبرص على تقليص حدودها الإقليمية المائية وانقضت إسرائيل على كل ما تخلت عنه لبنان وهذا يؤكد أن حرب المستقبل هو نتيجة الصراع في السيطرة على الغاز ولا شك بأن إسرائيل تحاول تدمير أي جهد يبذل من أجل بناء خطوط غاز من الموانىء السورية أو اللبنانية حيث وقفت بشدة في رفض تمرير خط انبوب الغاز من إيران عبر العراق إلى الموانىء السورية كما أنها تجري مفاوضات مع كل من تركيا ومع كل من قبرص واليونان تحت إشراف الإتحاد الأوروبي وبدعم من الولايات المتحدة لأن الموجود الإستراتيجي في الشواطىء الشرقية لبحر الأبيض المتوسط تكفي ل 200 عام أو يزيد وإن إكتشاف هذه الحقول قد أعطى إسرائيل القوة والإعتماد على النفس بدل البحث عن مصادر الطاقة في البورصات الدولية

7) تعليق بواسطة :
14-01-2014 01:36 PM

شكرا للاخ الباحث.ما تكلمت عنه في هذا المقال تكلم عنه كثيرون في بداية الازمه السورية واعتبروه سببا رئيسيا في النزاع الدائر وكانت قطر واوروبا اكثر شهيه فيه وقد شكلت رأس الحربة في استباحة سوريا وقد كان موجها لروسيا بعيد اجتياحها جورجيا واغلاقها لخط الغاز فتنبهت اوروبا للخطورة التي تحدثت عنها اما بخصوص الخط "نابوكو" وعلاقته بالاتفاق الامريكي الايراني فلم تتضح بعد صحة ما تحدثت عنه لان الا تراك اليوم والاوروبيين باستثناء المانيا في موقف محرج ولم يعد لديهم ادوات الضغط في خارطة العالم .
الباحث السوري عماد فوزي الشعيبي له دراسة كامله ومفصله في هذا الخصوص كشف عنها منذ سنوات ولم يصدقها احد حتى تم توقيع الاتفاقيات بين كل من شركات الغاز الروسية واسرائيل وحديثا مع لبنان وقبل اقل من شهر مع الحكومة السورية .

8) تعليق بواسطة :
14-01-2014 02:02 PM

بقلم: د.عماد فوزي شعيبي
29 يوليو2012

يحتاج الحدث في المنطقة إلى عقول تتجاوز التحليلات الآنية التي تغص بها إحداثيات العمل الإعلامي الذي يُعنى (بالماكرو) سياسة على حساب (الميكرو) سياسة، إلا أنه لم يكن استهداف الشرق الأوسط بهذا الحجم من الصراع الدولي، ببعيد من الصراع على الغاز في العالم والشرق الأوسط.

ففي وقت بدا فيه أن ثمة تداعياً في دول اليورو وسط أزمة اقتصادية أميركية بالغة الدقة أوصلت أميركا إلى حجم دين عام مقداره 14.94 تريليون دولار، أي بنسبة 99.6% من الناتج الإجمالي، في وقت وصل فيه النفوذ الأميركي إلى حد ضعيف جداً في مواجهة قوى صاعدة كالصين والهند والبرازيل بات واضحاً أن البحث عن مكمن القوة لم يعد في الترسانات العسكرية النووية وغير النووية، إنما هناك … حيث توجد الطاقة. وهنا بدأ الصراع الروسي – الأميركي يتجلى في أبرز عناصره.
لقد تلمس الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي أن الصراع على التسلح قد أنهكهم وسط غياب عن عوالم الطاقة الضرورية لأي دولة صناعية، فيما كان الأميركيون يتحركون في مناطق النفط عبر عقود عدة مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة. ولهذا تحرك الروس باتجاه مكامن الطاقة (النفط والغاز). وعلى اعتبار أن القسمة الدولية لا تحتمل المنافسة في قطاعات النفط كثيراً، عملت موسكو على السعي إلى ما يشبه (احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع.

كانت البداية عام 1995 حين رسم بوتين استراتيجية شركة غاز بروم لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إلى منطقة الشرق الأوسط (أخيراً)، وكان من المؤكد أن مشروعي السيل الشمالي والسيل الجنوبي سيكونان وسام الاستحقاق التاريخي على صدر فلاديمير بوتين من أجل عودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه، ولكن بأولوية أكبر لصالح الأول. وهنا كان على واشنطن أن تسارع إلى تصميم مشروعها الموازي (نابوكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية، على أساسها ستتحدد آفاق القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً.

يشكل الغاز فعلياً مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث البديل الطاقي لتراجع احتياطي النفط عالمياً أم من حيث الطاقة النظيفة. ولهذا، فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغازي) في العالم تعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية.

واضح أن روسيا قد قرأت الخارطة وتعلمت الدرس جيداً، فسقوط الاتحاد السوفياتي كان بسبب غياب موارد الطاقة العالمية عن سيطرته، لتضخ إلى البنى الصناعية المال والطاقة، وبالتالي البقاء. ولذلك تعلمت أن لغة الطاقة الآتية إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز.

بقراءة أولية لخارطة الغاز نراها تتموضع في المناطق التالية من حيث الكم والقدرة على الوصول إلى مناطق الاستهلاك:
1. روسيا، انطلاقاً من فيبورغ (Vyborg) وبيري غوفيا (Beregovya).
2. الملحق الروسي: تركمانستان.
3. المحيط الروسي القريب والأبعد: أذربيجان وإيران.
4. المقنوص من روسيا: جورجيا.
5. منطقة شرق المتوسط (سورية ولبنان).
6. قطر ومصر.

على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين: الأول، التأسيس لقرن روسي – صيني (شنغهايي) يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية، والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى.

وبناء عليه، فقد أسست لمشروعين أولهما هو مشروع السيل الجنوبي، وثانيهما هو مشروع السيل الشمالي، وذلك في مواجهة مشروع أمريكي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان؛ وهو مشروع نابوكو.

[adsenseyu1]

سباق استراتيجي بين مشروعين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى:
•المشروع الأميركي نابوكو: ومركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود ومحيطه، فيما موقعه المخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفينيا فإيطاليا. وكان من المقرر أن يمر باليونان، إلا أنه تم غض الطرف عن هذا كرمى لتركيا.
•المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي والذي يقطع الطريق عبر التالي:
أ‌- السيل الشمالي: وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة، ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا، وهو ما خفف الضغط الأميركي عليها.

