أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الرسالةماذا نقول بذكرى خير الانام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

بقلم : محمد مطلب المجالي
13-01-2014 11:29 AM
ماذا نقول بذكرى خير الانام 
سيدنا محمد علية الصلاة والسلام!!! 
ماذا نقول ونحن في 
حالة التمزق والاختلاف والتشظي وزيغ القلوب قلوب غلقت وران عليها واحتجبت رميت بسهام الاختلاف وبسيوف الفرقه فاين نحن من صاحب الذكرى 
محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته قدوة الامه في قوله وفعله وفي تقريره وصفاته والذي لا بد من الاقتداء به والسير على نهجه والنهل من معينه الذي يخرجنا من هذه الاوضاع القاسية الصعبة بكل ما فيها من خلافات وتشرذم وصراعات ومشكلات إلى حالة الاستقرار والسكينه 
ان الاحتفال بالمولد النبوي يتطلب منا ان نكون في صف واحد وقوة واحدة مهما كانت مصالحنا فإن مصلحة الأمة ووحدتها ومنعتها وقوتها أكبر وأهم من كل المصالح الخاصة وإذا ما اجتمعنا جميعاً حول سيرته كان في اجتماعنا قوة لنا ووقانا الله شر التفرق والهمنا سواء السبيل فإن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة التي بها نقتدي وبنهجه نسير وبهديه نستنير،ولكنا وللاسف الشديد 
نستحي عندما نقف في واقع الاحتفال بهذه المناسبه العظيمه اعادها الله على الأمة بالخير والنصر ساعة نرى الواقع المؤسف الذي تحيا به الامة، من انقسام وتشرذم وحالة تسر العدو وتغيظ الصديق تقاسم و خلافات لا عد لها ولا حصرلها واقع يتنافى مع ما تعلمناه في مدرسة محمد العظيم والذي من اهم اهداف رسالته جمع الصفوف وتوحيد النفوس وتأليف القلوب وسل البغضاء والعداوة والكراهية من بين المسلمين لقوله عز وجل: {واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} 
كان العرب في الجاهلية اعداء متفرقين مختلفين متصارعين وبينهم كل انواع البغضاء والتناحر فجاءعليه السلام فجمع الامه ونصحها على كلمة التوحيد ولم تعد الأمة منقسمة على نفسها ومتفرقة فهي تناقض نفسها في احياء احتفال عنوانه المولد النبوي الشريف الذي عمل على وحدة الأمة وعلى ان تعتصم بحبل الله جميعاً بلا تفرق. 
فالتناقض مؤشر على ان الأمة لا تعيش حالة وعي ولا تلامس جوهر رسالة سيد العالمين وخاتم المرسلين ولا بد من الخروج من هذه الحال إلى حالة الوحدة والقوة في هذه الفتره 
و مع اقتراب الذكرى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد في انفسنا غصة كبيرة عندما نوازن بين واقعنا وبين التعاليم التي ارساها لنكون بحق خير امة اخرجت للناس فهل نحن الان خير امه؟ وهل نستحق هذه الخيريه؟ 
فواقعنا في تنوع الميادين يحمل الظلام الدامس الذي يرتد على النفوس لتنزف قلوبها، فالربيع العربي لم يستقر على حال مطمئنة، والواقع المعاش يزداد ترسخاً وظلماً وفساداً ، وتتنوع اسلحته القاتلة في كثير من مجتمعاتنا بدلاً من رؤية واعية تستلهم وحدة الموقف لوحدة المصير. 
واما ما نراه من مآسٍ لأخوة نازحين ونحن ننعم بالدفء يجعل قلوبنا تبكي ويزداد الالم عندما نرى نصرة الظالم على المظلوم 
لقد غاب عنا الحوار الهادف واعدمت الحريه وحل الخصام وتعتقت الكراهيه وسكن الكره والبغض ولم تعد نقول اقوالك سيدي يا رسول الا كلاماً لا روح فيه عبارات نرددها ولا نعي معانيها نتراشق بالكلام البذيء ويغيب عن مجالسنا ادب النبوه التي علمتنا اياها وبعدت الشقة بيننا والعداء هو سيد الموقف فأين نحن من سنتك يا سيدي؟ واين نحن من وحدة الصف ووضوح الرؤية وسلامة التخطيط ومعرفة النفس وما يراد لها وما يراد منها. 
لقد بلغت النرجسية فينا مبلغاً حتى لغى كل منا الاخر وطغت المصلحة الخاصه على مصالح العباد سحق المستضعفين وطالت مخالب الفاسدين وضاع الحق وتاه في الظلمه فالرفق والاحسان والمحبه والترفع عن الصغائر كلها مصطلحات لم نعد نستخدمها حبست واعدمت وحكم عليها بالمؤبد، 
فعذراًمولاي لقد اصبحنا في زمن اصبح الحليم فيه حيراناً واصبح العاقل منا يتمنى لويسلب عقله ويجن ويتوه 
اننا نستقبل ذكراك وفي النفس غصة لما وصلت إليه أمور الأمة من تراجع وفي شتى امورها ويزداد الألم عندما نرى الاهتمامات تتوزع في شتى المناحي وتضيع عن هدف الأمة الاسمى في التوحد والعزة وتصبح ايامنا كقطع الليل المظلم 
سيدي رسول الله عذراً فإننا لا نجد ما يتناسب مع مقامك وما جئت به وما بعثت به من هذا الدين العظيم الذي باتباعه كنا سادة الدنيا وخير أمة أخرجت للناس، 
سيدي رسول الله عذراً فاننا على أبواب الاحتفاء بذكرى مولدك الذي جعل قرارنا مستمداً من ايماننا ومن قناعاتنا ومن اتباعنا لك وأنت الاسوة الحسنة لنا في كل ما نفعل ونقول 
وصدقت وانت القائل(تركت ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي) 
وصلى الله عليك سيدي صاحب الذكرى.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012