ب‌- السيل الجنوبي: ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.
المفروض أن مشروع نابوكو كان من المقرر أن يسابق المشروعين الروسيين، إلا أن الأوضاع التقنية قد أخرت المشروع إلى عام 2017 بعد أن كان مقرراً عام 2014، ما جعل السباق محسوماً لصالح روسيا، في هذه المرحلة بالذات،ما يستدعي البحث عن مناطق دعم رديفة لكل من المشروعين وتتمثل في:
1) الغاز الإيراني الذي تصر الولايات المتحدة على أن يكون رديفاً لغاز نابوكو ليمر في خط مواز لغاز جورجيا (وإن أمكن أذربيجان) إلى نقطة التجمع في أرضروم (Erzurum) في تركيا.
2) غاز منطقة شرق المتوسط (سورية ولبنان و»إسرائيل»).
3) خط الغاز المقبل من الربع الخالي السعودي الذي لا طريق له إلا سورية.
4) خط الغاز القطري الذي لا طريق له نحو أوروبا إلا سورية أيضاً والذي يجب منع مروره لأنه عتلة المنافسة الأميركية لسيطرة روسيا على عصر الغاز.

وبالقرار الذي اتخذته إيران ووقعت اتفاقياته لنقل الغاز عبر العراق إلى سورية في شهر تموز/يوليو 2011 تصبح سورية هي بؤرة منطقة التجميع والإنتاج بالتضافر مع الاحتياطي اللبناني، وهو فضاء استراتيجي – طاقي يُفتح لأول مرة جغرافياً من إيران إلى العراق إلى سورية فلبنان. وهو ما كان من الممنوعات غيرالمسموح بها لسنين طويلة خلت؛ الأمر الذي يفسر حجم الصراع على سورية ولبنان في هذه المرحلة وبروز دور لفرنسا التي تعتبر منطقة شرق المتوسط منطقة نفوذ تاريخية ومصالح لا تموت، وهو دور ينسجم مع طبيعة الغياب الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية ما يعني أن فرنسا تريد أن يكون لها دور في عالم (الغاز) حيث اقتطعت لنفسها بوليصة تأمين صحي بخصوصه في ليبيا وتريد بوليصة تأمين على الحياة به في كل من سورية ولبنان.

في هذا الوقت، تشعر تركيا انها ستضيع في بحر صراع الغاز طالما أن مشروع نابوكو متأخر، ومشروعا السيل الشمالي والسيل الجنوبي يستبعدانها، فيما غاز شرق المتوسط قد بات بعيداً من نفوذ نابوكو وبالتالي تركيا.


تاريخ اللعبة :

من أجل مشروع السيل الشمالي والسيل الجنوبي أسست موسكو شركة غاز بروم في أوائل النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين. واللافت أن ألمانيا التي تريد أن تخلع عنها أسوار ما بعد الحرب العالمية الثانية، قد هيأت نفسها لتكون طرفاً وشريكاً لهذا المشروع، إن من حيث التأسيس أو من حيث مآل الأنبوب الشمالي أو من حيث مخازن السيل الجنوبي التي تقع في المحيط الجرماني وتحديداً النمسا.

غاز بروم

تأسست شركة غاز بروم بالتعاون مع صديق ألماني لموسكو يدعى (هانز جوشيم غوينغ) الذي شغل منصب نائب رئيس سابق لشركة صناعة الغاز والنفط الألماني وهو الذي أشرف على بناء شبكة خطوط الأنابيب التابعة لشركة (GDR). وقد ترأس غاز بروم (حتى شهر تشرين الأول/أوكتوبر 2011) فلاديمير كوتينيف (وهو سفير روسي سابق في ألمانيا).

وقد وقعت الشركة صفقات نوعية ومريحة جداً مع شركات ألمانية وعلى رأسها الشركات المتعاونة مع السيل الشمالي كشركة (E.ON)العملاقة للطاقة وشركة (BASF)العملاقة للكيميائيات، حيث تأخذ شركة (E.ON) تفضيلات لشراء كمية من الغاز على حساب شركة غاز بروم عندما ترتفع أسعار الغاز، ما يعتبر بمثابة دعم (سياسي) لشركات الطاقة الألمانية.

وقد استفادت موسكو من تحرر أسواق الغاز الأوروبية من الاحتكار لإرغام تلك الأسواق على فك الارتباط بين شبكات التوزيع ومنشآت الإنتاج. هذا الاشتباك بين روسيا وبرلين يطوي صفحة من العداء التاريخي ليرسم صفحة أخرى من التعاون على أساس الاقتصاد، والتنصل من ثقل تنوء به ألمانيا وهو ثقل أوروبا المتخمة بالديون والتابعة للولايات المتحدة، فيما ترى ألمانيا أن المجموعة الجرمانية (ألمانيا والنمسا والتشيك وسويسرا) هي الأولى بأن تشكل نواة أوروبة لا أن تتحمل النتائج المترتبة على قارة عجوز وعملاق آخر يتهاوى.

وتشمل مشاريع غاز بروم المشتركة مع ألمانيا مشروع وين غاز المشترك مع وينترشال أحد فروع (BASF) وهي أكبر منتج للنفط والغاز في ألمانيا وتسيطر على 18% من سوق الغاز، حيث نالت ألمانيا حصصاً غير مسبوقة في الأصول الروسية؛ إذ تسيطر شركتا (BASF) و (E.ON) على ربع حقول غاز يوزنو –روسكويا التي ستقدم معظم الإمدادات لمشروع السيل الشمالي في وقت ليس من قبيل الصدفة أو مجرد المحاكاة أن تكون نظيرة غاز بروم الروسية في ألمانيا تدعى غاز بروم الجرمانية التي توسع مجالها لتمتلك 40% من شركة (Centrex) النمساوية المخصصة لخزن الغاز والتي لها في قبرص امتداد نوعي، حيث لا يبدو أن تركيا ستكون راضية عنه. وهي تفتقد متحرقة لدور متأخر في شركة غاز نابوكو حيث يفترض أن تبدأ بتخزين وتسويق وتمرير (31) مليار متر مكعب من الغاز وصولاً إلى (40) مليار متر مكعب – لاحقاً – في مشروع يرهن أنقرة أكثر فأكثر لقرارات واشنطن والناتو دون أن يكون لها الحق في أن تصر على الدخول إلى الاتحاد الأوروبي الذي لفظها مرات عدة!

[adsenseyu2]

وواقع الحال أن الصلات الاستراتيجية عبر الغاز تجعل الصلات أكثر استراتيجية في قطاعات السياسة حيث يمتد تأثير موسكو على الحزب الاجتماعي الديموقراطي الألماني في ويستفاليا شمالي نهر الراين حيث توجد القاعدة الصناعية الرئيسة لفرعي شركتي (RWE) للكهرباء المرتبطة مع روسيا بوثاقة (E.ON).

وهذا التأثير يعترف به الجميع في ألمانيا، إذ إن رئيس قسم سياسات الطاقة في حزب الخضر هانس جوزيف فيل قد أكد أن أربع شركات ألمانية على صلة بروسيا تلعب دوراً في صوغ سياسة الطاقة الألمانية عبر شبكة معقدة جداً تقوم بالضغط على الوزراء وتحتكر الرأي العام، وذلك عبر هيئة العلاقات الاقتصادية الشرق أوروبية التي تمثل الشركات الألمانية والتي على اتصال وثيق بأعمال تجارية في روسيا ودول كتلة الاتحاد السوفياتي السابق.

هنا، فإن ما يجعل ثمة صمتاً (لا بد منه) تتبعه ألمانيا إزاء ما يجري من نفوذ روسي متسارع. أساس هذا الصمت الاعتراف بأن ثمة ضرورة لتحسين ما يسمى (أمن الطاقة) في أوروبة.

اللافت أن ألمانيا باتت تعتبر أن سياسة (التمرير) المقترحة من الاتحاد الأوروبي لتغطية أزمة اليورو ستعيق الاستثمارات (الألمانية –الروسية) بشكل طويل الأمد. وهذا هو السبب – يقف مع غيره من الذرائع – وراء التمهل الألماني في إنقاذ اليورو المثقل بديون الأوروبيين … بخلاف ألمانيا وكتلتها الجرمانية التي تستطيع تحملها وحدها دون غيرها.

وفي كل مرة يعاند فيها الأوروبيون ألمانيا وسياستها مع روسيا (الطاقية) تؤكد برلين على أن خطط أوروبة (يوتوبية) غير قابلة للتنفيذ وقد تدفع روسيا لبيع غازها في آسيا. وهذا سيطيح الأمن الطاقي في أوروبة.

وواقع الحال أن هذا الاشتباك الروسي – الألماني لم يكن من النوع الساذج عندما استثمر (بوتين) تراث الحرب الباردة من وجود روسي للناطقين بالروسية في ألمانيا والبالغ عددهم ثلاثة ملايين وهم يشكلون ثاني أكبر جماعة بعد الأتراك، إضافة إلى شبكة من المسؤولين الألمان الشرقيين الذين تم توظيفهم لرعاية الشركات الروسية في ألمانيا ومصالحها، فضلاً عن عدد من عملاء جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي السابق ومنهم على سبيل المثال مدير جرمانيا غاز بروم لشؤون الموظفين وشؤون التمويل، ومدير اتحاد (السيل) المالي هاينس وورينغ، وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي الذي نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أنه قدم لبوتين حين كان في جهاز الأمن الروسي (KGB) المساعدة لتوظيف جواسيس في مدينة دريسدن في ألمانيا الشرقية.

ولكن للإنصاف، فإن واقع الحال يقول: إن استثمار روسيا للعلاقات السابقة لم يكن فجاً بل كان لمصلحة ألمانيا ككل، الأمر الذي لم يجعل الصدام ممكناً باعتبار أن المصلحة بين الطرفين متحققة دون هيمنة.

السيل الشمالي
يشكل مشروع السيل الشمالي عنصر الربط الرئيس بين روسيا وألمانيا. وتبلغ تكلفة خط الأنابيب 4.7 مليارات يورو وقد تم تدشينه أخيراً. وعلى الرغم من أنه يصل روسيا بألمانيا إلا أن إدراك الأوروبيين أن هذا المشروع سيكون جزءاً من الأمن الطاقي قد جعل هولندا وفرنسا تسارعان لإعلانه مشروعاً أوروبياً، حتى أن (ليندر) في لجنة العلاقات الاقتصادية لأوروبة الشرقية سرعان ما أعلن دون أي خجل أو تردد: «إن هذا مشروع أوروبي لا ألماني، ولن نسمح لألمانيا أن تعتمد اعتماداً كبيراً على روسيا». وهو تصريح يدلل على الخشية من النفوذ الروسي المتنامي في ألمانيا، إلا أنه ليس أكثر من هذا، إذ إن مشروع السيل الشمالي يعكس هيكلياً خطة موسكو وليس خطة الاتحاد الأوروبي.

سيتمكن الروس من إيقاف إيصال الطاقة إلى بولندة ودول أخرى حسبما يشاؤون وسيتمكنون من بيع الغاز لمن يدفع أكثر. لكن أهمية ألمانيا بالنسبة لروسيا تكمن عملياً في أنها تشكل نقطة لانطلاق استراتيجيتها عبر القارة حيث تمتلك جرمانيا غاز بروم أسهماً في ما لا يقل عن خمسة وعشرين مشروعاً مشتركاً في بريطانيا وإيطاليا وتركيا وهنغاريا وغيرها. وهو ما يهيئ فعلياً للقول إن غاز بروم ستصبح (بعد قليل) من أكبر شركات العالم إن لم تصبح أكبرها إطلاقاً.

لم يكتف قادة غاز بروم ببناء مشروعهم هذا، إلا أنهم تداخلوا مع مشروع غاز نابوكو الذي سيتأخر – كما قلنا – حتى عام 2017، معتبرين أنه مشروع يشكل تحدياً كبيراً إذا قامت الشركة غاز بروم التي تمتلك 30% من مشروع لبناء خط أنابيب رئيس ثان يصل إلى أوروبة على خط نابوكو (نفسه) وهو مشروع تعلن فيه غاز بروم عن تشابك سياسي، أو لنقل بصراحة، مزاودة سياسية بهدف إظهار عضلاتها من خلال إيقاف العمل بخط نابوكو أو تعطيله.

والحقيقة أن موسكو لم تكتف بذلك، فقد سارعت لشراء غاز آسيا الوسطى وبحر قزوين عبر مناقصة لإبعاده عن العمل بخط أنابيب نابوكو مستخدمة كل أنواع السخرية السياسية – الاقتصادية – الاستراتيجية في آن من واشنطن.

رسم خارطة أوروبة .. ومن ثم العالم
في سياق كل ما سبق، تشغّل غاز بروم منشآت للغاز في النمسا وذلك في المحيط الاستراتيجي الجرماني، كما انها تؤجر منشآت في بريطانيا وفرنسا. إلا أن منشآت التخزين المتزايدة في النمسا ستكون محوراً لرسم الخارطة الطاقية لأوروبا في جزء هام إذ إنها ستزود الأسواق السلوفينية والسلوفاكية والكرواتية والهنغارية والإيطالية وبعضاً من الألمانية بالتضافر مع مخزن أُعِدَّ حديثاً يدعى (كاترينا) تقوم شركة غاز بروم ببنائه بالشراكة مع ألمانيا لتوريد الغاز إلى مراكز أوروبا الغربية.
وقد أقامت شركة غاز بروم مشروع منشأة تخزين مشتركاً مع صربيا لتصدير الغاز إلى البوسنة والهرسك وجزء من النمسا فضلاً عن صربيا نفسها. وقد أجريت دراسات لجدوى اقتصادية لعدد من مشاريع التخزين المماثلة في جمهورية التشيك ورومانيا وبلجيكا وبريطانيا وسلوفاكيا وتركيا واليونان وحتى فرنسا. وبهذا ستحصن موسكو موقعها كمزود لـ 41% من احتياجات أوروبا للغاز، ما يعني تغييراً جوهراياً في علاقات الشرق بالغرب على المديين القريب والمتوسط أولاً، ثم البعيد ثانياً. وهو ما يعني تراجعاً للنفوذ الأميركي أو صداماً يُهيَّأ له في أحد جوانبه بالتضافر مع اعتبارات الدرع الصاروخية لتأسيس نظام عالمي جديد سيكون (الغاز) في صلب عوامل تشكيله. وهذا ما يفسر حجم الصراع في منطقة شرق المتوسط على الغاز الجديد في شرقي حوض البحر الأبيض المتوسط.

نابوكو في مأزق
صممت نابوكو لنقل الغاز من تركيا إلى النمسا عبر 3900 كم، ولتمرير 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من منطقة (الشرق الأوسط) وقزوين إلى الأسواق في أوروبة. ولعل اللهاث الأميركي – الفرنسي (الناتوي) وراء حسم الأمور في منطقة شرق المتوسط وتحديداً سورية ولبنان يكمن في ضرورة تأمين أوضاع هادئة وموالية لاستثمار ونقل الغاز اللبناني والسوري الذي هو محور الصراع من أجل إما إلحاق هذا الاحتياطي بغاز نابوكو أو بغاز بروم وبالتالي السيل الجنوبي، وهو ما ردت عليه سورية بتوقيع عقد لتمرير الغاز من إيران إلى سورية عبر العراق.

يتألف اتحاد شركة غاز نابوكو من شركة (RWE)الألمانية وشركة (OMV) النمساوية وشركة بوتكس التركية وشركة بلغاريا القابضة للطاقة البلغارية وشركة ترانزغاز الرومانية.

التكاليف الأولية لهذا المشروع المنافس لغاز بروم، والتي قدرت قبل خمس سنوات بـ 11.2 مليار دولار وستحقق أسعار غاز أقل من المشروع الروسي،سترتفع بسبب التأخير حتى عام 2017 إلى 21.4 مليار دولار مما يطرح تساؤلات حول مدى نجاح هذا المشروع الاقتصادي خصوصاً مع استنفاد شركة غاز بروم عقد الصفقات في أكثر من مكان لتطويق نابوكو التي ستقتات على القدرة الفائضة للغاز من تركمانستان، خصوصاً وأن اللهاث الرئيس الضائع الأثر وراء غاز إيران يُبعد حلم نابوكو عن أن يكون ذا قيمة واقعية. وهذا أحد أسرار الصراع على إيران التي زادت في التحدي عبر اختيار العراق وسورية مساراً لغازها أو لجزء أساسي منه على الأقل.

و هكذا، لا يعود لنابوكو من خيار إلا إمدادات حقل شاهدنيز الأذربيجاني لن تكون إلا المصدر شبه اليتيم لمشروع يبدو أنه متعثر منذ البداية من خلال تسارع صفقات ونجاحات موسكو في شراء مصادر نابوكو من ناحية،والصعوبة في إحراز تغيرات جيوسياسية في كل من إيران وشرق المتوسط (سورية ولبنان)في وقت تسارع فيه تركيا لحجز حصتها في مشروع نابوكو سواء لجهة توقيعها عقداً مع أذربيجان لشراء ستة مليارات متر مكعب من الغاز عام 2017 أو لجهة السعي لوضع اليد على سورية ولبنان إما لعرقلة مرور النفط الإيراني أو لنيل حصة في الثروة الغازية اللبنانية أو السورية أو لكليهما معاً.فيما يبدو السباق ضارياً على حجز مقعد في النظام الدولي الجديد … عبر الغاز وأشياء أخرى تمتد من الخدمات العسكرية الصغيرة إلى القبب الاستراتيجية للدرع الصاروخية.

ولعل أكثر ما يشكل خطراً على نابوكو هو أن تقوم روسيا بقتل ودفن الأخير من خلال التفاوض على عقود أكثر أفضلية وتنافسية لإمدادات الغاز لتصب في غاز بروم بسيليها الشمالي والجنوبي وقطع الطرق عن أي نفوذ (طاقي) وسياسي لأميركا أو أوروبة في كل من إيران وشرق المتوسط، فضلاً عن أن تكون غازبورم من أهم مستثمري أو مشغلي حقول الغاز الحديثة العهد في كل من سورية ولبنان، إذ لم يكن اختيارالتوقيت في 16/8/2011 عابراً كي تعلن وزارة النفط السورية عن اكتشاف بئر غاز في منطقة قارة وسط سورية وقرب حمص بما يحقق إنتاجية بقدرة 400 ألف متر مكعب يومياً أي ما يعادل 146 مليون متر مكعب سنوياً دون أي حديث عن غاز البحر الأبيض المتوسط.


لقد خفف مشروعا السيل الشمالي والجنوبي من أهمية السياسة الأميركية التي بدا أنها تتراجع إلى الخلف فيما تراجعت آثار الكُره الكامنة بين دول اوروبة الوسطى وروسيا، إلا أن بولندة لا يبدو أنها ستخرج من اللعبة سريعاً.ولا يبدو أن الولايات المتحدة الأميركية مستعدة للتراجع، إذ أنها أعلنت في أواخرتشرين الأول 2011 عن التحول المتمثل في سياسات الطاقة بسبب اكتشاف مناجم الغازالحجري في أوروبة لتقليل الاعتماد على روسيا … والشرق الأوسط. ولكن يبدو أن هذا أملاً بعيد المنال أو المدى إذ ثمة العديد من الإجراءات قبل الوصول إلى الإنتاج التجاري من مصادر غير تقليدية كمناجم الغاز الحجري الموجود في الصخور على عمق آلاف الأقدام تحت الأرض ويمكن الحصول عليه بكسر الصخور واستخدام مياه عالية الضغط بالتكسير الهيدروليكي بضخ عالي الضغط للسوائل والرمال في بئر لإطلاق الغاز. ولكن السؤال يطرح نفسه بالمخاوف البيئية من تأثير تقنيات التكسير على المخزون الجو في ذاته.

الصين على الخط

يشكل التعاون الروسي – الصيني في مجال الطاقة القوة الموجهة للشراكة الاستراتيجية الصينية – الروسية، وهو ما يراه الخبراء رائزاً يقف وراء الفيتو المشترك لصالح سورية في مجلس الأمن.

إن التعاون في مجال الطاقة هو (شحم) تسريع الشراكة بين العملاقين والأمر يتعدى إمداد الغاز بأفضليات للصين إلى المشاركة في توزيعه عبر (بيع الأصول والمنشآت الجديدة) ومحاولات السيطرة المشتركة على الإدارات التنفيذية لشبكات توزيع الغاز حيث تقدم موسكو حالياً عرضاً بالمرونة في أسعار إمدادات الغاز شريطة أن يسمح لها بالدخول إلى الأسواق الصينية المحلية لأن الأرباح تكمن في الداخل الصيني. ولهذا تم الاتفاق على أن الخبراء الروس والصينيين يستطيعون العمل سوية في الاتجاهات التالية:

«تنسيق استراتيجيات الطاقة في البلدين والتنبؤ ورسم السيناريوهات المستقبلية وتنميةالبنية التحتية للسوق وفعالية الطاقة ومصادر الطاقة البديلة».

وهنالك فضلاً عن التعاون في الطاقة مصالح استراتيجية أخرى تتمثل في التصور المشترك الروسي – الصيني في مخاطر المشروع الأميركي المسمى بالدرع الصاروخية ذلك أن واشنطن تشرك اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك المشروع. ولا تكتفي بذلك بل إنها وجهت دعوة إلى الهند في أوائل شهر أيلول/سبتمبر 2011 من أجل أن تصبح الهند شريكاً في البرنامج نفسه. كما تتقاطع مخاوف موسكو وبكين من تحرك واشنطن لإعادة إحياء استراتيجية آسيا الوسطى المدعو (طريق الحرير) وهو نفس توجه مشروع آسيا الوسطى الكبير الذي طرحه جورج بوش الأب لدحر النفوذ الروسي والصيني في آسيا الوسطى بالتعاون مع تركيا لحسم الموقف في أفغانستان عام 2014 وترتيب النفوذ(الناتوي) هناك والإشارات المتزايدة لرغبة أوزبكستان للقيام بدور المضيف لناتو في هذا المشروع. وهنا يقدر بوتين بأن ما يمكن أن يحبط غزو الغرب بشكل أساسي للرواق الخلفي الروسي لآسيا الوسطى هو اتساع الفضاء الاقتصادي الروسي المشترك مع كازاخستان وبيلاروسيا بالتعاون مع بكين بالنسبة لكازاخستان.

هذه الصورة لآليات الصراع الدولي تفسح في المجال أمام رؤية جانب من عملية تشكيل النظام العالمي الجديد على أرضية الصراع على النفوذ العسكري وعلى أرضية (القبض) على روح العصر: الطاقة وعلى رأسها الغاز.

الغاز السوري

مع بدء «اسرائيل» عام 2009 استخراج النفط والغاز بات واضحاً أن حوض المتوسط قد أصبح داخل اللعبة وأن سورية إما إلى هجوم عليها أو إلى سلام في المنطقة لأن عصر الطاقة النظيفة هو القرن الواحد والعشرين.

المعلومات المتوافرة تقول إن هذا الحوض هو الأثرى في العالم بالغاز حيث يؤكد معهد واشنطن أن سورية ستكون الدولة الأغنى وأن الصراع بين تركيا وقبرص سيستعر نظراً لعدم قدرة أنقرة على تحمل خسارتها لغاز نابوكو (رغم أن موسكو وقعت عقداً في 28/12/2011 مع أنقرة اتفقاً لتمرير جزء من السيل الجنوبي عبر أراضيها).

إن معرفة السر الكامن في الغاز السوري سيفهم الجميع حجم اللعبة على الغاز لأن من يملك سورية يملك الشرق الأوسط وبوابة آسيا ومفتاح بيتروسيا (حسب كاترين الثانية) وأول طريق الحرير (حسب الصين)، والأهم من يملك الدخول عبرها إلى الغاز يملك العالم خصوصاً أن القرن المقبل هو قرن الغاز. وبتوقيع دمشق اتفاق لتمرير الغاز الإيراني عبر العراق إليها ومن ثم للبحر المتوسط يكون الفضاءالجيوسياسي انفتح والفضاء (الغازي) قد أغلق على غاز نابوكو شريان الحياة وقال:»إن سورية هي مفتاح الزمن القادم».

وبات واضحاً أن السيطرة على الموارد وعلى رأسها الطاقة النظيفة هو الممر الأمثل نحو تشكيل النظام العالمي المتعثر التبلور منذ عام 1991 ، وظهر جليّاً ان السيطرة على الغاز وعلى طرق نقله هو مركز الصراع وهذا ما تجلى في الصراع الذي دار منذ 2011-2012 بخصوص سورية، إذ بدا أن تقاطب القوى في الصراع يتعدى بالتأكيد الأسباب الداخلية ويتجاوز حتماً مسألة المياه الدافئة أو قاعدة عسكرية لوجستية في ميناء طرطوس السوري.

بدأت معركة الطاقة مبكراً حيث وضعها نائب الرئيس الأميركي السابق لأوباما ديك تشيني (2000-2008) في مواجهة واضحة مع الصين وروسيا ، واستمرت بها سياسات أوباما الذي انخرط فيه في جيوبوليتيك النفط كجزء من صراع أميركي عالمي من أجل السيطرة المستقبلية في ما بين القوى العظمى.

لقد خلُص ديك تشيني منذ وقت باكر إلى أن إمدادات الطاقة العالمية لم تكن تنمو بالشكل المطلوب لكي تغطي احتياجات العالم المتزايدة وأن ضمان التحكم بما تبقى من إمدادات النفط والغاز الطبيعي سيكون مهمة أساسية لأية دولة تسعى إلى الحصول على أو الاحتفاظ بموقع متقدم في السلم العالمي.

وبشكل مماثل، فقد فهم أن ارتقاء الأمة يمكن أن تحبطه عدم القدرة على الوصول إلى إمدادات الطاقة.حيث أن جيوسياسة النفط تكمن في جوهر العلاقات الدولية وتحدد بشكل كبير صعود وهبوط الأمم. وهكذا وضعت خطة وتتألف من أربعة ملامح أساسية:
1) تشجيع إنتاج النفط والغاز محلياً بأي تكلفة وذلك من أجل تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الموردين الخارجيين من غير الأصدقاء، وبذلك تزداد حرية التصرف لدى واشنطن.
2) السيطرة على تدفق النفط من الخليج العربي (حتى وإن حصلت الولايات المتحدة على حصة أقل بكثير من مخصصاتها النفطية من المنطقة) وذلك لكي تحافظ على القبضة الاقتصادية على كبار موردي النفط الآخرين.
3) السيطرة على الممرات البحرية لآسيا وذلك للسيطرة على تدفق النفط والمواد الخام الأخرى إلى خصوم الولايات المتحدة الاقتصاديين الكامنين، الصين واليابان.
4) تشجيع «تنوع» الطاقة في أوروبة وخاصة عبر ازدياد الاعتماد على إمدادات النفط والغاز الطبيعي القادمة من جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في حوض بحر قزوين وذلك لتقليل اعتماد أوروبة الكبير على النفط والغاز الروسيين إلى جانب النفوذ السياسي الذي يمنحه هذا الاعتماد لموسكو.

وكان الهدف الأول وهو زيادة الاعتماد على الغاز والنفط المحليين في أميركا وهو ما كان موضع تركيز في السياسة القومية للطاقة وهي استراتيجية الطاقة التي قدمها تشيني للرئيس في أيار 2001 بتشاورات كثيفة مع ممثلي عمالقة النفط. واعتبر أن الهدف الأساسي لسياسة الطاقة القومية هو إضافة إمدادات من مصادر متعددة؛ أي النفط المحلي والغاز والفحم الحجري. وأيضاً يقصد به الطاقة المائية والنووية.

ودعت الخطة أيضاً إلى شن حملة منسقة من أجل زيادة اعتماد الولايات المتحدة على مصادر الطاقة الصديقة من دول نصف الكرة الغربي وخاصة البرازيل وكندا والمكسيك.

أما الهدف الثاني الذي يتمثل في السيطرة على تدفق النفط عبر الخليج العربي فكان السبب الرئيس لشن حرب الخليج الأولى وغزو العراق عام 2003 للتحكم بوريد نفط الشرق الأوسط.

وركز بشكل أساسي على ضمان التحكم بالممرات البحرية من مضيق هرمز في مدخل الخليج الفارسي (حيث يتدفق يومياً ما يعادل 35% من تجارة النفط العالمية) عبر المحيط الهندي وصولاً إلى مضيق ملقا وانتهاء ببحر الصين الجنوبي والشرقي.

وحتى يومنا هذا تبقى هذه الممرات البحرية أساسية من أجل البقاء الاقتصادي للصين واليابان وكوريا الشمالية وتايوان، هذه الممرات التي تسمح بمرور النفط والمواد الخام الأخرى لترفد صناعاتهم وتحمل بضائعهم المُصنّعة إلى أسواقهم العالمية. ومن خلال المحافظة على تحكم الولايات المتحدة بالقنوات الحيوية إلى ضمان ولاء حلفاء أميركا الآسيويين الأساسيين وتقييد صعود الصين.

وعبر السعي إلى تحقيق هذه الأهداف الجيوسياسية التقليدية كان يدفع نحو تعزيز الوجود البحري للولايات المتحدة في منطقة آسيا والمحيط الهادي وإنشاء شبكة من التحالفات العسكرية التي تربط اليابان وأستراليا والهند، وكلها كانت تهدف إلى احتواء الصين. وتم اعتبار روسيا كمنافس جيوسياسي وسعى إلى الاستفادة من كل فرصة من أجل تقليص قوتها ونفوذها، حيث كان يخشى على وجه الخصوص من اعتماد أوروبة المتنامي على الغاز الطبيعي الروسي الذي يمكن أن يقوض من عزمها على مقاومة التحركات الروسية في أوروبة الشرقية والقوقاز.

لمواجهة هذا التوجه حاولت واشنطن إقناع الأوروبيين بتحصيل قدر أكبر من الطاقة التي تعود إليهم والتي تتواجد في حوض بحر قزوين من خلال مدّ أنابيب جديدة إلى تلك المنطقة عبر جورجيا وتركيا. وكانت الفكرة أن يتم تجاوز روسيا عبر إقناع أذربيجان وكازاخستان وتركمانستان بتصدير غازها عبر هذه القنوات وليس عبر تلك الأنابيب التي تملكها غاز بروم؛ الشركة الاحتكارية الروسية التي تديرها الدولة. ومن هنا كانت فكرة غاز نابوكو.

عندما يتعلق الأمر بالسعي لتعزيز استقلالية الطاقة نرى أن أوباما قد احتضن التوجه القومي المتطرف في دعوته إلى زيادة الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي المحليين والموجودين في نصف الكرة الغربي مهما كانت أخطار التنقيب في مناطق الخارج الهشة بيئياً أو مهما كانت التقنيات الخطرة التي يتم استخدامها مثل التكسير بالمياه.

وسعت واشنطن مؤخراً إلى تسهيل عمليات التنقيب عن الغاز والنفط المتزايدة في البلاد ووعدت بتسريع هذه العمليات في مواقع جديدة بما فيها أراضٍ خارج آلاسكا وخليج المكسيك.

في خطاب حال الأمة في كانون الثاني2012 قال أوباما متباهياً: «على مدى السنوات الثلاث الماضية فتحنا ملايين الدونمات من الأراضي أمام التنقيب عن النفط والغاز. وهذه الليلة أصدرت توجيهاتي للإدارة لفتح أكثر من 75% من موارد النفط والغاز الكامنة في الخارج. والآن وفي هذه اللحظة أصبح إنتاج الولايات المتحدة من النفط الأعلى منذ ثماني سنوات. وليس فقط ذلك، ففي السنة الماضية انخفض اعتمادنا على النفط الخارجي ووصل إلى أقل مستوى منذ ستة عشر عاماً.»

وتحدث بحماسة خاصة عن استخلاص الغاز الطبيعي عن طريق التكسير في الترسبات الطينية: «نحن لدينا مؤونة من الغاز الطبيعي التي يمكن أن تبقي أميركا على قيد الحياة لمدة مائة عام،وعن زيادة اعتماد الولايات المتحدة على الطاقة القادمة من نصف الكرة الغربي وبذلك يقل اعتمادها على الموردين المعادين وغير الموثوقين في الشرق الأوسط وإفريقيا.

في آذار 2011 حاولت واشنطن مع البرازيل كمنتج كبير للنفط، أن ترسم علاقة توريد معها بما يمكن أن تساعد الولايات المتحدة في فطام نفسها عن نفط الشرق الأوسط

وتسعى واشنطن إلى ضمان السيطرة الأميركية على الممرات البحرية الحيوية الممتدة من مضيق هرمز إلى بحر الصين الجنوبي، وبناء شبكة من القواعد والتحالفات التي تحيط بالصين؛ القوة العالمية الصاعدة، على شكل قوس يمتد من اليابان وكوريا الجنوبية في أستراليا وفيتنام والفليبين في الجنوب الشرقي ومن ثم إلى الهند في الجنوب الغربي، لتنتهى إلى اتفاق مع الحكومة الأسترالية لبناء منشأة عسكرية في داروين على الساحل الشمالي من البلاد بالقرب من بحر الصين الجنوبي، وإنشاء تحالف يضم دول المنطقة من الدول المعادية للصين والتي يحاول الأميركيون أن تشمل الهند لانتزاعها من قبضة البريكس، وتشكيل استراتيجية تهدف إلى تطويق الصين – وهي استراتيجية يراد منها إدخال الهند في النظام الحالي للتحالف الأسيوي مع أميركا بما يخلق ذعراً وانتكاسة لبكين.

وفي النهاية، فإن أميركا قد خطت خطوات في ما يتعلق بالجهود المبذولة من أجل تقليل النفوذ الروسي في أوروبة وآسيا الوسطى عبر تشجيع بناء أنابيب نفط وغاز جديدة تمتد من بحر قزوين عبر جورجيا وتركيا إلى أوروبة. باقتراح بناء خط أنابيب غاز العابر للأناضول(غاز نابوكو)؛ وهو ممر مخصص لنقل الغاز الطبيعي من أذربيجان عبر جورجيا وتركيا وصولاً إلى أوروبة مجانباً روسيا، طبيعياً.

كان الترتيب العالمي للغاز يتأرجح بين روسيا و تركمانستان واذربيجيان وجورجيا وإيران و قطر، وباتت الدراسات تتحدث عن ترتيب جديد يقره واقع المخزون الاستراتيجي الجديد حيث أولا روسيا: (في حوض غرب سيبيريا: باحتياطي يُقدّر بـ 643 تريليون قدم مكعب) وثانياً الربع الخالي (426 تريليون قدم مكعب)+ حقل غوار الكبير شمال شرق السعودية (227 تريليون قدم مكعب) ، و ثالثاً غاز البحر الأبيض المتوسط 345 تريليون+5.9 مليار برميل من الغازات السائلة +1.7 مليار برميل من النفط ، وجلّ ذلك في سورية، حيث تتحدث دراسات أخرى عن أن ما يُرى في البحر المتوسط مركزه في سورية وأن اكتشاف حقل «قارة» بما يحقق 400 الف متر مكعب يومياً قد حسم أمر واقع ثراء سورية بالطاقة وصولاً إلى اعطائها المرتبة الأولى، ورابعاً حزام حقول الغاز على امتداد الخليج العربي (حزام زاغروس) من إيران إلى العراق(212 تريليون قدم مكعب).

تقول الفورين بوليسي: بالنسبة لـ»إسرائيل»، فإن الغاز صفقة مربحة في كل الاحوال وبغض النظر عن كمية الصادرات وإلى من تتجه. كان يمكن لـ»اسرائيل» الاستفادة من الارباح بشكل كبير خلال العقود الماضية،


لكن المحلل في معهد «بروكينغز» الاميركي، ناتان ساكس، يرى انه من الافضل لاسرائيل «أن تأتي هذه الطفرة الآن، لان اقتصادها بات أكثر نضجا.. ان ما يجري لها نعمة». ومن يحاول مراجعة فكرة تصدير الغاز الى اوروبا، يصطدم بالصمت الكامل. اول الاسباب عائد للشك باتكال الدول المستهلكة في أوروبا على النفط والغاز العربي التزاما منها باتفاقات التوريد معها.


وحسب الفورين بوليسي فإن السبب الثاني يتعلق بخط الأنابيب الثابت الذي سيشكل ممرا للغاز، وما اذا كان سيحتاج الى اجتياز سورية قبل ان يتوجه الى اليونان وبقية دول أوروبا. اما السبب الثالث، فهو الشك بعدم رغبة التجار الموردين بالالتزام كثيرا تجاه أوروبا في وقت هناك جار «جائع» هو آسيا. ويرى مراقب الشرق الأوسط في مجموعة «أوراسيا» كريسبين هاويس، أنه يمكن لسورية ان تغير مجريات اللعبة. قد يُلحظ ذلك في لبنان، وتحديدا في ما يتعلق بـ«حزب الله»، «ففي حال سقوط نظام الأسد، سيكون هناك مستقبل آخر لحزب الله ولأمن الحدود الشمالية لـ»إسرائيل»، وقد يؤدي ذلك الى استعادة التفاوض على اتفاق بشأن الحدود البحرية المشتركة بين «إسرائيل» ولبنان».
إن انتقال الغاز إلى البحر المتوسط يستوجب المرور عبر سورية كما أن اختيار إيران طريق العراق ثم سورية فالبحر المتوسط لنقل الغاز قد أطاح بمشروع الأميركيين (غازبابوكو) وثبت مشروعي السيل الشمالي والجنوبي الروسيين مع ما يضاف لهما من استثمارات في شرق المتوسط كأولوية على حساب الأميركيين والغرب. حيث لا يستثمر الأميركيون إلا في «اسرائيل» وقبرص لاهثين وراء الغاز والنفط اللبنانيين بعد ضياع فرصة الغاز السوري

واضح أن دمشق أرسلت رسائل باستعدادها لتمرير الغاز السعودي والإيراني ومن محيط روسيا للبحر المتوسط ولا تقطع الطريق أمام تعاون مع تركيا، لكن اللغة المستخدمة حالياً أن انتقال الغاز القطري ليس في أجندة السوريين.

ولا تزال المعركة … مستمرة.

د. عماد فوزي شعيبي – رئيس مركز المعطيات والدراسات الاستراتيجية

صحيفة البناء اللبنانية



المصدر : حرب الغاز : الصراع على سورية و الشرق الأوسط … بقلم : د. عماد فوزي شعيبي – مركز عرين للمعلومات http://www.areen.info/?p=2207#ixzz2qNDAbrmj
مركز عرين للمعلومات
Under Creative Commons License: Attribution Non-Commercial
Follow us: @arinsouria_ar on Twitter | arinsouria on Facebook

9) تعليق بواسطة :
15-01-2014 09:56 AM

شكرا للأخ الدكتور حسين وللأخ إبراهيم على المعلومات القيمة التي وردت في كل من مقال الدكتور حسين والدكتور عماد
ولا شك بأنه قد حان الأوان للتفكير بوضع تخطيط استراتيجي شامل لمستقبل الغاز والنفط في الدول العربية ويبدو أن الممرات المائية الإستراتيجية التي كنا نفخر بأنها تعطي للدول العربية أهميتها الجغرافية والإستراتيجية التي تربط بين دول العالم سوف تصبح هذه الممرات هي التي تضيق الخناق وتعمل على سجن الدول العربية وتعزلها عن العالم إذا لم نفكرا فعلا باستخدام خطوط أنابيب النفط والغاز للحاق بكل من روسيا وإيران وإسرائيل كما أن الإشارة المستفيضة في مقالة الدكتور حسين حول الغاز في الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط ودخول إسرائيل حلبة تصدير الغاز عام 2013 سوف يلقي بظلاله على سباق مجنون من أجل التحكم بهذه الكميات الهائلة من الغاز على الشواطىء السورية واللبنانية وقطاع غزة وهو كما ذكر الدكتور حسين سيكون سبب نزاعات وحروب المستقبل

10) تعليق بواسطة :
15-01-2014 03:26 PM

أن من أعظم مخاطر الأمور أننا ابتلينا بأنفسنا قبل أن نبتلي بأعدائنا ومن السهل علينا أن نلوم أعداءنا وعلى رأسهم في القرن الماضي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومن قبلهم لمنا الإمبراطورية العربية على تخلفنا واليوم فإننا نلوم الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا ولكننا نهرع إليهم لمساعدتنا في التخلص من قادتنا نحن نعلم أننا نقتتل لا كدول عربية فقط بل نقتتل كدول مسلمة فبعد أن كنا دولا رجعية ودولا ثورية أصبحنا دولا سنية ودولا شيعية ولا نعرف بعد غد ماذا سنصبح هل نصبح أعداء حسب مكان الولادة . نعم هناك تريليونات من الدولارات تم إنفاقها في تسليح الجيوش العربية لمحاربة إسرائيل ومن بعدها تسليح العراق ضد إيران وبعدها تسليح وتغطية نفقات الحروب الموجهة ضد صدام إن نفقات الجيوش العربية تستهلك النصيب الأكبر من موازنة الدول العربية ولقد اختلطت الأوراق وتغيرت المفاهيم ونحن في سبيلنا إلى تغيير نوعية الأعداء ولكن الأهم من هذا وذاك أن وظيفة الجيوش العربية الرئيسية هي الحفاظ على أنظمة الحكم هؤلاء الحكام الذي أوصلتهم علاقاتهم بالدول العظمى إلى كراسي الحكم ضد إرادة شعوبهم وسؤالي هنا هل تظن يا دكتور حسين أن رؤساء دول الخليج يستطيعون رفض أي مطلب للولايات المتحدة فإذا أرادت الولايات المتحدة من الإمارات العربية شراء صفقة طائرات أو شراء عدد من الدبابات أو أي نوع من السلاح هل يستطيع قادة هذه الدول رفض هذا المطلب وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تقوم السعودية بدعم الحركات المتطرفة كما حدث في حرب أفغانستان حين طلبت من السعودية دعم طالبان والجماعات الإسلامية ضد الإتحاد السوفياتي الأمثلة كثيرة فنحن لا نملك حتى حق الدفاع عن أنفسنا أنظروا إلى محمود عباس ألقى نفسه في أحضان الولايات المتحدة وفي حضن إسرائيل ألغى بجرة قلم حق العودة وهدد بعدم السماح بأي إنتفاضة والآن يأتي كيري كي يفرض على الأردن منح الجواز الأردني لمليوني فلسطيني وتوطينهم في الأردن مقابل مليارات الحديث يطول وشكرا للدكتور حسين على المعلومات الهامة التي ضمنها في مقاله ولكن لا حياة لمن تنادي

11) تعليق بواسطة :
15-01-2014 06:56 PM

تحية تقدير إلى الدكتور حسين لأنه يفكر بمصلحة الأمة العربية جمعاء وإن توجهه إلى دول الخليج من خلال حرصه على مصلحة الأمة العربية ولكنني وبكل أسف ومن خلال ما تعرضت له الدول العربية الإسلامية بدءا بفلسطين وأفغانستان ومن ثم العراق وإيران والسودان واليمن وليبيا وسوريا وكل المؤشرات تشير إلى أن ما تتعرض هذه الدول لا بد وأن ينتشر في القريب العاجل إلى بقية الدول وعلى رأسها دول الخليج لا سيما وأن البحرين قد اكتوت بنار فتنة سببها ليس البحرين بالتأكيد لأن وضع الشيعة في البحرين هم أحسن حالا من أي دولة عربية بل وأحسن وأفضل بكثير من إيران فالتأمين الصحي متوفر والتعليم مجاني والإسكان قائم على قدم وساق وإن نسبة أصحاب المنازل ومالكي الشقق هي من أعلى النسب في العالم والبحرين من أوائل الدول تحقيقا للديمقراطية من حيث إنتخاب النواب بكل حرية كما أن مستوى المعيشة من أفضل المستويات وهناك قرار لتأمين دخل ثابت لكل المواطنين البحرينيين بل وتقديم مساعدة للشباب للزواج إن الهدف من الحركات للشيعة هو اتخاذ البحرين كموطىء قدم باعتبارها أقرب دولة قريبة من المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية ذات الغالبية العظمى من الشيعة وإن ما يحدث في البحرين ليس موجها ضد نظام البحرين بقدر ما هو موجه للضغط على السعودية من قبل إيران كما أن إرتفاع نسبة الوافدين لا سيما أصحاب الإقامات من الهنود والباكستانيين قد ارتفع بدرجة عاليةأصبحت تشكل خطرا على التركيبة الديمغرافية للمواطنين العرب وأصبحت نسبة عالية من هؤلاء الوافدين لا سيما الذين قضوا فترات طويلة وأصبح لهم شركات وأعمال ومؤسسات تجارية أخذوا يطالبون الدول العربية لا سيما دولة الإمارات العربية والكويت بتجنيسهم
وفي النهاية الكل يعلم أن النفط والغاز هو المصدر الرئيس لهذه الدول العربية ولا بد لهذه الدول أن تبدأ بالتخطيط لتنفيذ خطوط أنابيب الغاز والنفط والدخول في التنافس الذي تقوده روسيا بالرغم من استمرار حاجة العالم بأسره إلى النفط وإلى ناقلات النفط العملاقة ولكن لا يضيرنا أن نفكر بالتقدم ومسايرة الركب وعدم الإعتماد كليا على الممرات المائية

12) تعليق بواسطة :
16-01-2014 10:31 AM

الأخ الدكتور حسين أنت متفائل أكثر من اللزوم وتظن أن الملوك والرؤساء يخططون للغد وتظن أنهم مهتمون بمستقبل الأمة وأريد أن أضرب لك مثلا حين كان الفريق الأردني المفاوض في واشنطن يسهلر الليل ويقضي وقته في لعب الشدة (الهند ) حتى ساعات الصباح الباكر في إحدى غرف الأجنحة الفخمة لأحد فنادق واشنطن كان هناك أكثر من أربعين خبير سياسي واقتصادي وقانوني وعسكري في الجانب الإسرائيلي يدرسون كل كلمة وكل حرف وكل بند من بنود الإتفاقية قيد التفاوض وبينما كان الجانب الأردني يفكر في جمع مياوماته ويرسل أعضاء السفارة الأردنية إلى الأسواق في جوج تاون لشراء الهدايا كانت السفارة الإسرائيلية خلية من النشاط والنقاش والعصف الفكري في صالح إسرائيل

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012